أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - حب الموت وكراهية الدنيا














المزيد.....

حب الموت وكراهية الدنيا


أحمد عفيفى

الحوار المتمدن-العدد: 3530 - 2011 / 10 / 29 - 16:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لأسباب ميتافيزيقية بحتة يحب المسلمون الموت ويكرهون الحياة، لأن هناك كائن بعيد وخفي وغامض أخبرهم أنه أعد لهم مكان مليء بالطعام والنساء وهى نفس الأشياء التي حرمهم منها وحرمها عليهم فى الحياة، وعلى الرغم من إطلاقه لرغبات المسلمين على إطلاقها كنكاح ما طاب لهم، فهو ما يتعذر مع أكثر من ثلثيهم على الأقل، فثلثي المسلمين فقراء ولا قدرة لهم على مجرد واحدة فقط، فكيف لهم بمثنى وما ملكت يمين، والظاهر أن الإطلاق والتحليل ظهر ليخدم شهوة الجاهليين وقدرتهم وشهوة محمد وشبقه للجنس ثم بعد ذلك شهوة أتباعه للسبي والنكاح فليس أسهل من تقتل رجلا لتستحل امرأته، أما بعد أن توقف الزحف السيفى المسعور عند حده، بفضل التخلف والتعصب والجهل والفقر، وتفوق الكفرة والفرنجة من أعداء الله وأعداء الدين، ولا أعرف كيف يكون بشرا ندا لله حتى يكون عدوه، فالبشر يمكن له أن يكون ندا وعدوا لبشر، أما أن يكون ندا وعدوا لله، فهو لابد بطريق أو بآخر قد وصل إلى مرتبة إله، حتى يمكنه أن يكون عدوا لله، يناصبه العداء على الرغم منه، وهو الله الذى يقول للشىء كن فيكون، فلماذا يزعجه ذلك البشر إلى هذا الحد حتى يناصبه العداء، أو يغضب لعداوته، فلا حول إذن ولا قوة إلا بالمال، والمال عزيز وشحيح، على افتراض أن رزقكم فى السماء وليس فى الأرض، ونزولا على حقيقة أنه لا قسط ولا عدل فى توزيع الرزق، وأن العدل الإلهى محض خرافة، فكروش الملوك والأمراء متخمة بالدولار والدينار وقصورهم متخمة بالسبايا والسرايا والغلمان وملكات اليمين واليسار، وعلى من يستطع الباءة أن يصوم فإنه له وجاء! بئس النصيحة والحل!! وملايين المسلمين يموتون من الجوع والجهل والمرض والفقر، والله لا ينفك يرسل أرصدته من السماء إلى ملوك الخليج، حيث أن الملك يومئذ لله، وحيث أن أغنياء الفرنجة يتلقون أرصدتهم من الرب المخلص يسوع، وليس عن طريق علمهم وعملهم ودأبهم، لذلك يحرص غالبية المسلمين المساكين على موت فى سبيل الله، لأن الموت فى سبيل الله حياة أسهل وأوفر وأرخص، دون عناء التفكير والتدبير والتخطيط والعمل، والأمر بسيط إتباع بمعروف أو استشهاد بإحسان، حتى يلاقوا ما وعدوا من الحور والخمر ولحم الطير والغلمان، بعد أن أغلق عليهم الله باب الحياة المقدس والاستمتاع بها، فالحياة فى نظره لعب ولهو، ولا حاجة لاتباعه باللعب واللهو، ويمكنهم لو أرادوا اللعب أن يلعبوا بحيوات غيرهم من الكفار، فيفجرونهم فى الأسواق والباصات وفى البروج المشيدة ما استطاعوا لذلك سبيلا.
الحياة عند الله لا تساوى جناح بعوضة، وكان الأولى به لو أنها هينة وتافهة هكذا أن لا يخلقها من الأصل، وأن لا يهبها لمن لا يستحقونها ليعذبهم بها وفيها، وكان يكفيه أن يخلق من أتبعه مباشرة فى الجنة، على أفتراض أنه خلق وقدر، ولكن يبدو أن خطط الله كلها تبوء بالفشل، منذ أرسل موسى المسكين لليهود الملاعين، وحتى أرسل رسوله الملعون للمسلمين المساكين، ليسخرهم فى غزواته ونكاحاته وسبياته وغنائمه حلالا طيبا، ذلك الكسول المريض الذى لا عمل له سوى تفصيل نص ردىء لتسخير اتباع أردأ.
الله والرسول، وجهان لعملة واحدة، رجل مافيا، يغدق على أتباعه عندما يطيعوه، ويتخلص منهم عندما يعارضوه، يحشر تسع نساء فى بيته، ويأمر الفتى غير القادر على الزواج بالصوم فأنه له وجاء! تبا له من حل أخرق! أما كان الأولى به أن يزوجه من بيت مال المغفلين، أو أن يهب له صفية أو ريحانة، ويحتفظ بالتسع نساء، وهو الذى أمره ربه المقدس فى نصه المقدس أن يمسك عليه أربع!!
لذا وكحل نهائى وعملى، عوضا عن حل النبى الأخرق، يفرط المسلمون المساكين البؤساء فى حياتهم بالجهاد والاستشهاد فى سبيل الرب الإله الذى عنده كنوز السموات والأرض بعد أن يأسوا من حياتهم وإمكان تقويمها وعزوف ربهم الغنى المستغنى عن إرسال أرصدته المجمدة فى السماء إليهم، وعليهم أن رغبوا أن يذهبوا طوعا أو كرها للقتال، حتى يحصلوا فى حياة أخرى على تلك الحياة الأولى التى أفتقدوها ولا أمل فى صلاحها واستقامتها.
كان الأولى بذلك الرب الإله كاره الحياة، أن يحترم الحياة، وألا ينفك يرسل أتباعه المساكين لحتفهم عن طريق جهاد أخرق واستشهاد أحمق، أسوة بأعدائه من الكفار الذين يحترمون الحياة ويقدسونها ويحافظون عليها بالعقل والعلم والطب واحترام الآخر بل وعلاجه والحفاظ على حياته.
حياة المسلم عند الله لا تساوى جناح بعوضة، وحياة الكافر تساوى حياة كل الناس، حياة المسلم منذ أن يولد حتى يموت أو يقتل أو يستشهد أو يفجر نفسه فى أبرياء، هى عبارة عن تكريس للكراهية والقتل، كراهية النفس وقتل ألآخر، وبدلا من أن تكون الجهاد فى سبيل أعلاء قيمة الحياة والبناء والتعليم والزراعة والطب، أصبحت مقتصرة على قتل النفس وقتل الآخر.
حياة الكافر منذ أن يولد حتى يموت هى تكريس لحب الحياة والاستمتاع بها وليس اللعب واللهو، تكريس للعلم والدراسة وإعمال العقل، تكريس للبناء لا للهدم، تكريس للزرع لا للحرق، تكريس للطب وعلاج الحياة وليس التخلص منها، تكريس للحياة وليس للموت.



#أحمد_عفيفى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناعة شرسة أم قناعة شرسة
- لعنة الله
- المرأة مقدسة والجنس ليس غول
- إعادة قراءة للدين والحياة


المزيد.....




- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...
- لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة ‏زبدين في مزارع شبعا ...
- تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون ...
- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عفيفى - حب الموت وكراهية الدنيا