أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي الدين ابراهيم - مصر تنتحر















المزيد.....

مصر تنتحر


محيي الدين ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3582 - 2011 / 12 / 20 - 09:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


التسامح مع الفوضى أسهل الأمور التي تقود الأمة إلى طريق الزوال.
نحترم الجيش المصري ونؤمن به ونقف ورائه فهو صمام أمان هذه الأمة، الذراع القوى الذي نتكئ عليه كمصريين ونفخر به أمام العالم، كبرياء هذا الوطن ورأسه التي نطمح أن تظل مرفوعة دوما دون أن تنحني أو تتوارى خجلا عن أعين الشعب كما توارت صبيحة نكسة يونيو 1967 بل أن يظل بيننا رمزا للكرامة الوطنية نفخر ونفاخر به مرفوع الرأس يحمي عرض الوطن والناس من الانتهاك كما في صبيحة 6 أكتوبر 1973 وحتى الآن، رغم ما تفرزه الأحداث في مصر اليوم من سلبيات عارٌ على المؤسسة العسكرية المصرية صاحبة الشرف الوطني أن تكون طرفاً فيها مهما كانت الظروف أو الضغوط الملقاة على عاتقها.
لاشك أن هناك قوى سياسية كثيرة في مصر تلتزم الصمت وهو صمت غير وطني تجاه ما يحدث من عنف وعنف مضاد على الساحة السياسية وآخرها ما جرى في شارع القصر العيني وكان من نتيجتها تدمير جزء هام من تاريخ مصر بحرق المجمع العلمي وسقوط قتلى ومئات الضحايا والمصابين، لتوريط الجيش وسمعة الجيش وفقدان الثقة في الجيش المصري أمام الشعب حتى يصل الحال بالناس في مصر أن تقول: هل هذا هو الجيش المصري الذي لا يستطيع حماية مبنى صغير في وسط البلد ولا يستطيع أن يكشف عن الطرف الثالث الذي يخرب ويقتل هو من نأتمنه في الدفاع عن البلاد؟، هذا هو المخطط الخفي للطرف الثالث الذي لا يريد أن يعلن عنه قادة الجيش ممثلين في المجلس العسكري، وللأسف المجلس العسكري نفسه يساهم في تلطيخ سمعته بالاستعلاء على الناس وعدم سرعته في إنهاء ملف مبارك وعصابته وهو الأمر الذي يصيبنا جميعا منذ 11 فبراير 2011 وحتى اليوم بحالة من الدهشة كادت أن تفقدنا الوعي من شدة غموضها، هذا إلى جانب خطاب معظمهم المستفز لجموع المصريين وحتى الجنزورى رئيس الوزراء الذين عينوه بلفظة: "أبنائي المواطنين" وكأننا فاقدي الأهلية نعيش في "حضانة مصر العربية" تحت وصاية أولياء أمورنا وليس "جمهورية مصر العربية" بلد الرجال والثوار وأرض الحضارة التي تجاهد اليوم في أن تصنع لها حضوراً بمواطنين هم أنداداً متساوين في الحقوق والواجبات وليس بين آباء وأبناء تحكمهم قوانين روضة من رياض الأطفال وحضانات العالم الثالث.
نشاهد المجلس العسكري اليوم في مصر يتبع نفس المنهج الإسرائيلي في صناعة الجدار العازل بين المتظاهرين المقاومين وقوات الجيش تحت مسميات أقواها يتسم بالسذاجة، جدار عازل خسرت به إسرائيل منذ أن ابتدعته على قناة السويس قبل حرب 1973 وحتى إقامته بينها وبين قطاع غزة حالياً غالب قيمتها وسمعتها أمام العالم أجمع الذي كان يظن أنها قوة لا تقهر، بل وخسرت مع سمعتها وهيبتها العسكرية ثقتها في نفسها كدولة يمكن لها أن تستمر في المستقبل أيضا، فهي لم تنتصر بسببه في أي موقعة حربية حتى الآن وحتى الولايات المتحدة التي استعانت في العراق بمستشارين إسرائيليين وأشاروا عليها ببناء جدار عازل حول المنطقة الخضراء يعزل قوات الأمريكان عن المدنيين العراقيين كان له أبلغ الأثر في صناعة الاستفزاز المضاد وميلاد أجيال جديدة من المقاومين الوطنيين سببوا خسائر فادحة لجيش الاحتلال الأميركي دفعته لأن يرضخ بسببها وأن ينهزم ويفر من العراق قبل أن تقطع المقاومة الوطنية العرق الأخير المتبقي في رقبة أمريكا وتنهار بانقطاعه للأبد.
جدار عازل في ماسبيرو وجدار عازل أمام السفارة الإسرائيلية وجدار عازل في شارع محمد محمود وجدار عازل في شارع القصر العيني والشيخ ريحان وكل جدار عازل يتم بناءه يولد مقاومين جدد وضحايا جدد وثوار جدد وخسارة جديدة وهزيمة جديدة تضاف لهيبة وسمعة المجلس العسكري الذي لا يفرق بينه وبين الجيش المواطن المصري البسيط.
لقد شعر الكثير من المصريين بالخجل من تصريحات المتحدث باسم المجلس العسكري الذي قال فيها أن ما حدث في شارع القصر العيني وكان من بعض نتائجه حرق المجمع العلمي هو قيام البعض بنشاط إرهابي ممنهج يتلخص في استخدام الدراجات البخارية لجلب البنزين من محطات الوقود ثم تعبئتها في زجاجات داخل خيام مخصصة بميدان التحرير ثم نقلها عبر الدارجات البخارية لإرهابيين آخرين في شارع القصر العيني ليلقوها على المنشئات العامة، تصريحات دفعت الكثير من بسطاء الشارع المصري أن يسخروا منها وكأنها مشاجرة بين عائلتين لا يملك أيا منهما ردع الآخر، وليست بين طرفين احدهما إرهابي كما جاء في التصريح والآخر الجيش المصري بطائراته المروحية ومدرعاته وآلياته التي كان يمكن لها أن تغلق بأمر حاسم كل محطات البنزين وتؤمنها وكذلك تحيط خيام التحرير التي يتم فيها تعبئة زجاجات المولوتوف بالبنزين بل واستخدام الطيران المروحي في تهديد البلطجية كما جاء في التصريحات والذين يعتلون أسطح المباني العامة لحمايتها، والدفع بقوات الصاعقة والمظلات في دخول مبنى المجمع المصري وحمايته بدلاً من قمع المتظاهرين وتعرية النساء في قارعة الطريق وكأنهم رجال العادلي قبل ثورة 25 يناير.
لقد تعامل الجيش ( مدنيا ) للأسف كما تتعامل عائلات الآخذ بالثأر في صعيد مصر وكأن العقل المصري تعطل تماماً وفقد كل أسباب الحكمة ولو كانت قوات الصاعقة والمظلات العسكرية تعاملت مع المتظاهرين - حتى لو سلمنا جدلاً بأن غالبهم بلطجية وقطاع طرق - كما تعاملوا بقوانين الحرب مع اسري معركة أكتوبر من الصهاينة 1973 لربما لم تحترق منشئات ولم تراق نقطة دم واحدة، لكن يبدو أن هناك من المستشارين ممن يستشيرهم المجلس العسكري يضمرون شرا لرجال القوات المسلحة ويريدون أن يلصقوا به عاراً تاريخيا لن تنمحي سطوره أبدا من صفحة التاريخ.
الجيش منوط بتسليم السلطة المدنية فوراً ولابد أن يتذكر الكل أن ما حدث يوم 25 يناير هو انقلاب عسكري محدود بغطاء شعبي قوي راح ضحاياه مدنيين وليس عسكريين ولاستمرار هذا الغطاء الشعبي ولاستمرار قوته لابد أن يؤمن الجيش أن نظام التوريث الذي كان عبئاً على المؤسسة العسكرية قد انتهى وأن الشعب هو الذي ساند الجيش وليس العكس في غلق هذا الملف للأبد وصناعة مصر جديدة قوية، ومن ثم فليحاكم الجيش مبارك وحزبه وعائلته وملائه لأنهم كانوا قوما فاسقين وأن يصادر الجيش أموال هؤلاء جميعاً لصالح الشعب كما فعل في ثورة 1952 لقد تجاوز ثوار مصر وشباب مصر وشعب مصر فساد النظام السابق بتضحياتهم وشهدائهم محاولين الخلاص إلى نظام جديد يطمحون فيه إلى روح العدل والحرية والكرامة لا تهيمن عليه عقول أيتام مبارك وفلول نظامه السابق الذين يفعلوا بمصر كما فعل فرعون موسى وقال: { إِنَّ هَؤُلَاءِ لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ * وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ * وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ * فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ * وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ * كَذَلِكَ وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إِسْرَائِيلَ * فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ * فَلَمَّا تَرَاءى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا لَمُدْرَكُونَ * قَالَ كَلَّا إِنَّ مَعِيَ رَبِّي سَيَهْدِينِ * فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنِ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ * إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ * وَإِنَّ رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ } [الشعراء: 54- 68] .
إما أن ننتهي الآن وحالاً من مبارك وزوجته وعصابته ونغرقهم فوراً في بحر القصاص من جرائمهم في حق الوطن أو نغرق نحن وتنتحر مصر.



#محيي_الدين_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى هؤلاء المحسوبين زوراً على أقباط مصر الشرفاء
- قالوا له بمطار ألماظة: مصر بنت الجيش يا ريس
- الولايات المتحدة الأمريكية: أنا ربكم الأعلى !!
- أي -بن لادن- اليوم الذي يخدعنا الأمريكان بأنهم قتلوه في 2011 ...
- نجيب محفوظ في ذكراه رجل الثورة الصامتة
- الثورة المضادة في مصر والمماليك الجدد
- سيد درويش في ذكراه زعيم ثورة مصر يناير 2011
- ثورة مصر والانتهازيون الجدد
- الأحزاب الدينية في مصر هل هي بداية لولاية الفقيه؟
- نعم للفتنة الطائفية في مصر !
- ماذا يحدث في مصر؟
- المعارضة لا تصلح لرئاسة مصر ما بعد مبارك
- مُبَاركْ لا يصدق أنه مات
- على مُبَارك أن يرحل
- السيد عمرو سليمان .. انحاز إلى الشعب وكن بطلاً شعبياً
- إنهم يريدون إجهاض الثورة في مصر
- يا أقباط مصر .. هذه كنائسكم في أيام الغضب لم يمسها أحد بسوء
- عملوها التوانسة
- حوار مع المخرج العراقي ميثم السعدي ونجمة المسرح العراقي خولة ...
- قراءة في القصة الجزائرية المعاصرة .. أحمد ختاوي أنموذجا


المزيد.....




- قتلى وجرحى في غارة إسرائيلية على مدينة غزة
- انتقادات دولية لإسرائيل عقب استهداف رفح وواشنطن تتحدث عن -عم ...
- واشنطن تعلق على تقارير بشأن تعليق إرسال أسلحة لإسرائيل
- بايدن يحذر من تنامي -معاداة السامية- في الجامعات الأميركية
- دراسة تحذر: الحرّ يزيد انتشار مادة سامة خطيرة داخل السيارات ...
- إدارة بايدن تتخلف عن موعد تقرير -إسرائيل والأسلحة الأميركية- ...
- ملك الأردن: سيطرة إسرائيل على معبر رفح ستفاقم الكارثة في غزة ...
- لأجل غير مسمى.. إرجاء محاكمة ترامب بقضية -الوثائق السرية-
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي على غزة وجنوب رفح
- أسترازينيكا تسحب لقاحها المضاد لكورونا من جميع أنحاء العالم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محيي الدين ابراهيم - مصر تنتحر