أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - بعد وصول العدالة، والتنمية، إلى السلطة: هل يكف عن أدلجة الدين الإسلامي.....؟ !!!.....1















المزيد.....

بعد وصول العدالة، والتنمية، إلى السلطة: هل يكف عن أدلجة الدين الإسلامي.....؟ !!!.....1


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 3585 - 2011 / 12 / 23 - 08:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إلى:

§ ـ كل من آمن بأن الدين الإسلامي شأن فردي، وأن كل توظيف له في الأمور الأيديولوجية، والسياسية، تحريف له عن مقاصده.

§ ـ من أجل تحرير الدين الإسلامي من الأدلجة.

محمد الحنفي

إن أدلجة الدين الإسلامي، صارت موضة العصر الذي نعيش فيه. والوصول إلى السلطة، عن طريق ممارسة أدلجة الدين الإسلامي، بأبشع صورها، صارت أكيدة. وفرض شروط استمرار أدلجة الدين الإسلامي، صارت ممكنة، ووضع التشريعات التي تضمن تحكم أدلجة الدين الإسلامي، في جميع مناحي الحياة، صار مؤكدا.

وفي مثل حالة المغرب، فإن ازدهار أدلجة الدين الإسلامي، وتعدد تلك الأدلجة، وتنوعها، ومهاجمة المخالفين اليساريين، والعلمانيين، وتلحيدهم، وتكفيرهم، من أجل خلق قاعدة عريضة، ومجيشة وراء مؤدلجي الدين الإسلامي، من المسلمين المغفلين، والمضللين، والأميين المومنين بالدين الإسلامي، والمعتقدين بأن ما عليه مؤدلجوا الدين الإسلامي، هو عين الدين الإسلامي، وحقيقته، مما يقوي التوجهات المؤدلجة للدين الإسلامي، بما فيها توجه الدولة المغربية، المؤدلجة للدين الإسلامي.

وهذا التجييش الذي لا يبرر إلا بإيمان المغاربة بالدين الإسلامي، وانسياقهم وراء مؤدلجيه، مهما كانوا، هو الذي وقف وراء استئساد العدالة، والتنمية، عن طريق ادعاء تمثيل المومنين بالدين الإسلامي في المجتمع، وفي ظل استمرار الحراك الجماهيري، الذي لا يتوقف. وهو ما استغلته الطبقة الحاكمة، من أجل تزوير نتائج الانتخابات، لصالح أن يصير حزب العدالة والتنمية هو الحزب الأول، في مجلس النواب، والذي يصير من حقه أن يترأس الحكومة، ألتي تعتبر وسيلة لممارسة السلطة، إلى جانب الملك، وتحت إشرافه.

فهل يتخلى حزب العدالة، والتنمية، بعد وصوله إلى السلطة، عن الاستمرار في أدلجة الدين الإسلامي؟

هل يلتزم حزب العدالة، والتنمية، بما صرح به بنكيران، بأن الحزب يمارس السياسة، ومن أراد الدين، فالدين موجود في المساجد؟

وهل يميز حزب العدالة، والتنمية، بين الدين الإسلامي كشأن فردي، وبين أدلجة الدين الإسلامي، كاستغلال للدين الإسلامي في الأمور الأيديولوجية، والسياسية؟

ألا يعتبر أن عملية أدلجة الدين الإسلامي تحريف له؟

ألا يساهم، كحزب يترأس أمينه العام الحكومة، ومن باب مسؤوليته التاريخية، في إبعاد الدين الإسلامي عن الأمور الأيديولوجية، والسياسية؟

ألا يقدم نقدا ذاتيا، وأمام الشعب، عن استغلاله الأيديولوجي، والسياسي، للدين الإسلامي؟

ألا يعمل على تصفية البرامج الدراسية، من كل ما يساعد على أدلجة الدين الإسلامي؟

هل يسعى إلى إبعاد الإعلام الحكومي، عن ترويج أدلجة الدين الإسلامي؟

هل يسعى حزب العدالة، والتنمية، إلى جعل الدولة تمسك عن استغلال الدين الإسلامي، أيديولوجيا، وسياسيا؟

هل تعرف ولاية العدالة، والتنمية، لتوليها المسؤولية الحكومية خلالها، تحويل الدولة المغربية، إلى دولة للحق، والقانون؟

هل تعمل على محاربة الفساد، الممارس في ظل قيام الدولة الإسلامية في المغرب؟

هل تعمل على إسقاط الاستبداد، الممارس باسم الدين الإسلامي؟

أم أن سيطرة أدلجة الدين الإسلامي على فكر، وممارسة المنتمين إلى حزب العدالة، والتنمية، يجعله يزداد تمسكا بأدلجة الدين الإسلامي؟

هل يعمل على إنضاج شروط استفحال أمر شراسة أدلجة الدين الإسلامي؟

هل تحول حكومة عبد الإله بنكيران المجتمع المغربي، إلى مجتمع، لا يقتات فكريا، إلا من أدلجة الدين الإسلامي؟

إن حزب العدالة والتنمية، هو حزب تأسس على أساس أدلجة الدين الإسلامي، ونما، وتوسع بين المسلمين المضللين على هذا الأساس، ووصل منذ انتخابات أواخر التسعينيات من القرن العشرين، إلى البرلمان على هذا الأساس، وصار أول فريق برلماني يستحق رئاسة الحكومة المغربية على نفس الأساس، وهو يستمد قوة حزبه من أدلجة الدين الإسلامي، وليس من غيرها.

ولذلك، فحزب العدالة، والتنمية، سوف يحرص على الاستمرار في النمو على أساس أدلجة الدين الإسلامي، وسوف يحرص على تضليل المسلمين المغاربة، انطلاقا من توظيف الدين الإسلامي في الأمور الأيديولوجية، والسياسية، وسوف يحرص على توظيف أدلجة الدين الإسلامي في التقرب من المخزن، الذي يمسك كل أمور الدولة المخزنية المغربية، وسوف يستغل الدين الإسلامي، لتكريس حرمان المغاربة من التمتع بالحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والمدنية، والسياسية، وسوف يستغل هذا الدين لدعم الاستبداد القائم، من أجل تأبيده، وضمان استمراره، وسوف يعمل، وبكافة الوسائل، على تحريك الآلة الجهنمية لأدلجة الدين الإسلامي، لملاحقة ما تبقى من التوجهات اليسارية، حتى يخلو الجو لمؤدلجي الدين الإسلامي بصفة عامة، ولمؤدلجي الدين الإسلامي، من حزب العدالة، والتنمية، بصفة خاصة. وهو يستغل هذا الدين الإسلامي لتكريس استعباد الشعب المغربي، والاستبداد بمصيره، ومضاعفة استغلال العمال، وباقي الأجراء، وسائر الكادحين.

والمتتبع البسيط، لا يمكن أن يتصور، أبدا، أن يتخلى حزب العدالة، والتنمية، عن أدلجة الدين الإسلامي، ولا يخطر بباله أبدا، أن يصير هذا الحزب علمانيا، خاصة، وأنه أكبر عدو للعلمانية، والعلمانيين، الذين يعتبرون وحدهم، القادرين على جعل الدين الإسلامي بعيدا عن الاستغلال الأيديولوجي، والسياسي.

وانطلاقا من كون حزب العدالة، والتنمية، سوف يستمر في تكريس أدلجة الدين الإسلامي، وسوف تستمر هذه الأدلجة في إنتاج المزيد من الكوارث، على جميع المستويات: الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية. وهذه المرة، عن طريق أجهزة السلطة: الأيديولوجية، والسياسية، وقد تكون عن طريق المقدمين، والشيوخ، الذين يصيرون ملتحين.

وبناء على ما رأينا، فإن حزب العدالة، والتنمية، سوف لا يلتزم بما صرح به أمينه العام: عبد الإله بنكيران، أن حزبه حزب سياسي، ومن أراد الدين فليذهب إلى المساجد. وهو قول لا يمكن أن نفهم منه إلا شيئا واحدا. وهو أن حزب العدالة، والتنمية، تخلى نهائيا، عن توظيف الدين الإسلامي، في الأمور الأيديولوجية، والسياسية، وأن الحكومة التي يترأسها هذا الحزب، سوف تصير، بحكم تصريح السيد عبد الإله بنكيران، علمانية، بفصلها بين الدين، والدولة. وهو تصريح، يتناقض تناقضا مطلقا، مع تصريحاته قبل الانتخابات، وأثناء الحملة الانتخابية؛ لأن السيد عبد الإله بنكيران، صار رئيسا للحكومة، ولأن أمر المغرب، ومسلميه، صار بين يديه، وحتى يرضى عنه المخزن، وتقبل أحزاب معينة في الدخول معه، من أجل تشكيل الأغلبية الحكومية، صار يطلق تصريحات نقيضة لأدلجة حزبه للدين الإسلامي، من قبل تصريحه المشار إليه، ومن قبل التصريح الذي جاء فيه أنه يقدس الحريات الفردية.

غير أن الواقع، يكذب ما جاء في تصريحات السيد عبد الإله بنكيران؛ لأن المنتمين إلى حزبه، لا زالوا يمارسون أدلجة الدين الإسلامي، ولا زالوا يمارسون وصايتهم على الدين الإسلامي، ولا زالوا يعتبرون أنهم معنيون بالجهاد ضد الكفار، والملحدين، ولا زالوا يتصلون من أجل استقطاب التوجهات الأخرى، المؤدلجة للدين الإسلامي، من أجل التنسيق في الجهاد ضد الخمارات، وضد الكفار، والملحدين، لاكتسابهم شرعية الجهاد، عن طريق الانتخابات التي أوصلتهم إلى الحكومة. وهو ما يعني: أن حزب العدالة، والتنمية، لم يتخل، ولن يتخلى عن أدلجة الدين الإسلامي. وأن ما يصرح به رئيس الحكومة السيد عبد الإله بنكيران، هو مجرد شعارات ظرفية، وسياسية، لتضليل الرأي العام، بما لا علاقة له بما يجري على الأرض. وما يجري على الأرض، هو الاستمرار في أدلجة الدين الإسلامي، والتحرك في الميدان على أساسها، من أجل جذب المزيد من الناس، إلى الاقتناع بأدلجة الدين الإسلامي، دعما للحكومة التي يترأسها السيد عبد الإله بنكيران، باسم حزب العدالة، والتنمية.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....11
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....10
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....9
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....8
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....7
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....6
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....5
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....4
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....3
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....2
- الإيمان، والإسلام، لا يعبر عنهما بالشكل.....!!!.....1
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- تفاعل اليسار مع الحراك الجماهيري في البلاد العربية، ودور الح ...
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...
- بين ضرورة عدم القفز على المراحل وضرورة حرقها في أفق الاشتراك ...


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد الحنفي - بعد وصول العدالة، والتنمية، إلى السلطة: هل يكف عن أدلجة الدين الإسلامي.....؟ !!!.....1