أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عودت ناجي الحمداني - الاسلاميون يسرقون ثورة الشعب














المزيد.....

الاسلاميون يسرقون ثورة الشعب


عودت ناجي الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 3567 - 2011 / 12 / 5 - 00:20
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



عاصفة التغيير التي اجتاحت المنطقة العربية قد فاجئت الانظمة الحاكمة وخلقت اوضاعا ثورية غير متوقعة, فلم تستطع جيوش البوليس والعسكر النظامي ان تحمي الحكام الدمويين من السقوط المخزي . فالحراك الشعبي الملتهب بالحماس الثوري تحول بسرعه فائقة الى قوة ثورية مقتدرة اسقطت قلاع الحكام المستبدين في تونس وليبيا ومصر وما زالت المعارك الثورية تلوح بالنصر الحتمي في سوريا واليمن وغيرها من انظمة الملوك والسلاطين البدوية في المنطقة التي اصبحت تعيش في حالة من الرعب والترقب واستبقت الاحداث بتقديم تنازلات كبيرة وكثيرة وما زالت مستعدة ان تقدم المزيد لامتصاص الغضب الشعبي الذي يلوح بالانتقام منها .

وقد اجبر زخم الانتفاضات الشعبية والوضع الثوري الملتهب بالحماس الجماهيري الامبرياليين وحلفائهم ان يعيدو النظر في حساباتهم وتكتيكاتهم المرحلية وذلك باعلان التأييد لمطالب الشعوب باقامة حكم ديمقراطي تعددي وهي محاولة للتكيف والمراوغة مع الوضع الجديد لكسب الوقت وايقاف التحولات الديمقراطية عند المدى الذي لا يهدد مصالح البلدان الغربية والدفع باتجاه فوز القوى الاسلامية واليمينية التي تلتقي مصالحها مع الراسمالية الطفيلية بهدف عزل القوى العلمانية من الوصول الى قمة السلطه السياسية .
فالاحتكار المطلق للحكم الذي انتهجته الانظمة المستبدة وفشلها في تحقيق الرفاهية الاقتصادية قد ادى الى شيوع الفقروالجوع والجهل والبطالة وتدهور خدمات الصحة والتعليم. ومقابل ذلك نهب منظم ومتواصل لثروات الشعب من قبل السلطة وحاشيتها0 وقد نتج عن ذلك نشوء طبقات استغلالية بشعة همها الثراء الفاحش على حساب المجتمع الذي تفتقر غالبيتة الى ابسط مستلزمات الحياة.
ان الدول الاستعمارية من اجل مصالحها الحيوية مستعدة للتخلي عن حلفائها المنهارين وخلق تحالفات جديدة تؤمن مصالحها و لهذا لا نجد غرابة في ان تدعم وتؤيد الولايات المتحدة الامريكية فوز القوى الاسلامية في تونس والمغرب ومصر وغيرها من انظمة الحكم المتحجرة في السعودية ودول اخرى .

ان الانظمة المنهارة التي تدعي العلمانية قد اسائت اسائة بالغة الى النظام العلماني الذي يقوم على اسس المواطنه واحترام حقوق المجتمع بغض النظر عن الدين والقومية مما اثار غضب الناس واعطى مفهوما سيئا عن العلمانية وادى الى كره الناس للعلمانية وللنظام العلماني وهو ما عزز وضع القوى الاسلامية التي اخذت تثير نزعة الهوية الوطنية والاسلامية في تحركها السياسي واعتبرت الاسلام هو الحل الامثل وهو البديل للعلمانية التي فشلت في تحقيق الرفاهية.

وانطلقت القوى الاسلامية بدعم قوي من الرجعية المحلية والامبريالية العالمية في حملات اعلامية ضخمة لتشويه قيم وافكار قوى اليسار والديمقراطية الهادفة الى بناء انظمة حكم ديمقراطية تقوم على المؤسسات المدنية والقانونية المنتخبة . وقد نشطت في الاوساط الشعبية وفي القرى والارياف الفقيرة للتبشير والتحريض على قوى اليسار والديمقراطية والشيوعية وحث الناس على الابتعاد عن العلمانيين بكون الاسلام هو الخيار الوحيد الذي يرسي اسس الحكم الذي اوصى به الله ونبيه محمد.

ومن الجانب الاخر فان القوى الاسلامية تتلقى الدعم المالي والاعلامي الكبير من قوى دولية متعددة بالاضافة امكانياتها المادية والاعلامية المحلية.وقد سخرت ماكنتها الاعلامية والدعائية باسم الدين لممارسة كل اباطيلها وتضليلها لتشويش وعي المواطن واثارة حساسيته من الفكر العلماني.

وضمن محاولات الاسلاميين خداع الراي العام والتقرب من الامبرياليين الامريكيين اعلنت القوى الاسلامية في اطار حملتها الدعائية تبنيها لمبدأ المساواة وحقوق الانسان وهو اداء مزيف ومفضوح . فالاسلاميون لا يؤمنون بالديمقراطية والانتخابات وانما يؤمنون بالخلافة لا غيرها , ويستخدمون كافة الوسائل النزيهه وغير النزيهه للوصول للسلطة السياسية . وما ان يثبتو اقدامهم حتى يعلنو تطبيق الشريعة الاسلامية التي تحول المجتمع الى مسلخ دموي لقطع الايادي والارجل ورجم الرجال والنساء حتى الموت.

ان صعود الاسلاميين في الانتخابات التي جرت في تونس والمغرب ومصرهو نتيجة لفشل الانظمة الدكتاتورية في تحقيق رفاهية المجتمع و مصادرة حقوق الانسان الاساسية التي تكلفها الشرائع الوضعية والسماوية . وهو الامر الذي جعل الناس يبحثون عن أي نظام ينقذهم من القهر والظلم الذي تمارسه الانظمة الحاكمة بحقهم والاسلاميون هم المهيئون لاستغلال عواطف الناس وضعف وعيهم الفكري لنشر الدعاية الدينية على اوسع نطاق لما يتمتعون به من قدرات مالية واعلامية كبيرة في الوقت الذي كانت فيه قوى اليسار والديمقراطية تلملم قواها وتنظم صفوفها بسبب ما عانته طوال عمرها من ملاحقات دموية منظمة من قبل النظم الحاكمة.
ان القوى الاسلامية حليف دائم للدول الراسمالية فالملكية الخاصة لوسائل الانتاج واقتصاد السوق والتجارة الحرة توحد موقفهما السياسي والاقتصادي مثلما توحد عدائهما الشرس للقوى الشيوعية واليسارية .

فالاسلاميون بتقاربهم مع الامبرياليين استطاعو ان يسرقو ثمرة ثورة الشعب الذي تكلل باسقاط الانظمة القمعية وتمكنو من الصعود عبر الانتخابات التي لم تكن الظروف الموضوعية والذاتية ناضجه بالنسبة لقوى اليسار والديمقراطية .
وعليه فان الاطاحة المظفرة بالنظم الدموية قد فتح عهدا جديدا في مسارات الديمقراطية والحرية والتحرر من قبضة الدكتاتورية المرعبة التي حكمت الشعوب عقود عديدة من الزمن بقوة القمع الوحشي



#عودت_ناجي_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليبيا في الطريق الوعر
- ملاحظات حول مشروع النظام الداخلي للحزب الشيوعي العراقي
- وعود الحكومة افيونا لترويض الشعب
- الثامن من اذار اعتراف بجدارة المراة
- عساكر المالكي تقتحم مقرات الحزب الشيوعي
- الاستعدادات الامريكية لغزو ليبيا
- المهام الملحة للتعجيل باسقاط دكتاتورية القذافي
- ماذا بعد سقوط دكتاتورية القذافي
- الحوار المتمدن تطور دائم وعطاء لا ينضب
- ازمة تشكيل حكومة عراقية ام صراع المصالح الذاتية
- في الذكرى 76 لتاسيس الحزب الشيوعي العراقي نمجد الشهداء ونصون ...
- انتخاب قائمة اتحاد الشعب ضمانة لعراق حر ديمقراطي تعددي
- الحوار المتمدن اشعاع للفكر العلمي والثقافة التقدمية
- الشيوعيون لايملكون المال والاعلام ولكنهم يملكون النزاهة والك ...
- السماوة الباسلة تفتخر بأبنها البار الشهيد ابو ظفر
- ثورة 14 تموز والفرصة التاريخية لانتصار الاشتراكية
- انكار الديون الخارجية للعراق حق مشروع للشعب العراقي
- المرأة العراقية بين نار الأرهاب ونار الطائفية
- حقوق الانسان
- ماذا قدمت الحكومة العراقية لمعالجة ازمة المهجرين العراقيين


المزيد.....




- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عودت ناجي الحمداني - الاسلاميون يسرقون ثورة الشعب