أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاطع جواد - صفحات رمادية من الذاكرة..(خيلان)..11















المزيد.....

صفحات رمادية من الذاكرة..(خيلان)..11


كاطع جواد

الحوار المتمدن-العدد: 3602 - 2012 / 1 / 9 - 15:34
المحور: سيرة ذاتية
    


بعد العمل القبيح الذي مارسه أتباع إبراهيم علاوي تحت ذريعة ما يسمى (الدفاع عن الحزب) وذلك بالاعتداء علينا بالضرب أنا وبيتر ومصطفى وما سمعناه من استهجان وكلمات نابية من عباس وفاروق وشيخ علي ..فقد تم إعادتنا للمعتقل تحت تهريج وسباب المعتوه (عباس ) وكأنه أنتصرَ على الفاشية وحقق نصراً كبيراً على البعث متناسيا أننا رفاق ونتشارك معه ومع جميع من يتواجد في المقر بفكرٍ واحد وشعارٍ واحد ومصيرٍ واحد,هو محاربة الفاشية والسعي إلى تحقيق ما نحلم به من أفكارٍ ثورية ,وتحت شعار مشترك هو(وطن حرٌ وشعبٌ سعيد)..
حتى وأن كانتْ أفكارنا هذه لا يمكن أن تتحقق في الوقت القريب فإننا نملكُ رؤى مشتركة على اقلِ تقدير ,فالذي كانت أهدافهُ هي الحرية والسعادة لشعبهِ لا يمكن له أن يسلكَ وسائل وضيعة مع الجميع كيف وأنه قد مارسها مع رفاقه .. تألم حسن ومصير لما أصابنا من ضرب على أيدي فاروق وشيخ علي ,كان هذا الحدث مؤلم جداًلنا جميعاً ليس كوننا ضُربنا بل لأن الضرب كان على أيدي رفاقنا وليس على أيدي البعثين!!.كان جميع الرفاق الذين يتواجدُ في المقر مصابين بالدهشة والخوف لما آلت إليه الأمور وهم يشاهدوا الاعتداء علينا بأعينهم!! لماذا يُفعل برفاقهم هكذا وكأنهم عناصر من البعث أو من الأسرى !؟حتى وان كنا أسرى أو معتقلين من حزب آخر لا يجوز أن نعامل بهذه الصورة الوحشية وبهذه الطريقة البعيدة عن الخلق الشيوعي!!... بعد مدة ليست بالبعيدة من الاعتداء علينا طلَبْنا أنا ومصطفى مقابلة إبراهيم علاوي لمعرفة مصيرنا وسبب احتجازنا الذي لا نعرف نهايته وأسبابه المعقولة وأن تصرفهم هذا غير مقبول ,كان حسن وبيتر غير راغبين بمقابلة إبراهيم علاوي خاصةً الرفيق حسن لأنه كان حاد الطبع ولا يتحمل أي نقاش مع إبراهيم وربما يقوم بعمل تكون عواقبه سيئة عليه خاصةً وأن جماعة إبراهيم علاوي قد حزموا أمرهم على تصفيتنا ,لكن الأمور غير مهيأة لهم بالوقت الحاضر وليست مناسبة للوضع الذي كانوا فيه ...قابلنا فاروق بعجرفته وتكبره المعتادان وهو يقول إن أبو ليلى لا يريد مقابلتنا لأننا أسأنا للحزب بأسطفافنا مع الخونة !!وطلب منا إن ننقدَ أنفسنا ونعتذر للحزب(إبراهيم علاوي) ,لكننا رفضنا لأننا لم نقمْ بشيء يستحق النقد والاعتذار منهم لأنهم هم من أساء ألينا باحتجازنا دون سبب..رأينا إن حديثهُ هذا ليس ذي فائدة ترجى منه كما أنه لم يحصل على مبتغاة منا وهو الاعتذار,فأُعُدْنا إلى المعتقل ....دام احتجازنا أكثر من شهرين وكان ذلك من شهر شباط وحتى منتصف شهر مايس 1973..وخلال فترة احتجازنا تلك كان يُرسلْ بطلب مصيرعدة مرات للتحقيق معه كما ذَكرتُ سابقاً ,لكن في إحدى المرات طلبَ منه إبراهيم علاوي (أن يقوم بمهة اختبار لنواياه وإذا كان غير متعاون مع الأمن أم لا,وكذلك ليثبت أخلاصه للحزب, وأن هذه المهمة هي التي سوف تنجيه من التهم بالخيانة وقد يطلق سراحه ويقدم له الاعتذار). هذا ما أخبرنا به مصيرفي آخر مرة أُرسل للتحقيق معه ..وفي أحدى الليالي أرسل بطلب مصيركالعادة لكننا لم نشاهده بعد ذلك لحد الآن للأسف الشديد.. فقد تم إعدامه كما علمنا فيما بعد...
وبعد مدة ليست بالطويلة من غياب مصير كان الوقت صباحاً إذ بباب السجن يُفتح على غير عادته ,كانت العادة يفتح 3 مرات باليوم لقضاء حاجتنا تحت الحراسة أما هذه الساعة فكان الأمر غير اعتيادي فقد أطلّ علينا المدعو (مصطفى ) ,كان مصطفى هذا من المقربين لإبراهيم علاوي خاصةً خلال سفراته إلى خارج العراق , وكان مصطفى شخصية هادئة وطيبة لكنه ملتزم مع إبراهيم علاوي شأنه شأن الآخرين الذين يعتبروا إن إبراهيم علاوي هو (رب) الحزب والخروج عليه خروج على (الشرعية ) وان معارضته هي خروجاً على الحزب ..عند ما فتح مصطفى باب السجن كان يبدو علية الارتباك والخوف و أمرنا مباشرةً بالخروج من المعتقل وكانت دهشتنا عندما شاهدنا أعداداً غفيرة من (البيش مركه) واقفين خلف مصطفى .لا نعرف من أين جاؤا وكيف ولأي جهة ينتمون؟؟!! .. رحبوا بنا وأعلنوا عن أسفهم لاعتقالنا ,أصبنا بالحيرة والارتباك لأننا لا نعرف مالذي حدث بالضبط ,كان البقية من (البيش مركة) منتشرين في كل مكان وهناك قسمٌ منهم يجمع السلاح من المكان الذي كان مخزوناً فيه ..شاهدتُ عباس واقفاُ وهو يكيلُ لنا السب والشتم ويقول (روحوا تعاونوا مع البعث ياخونه وكلام اخر لا اتذكره),فما كان من أحد عناصر البيش مركه أن توجه له ورفع كعب بنقديته على وجهه لتهديده ومنعه من الكلام ضاناً منه ان الكلام موجه له لأنه لا يجيد العربيه ,بعدها تراجع عباس ولاذ بالصمت ..اُمرنا قائد (البيش مركه) بأن نستقل السيارة التابعه للقوه التي أحتلت المقر وتوجهوا بنا الى (كلاله) دون أن نعرف السبب الذي جعل هذه القوة تقوم بأحتلال المقر وأخذنا وأخذ سلاح الحزب وأحتلاله!!.. هناك اُدخلنا على المسؤول الأول في (هيز بالك) "الهيز هو القوة الأولى في تشكيلات البيش مركه",والذي كان أسمه (عوله آغا) كان رجلا كبير السن لكن يبدو عليه النشاط والحماس..رحب بنا وأخبرنا بأن جماعة أبراهيم علاوي قتلوا رفيقنا (أبو جعفر) وأنهم آسفون لما أصبنا .. و نحن الآن بحمايتهم لحين أستتباب الأمن وكذلك لسلامتنا واننا أصبحنا في عهدتهم ..خلال خروجنا من مكتب عوله آغا شاهدتُ مجموعه من الرفاق محتجزين بمقر الهيز وكان من بينهم (سمير) ,كانت صورته لاتزال لحد الآن عالقة في ذهني رغم اللون الرمادي الذي اصابها بفعل السنين !!,لا أعلم لماذا ربما لأحساسه بالألم لما أصابنا وربما للحيرة والأرتباك التي هو فيها ..لأنه كان متعاطف معنا بشدة لكن خوفه كان يمنعه من أن يصرح بذلك او اسباب اخرى .. كما هو حال البقية خشيةً أن يكون مصيرهم كمصيرنا وربما أشد ..وهم معذورون في ذلك..
توجهتْ بنا السيارة الى منطقة حاج عمران وعند وصولنا طَلبوا منا الترجل , اذ كان هناك سجن تابع للحركة الكورديه يسمى سجن (خيلان) ,ضن مأمور السجن للوهلة الأولى بأننا من المعتقلين فقد قام بتفتيشنا ,لكن الآوامر الذي تسلمها جعلته يغير لهجته ويطلب الأعتذار منا ومرافقتنا الى بيت غير بعيد من السجن ..كانت هناك قرية تقع على السفح المواجه للسجن وفيها عدد قيلي من المنازل تسمى (خيلان) اَوصلنا مأمور السجن الى بيت أحد الشخصيات المعروفة بالمنطقة,كان ذلك الشخص من رجال الدين ومن العائلة (النقشبنديه) المعروفة في المنطقه والمحترمه لدى القيادة الكورديه..تعرفنا عليه بعد ان رحب بنا وهو يحدثنا بالعربية الفصحى كحال اغلب رجال الدين ,وكذلك مظهره ولباسه المميز عن الآخرين,ثم
قدمَ لنا الطعام والماء وأخذَ يحدثنا عن تفاصيل مقتل أبو جعفر كما رُويتْ له وليس كما شاهدها حيث قال؛.. بعد أن أطلق البارت سراح ابو جعفر من التوقيف غادر المكان بأتجاه قرية حافيز (مقر اللجنة المركزيه للحزب الشيوعي العراقي) ولما شُوهد من قبل جماعة أبراهيم علاوي بعد علمهم بموعد اطلاق سراحه (لا أعرف كيف؟؟!)..سبقوه لمنتصف الطريق وأنْزلَ من السيارة وتم أعدامه من قبلهم وهم يهتفون (تعيش جمهورية الصين الشعبيه) ..لا أدري ما علاقة أبو جعفر بالصين الشعبية!!,لكن هذه كانت أحدى شطحات أبراهيم وغبائه هو وجماعته... كان الأشخاص الذين قاموا بقتله هما (حسين وغفور) كان حسين مسؤول عن نقطة ناوكليكان المقر الرئيسي للحزب سابقاً...وعند وصول خبر مقتل أبو جعفر الى قيادة البارت أمرت هيز بالك بأن يعتقل الجناة ويغلق المقر ويطلق سراحنا ...هذاكل ما يعرفه الشيخ الذي نحن بضيافته عن الموضوع ..لم يطلْ بقائنا في ضيافة الشيخ حتى أمرونا بأن نتحول لمكانٍ آخر قريب من السجن حيث وفروا لنا خيمة وأدواة طبخ وزودونا بكل ما نحتاجه من مستلزمات المعيشه.. . بقينا هناك أنا وبيتر وحسن ومصطفى مدة من الزمن لا اذكرها بالضبط لكنها ليست طويلة ..أذا بشخصٍ أسمه (حمه عزيز ,المسؤول عن أستخبارات وسجون البارت) حضر الينا وهو يعلن أسفه لما أصبنا على ايدي رفاقنا ويخبرنا بالخبر السئ الآخر وهو مقتل الرفيق (مصير) بابشعْ صورة (طعنا بالحراب) وأن الذي قام بالقتل محتجزاُ لديهم للتحقيق معه ,لكنه أضاف أن أمراً غريبا آخر قد حدث..وهو أن أخت وأم مصير قد حضرتا الى كوردستان لمعرفة مصيرأبنهما وأن أخته أخذت تتحدث بأمور محيره ومثيره للشك والريبه, اذ اخبرتهم (بأنها مخطوبه لأحد ضباط الأمن وأن مدير أمن الحلة قلق على مصير !!!) كون مصير من أهالي الحله ..عندها عرفنا مدى المؤامرة المحاكة للأنتقام من مصير وان هذه الطريقة ( وهي ايهام الجهة التي ينتمي لها مصير بأنه عميل لهم هووجميع عائلته يعملون لصالح الاجهزة الامنية البعثية) اما لماذا تحدثت اخته بهذه الطريقه التي وصفها حمه عزيز فاعزناه لضغط مورس ضدها (وما اكثر اساليب البعث الشيطانيه),كانت هذه واحدةً من أساليب ناظم كزار الجهنمية وأن المسكين مصير راح ضحية مؤامرة بعثية خبيثة مخطط لها بعناية وقد نفدذها أبراهيم علاوي بغبائه وبمساعدة عناصر أمنية تعمل داخل المقر وتراقب المشهد وتبعث بتقريرها الى بغداد عن كل ما يصيبنا وبكامل التفاصيل ,هذا ما سأتحدث عنه لاحقاُ بعد أن اُعتقلتُ في الأمن العامه حيث واجهني احد هؤلاء العملاء بالحقائق والوقائع اليومية التي مرتْ علينا في كوردستان وبأدق التفصيل خاصةً تلك التي واجهتنا في "كاني سبندار"..لأنه كانوا معنا أو بالحقيقه مع حسين في مقر ناوكليكان وربما هو من قتل ابو جعفر!!...



#كاطع_جواد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفحات رمادية من الذاكرة..(المعتقل)..10
- صفحات رمادية من الذاكرة..(مصير)..9
- صفحات رمادية من الذاكره..(كاني سبندار)..8
- صصفحات رمادية من الذاكرة..(ابو ليلى وفاروق)..7
- صفحات رمادية من الذاكرة..(ابو جعفر وابو سميرة)..6
- صفحات رمادية من الذاكرة..(ناوكليكان)..5
- صفحاترمادية من الذاكرة..(كوردستان)..4
- صفحات رمادية من الذاكرة..(سعيد بجاي)..3
- صفحات رمادية من الذاكرة..(أرهيف خزيعل)..(2)
- صفحات رمادية من الذاكره ...(1)


المزيد.....




- أثار مخاوف من استخدامه -سلاح حرب-.. كلب آلي ينفث اللهب حوالي ...
- كاميرا CNN داخل قاعات مخبّأة منذ فترة طويلة في -القصر الكبير ...
- جهاز التلقين وما قرأه بايدن خلال خطاب يثير تفاعلا
- الأثر الليبي في نشيد مشاة البحرية الأمريكية!
- الفاشر، مدينة محاصرة وتحذيرات من كارثة وشيكة
- احتجاجات حرب غزة: ماذا تعني الانتفاضة؟
- شاهد: دمار في إحدى محطات الطاقة الأوكرانية بسبب القصف الروسي ...
- نفوق 26 حوتا على الساحل الغربي لأستراليا
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بها
- الجيش الأمريكي يختبر مسيّرة على هيئة طائرة تزود برشاشات سريع ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاطع جواد - صفحات رمادية من الذاكرة..(خيلان)..11