أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يامنة كريمي - ليست ثورات عربية، إنها ثورات الديمقراطية والمساواة














المزيد.....

ليست ثورات عربية، إنها ثورات الديمقراطية والمساواة


يامنة كريمي
كاتبة وباحثة

(Yamna Karimi)


الحوار المتمدن-العدد: 3544 - 2011 / 11 / 12 - 22:59
المحور: حقوق الانسان
    


عرفت مجموعة من بلدان شمال إفريقيا والشرق الأوسط في السنة الحالية، 2011 مجموعة ثورات كان شعارها إسقاط الأنظمة الديكتاتورية والقضاء على جميع أشكال الفساد من أجل تثبيت دعائم الديمقراطية والمساواة وحقوق الإنسان. وقد شاركت في هذه الثورات كل المكونات البشرية لهذه الشعوب، نساء ورجالا،ا أكرادا وأمازيغا وعربا وتروكمانا وأقباطا...فعلى الرغم من اختلافاتهم اللغوية أو الثقافية أو الجنسية أو الدينية، هناك محرك أساسي مشترك لحراكهم هذا، ألا وهو البؤس والفقر والقهر والظلم...لكن ودون سابق إعلان ودون سند منطقي ومشروع، أطلقت جهة مجهولة -تحسن القفز على المكتسبات-على كل هذه العمليات النضالية تسمية، (الثورات العربية أو الربيع العربي). وإن كنت لا أود أن أمارس الوصاية على مشاعر أي كان، فأنا متأكدة تقريبا أن هذه الصفة أو التسمية قد جرحت مشاعر ملايين المحتجين والثوار سواء في تونس أو ليبيا (الجبل الغربي) أوسوريا أو العراق أو المغرب أو الجزائر كما عملت على إحياء جراح قديمة. إنه إجراء تسبب في تهميش وتحقير وإقصاء فئة واسعة إن لم نقل أغلبية الثوار والمناضلين الذين خاضوا غمار هذه التجربة جنبا إلى جنب مع مواطنيهم العرب. فضلا عن كونه ضربا لكل شعارات المساواة والديمقراطية وحقوق الإنسان، التي رفعت خلال هذه الثورات. فكيف أن الثورات تدعوا للديمقراطية وفي نفس الوقت تعيد إنتاج سياسة الإقصاء والتغييب وحتى تحقير شريحة واسعة من أبنائها وبناتها لا زالت إلى يومنا هذا واقفة في ساحات النضال؟ إنها جريمة إنسانية ومغالطة تاريخية تذكرنا بالتضحيات التي قدمها الأمازيغ منذ أن حطت الحماية رحالها على أرض الوطن -برضاء ومباركة النخبة البرجوازية- وحتى رحيلها،لكن في الأخير، الفئات التي كانت عميلة الاستعمار ضد مصلحة الوطن هي التي استفادت من مكتسبات العمل النضالي( الرجوع لتاريخ المقاومة وحركات التحرير في المغرب). ونفس الشيء، حدث في الجزائر التي يشهد التاريخ على أن أهل القبايل رجالا ونساء كانوا في مقدمة كل الحركات التي قاومت الإستعمار الفرنسي لكن بعد الاستقلال قفز القوميون والمتأسلمون على كل الإنجازات وعزل القبائليون في جبالهم ليواجهوا الفقر والتهميش والإقبار . إنه استمرار لسياسة "القومية العربية"، التي لم تجني من ورائها الشعوب الموضوع، سوى ويلات التمييز والتخلف والتبعية. و كان عليها أمام فشلها أن تغير خطابها وتعيد حساباتها، حتى تتيح الفرصة لغيرها لكي يقدم ما لديه من خبرات و كفاءات، لربما ينجح في تحسين وتطوير الأوضاع، وبذلك تتحقق الديمقراطية الحقيقة عوض وضع سيف الردة على رقبة كل مواطن غير عربي طالب ويطالب برفع الحيف والظلم عنه كحق من حقوقه المشروعة. وفي هذا الباب و-باستثناء السخط والسب والشتم الفاضح- أستحضر نموذجا عن الاتهامات التي تلقيتها على الفايس بوك، عندما قلت بأن تسمية "الثورات بالربيع العربي" تسمية غير صحيحة: (إن الغرب والصهيونية ركزو ا خلال الفترة الأخيرة على إحداث تغييرات في بنية العقل العربي على المستوى الفردي، وذلك من خلال تحويل اهتمامات الفرد العربي وتركيزه من القضايا الأساسية والجوهرية إلى المطالب الثانوية وإعادة انتاجها بشكل جديد بحيث تحتل المطالب الفردية أعلى سلم الأولويات بينما تتراجع أو تضيع الحقوق العامة والمصالح المشتركة للأمة). هذا الخطاب هو خطاب قديم -حديث تعود عليه غير العرب سماعه على مر 14 قرنا ويدخل في إطار ما يعرف بسيف الردة. ويرى أصحابه على أن كل من طالب بحقه من غير العرب هو عميل للغرب والصهاينة وكافر، حتى وإن كان التاريخ يشهد على أن ذلك الفرد قد ساهم في نشر الإسلام و حارب الاستعمار وقت كان القوميون يساندون المستعمر لإحباط المقاومة وجيش التحرير التي كانوا يسمونها "السيبة". أما المعتدلون فرأيهم هو أن : (هذا المشكل ليس بالامر العسير اذا ما توفر لها الجو الديمقراطي). ولهؤلاء أقول، نعم، فعلا، ليس مشكلا عسيرا لأنه مطلب في منتهى الموضوعية والمصداقية بل حق من الحقوق التي يعتبر المس بها جريمة يعاقب عليها القانون. لكنه أمر لم يتحقق للشعوب غير العربية منذ الغزوات العربية إلى يومنا هذا لأن المسألة سياسية وسلطوية وبالتالي عندما يكون هناك التشبث الأعمى بالسلطة والجاه فكل الأمور تصبح عسيرة وصعبة المنال مهما كانت بساطتها ومصداقيتها. ومنه، فالحقوق لا تجزئ كما لا تأجل. والديمقراطية لن تجد جوا مناسبا لتفعيلها من أيامنا هذه. الآن وإلا أبدا.
وبالتالي يجب حذف هذه التسمية أو المفهوم من القاموس التاريخي لثورات 2011 في شمال إفريقيا والمشرق العربي الإسلامي، لأنه قفز عنصري عربي على مكتسبات الثورات، وإقصاء وتهميش للمكونات البشرية غير العربية التي شاركت في الثورات. والسكوت وعدم تدارك الخطأ يفتح الباب واسعا أمام المغالطات والأكاذيب التاريخية التي هي سرقة لحق الآخر في معرفة الحقيقة. ويكفينا مغالطات و سرقات القرنيين 19 و20 التي لا زالت الأجيال الحالية تؤدي ثمنها غاليا سواء على المستوى السياسي أوالاجتماعي أوالثقافي أوالتعليمي.
إنها ليست ثورات عربية، إنها ثورات الديمقراطية والمساواة، هذا إذا لم تكن مجرد ورش إمبريالي تعيد من خلاله البلدان الرأسمالية ترتيب ضيعاتها وتجديد خدام أعتابها الشريفة.



#يامنة_كريمي (هاشتاغ)       Yamna_Karimi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الدستور الجديد سيقطع مع التمييز الجندري بالمغرب؟
- الوسائط المعلوماتية بين الرفض والتأييد
- سماء السلفية تمطر وعيدا
- قداسة الفقهاء بين الحرمان والقهر وتضخم الآمال البعدية
- المداخل الإسلامية لدسترة المساواة بين الذكر والأنثى
- لغز الاختمار في ضوء القراءة السياقية
- تهنئة بمناسبة فوز الحوار المتمدن بجائزة ابن رشد للفكر الحر و ...
- الساعات الإضافية بالمغرب وممارسة العنف
- تاريخ المرأة على مقاس الذكر
- إرث المرأة بين مقاصد الإسلام وغلو الفقهاء
- المؤسسة التربوية والسلوك المدني
- السيدة خديجة الإسوة الحسنة
- سيداو تاج على رأس المرأة مرصع بكل مبادئ الحرية والكرامة
- التراث الإسلا مي,اتساع دائرة التفديس و السقوط في المحذور


المزيد.....




- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - يامنة كريمي - ليست ثورات عربية، إنها ثورات الديمقراطية والمساواة