أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن خليل - 18 نوفمبر و تكرار خطاء 11 فبراير















المزيد.....

18 نوفمبر و تكرار خطاء 11 فبراير


حسن خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3547 - 2011 / 11 / 15 - 19:36
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


18 نوفمبر و تكرار خطاء 11 فبراير
السلفيين و المجلس العسكري
يعد حازم أبو إسماعيل و القوي الرجعية الدينية العدة ليوم حافل يوم 18 نوفمبر. و يشارك كثير من الشباب في هذه الحملة المسماة جمعة تسليم السلطة. فما الذي حدث و جعل الذين كانوا يهتفون يوم 29 يوليو" يا مشير أنت الأمير" و الذين وقفوا لجانب المجلس العسكري في الاستفتاء ينقلبون عليه؟ لا يمكن فهم ما يجري بدون فهم أن هناك صراعا علي السلطة بين القوي الممثلة للطبقة الحاكمة المجلس العسكري و الإخوان و السلفيين و الفلول و رجال الأعمال. هذا الصراع علي السلطة سببه أن الثورة أطاحت بالرئيس و المجموعة الأكثر نفوذا في النظام و كذلك بدستور النظام. و أجبرت الثورة المجلس العسكري علي القيام بانقلاب عسكري صامت يضحي فيه برأس النظام مقابل الإبقاء علي النظام نفسه.و بما أن الثورة أطاحت بكل هؤلاء فقد فتحت الباب لإعادة ترتيب صفوف الطبقة الحاكمة و هذا هو مغزي الصراع علي السلطة بين أطرافها.
بعد الثورة ظلت القوي الثورية تجوب الشوارع. و كانت مواجهة القوي الثورية هي المهمة الأولي لكل أركان النظام. فرأينا الفلول تهاجم القوي الثورية و رأينا الإخوان يهاجمون القوي الثورية في يوم 27 مايو و رأينا السلفيين يفعلون نفس الشيء. و بالطبع كان النصيب الأكبر لمهاجمة الثورة من جانب المجلس العسكري الذي أعتقل و قتل و دهس و حاكم الثوار حتي امتلأت بهم السجون. و في نفس الوقت تم أحلال الفوضي الأمنية كي يبتعد الشعب عن الثورة و تركت الأسعار ترتفع و اتُهمت الثورة في كل هذا و عمل أعلام المجلس علي تحميل الثورة مسئولية كل ما يجري رغم أن المجلس العسكري هو الممسك بالسلطة و ليست الثورة. حتي وصل الأمر للتحريض المباشر من الإعلام الرسمي علي الفتنة الطائفية. و مع كل هذا الهجوم وضعت قوانين الانتخابات بحيث لا يمكن لقوي الثورة أن تستفيد منها. كل هذا أدري لإضعاف و أنهاك قوي الثورة. و مع تراجع الثورة و قوتها بدء يظهر الصراع علي القمة بين الأطراف المكونة للطبقة الحاكمة.
يهدف حازم أبو إسماعيل و عموما قوي الرجعية الدينية إلي أستخدام قوي الثورة في مواجهة المجلس العسكري. أي أن قوي الثورة هنا تستخدم كورقة ضمن الصراع بين القوي الاستبدادية المختلفة التي تشكل الطبقة الحاكمة. و حازم أبو إسماعيل لا يفرق شيئا عن مبارك إلا أن مبارك لم يتعدى كثيرا علي الحريات الشخصية لكن حازم أبو إسماعيل يعدنا أنه لن يسمح لنا – حال تولية السلطة – لا بحرية سياسية و لا حتي بحرية شخصية. فسوف يقرر ما يلبس و ما يؤكل و ما يشرب. يعدنا بدولة من العصر الحجري علي غرار طالبان أفغانستان.
لقد أخطأت قوي الثورة يوم 11 فبراير حينما تصورت أن المجلس العسكري – وهو جزء من النظام – يمكنه أن يكون أمينا علي الثورة. كانت هذه سذاجة سياسية مفرطة ربما سببها عفوية الثورة و الفرحة الغامرة برحيل الديكتاتور. و الآن تكرر قوي الثورة نفس الخطاء حينما تتوهم أن أنصار الاستبداد الديني يمكن أن يكونوا حلفاء في مواجهة المجلس العسكري.رغم أنه لم تمضي أسابيع علي مواجهات الرجعية الدينية مع قوي الثورة. و رغم أن قوي الثورة لن تكسب شيئا من تأييدها لحازم أبو إسماعيل و من السير في مخططه لمواجهة المجلس العسكري.أن قوي الثورة اليوم بين شقي الرحى بين مجلس استبدادي قائم و بين قوي استبدادية تسعي للحلول محله. و بدون أن تدرك القوي الثورية أنه لا يمكن الخلاص من الاستبداد باستبداد آخر و لا يمكن الخلاص من نظام مبارك من خلال مجلسه العسكري فعليها أن تدرك أنه لا يمكن الخلاص من المجلس العسكري بالاعتماد علي قوي أشد استبدادية مثل حازم أبو إسماعيل و السلفيين عموما و الإخوان.
فما هو مخطط حازم أبو إسماعيل الذي تسير علية قوي ثورية الآن؟ هو ببساطة جمع أكبر تأييد ممكن من القوي الثورية. و الظهور بمظهر الثوري علي الرغم من أنه يدعو لدولة استبدادية قمعية بلا نظير. أن تجري "انتخابات" في الميادين بين مرشحي الرئاسة و من ينتخب في الميادين يصبح هو الرئيس الذي يجب علي المجلس العسكري تسليمه السلطة. و هذا المخطط الذي تتبناه مجموعة "ثورة الغضب الثانية" هو مجرد خدمة مجانية للسلفيين أن لم تكن هذه المجموعة أصبحت هي نفسها جزء من السلفيين.فمن هم "مرشحي" الرئاسة بينما لم يفتح باب الترشيح للرئاسة حتي الآن؟ أليس هذا نوعا من النصب؟ ثم إذا كانت هذه الحركة تصف نفسها بالشعبية فلم لا تفتح باب الترشيح للجميع؟ ثم من سينتخب؟ هل المليون شخص المتواجدين في الميدان – أذا قدرنا أنهم كذلك- بديلا عن 80 مليون مصري؟ ثم هل سيقوم المجلس العسكري بتسليم السلطة فعلا؟ أم أنها سذاجة سياسية منقطعة النظير. فلم يسلم مبارك السلطة إلا بعد معارك طاحنة و بعد وجود علي الأقل 15 مليونا في الشوارع لمدة 18 يوما و سلمها لمجلس عسكري هو نفسه رئيسه. فهل يتصور هؤلاء أنهم مجرد أن يعقدوا أنتخابات شكلية في الميادين سيرضخ المجلس العسكري لهم؟ ثم ما هذا الولع بما يسمي "الشرعية" لا يوجد شيء شرعي في مصر لا المجلس و لا دستوره و لا تعديلاته و لا استفتاؤه كلها أمور حكمها من في يده القوة لا أكثر و لا أقل.و يجب أن لا ننسي أن الثورة لم تكن شرعية بل علي العكس كانت ضد الشرعية القائمة. و حتي يطاح بالمجلس العسكري فالأمر سيتطلب قوة جماهيرية جبارة مثلما كان الحال مع مبارك. فلم يسير هؤلاء الثوار مغمضي الأعين وراء شخص يعد بدولة طلبانية مثل أبو إسماعيل؟
ثم ما هو "رئيس الجمهورية" المنوي أنتخابه؟ ما هي صلاحياته؟ أذا كانت القوي الثورية ستستعيد رئيس جمهورية له مثل صلاحيات مبارك و مجلس شعب له مثل صلاحيات مجلس شعب مبارك و وزارة لها مثل صلاحيات وزارة مبارك ألا يعني هذا أن الثوار يسيرون في طريق أستعادة نظام مبارك الذي ثاروا ضده. أليس هذا نوعا من الطفولة السياسية مدفوعة بعوامل الإحباط و اليأس و ترتدي حله الثورة و ليس فيها من الثورة شيئا؟
أن ضعف الثورة في الشهرين الماضيين تسبب في حالة واسعة من الإحباط بين الثوريين. و أنخراط قطاعات كثيرة منهم في مسرحية الانتخابات الهزلية ساهم أيضا في المزيد من الإحباط و التفكك. و عوضا عن التوجه للشعب صاحب الثورة و صانعها و عوضا عن أستعادة الثورة بدء من كل حارة و شارع عوضا عن الثورة نفسها يعتزم الثوار تنظيم مهرجان أنتخابي لأبو إسماعيل. و الغريب أن هناك من يهلل لأننا "عدنا جميعا يدا واحدة" فما الذي يفرح في عودة من خانوا الثورة كي يستخدموها لمزيد من خيانتها.
و كل هذا لا يبرر موقف عديد من القوي الليبرالية و اليسارية و غيرها التي قررت عدم المشاركة "حتي لا نساهم في مهرجان السلفيين" و في حقيقة الأمر فالقسم الأعظم منها مشغول تماما بالانتخابات الهزلية الجارية و لا يمكنه المشاركة. بينما واجب القوي الأكثر استنارة أن تنزل للميدان و تفضح طبيعة هذا العرض الانتخابي الرخيص لأبو إسماعيل و أن تشارك في عمل ثوري حقيقي يجري علي الأرض و هو بناء لجان شعبية هي برلمانات الثورة في كل حي و كل قرية و أن تشارك في صياغة دستور شعبي يكتبه كل المصريين و أن تتظاهر ضد المحاكمات العسكرية و أن ترفع شعارات العدالة الاجتماعية. كثيرة هي المهمات التي تطرحها الثورة قليل هم من لم ينخدعوا في حيلة أنتخابات مجلس الشعب و من لم ينخدعوا في مرشح الدولة الطلبانية أبو إسماعيل.



#حسن_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالصلاة علي النبي
- ماذا ما بعد؟ مقدمة لخريطة طريق لانتصار الثورة
- بين الانتخابات المصرية و الحرب الإمبريالية الأولي
- مرة ثانية الإسلاميين
- تكتيك النظام و تكتيك الثورة
- التمييز الديني والعولمة


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - حسن خليل - 18 نوفمبر و تكرار خطاء 11 فبراير