أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد حسن فلاحية - ملحمة حاتم الكعبي -حته- وجبل مشداخ صورة من صور النضال العالق في ذاكرة الأحوازيين















المزيد.....

ملحمة حاتم الكعبي -حته- وجبل مشداخ صورة من صور النضال العالق في ذاكرة الأحوازيين


محمد حسن فلاحية

الحوار المتمدن-العدد: 3536 - 2011 / 11 / 4 - 17:33
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


عندما تتصفح كتب التأريخ تجد الكثير من الملاحم التأريخية والنضال الذي سطرته الشعوب العربية عبر مرّ العصور لكنه بقي طي النسيان لعدة أسباب أهمها الحملات العدائية التي تستهدف التأريخ والحضارة العربية العريقة في جميع العالم والأخرى نسيال الشعوب لما تحمله نضالات أبناءها من معانٍ سامية للإنسانية ومقارعة الظالمين.
من هذا المنطلق واحتفاءاً برموزنا التي تحول جلها الى أساطير بمرور الوقت تتناقلها ألسنة الشعوب من خلال سردها بشكل قصصي ممل أو لربما أساطيرلا تحمل مغزاها الحقيقي حيث يتصور المرء في البداية أنها مجرد فضفضة أو تنهيدة شعب يعبر فيها عن مآسيه و محنه من خلال تحويلها الى حكايات تنقلها الأمهات حين تهدهد أطفالها والفلاحات حين ترعى غنمها و تسقي زرعها .
ومثل هذه القصص كثيرة تشبه الى حد كبير قصة "الغول " و"ألف ليلة وليلة " و"أبوزيد الهلالي " وغيره التي في الواقع كانت تعيشها الشسعوب العربية في مرحلة تأريخية ما ، لكن عندما نتمعن التأريخ نجد أنّ قصص حقيقية كهذه سطرتها دماء خيرة تلك الشعوب فمن بين هذه القصص الحقيقية في التأريخ التي تجلب انتباه المتتبع وفيها معان كثيرة من المقاومة والممانعة الصادقة حكاية أحوازي يعرف بـ "حاتم الكعبي" ويلقب بـ"حتة"يذكر أنّ في الأحواز يصغّر إسم العلم "حاتم" للتحبيب الى "حتة" .
فقد ولد "حاتم الكعـبي" في حدى المدن التأريخية العريقة في الأحواز وتحديداً مدينة السوس من قبيلة عربية عريقة (بني كعب - كعب الدبات :يعود نسب كعب الى عامر بن صعصعة وهم من هوازن وهم منتشرون في جميع الأصقاع وعلى الأخص الخليج العربي وتحديداً مسقط رأس القبيلة في المملكة العربية السعودية) ، ذاع صيت "حته" زمن الحكم الملكي السابق في إيران وانتشر اسمه بين الفرس في الأحواز قبل العرب حيث كانوا يخشون وطئة الظلام ولا يخرجوا من مستوطناتهم ومعسكراتهم ، خشية حتة ومجموعته الفدائية.
كان حتة قبل أن تتحول قصته الى ما تشبه الأسطورة قائداً ميدانياً يهابه النظام الإيراني آنذاك فالرجل سياسي ثوري وعسكري ميداني يعمل بإخلاص ووفاء منقطع النظير لشعبه ووطنه الذي تنتهك حقوقه المشروعة من قبل النظام الإيراني وقصة حتة أساساً طرحت بسبب خوضه معارك عسكرية ضد قوات إيرانية متمترسة في الأحواز عرفت بمعركة "مشداخ" وهو اسم لجبل كان يختبئ فيه لمهاجمة القوات النظامية الإيرانية آنذاك .
لا زالت الصحف الإيرانية تحتفظ بإرشيف كبير يتضمن كيفية اعتقال ومن ثم استشهاد(الإعدام المسرحي) لهذا الرجل الأسطوري الذي لم تمحوه السنون من ذاكرة الشعب الأحوازي ولا أعداءه حتى الأن فخلال بحثي في مكتبات طهران عثرت على تقارير صحفية نشرتها هذه الصحف ومن على لسان مراسلين حربيين تنقل بدقة المعركة التي دارت في جبل مشداخ وبين مجموعة حتة من جهة والعسكر الإيراني من جهة أخرى .
ففي مقاومة حتة دروس ليس فقط للأحوازيين بل للعرب جميعاً تتلخص بالوفاء للقضية وللوطن وإن كلف ذلك حياة المواطن الذي يطمح لرخاء شعبه وتطوره و في كيفية اعدام هذا القائد المناضل أيضاً دروس تبين وجه التشابه بين النظام الحالي والسابق في إيران وعدائهما للشعب العربي بما يفوق تصور الإنسان .
ففي السبعينات من القرن الماضي وبسبب التعتيم الإعلامي الذي مارسه النظام الإيراني السابق ولا يزال نظام الملالي يمارسه بابشع صورة تحولت قصة حقيقية نضالية لرجل فذ الى أسطورة فرغم أنّ الرجل كافح ضد النظام الإيراني المقبور ورفع نظام الملالي الحالي شعار تكريم كل من كافح ذاك النظام فإننا نرى أنّ نضالات الشعب العربي الأحوازي بقيت قيد الكتمان لا وبل حاربها النظام بكل ما يملك وعمل على تزوير الحقائق لغرض طمس هوية الشعب العربي الأحوازي وقضية مشداخ وحتة خير شاهد على ما نقول .
ولد حتة في قرية "الدبات" التي تقع على ضفاف نهر الكرخة تبعد حوالي 3 كيلومترات من مدينة سوسة التاريخية عاصمة حضارة العيلاميين في الأحوازففي السبعينات كان حاتم جعلوش الكعبي الملقب بـ "حتة" في عنفوان شبابه كما يروي أقارب له في المنفى وبأنه كان يؤمن بالله والآخرة و يؤدي الصلوات الخمس دونما انقطاع,ورجل المهمات الصعبة وحسبما ينقل أقاربه أنه كان غيوراً صاحب حمية ورجل مقدام و لا يقارن بشجاعته مع أحد وأنه كان يتحلى بخلق عالية .
ولهذه الأسباب الشخصية المتجسدة في خلق هذا الرجل دفعته الى العمل التنظيمي مع إحدى الفصائل الأحوازية القديمة "الجبهة الشعبية لتحرير الأحواز – عربستان "، ولعب دوراً مناهضاً للنظام الإيراني انطلاقاً من الأراضي العراقية حيث تدربت مجموعته على العمل العسكري في معسكرات الجبهة الأحوازية في العراق في السبعينات أهمها حرب العصابات وساند بعض الفصائل الأخرى التي تعمل ضد نظام الحكم السابق في إيران .
وخوفا ً من أن يتحول حتة الى رمز استجمع النظام جميع قواه للقبض على هذا المناضل فقد حقق هذا النظام أمنيته بما يملك من قوة استخبارية فائقة (السافاك ) وقد تم القبض على حتة في عملية غدر و أثناء محاكمته أصدرت المحكمة العسكرية الإيرانية حكماً بحقه يقضي بسجنه المؤبد مدى الحياة ، إلا ان حتة وبضل حنكته استطاع الإفلات من السجن (سجن كارون ) الكائن في مدينة الأحواز.
ففي نهاية الستينات من القرن الماضي ترك حتة الأحواز متجهاً نحو العراق لوجود قبيلة كعب في هذه المحافظة العراقية الملاصقة للأحواز وفي بداية السبعينات أثناء عبوره الحدود العراقية متجهاً صزب الأحواز تمكنت الإستخبارات العسكرية الإيرانية آنذاك من اقتفاء أثر الكعبي وخلال معركة طاحنة تمكنت من قتل حتة ورفاقه في منطقة تسمى بـ "جبل مشداخ" وبقي حتة ومشداخ عالقاً في أذهان الكثير من الأحوازيين رغم التعتيم الإعلامي ومرور أكثر من أربعة عقود على الحادثة وكذلك مسعى النظام الإيراني السابق والحالي الى نقل صورة لا تطابق الواقع عن النضال الأحوازي من خلال تهم مثل "خارجين عن القانون" و"إنفصاليين" أو الإيحاء بأنّ مثل هذه الحكايات عبارة عن أحجيات و أساطير.
لكن رغم كل ذلك الظلم الإجحاف من قبل نظام إيراني متعنت يبقى حتة مظلوماً وبريئاً وفي نفس الوقت مناضلاً رمزاً متحدياً آلة يصعب مجابهتها ولفظ أخر أنفاسه الشريفة على ترابه وارتفعت روحه الى السماءوهو مؤمن بشعبه وكرامة أمته .
إلا أن حصار الإيرانيين ضد الأحوازيين منعهم من التعريف برموزهم ولكن رغم كل هذا الحصار الإعلامي والتعتيم الخبري من قبل السلطات الإيرانية على الأحوازيين ثقافة ولغة وتأريخاً بقى الأحوازي يناضل بصوته وقلمه وأشعاره وروحه العربية متحدياً الحواجز الأمنية القمعية للنظام الإيراني وألة القتل والسفك الرهيبة التي يطورها من مقدرات ونفط الأحوازيين أنفسهم لكن بقتل حتة قام النظام وكما يفعل الأن بتخليد المناضلين دونما علم وبقي اسم هذا البطل وغيره من المناضلين يرفرفون في سماء العرب كما أصبح رمزاً للتحرك والمقاومة لدى الأحوازيين ولربما سيتحول حتة الى رمز عربي تحتفي به كل العرب من الخليج العربي الى المغرب العربي بعد أن تنقشع عنهم إمبراطورية الإعلام الإيراني المزور للحقائق.



#محمد_حسن_فلاحية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في طبيعة الوحدة القبلية بين العراق والأحواز بنو كعب نم ...
- واقع الصحافة والصحفيين في الأحواز
- حرب -نجاد وخامنئي- حمي الوطيس أم وضعت أوزارها ؟
- ألية تسليح القبائل من قبل الحرس الثوري الإيراني لقمع الإحتجا ...
- ندوة :حقوق الإنسان والإصلاحات الديمقراطية في إيران
- إيران تهدد الغرب بتسهيل عملية -ترانزيت المخدرات-
- مصيرالثورات الديمقراطية في العالم العربي
- الشعب السوري يتحدى الديكتاتورية ويصنع ثورته
- وزير المخابرات الإيراني ومثلث الأحواز ،البحرين واحتدام الصرا ...
- نداء استغاثة لمنظات حقوق الإنسان للنظر في ظروف السجناء الأحو ...
- عُقدة المشروع الإقليمي الإيراني السوري
- نخيل الأحوازطعمة للحرائق فأين أصدقاء البيئة من ذلك؟!
- اتهمامات ضد سلطات سجن في طهران باغتصاب سجينات و صمت السلطات ...
- الحوزات الدينية في قم مؤسسات دينية أم إقتصادية ؟
- المحافظون في إيران يستعدون لبدء الحملة الإنتخابية لما بعد نج ...
- رجل دين شيعي إيراني معارض ينتقد بشدة المرشد الإيراني ويمتنع ...
- -أوكامبو- أعطانا الحل نحن ماذا نعمل ؟
- جمعة العزة في سوريا: عناصرالحرس الثوري الإيراني وحزب الله ال ...
- قرار مجلس حقوق الإنسان بتعيين مقرر خاص لحقوق الإنسان في إيرا ...
- حقيقة أعياد النيروز بين الميثولوجيا والواقع


المزيد.....




- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران
- بالفيديو.. اتساع نطاق التظاهرات المطالبة بوقف العدوان على غز ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - محمد حسن فلاحية - ملحمة حاتم الكعبي -حته- وجبل مشداخ صورة من صور النضال العالق في ذاكرة الأحوازيين