حلم ليته يتحقق

عبدالعزيز محمد المعموري

الحوار المتمدن-العدد: 3519 - 2011 / 10 / 17 - 22:06
المحور: المجتمع المدني
    

حلم ياليته يتحقق!

باعتباري قرويا وأبن فلاح , فأن هموم الفلاحين لا تكاد تفارق أحاسيسي ومن هذه الهموم , معاناتهم مع النخيل وإنتاجها . فالنخلة تزرع فسيلا يحتاج الى حوالي عشر سنوات لكي ينتج , وخلال هذه السنين الطويلة يحتاج إلى خدمة لا تلزم باقي الأشجار.

يحتاج إلى الحراثة والتسميد أسوة بباقي النباتات , لكن النخلة تحتاج إضافة إلى ذلك , تخليصها من الكرب والسعف اليابس, وهذه مهمة لا يقدر عليها كل فلاح , بل تحتاج إلى عمال زراعيين مختصين , والى آلات معينة, كالسكين الخاص الذي صار سعره لا يقل عن ثمانين ألف دينار, و إلى آلة صعود النخلة ( التبالية) وهي آلة عمرها يقارب سبعة ملايين سنة , انحدرت تسميتها كما يقول المؤرخون من اللغة السومرية !!

وهذه الآلة المغرقة بالتخلف, كثيرا ما سببت هلاك عمال زراعيين انقطعت بهم وهم فب قمة النخلة ! ولا تتوفر لدينا إحصائيات عن عدد ضحايا التبالية طويلة العمر!

لقد أصبح التخلص من السعف والكرب هماً دائما للفلاح , فهو رغم كلفته المرتفعة سنة بعد أخرى ,يحتاج إلى الحرق في مكان مناسب لا يسبب أضرارا لباقي الأشجار. ويحتاج إلى أيدي عاملة كثيرة تفوق إمكانية الفلاح المسكين.

أما جذوع النخيل الشائخة والتي تتجاوز أعمارها المئة عام , فهي مشكلة أخرى , فمن يقطعها ومن يتلفها خارج البستان؟

هذه المشاكل , مشاكل الكرب والسعف والجذوع لم تكن مشاكل قبل ثلاثين أو أربعين سنة, فقد كان الناس يتكالبون على السعف والكرب كوقود وحيد وتمتاز في الطبخ والخبز, وغير ذلك, إضافة إلى استعمال السعف للأسرة وأقفاص الفاكهة وقد استغنى الناس عن ذلك بأسرة الحديد والخشب وأقفاص البلاستك , كما استغنى عن الكرب كوقود بالنفط والكاز والكهرباء الخ .. وهكذا يكون التطور في غير صالح النخلة وفلاحها !

وقد قرأت قبل أيام , أن عالما مصريا استطاع أن يستثمر سعف النخيل بعد معاملته بمادة كيماوية معينة في تسليح السقوف كبديل عن الحديد الخاص بالتسليح , وقد صرح بأن التسليح بالجريد أفضل من الحديد فإذا تحقق هذا الحلم الرائع وعاد لسعف النخلة كرامته فأن النخلة والفلاح سيرتفعان درجات !!

بقي أن ندعو وزارة الزراعة إلى مفاتحة الجامعة التكنولوجية لاختراع آلة بديلة عن التبالية ! ووسيلة حديثة تجنب الفلاح المغامرة بصعود النخيل العالية, وتسهيل عملية تلقيح النخيل وجني حاصلاتها.

ولا يفوتني أن ادعوا المسؤولين إلى رفع أثمان التمور , فهي لحد الآن لا تسد مصروفها , والتوجه إلى صناعة وتصنيع التمور ثروة تعمدنا إهمالها عشرات السنين مع سبق الإصرار ولا اعرف سر ذلك فمتى تهتز الشوارب لتحويلها إلى ثروة مؤيدة لثروة النفط !!

أمراض النخيل تتنوع من الحميرة إلى الدوباس الى حفار ساق النخيل , وأخيرا صرنا نعاني من مرض فطري يصيب التمر , وهو في عروقه ويجعله يتساقط على الأرض كالمطر.

فمن سيتدارك هذا المرض قبل أن يتحول إلى وباء لا يمكن السيطرة عليه !!


عبد العزيز محمد المعموري
بعقوبة – ناحية العبارة
[email protected]

#عبدالعزيز_محمد_المعموري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات