أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن فلاحية - اغتصاب الثورات العربية نتيجة عجز التيار الليبرالي














المزيد.....

اغتصاب الثورات العربية نتيجة عجز التيار الليبرالي


محمد حسن فلاحية

الحوار المتمدن-العدد: 3569 - 2011 / 12 / 7 - 00:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في قراءة أولية لما تشهده المنطقة من تغيير ماراتوني يمكن لأي متتبع أن يقع في خطأ فادح إذا ما أجرى مسحاً شاملاً على الأحداث الراهنة وأن يسبر في قراءة تأريخ التيارات الإسلامية في الشرق الأوسط والعالم أجمع منذ نشأة هكذا تيارات ولحد هذه اللحظة .
هنالك عدة نقاط لابد من الإشارة اليها بصورة سريعة للوقوف على متغيرات المرحلة التي تشهده جغرافيا الدول العربية:
النقطة الأولى: يرى العديد من المتابعين للربيع العربي و في مقدمتهم من يشكك في جدوى الثورات ويستنكف من اطلاق صفة الثورة عليها مكتفياً بوصفها عملية احتجاج أو فوضى أو ما شابه ذلك ؛ أن مايحصل في الدول العربية هو عبارة عن عملية انتقالية لثورة مشابهة للثورة التي شهدتها ايران عام 1979 والتي قد وئدت بعد سرقتها من قبل المتطرفين الإسلاميين الشيعة في إيران واليوم ما يحصل في الدول العربية تكرار لتجربة إيرانية قد تم سرقة هذا المسعى من قبل السلفيين والإخوان وحلفاءهم في المنطقة العربية.
النقطة الثانية:الإسلام السياسي الذي نجح في استثمار المتغيرات السياسية في المنطقة ، سمّه ما شئت سرقة واختطاف أو تكتيك ناجح و تنظيم للتيارات الإسلامية ،استطاع بكل جدارة أن يركب موجة التغيير وهذا يدل في نفس الوقت على فشل الحركات التحررية والليبرالية الأخرى التي عجزت في الوصول الى قلب الجماهير وتقاعست في التحدث باسم المواطن بعيداص عن انتماءه الديني أو الإيديولوجي والتهويل من خطر الإسلاميين حفز الشعب في خوض المغامرة. كذلك غان تشتت أصوات الليبراليين و أضف الى كل هذا التركة السيئة التي خلفتها أحزاب وحكومات تدعي الليبرالية في منطقة الربيع العربي عبارة عن فشل لليبراليين أكثر مما يعكس نجاحاً للإسلام السياسي والذي سوف لن يعمّر أكثر مما عمّرته الأحزاب الليبرالية السابقة لو سارت الظروف كما عليه الآن.
النقطة الثالثة: الثورات العربية في بداية انطلاقتها لم تحمل أي شعار ديني وكان السلفيون أنفسهم متعاطفون مع الأنظمة السابقة فعلي سبيل المثال فإنّ سلفيي مصر حتى آخر لحظة من أن ينفض حكم مبارك انفاسه الأخيرة كانوا يدعمونه ويحذّرون من الخروج على ولي الأمر وكما أنّ الحركة الشعبية العربية المطلبية لم تحمل شعارات الإسلاميين مثل تحرير الأقصى وما شابه ذلك وإنما كانت مطالبة تعكس معاني الديمقراطية والحرية وإنّ من أوقد شرارة الربيع العربي في تونس بجسمه "محمد بوعزيزي" قد انتحر بالمفهوم الديني وهذا عمل منافٍ تماماً لأصحاب الفكر الديني فكيف يمكننا اتهام الربيع العربي بالتوجه الإسلامي بعد اختطاف أو سرقة هذه الثورة أو حتى حسن تنظيم التيارات الإسلامية وتراجع الليبراليين وفسحهم المجال للإسلاميين ونحن لم نلحظ حضورهم سوى بعد السقوط وهذا ينطبق على الغنوشي وحركته في تونس التي دخلها بعد أن أصبحت الساحة أمنة .
النقطة الرابعة: حول مدّعى البعض بأن الثورة الإيرانية كانت تمثل تيارات متطرفة إسلامياً ومحاولة البعض قياسها بما يجري في المنطقة من نجاح للتيارات السلفية على أنهم يمثلون التيار المتطرف الإسلامي أيضاً هناك عدة تساؤولات تطرح بهذا الخصوص وهي أنّ خميني لم يكن أصلاً نموذجاً للتيار الديني المتطرف لوضعه بنفس الكفة مع التيارات الدينية التي نجحت في مصر وتونس والمغرب وأنّ التيار الشيعي المتطرف الذي حكم إيران منذ مايزيد على ثلاثة عقود كان ولا يزال تياراً انتهازياً بما تحمل الكلمة من معنى وليس نموذجاً قابلاً للقياس باإسلام السياسي بما للكلمة من مغزى ساسيولوجياً .
فقد حارب تيار الخوميني التيارات الشيعية اليسارية منها والمتطرفة أمثال"الحجتية ، مجاهدي خلق ، حزب الفرقان و كل من يخرج عن طاعته في الحوزات الدينية والشارع السياسي الشيعي في إيران " فحصول المتشددين في طهران على مقاليد الحكم لم يأت بسبب انتخابات نزيهة بقدر ما حصل عبر القمع والقتل والتهديد في حين حصل الإسلاميون - رغم اختلافنا الشاسع معهم - على السلطة في دول الربيع العربي في ظل انتخابات نزيهة حكمت على نزاهتها المنظمات الدولية إذن هنالك فارق كبير بين ما حصل في إيران وما يحص في الدول العربية الآن وإن كانت النتيجة مشابهة في نظر البعض بسبب فوز الإسلاميين .
وملخص القول إذا ما اردنا استسقاء النتيجة من كل ما يحدث هو ما علينا الإ الإقرار بالفشل بعيداً عن الإسقاطات التاريخية في أنّ فوز الإسلاميين لم يأت من فراغ لأن الشعوب العربية مذهبية في طبيعتها ولا تحب الخروج على التقاليد والأعراف وأن الليبراليين بسبب سوء تصرفاتهم وعدم تنظيم أنفسهم فقدوا السلطة وهم كانوا الصوت المرتفع فيها ومن ضحى بوجه السلطة الساقطة في حين أخمدت أصواتهم بسبب كسرهم حواجز الأعراف وتبني بعضهم للنهج المتطرف منه الخلاعي أو السياسي وعدم مواءمة الظروف والإستعجال بالوصول للاهداف المرجوة بصورة متدرجة ومدروسة هذا ما أفقدهم كل شئ وأعطى غيرهم ما لايستحقه واغتصبت السلطة من جديد وظل الليبراليون متفرجون لا يمكنهم انقاذها.



#محمد_حسن_فلاحية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إيران .. إعدامات بالجملة وتنصيب متزايد للمشانق
- الحملة الدولية لإنقاذ نهر كارون في الأحواز
- الوكالة الدولية للطاقة الذرية والحل العسكري لملف إيران النوو ...
- متى ستُطلَق أول رصاصة على إيران؟
- ملحمة حاتم الكعبي -حته- وجبل مشداخ صورة من صور النضال العالق ...
- قراءة في طبيعة الوحدة القبلية بين العراق والأحواز بنو كعب نم ...
- واقع الصحافة والصحفيين في الأحواز
- حرب -نجاد وخامنئي- حمي الوطيس أم وضعت أوزارها ؟
- ألية تسليح القبائل من قبل الحرس الثوري الإيراني لقمع الإحتجا ...
- ندوة :حقوق الإنسان والإصلاحات الديمقراطية في إيران
- إيران تهدد الغرب بتسهيل عملية -ترانزيت المخدرات-
- مصيرالثورات الديمقراطية في العالم العربي
- الشعب السوري يتحدى الديكتاتورية ويصنع ثورته
- وزير المخابرات الإيراني ومثلث الأحواز ،البحرين واحتدام الصرا ...
- نداء استغاثة لمنظات حقوق الإنسان للنظر في ظروف السجناء الأحو ...
- عُقدة المشروع الإقليمي الإيراني السوري
- نخيل الأحوازطعمة للحرائق فأين أصدقاء البيئة من ذلك؟!
- اتهمامات ضد سلطات سجن في طهران باغتصاب سجينات و صمت السلطات ...
- الحوزات الدينية في قم مؤسسات دينية أم إقتصادية ؟
- المحافظون في إيران يستعدون لبدء الحملة الإنتخابية لما بعد نج ...


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد حسن فلاحية - اغتصاب الثورات العربية نتيجة عجز التيار الليبرالي