أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد مقصيدي - كيفية صلاة الإستسقاء عند العلمانيين















المزيد.....

كيفية صلاة الإستسقاء عند العلمانيين


محمد مقصيدي

الحوار المتمدن-العدد: 3598 - 2012 / 1 / 5 - 16:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ربما تكون صلاة الإستسقاء عند العلمانيين أكثر جدوى في المغرب , رغم أن صلاتهم لا تتوفر على ركعتين بسبع تكبيرات في الأولى وخمس في الثانية , ورغم أنهم ينكرون أن ما يشبه اسقي عبادك وبهيمتك وانشر رحمتك وأحيي بلدك الميت , لن تنفع شيئا , إذ أشاطرهم الرأي شخصيا في هذه المسألة , لأنه لو كان الأمر بكل هذه البساطة , لما كنا مثلا في حاجة إلى مستشفيات وأطباء واكتفينا بالدعاء للشافي العافي وحده
غريب أمر هؤلاء القادة السياسيين الذين يصرون على إستعمال الدجل والشعوذة لتدبير أمور الدولة , يصرون على أن يمرغوا أنف الله في الوحل من أجل الإستمرار في السلطة , غريب أن تتم عملية النصب والإحتيال على الشعوب باستعمال الله كصنارة . الأغرب أيضا , هو تلك الثقة العمياء للمسلمين والسذاجة المطلقة أمام كل ما يأتي بعباءة الإسلام .
إن التشبث بإمارة المؤمنين من طرف الملك لا يجد جذوره في موضوع العقيدة , بل هو تكتيك سياسي محض للتحكم في الشعب عن طريق تيليكومند الدين . وإمارة المؤمنين تستعمل لتكميم أفواه المعارضين السياسيين ولضبط التوازنات لصالح النظام القائم . إنه الأداة الأكثر نجاعة لممارسة الديكتاتورية بشكل لا يثير الإنتباه . وإذ ليس موضوعنا إمارة المؤمنين , بل بعض الممارسات المرتبطة بهذا المفهوم والتي تعود للقرون الوسطى وما قبلها . وبمناسبة الدعوة للإستسقاء سنحاول أن نستسقي بدورنا أن يهبنا الله القليل من العقل بدل زخات المطر .
أي شيء آخر يبعث على الضحك أكثر من أن تطلب القيادات السياسية العليا في البلاد من شعوبها التوجه إلى الله ببعض الصلوات لكي يسقط المطر , وكأن الله يشرب الشاي وينتظر في مكتبه صراخ بعض الناس , لكي ينهض من خموله ويقلب بين أوراقه حتى يصدر قراره مختوما ونهائيا لتسقط المياه في بعض الأماكن الجافة , أو الأماكن التي تأخر عنها المطر في النزول .
أولا , لو كانت هذه القيادات صادقة مع نفسها لكانت وجهت الدعوة لصلاة الإستسقاء عندما ضربت المجاعات والجفاف بأقسى قبضتها الطبيعية شعب الصومال المسلم , حيث لا تزال صور وفيديوهات ذلك العار البشري الذي لم يلحق فقط العالم الإسلامي وفضح نفاقه , بل وصل ليكون وصمة عار على جبين كل الإنسانية التي كانت تستعد لمغادرة قرنها العشرين , هذا , إن لم أقل وصمة عار على الأديان كلها . هذه الفيديوهات التي تنقل لنا قمة ما يمكن أن تصل إليه المآسي البشرية , حيث تدفن الجثث البشرية كالكلاب وتلقى في الشوارع أجساد لتلقى حتفها .
لماذا , إن كان الله يحرك الأمطار بعصاه السحرية , لم يتقدم هؤلاء القادة المسلمون بصلاة الإستسقاء لهذا الله الطيب سواء في الرباط أو مكة لتنزل الأمطار على إخوانهم الصوماليين المسلمين ؟ إن المؤامرة الكبرى التي أرهقت أسماعنا بها الأنظمة العربية القائمة ليست هي كما يقولون مؤامرة العلمانيين والخونة والغرب ضد الإسلام , بل إن المؤامرة الكبرى هي تحالف الأنظمة السياسية والله ضد الفقراء . أم أن الإخوان الصوماليين المسلمين ليس من حقهم صلاة الإستسقاء
لقد كان النظام المغربي منذ القديم , يستعمل صلاة الإستسقاء للضحك على أذقان الشعب وتمرير معجزة أحفاد الرسول في إسقاط المطر كما ظهرت معجزة صورة محمد الخامس في القمر . حيث كانوا يستعملون التقنيات والحسابات لمعرفة وقت سقوط المطر , حينها يقومون بالدعوة للإستسقاء قبل ذلك التاريخ المعلوم بأيام . وعندما تقام الصلاة ويسقط المطر بعدها بأيام , يقتنع العامة والشعب ببركة القائمين على الأمر الديني ويسلمون لهم بالتقوى والصلاح . وهذا ما كانت تعتقده جدتي طيلة حياتها , وترويه بيقين كبير , إن صلاة الإستسقاء تأتي بالمطر بالتجريب في نظرها , وهي لا تعرف أن القادة الذين دعوا إلى الإستسقاء كانوا يعرفون بالمطر قبل نزوله . وهو ما أظنه سيحدث هذه المرة أيضا بعد الإستسقاء بأيام . إنهم يستعملون الإسلام وسذاجة المغاربة بطريقة لا يمكن حتى للشيطان من التوصل إليها
بدل الدعوة إلى صلاة الإستسقاء , ينبغي تطوير البحث العلمي في ما يتعلق بالثروة المائية وتدبيرها, وينبغي تأسيس بنيات تحتية لمسايرة سنوات الجفاف دون تأثر , وتوسيع أراضي السقي بدل اعتماد الفلاحين البسطاء على الأمطار الموسمية في حين يستهلك الفلاحون الإقطاعيون الكبار مياه القنوات والفرشاة المائية عبر التكنولوجيا وتجهيزات الدولة لهم , وكمثال واضح ضيعات الملك الفلاحية الكبرى التي لا تتأثر بغياب الأمطار او تأخر موسمها , ولا أعتقد أن ذلك راجع لأن الملك يصلي صلاة الإستسقاء باستمرار , بل إن السبب هو التكنولوجيا والبنيات التحتية . وكان بالأحرى أن يتم الإهتمام بالفلاحين الصغار الذين يموتون وعائلاتهم جوعا , وليس بأراضي الإقطاعيين الذين لن تضر الامطار حساباتهم البنكية كثيرا
إن اليوم , أمريكا وبعض الدول المتقدمة قادرة على صناعة أمطار وغيوم وتوجيهها والتحكم في أوقات سقوطها , إنهم قادرون على تحويل مياه البحر إلى مياه صالحة للسقي والشرب ... ليس يأتي ذلك عبر صلاة الإستسقاء , بل إنه عبر البحث العلمي الجاد , واستعمال العقل , ودمقرطة التكنولوجيا ... متى سوف نخرج من كهوف القرون الوسطى , ونلتحق بركب الحضارة الذي تتسع الهوة بيننا وبينه كل يوم . وما السبب الحقيقي لإشاعة الجهل والتدليس باستعمال الدين في أمور لا علاقة لها به
إن الجلوس للصلاة كل دقيقة والدعاء بمجموعة من الطلاسيم لا نفع منه , يجب علينا أن نفصل بين صورة الله وصورة شمهروش الذي يلبي رغبات الناس وأهواءهم . كما لو أنه بعد صلاة الإستسقاء في المغرب , سوف يرسل الله ملاكا ليسوق الغمام كالراعي من السماء السابعة إلينا . إن الامطار تسقط لأن هنالك قوانين فيزيائية وكيميائية , ولا يمكن أن يقفز الله على هذه القوانين ويغيرها من أجل صلاة المغاربة أو من أجل عيون أمير المؤمنين , والسبيل الوحيد هو فهم هذه القوانين للتحكم فيها عبر العلوم , وعلى الاقل , إلى أن نصل ذلك المستوى العلمي , على أمير المؤمنين والقادة السياسيين أن يطوروا البنيات التحتية للسقي , وأن ينهجوا سياسات سليمة من أجل الحفاظ على الثروة المائية وتدبيرها , إذ هناك نسبة كبيرة من مذخراتنا المائية تضيع هباء في البحر أو في حدائق الكولف وهلم جرا
أخيرا , إن تقدم الشعوب والرخاء والأمطار ليس لأنه نتيجة الطاعة لله , كما ان تخلفنا عن الركب الحضاري لا علاقة له بالمعاصي والموبقات التي يرتكبها الملاحدة والعلمانيين لعنهم الله , كما يحاول تسويقها فقهاء امير المؤمنين وأئمة التكفيريين . تقدم الشعوب وتأخرها هو يرتبط بالعلم واستعمال العقل والعمل , لا بمدى علاقتنا بالله . وها نحن منذ القرن 18 نطرح نفس السؤال : لماذا تأخر العرب وتقدم غيرهم ؟
أكيد , تخلفنا لأننا نصلي صلاة الإستسقاء بإسبال اليدين , هنالك خلل ما في طريقة الصلاة رغم أننا جربناها بالشيعة والسنة على المذاهب الأربعة , لنجربها إذن اليوم ,على طريقة العلمانيين , وسيحكم التاريخ والله بيننا



#محمد_مقصيدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسباب خروج العدل والإحسان من 20 فبراير
- الإسلاميون إرهابيون , وعلمانية المغرب قادمة
- الثورة الجنسية من أجل حرية الإنسان
- العلمانية , الفيزازي , ونهد صديقتي
- وزارة الثقافة والإخوان المسلمون المغاربة
- العلمانية الإسلامية بالبطاطس والفراولة
- أيهما الأمي : محمد أم المسلمون ؟
- بين ديكتاتورية محمد السادس وديكتاتورية الإسلاميين
- لنحتفل بالحياة أيها الموتى
- حذاء 20 فبراير ولحية عبد السلام ياسين
- لماذا أضرم النار في إسمي
- إفطار رمضان وإصلاح ما أفسده الله
- أيها المغاربة أفطروا علانية في رمضان
- عبد الإله بنكيران والبورنوغرافيا الحلال
- السيد ابليس في المخيلة الاسلامية
- المرأة عقدة الإسلاميين الأبدية
- جدور الإرهاب في الإسلام
- تأملات في جمع القرآن وتحريفه
- مقاطعة الإنتخابات المغربية واجب وطني
- البخاري بابا والأربعون إرهابي


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد مقصيدي - كيفية صلاة الإستسقاء عند العلمانيين