أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - قفشات -أمّ المؤمنين-: هنيئاً لكم















المزيد.....



قفشات -أمّ المؤمنين-: هنيئاً لكم


إبراهيم جركس

الحوار المتمدن-العدد: 3518 - 2011 / 10 / 16 - 16:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بسم العقل والمنطق
 تنبيه
عزيزي وأخي القارئ، أرجوك ثمّ أرجوك قبل أن تقرأ هذا المقال أن تنفض عنك غبار الأحكام المسبقة التي أوصلتنا إلى ما نحن عليه اليوم، وحاكم بعقلك وضميرك ما سأقوله هنا. وأمّ إذا كان هذا الثوب المغبّر والبالي عزيز عليك جداً، فكلّ ما أطلبه منك هو أن تخلعه قليلاً، وتتنفّس بعض الهواء العليل ثمّ تقرأ ما سأقوله، وبعدها إمّا أن تلقي به في أقرب حاوية للقمامة، أو تعيد ارتداءه مرةً أخرى وكأنّ شيئاً لم يكن.
صورة عائشة
لعلّ صورة عائشة التي نشكّلها في خيالنا قد تكون من أغرب الصور وأكثرها إثارة للجدل، ها أنا أراها بعد وفاة زوجها بفترة قصيرة، أرملة شابة، صبيّة في ريعان الشباب، جميلة، جذّابة، لم تمض فترة طويلة منذ أن دخلت عامها الثامن عشر. مراهقة جميلة أخّاذة، جسمها الأبيض عبارة عن مرجل من الهرمونات. لم يمض وقت طويل على وفاة زوجها حتى بدأ رجال القبيلة يحاولون نيل إعجابها أو لفت انتباهها، كلّهم معجبون بهذه الفتاة الشابة التي لم تذق من طعم الحياة الزوجية الطبيعية سوى القليل.
لا عجب أنّ رسول الله حرّم على أزواجه الزواج من بعده.!
 عائشة الأنثى
أوصى نبيّ الإسلام أتباعه "خذوا نص دينكم من الحميراء" والحميراء هي عائشة بنت أبي بكر، أصغر زوجات النبي وأحبّهنً إلى قلبه. ليس من الغريب أن تكون كذلك، إذا عرفنا أنّ محمداً كان مفتوناً بها منذ صغرها، أي منذ لم تكن قد التاسعة، وهو كان كهلاً في الخمسين من عمره. وتؤكّد لنا المصادر التاريخية أنّ محمداً قد تزوّجها وهي ما تزال طفلة، وتوفّي عنها وهي ما تزال مراهقة وفي أوج نشاطها الجنسي، وشبابها الجسدي والهرموني. ويؤكّد مأخذنا هذا الأخبار التاريخية التي وردت في الكتب الصفراء والتي تؤيّدها الآيات القرآنية المنزلة، حيث نلاحظ أنّ الله "ربّ الكون!" والعالمين قد ترك كل شؤون خلقه وعوالمه، وتفرّغ ليحلّ مشكلة محمد وعائشة في حادثة الإفك الشهيرة. بغضّ النظر عمّا إذا كانت هذه الحادثة صحيحة أم لا، أم أنّ عائشة بريئة أو لعوب، فمن المهمّ ملاحظة أنّ هذه الحادثة تركت وقعاً كبيراً في ذلك الزمن، وأربكت محمد وإلهه المزعوم، لدرجة أنّ الحكم على برائتها تأخّر في "النزول" بعد أن أعيا الهمّ محمداً ووقعت هي صريعة المرض، أو الانهيار النفسي أو الشعور بالعار، في بيت أهلها. فها هنا إذاً آية مخصّصة لها، لحبيبة رسول الله، تثبت برائتها، وترسخ في القرآن، الكتاب المنقوش في اللوح المحفوظ، والكلمة المعصومة من عند الله، لتترسخ في الوعي الجمعي لدى المسلمين وتصبح جزءاً لا يتجزّأ من التراث الإسلامي العالمي... إذن تلك ليست رواية عادية أو ليس لها قيمة.
عائشة الحميراء، الشقيراء، التي أفتت بفتوى رضاع الكبير وأخذت تنصح النسوة بأن يرضعن الرجال، لكي يصبحوا أمثال الأخوة لهنّ ويدخلون عليهنّ وقتما وحيثما شاؤوا.
ولا ننسى دورها المشبوه في قتل الخليفة الثالث وأحد صحابة الرسول والمبشّرين بالجنّة عثمان بن عفّان، وندائها الصريح بقتله "اقتلوا نعثلاً".
وهي التي خاضت أكبر حرب دموية بين المسلمين أنفسهم أدّت لتشتّتهم وانقسامهم، وضاع الحابل بالنابل، حيث اقتتل الصحابة والمبشّرون بالجنة فيما بينهم، ولا ندري حتى الآن من منهم الكافر والضال ومن منهم المؤمن الحقيقي، وضاعت الطاسة. عليّ بن أبي طالب من جهة أول صبي آمن بمحمد وابن عمّه وزوج ابنته وباب مدينته و و و إلخ. وعائشة بنت أبي بكر الصديق الحميراء أحبّ زوجاته إلى قلبه ونصف دينه عندها وهو الذي طلب من أصحابه ألا يؤذوه بها و و و إلخ. هذان الاثنان اقتتلا ومن معهم من الصحابة حتى كادا أن يفنيا الصحابة في موقعة الجمل الشهيرة، ولا ندري من منهما على حق ومن منهما على باطل.
 الرضاع
جاء في صحيح البخاري ((عن عائشة –رضي الله عنها- أن سالماً مولى أبى حذيفة كان مع أبى حذيفة وأهله في بيتهم فأتت (تعنى ابنة سهيل) النبي فقالت : إن في نفس أبى حذيفة من ذلك شيئاً0 فقال لها النبي : "ارضعيه تحرما عليه، ويذهب الذي في نفس أبى حذيفة" فرجعت، فقالت : إني قد أرضعته، فذهب الذي في نفس أبى حذيفة"))
كما سبق وقلنا أنها هي التي أفتت بفتوى رضاع الكبير وأخذت تنصح النسوة بأن يرضعن الرجال، وادّعت أنّ آيتي الرّجم ورضاع الكبير نزلتا وكانتا في مصحفها، ولا نعلم حق المعرفة ما إذا كان مصحفها من عند إله زوجها أو من بنات أفكارها، وذلك أنها برّرت الأمر أنها بعد أن انشغلت بموت زوجها دخلت دابة وأكلت الآيات المدوّنة.
المهمّ أنّ القصّة تبدأ على الشكل التالي: ((عن عائشة قالت : أتت سهلة بنت سهيل بن عمرو ، وكانت تحت أبي حذيفة بن عتبة رسول الله صلى الله عليه وآله ، فقالت: إن سالما مولى أبي حذيفة يدخل علينا ، وأنا فضل [أي في ثوب واحد]، وإنا كنا نراه ولداً ، وكان أبو حذيفة تبناه كما تبنى رسول الله صلى الله عليه وآله زيداً ، فأنزل الله : " أدعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله " ، فأمرها رسول الله صلى الله عليه وآله عند ذلك أن ترضع سالماً ، فأرضعته خمس رضعات ، وكان بمنزلة ولدها من الرضاعة ، فبذلك كانت تأمر أخواتها وبنات أخواتها أن يرضعن خمس رضعات من أحبت عائشة أن يراها ، ويدخل عليها ، وإن كان كبيراً ، خمس رضعات ، ثم يدخل عليها ، وأبت أم سلمة وسائر أزواج النبي صلى الله عليه وآله أن يدخلن عليهنّ بتلك الرضاعة أحداً من الناس حتى يرضع في المهد ، وقلن لعائشة : والله ما ندري لعلها كانت رخصة من رسول الله لسالم دون الناس .)) [مسند أحمد، 6 / 270 271 وراجع الموطأ كتاب الرضاع 2 / 115]
وروى أبو داود (2061) عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ كَانَ تَبَنَّى سَالِمًا وَأَنْكَحَهُ ابْنَةَ أَخِيهِ هِنْدَ بِنْتَ الْوَلِيدِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ وَهُوَ مَوْلًى لِامْرَأَةٍ مِنْ الْأَنْصَارِ ، كَمَا تَبَنَّى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْدًا ، وَكَانَ مَنْ تَبَنَّى رَجُلًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ دَعَاهُ النَّاسُ إِلَيْهِ وَوُرِّثَ مِيرَاثَهُ ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى فِي ذَلِكَ : ( ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ ) إِلَى قَوْلِهِ : ( فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ) فَرُدُّوا إِلَى آبَائِهِمْ ، فَمَنْ لَمْ يُعْلَمْ لَهُ أَبٌ كَانَ مَوْلًى وَأَخًا فِي الدِّينِ ، فَجَاءَتْ سَهْلَةُ بِنْتُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو الْقُرَشِيِّ ثُمَّ الْعَامِرِيِّ وَهِيَ امْرَأَةُ أَبِي حُذَيْفَةَ ، فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا نَرَى سَالِمًا وَلَدًا ، وَكَانَ يَأْوِي مَعِي وَمَعَ أَبِي حُذَيْفَةَ فِي بَيْتٍ وَاحِدٍ ، وَيَرَانِي فُضْلًا ، وَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِيهِمْ مَا قَدْ عَلِمْتَ ، فَكَيْفَ تَرَى فِيهِ ؟ فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَرْضِعِيهِ ، فَأَرْضَعَتْهُ خَمْسَ رَضَعَاتٍ ، فَكَانَ بِمَنْزِلَةِ وَلَدِهَا مِنْ الرَّضَاعَةِ ، فَبِذَلِكَ كَانَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا تَأْمُرُ بَنَاتِ أَخَوَاتِهَا وَبَنَاتِ إِخْوَتِهَا أَنْ يُرْضِعْنَ مَنْ أَحَبَّتْ عَائِشَةُ أَنْ يَرَاهَا وَيَدْخُلَ عَلَيْهَا وَإِنْ كَانَ كَبِيرًا خَمْسَ رَضَعَاتٍ ، ثُمَّ يَدْخُلُ عَلَيْهَا ، وَأَبَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَسَائِرُ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُدْخِلْنَ عَلَيْهِنَّ بِتِلْكَ الرَّضَاعَةِ أَحَدًا مِنْ النَّاسِ حَتَّى يَرْضَعَ فِي الْمَهْدِ وَقُلْنَ لِعَائِشَةَ : وَاللَّهِ مَا نَدْرِي لَعَلَّهَا كَانَتْ رُخْصَةً مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِسَالِمٍ دُونَ النَّاسِ .
ويرد نفس الحديث بصيغة أخرى: ((وقلن لعائشة : والله ما نرى هذا إلا رخصة أرخصها رسول الله صلى الله عليه وآله لسالم خاصة فما هو بداخل علينا أحد بهذه الرضاعة ولا رائينا)) [صحيح مسلم، باب رضاع الكبير 4/ 168-170، طبقات ابن سعد 8 / 270 271، سنن النسائي في آخر باب رضاع الكبير من كتاب النكاح 2 / 84: (فلا يدخل علينا أحد بهذه الرضاعة ولا يرانا)]
وعلّنا نلاحظ هنا نقطة هامّة جداً وهي أنّ "أمّهات المؤمنين" لم يوافقن عائشة على قرارها _أو فتواها_ هذه، وكنّ مصرّات على موقفهنّ من الموضوع بألاّ يدخل عليهنّ أحد بهذه الرضاعة، وذلك لأنه أمر معيب حقاً، وهنّ أنفسهنّ خجلن من الموضوع ولم يوافقوها عليه، إذ جاء في صحيح مسلم ((أم سلمة زوج النبي كانت تقول : "أبى سائر أزواج النبي أن يدخلن عليهن أحداً بتلك الرضاعة وقلن لعائشة: والله! ما نرى هذا إلا رخصة أرخصها رسول الله لسالم خاصة فما هو بداخل علينا أحد بهذه الرضاعة ، ولا رائينا")). ونلاحظ أيضاً أنّ محمداً دخل على عائشة ورأى رجلاً جالساً عندها فاغتاظ وغضب، وبالرغم من تبريرها أنه أخاها بالرضاعة، لم يرضي هذا التبرير محمداً.
إذا جاء في صحيح مسلم الحديث التالي: ((عن مسروق قال : قالت عائشة : دخل علي رسول الله صلى الله عليه وآله وعندي رجل قاعد ، فاشتد ذلك عليه ، ورأيت الغضب في وجهه قالت : فقلت يا رسول الله ! إنه أخي من الرضاعة)) [صحيح مسلم 4 / 170]
لكن ما سبب تفرّد عائشة بهذه الفتوى، ورغبتها بها، وإصرارها عليها، وهي الفتاة اليافعة الجميلة الحميراء الصبية المتزوّجة من رجل كهل، يدّعي أنّ لديه قوّة جماع تعادل قوة ألف رجل... هذا إذا أخذنا بحسباننا أنّ التباهي والتفاخر هو من شيم العجائز والعاجزين، والحقيقة دائماً تكون عكس ما يجري المباهاة به.
وهناك نقطة أخرى، لماذا كانت "أمّ المؤمنين" تحبّ رؤية الرجال؟ أو تحبّ أن يراها رجلٌ (كبيرٌ) ما؟ وأن يدخل عليها؟ وأين هي حرمة بيتها؟ ومن حقنا أن نتساءل هنا: ما هذا المثال الذي تمثّله سيّدة كهذه لبناتنا وأخواتنا، عندما يأتي رجل كبير ويكشف عن صدرها ثمّ يقرب وجهه ليأخذ من ثدييها "خمس رضعات"؟ أرجو إعمال العقل في هذه المسألة، ودون أي أحكام مسبّقة آراء ومرجعيّات سابقة، والأجدى أن تراجع موقف أمّهات المؤمنين الأخريات لأنّ من الحق أن تفعل ذلك وهنّ زوجات نبيّك أيضاً.
أخي وصديقي المسلم، وأنا الذي كنت مسلماً مثلك من قبل: أرجوك تصوّر الموقف السابق وحاول أن تُعمِل عقلك وضميرك في هذا المشهد قبل أن تطلق الأحكام والشتائم عليّ.
لنعد إلى موضوعنا:
يقول ابن سعد أنّ سالم بن عبد الله بن عمر من أولئك ، فقد ذكر في طبقاته أن "أمّ المؤمنين" عائشة أرسلته إلى أم كلثوم زوج عبد الله بن ربيعة لترضعه ليدخل عليها ،
ويسمع منها الحديث. [طبقات ابن سعد 8/462، ص271]
ما تبرير هذا الموقف لأمّ المؤمنين، أن ترسل رجلاً آخر إلى امرأة أخرى لترضعه ويسمع منها الأحاديث، ولنا أن نتوقّع رفض أمّ كلثوم إرضاع سالم. أخي المؤمن: جزاك العقل نور المعرفة والعلم، تخيّل مثل هذا الموقف في وقتنا الحاضر، ماذا تقول في صبية أو فتاة مراهقة جارة لك ترسل رجلاً كبيراً لإحدى نسائك كي ترضعه ويصبح أخاً لك أو لها بالرضاعة، فهل ستقبل بذلك؟ ولنفترض أنك قبلت، ما الذي سيضمن لك أنّ شيئاً خاطئاً لن يجري بينهما؟ فما أدراك أن أخوّة رضاع الكبير لم تكن تشوبها بعض الملذّات والمغامرات السريعة والعابرة؟
لكن لماذا هذا الاختلاف الآن بشأن مسألة رضاع الكبير؟ وأين تكمن المشكلة؟
حسب أقوال "أمّ المؤمنين" عائشة أنّ آية رضاع الكبير قد نزلت مع القرآن، إلا أنّ ظروفاً خاصّة حالت دون وجودها فيه، إذ أنها تبرّر ذلك قائلة أنّ الآية نزلت مع آية أخرى، حتى أنها دونتها على صحيفة، فقد أنزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشراً، وقد كانت مكتوبة في صحيفة وضعتها تحت سريرها، ولمّا مات محمد، تشاغل الناس بموته، فدخلت داجن أو دابّة وأكلتها!!! غريبة هي الطرق التي يعمل بها الله: ((عن عائشة –رضي الله عنها- قالت : "كان فيما أنزل من القرآن : عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن : بخمس معلومات فتوفي رسول الله وهن فيما يقرأ من القرآن" وفي رواية لابن ماجة، وأحمد، عن عائشة – رضى الله عنها – قالت : "لقد نزلت آية الرجم، ورضاعة الكبير عشراً، ولقد كانت فى صحيفة تحت سريري فلما مات رسول الله وتشاغلنا بموته، دخل داجن فأكلها")) وهذا حديث يعتبر صحيحاً ومتواتراً في مختلف الصحاح والمسانيد.
لكن الإشكالية هنا هي أنّه طالما أنّ الله بنفسه قد تعهّد بحفظ القرآن من كل تحريف أو نقص أو إسقاط، فما الحكمة بأن يسمح للداجن بأن تدخل إلى غرفة أو خيمة عائشة وتأكل هذه الصحيفة بالذات من القرآن؟ أليس ذلك غريباً؟ أين العقل أمام ذلك؟ ثمّ لماذا كتبت عائشة هذه الآية بالذات دون غيرها من الصحابة وكتبة الوحي؟ ثمّ هناك عثمان بن عفّان، الذي جمع القرآن، وأرسل إلى الجميع يطلب منهم أن يضعوا بين يديه كل ما يملكونه من آيات القرآن ليجمعها في مصحف. لماذا لم يعترف بهذه الآيات وهو الصحابي المقرّب من محمّد وأحد المبشّرين بالجنّة؟ لماذا لم يراجع الأمر مع عائشة، لتشرح له أنّ هناك دابّة أكلت السورة وأنها نزلت مع القرآن فعلاً ليدخلها هو في القرآن؟ أم أنّ الخصومات السياسية كانت أقوى من ذلك؟!!!
لا نريد هنا أن ندخل في مسألة فقهية بحتة لأننا سنضيّع وقتنا ونحن نبحث فيها، وسندور في حلقة مفرغة لا نهاية لها، إذ هناك من يقول بصحّة رضاع الكبير، ويأتي بما لا نهاية له من الأحاديث والأقوال والمرجعيات، وهنا من يقول بحرمة رضاع الكبير، ولديه أيضاً ترسانته الخاصّة من الأحاديث والطعون وما إلى هنالك. لكننا هنا أمام مشكلة كبيرة جداً تواجهنا، أغلبنا لا يشعر بها، وهي سوية تفكيرنا وعلومنا الدائرية _من الدائرة المفرغة التي لن تصل بنا إلى أيّ نتيجة_ والدليل على ذلك أننا ما زلنا ندور في دوائرنا المفرغة دون أن نخرج بنتيجة منذ أربعة عشر قرناً وحتى الآن.
 المني
القارئ أو المطالع للتراث الإسلامي يلاحظ وبسهولة أنّ موضوع "المني" يحتلّ جزء لا يستهان به من هذا التراث: من أحاديث وآيات، بالإضافة إلى الأدب اللاحق فيما بعد. ما لفت انتباهي هنا أنّ هناك مواضيع كرضاع الكبير والمني والحيض تشغل حيزاً كبيراً من تفكير الإنسان العربي المسلم وفي كل الأرجاء، ومهما تطوّرت ثقافته أو بلغت درجة تقدّمه العلمي فهو لن يتجاوز سويته العقلية التي ترسم حدود قدراته العقلية. أمّا سبب تطرّقي لذلك فهو أني وجدت أبحاثاً طويلة مطوّلة على الشبكة تتناول هذه المواضيع وبجدية كاملة.
أحد هذه الأبحاث الذرية التي تعدّ من آخر ما توصّل إليه العلم الإسلامي بحث منشور على صفحة النت على موقع منتدى أهل التوحيد يحمل عنواناً فريداً من نوعه: ((القِطْفُ الجني في بيان نجاسة المني)) وبسبب ولع العربي بالسجع وأشكاله المختلفة، ولأنّ مستواه العقلي محصور ضمن منطقة محددة بين رجليه، وكلّ تفكيره يدور حولها، فلا عجب أن نجد مثل هذه العناوين وهي تزيّن عناوين كتبنا ومراجعنا كهذا العنوان أو ((نواظر الأيك في معرفة النيك)) أو (( التدنّي والانحطاط في تعاطي التصوّف اللواط)) أو ((النجم البرّاق في الحكم على من تعاطت السحاق)) وإلى ما هنالك من هذه العناوين المحنّطة والمخجلة بأن نرفع بها رؤوسنا أمام علوم الغرب وكتبه. نجد أنّ حبيبة رسول الله عائشة والتي يمكن للمسلم الحصول على نصف دينه منها تارد تمسح المني عن ثوب محمد أو تفركه وتارة يستشيرها رجال كبار وبالغين عن موضوع نجاسة المني أو موضوع الاحتلام أو سواء إذا كان من الممكن للرجل أن يصلّي في المكان الذي احتلم عليه!!!! وهي الفتاة المراهقة الجميلة الشهية التي ما زالت في ريعان شبابها!!
بربّك يا أخي المسلم، قلّب هذه المسألة برأسك وحاول إعمال ضميرك، وكن صريحاً مع ذاتك, ولتسمح لي بأن أساعدك بذلك: فقد جاء في كتب التراث ((أن عائشة رضي الله عنها كانت تَفرُك اليابس من مَنِيِّ النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم ، و تَغْسِل الرَّطب منه ، و لو كان نَجِساً ما اكتفت فيه بالفَرْكِ ، فقد قال النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسَلَّمَ في دَمِ الحيض يُصيب الثَّوب، قال: « تَحُتُّه، ثمَّ تَقْرُصُه بالماء ، ثمَّ تَنْضِحُه ، ثمَّ تصلِّي فيه))
هل هذا هو نوع الأبحاث والدراسات التي يجب أن تلحق بها بعلوم الغرب المتقدّم علينا بمئات السنوات الضوئية؟؟!!! بالله عليك، حاكم عقلك ثمّ أجِب!
 عائشة تعلّم الرجال عن المني
المهم هنا أننا بصدد مناقشة أدب المني في فكر السيدة "أمّ المؤمنين" عائشة. ومن الملاحظ للقارئ أو المطالع لكتب التراث الإسلامي أنّ موضوع الجنس شغل حيّزاً كبيراً في تفكير العرب والمسلمين في الإسلام، ونستطيع أن نقرأ ذلك في الأحاديث والسّنّة النبوية، لكن بما أننا هنا نتحدّث عن سيّدة الفهم عائشة، فلنا أن نلاحظ أنها ألقت بدلوها في هذا الموضوع حتى أنّ الرجال كانوا يستشيرونها بشأن هذا الموضوع. وكانت تقدّم النصح والإرشادات لمعالجة مثل هذه الأمور، لنقرأ الحديث التالي: ((عن سليمان بن يسار قال : سألت عائشة عن المني يصيب الثوب ؟ فقالت: كنت أغسله من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيخرج إلى الصلاة و أثر الغسل في ثوبه بقع الماء)) [صحيح البخاري (228)]
و عند أحمد (26045) (( عن أبى سلمة قال : سألت عائشة هل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم ينام وهو جنب ؟ قالت : نعم و لكنه كان لا ينام حتى يغسل فرجه و يتوضأ وضوءه للصلاة ))
و في صحيح مسلم (698) ((عن عمرو بن ميمون قال : سألت سليمان بن يسار عن المني يصيب ثوب الرجل أيغسله أم يغسل الثوب ؟ فقال : أخبرتني عائشة « أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يغسل المني ثم يخرج إلى الصلاة في ذلك الثوب و أنا أنظر إلى أثر الغسل فيه ))
و عن القاسم بن محمد ((عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت في المني إذا أصاب الثوب : " إذا رأيته فاغسله ، و إن لم تره فانضحه ")). [المنذر في الأوسط (2/449) برقم (693) ، و ابن حبان (4/16) برقم (686) ، و الطحاوي في شرح معاني الآثار (1/78)]
وهناك سؤال آخر من رجل آخر يستشيرها بنفس الموضوع ((عن جبير بن نفير الحضرمي ؛ أنه أرسل إلى عائشة يسألها عن المرفقة يجامع عليها الرجل ، أيقرأ عليها المصحف ؟ قالت : « وما يمنعك من ذلك ؟ إن رأيته فاغسله ، وإن شئت فحّكه ، وإن رابك فرشه »)).[ مصنف ابن أبي شيبة (1/85) برقم (932]
كما قلت من قبل، لن أدخل هنا في قضية فقهية لن نخرج منها بأي نتيجة. لكن لنعمل العقل قليلاً وننظر إليها من الناحية العقلانية الأخلاقية، لنخرج بنتائج محدّدو ودقيقة، لنعرف الأرضية الأخلاقية التي نقف فوقها على الأقل.
اسأل نفسك عزيزي القارئ: ما شأن رجل _أو عدّة رجال_ كبير، ناضج، عاقل، فاهم، متزوّج من قبل، على الأرجح الكثير من النساء، وربما لديه من الإماء وملك اليمين ما لا يعد ولا يحصى، بأن يسأل صبية أرملة، فتاة مراهقة، جميلة، بضّة، في ذروة شبابها ونشاطها الجنسي، حول مثل هذه المواضيع؟؟؟
لنتخيّل نفس الموقف في وقتنا الحالي يحدث مع جيرانك _أبعد الله شر هذه المواقف عن منزلك ومنازلنا_ تخيّل أنّ جارك البالغ والمتزوّج يعاني من مشكلة من نوع ما تتعلّق بمنيّه، ثمّ جاء وطرق الباب على جارتك المراهقة ليستشيرها بشأن هذا الموضوع، ماذا سيكون موقفك هنا؟ هل تبتسم له وتؤيّده ثمّ تنسى الموضوع وكأنه لم يكن؟ أم أنك ستركض إلى أقرب هاتف لتتّصل بالشرطة، هذا إذا لم تخلع رقبته بنفسك؟ وأراهنك أنّ أي شخص سيقول غير ذلك، فإمّا أنه سيكون ديّوثاً أو مريضاً عقلياً به مسّ من الجنون. لأنّه لو حصل الموقف نفسه مع أحد أفراد عائلته _أن يأتي رجل ما ويسأل أخته أو أمّه أو زوجته حول منيّه_ فسيكون هناك تعامل من نوع آخر. لكنني متأكّد أنه لن يقبل بذلك أي شخص، لأنّ هذا الأمر يعتبر من قبيل الحسّ الأخلاقي السليم العام، ولا مجال للنقاش فيه. لكن هناك ناحية أخرى يمكننا أن نراها في "أمّ المؤمنين" يتكلّم عنها الناس وكأنها أمر عادي ومسلّم به، دون أن يروا النواحي الغريبة والمشبوهة فيه.
 رجال في بيت عائشة
الأمر لا يتوقّف عند هذا الحد بأنّ يدخل رجال غرباء على عائشة في بيتها، لكن لنسلّم أنّ هذا الأمر عادي جداً وطبيعي، ولنسلّم بحقيقة أنها استضافت في بيتها رجال غرباء وآوتهم عندها. لكن ما يمكن تقبّله كأمر طبيعي أو عاجي هو احتلام هؤلاء الرجال وهم في بيتها.
((ضاف عائشة ضيف فأرسلت إليه تدعوه فقالوا لها إنه أصابته جنابة فذهب يغسل ثوبه فقالت عائشة : ولم غسله ؟ إني كنت لأفرك المني من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم)) [مسند الشافعي (1/345) رقم 1591، وهو يعتبر مسند صحيح على شرط الشيخين. سنن النسائي (1/156) رقم 298]
((نزل بعائشة ضيف فأمرت له بملحفة لها صفراء فنام فيها فاحتلم فاستحى أن يرسل بها و فيها أثر الاحتلام - قال :- فغمسها في الماء ثم أرسل بها ، فقالت عائشة :لم أفسد علينا ثوبنا ؟! إنما كان يكفيه أن يفركه بأصابعه ! لربما فركته من ثوب رسول الله صلى الله عليه و سلم بأصابعي)) [مصنّف ابن أبي شيبة (1/84) رقم 925، سنن ابن ماجه (1/179) رقم 537 و538، سنن التزمذي (1/198) رقم 116 وقال أنّ هذا حديث صحيح]
((كان رجل عند عائشة ، فأجنب فجعل يغسل ما أصابه فقالت عائشة : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بحته)).[ العلل للدارقطني (14/352(]
((عن همام بن الحرث أنه كان نازلا على عائشة - قال بهز -: أن رجلا من النخع كان نازلا على عائشة فاحتلم فأبصرته جارية لعائشة ، وهو يغسل أثر الجنابة من ثوبه ، أو يغسل ثوبه . قال بهز : هكذا قال شعبة ! فقالت : لقد رأيتني وما أزيد على أن أفركه من ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم)) [مسند أحمد (6/125) رقم 24983، سنن أبي داؤود (1/143) رقم 371]
((عن همام بن الحارث أنه نزل على عائشة فكسته ملحفة بيضاء فاحتلم فيها فغسلها وأرسلت إليه عائشة الجارية تدعوه فوجدته قد نشر ملحفته في الشمس فلما رجع همام إلى عائشة قالت له : غسلت ملحفتك ؟ قال : احتلمت فيها . فقالت له : إنما كان يكفيك أن تمسحه بإذخر أو تغسل المكان الذي أصابه ، فإن خفي عليك أن تدعه ، لقد رأيتني أجد في ثوب رسول الله صلى الله عليه وسلم الشيء منه بعد أيام فأحته)) [شرح معاني الآثار للطحاوي (1/48) برقم (256) و غوامض الأسماء المبهمة لابن بشكوال (1/96-97)]
لفظ أبي معشر : (( أن رجلا نزل بعائشة فأصبح يغسل ثوبه ، فقالت عائشة : إنما كان يجزئك - إن رأيته - أن تغسل مكانه . فإن لم تر نضحتَ حوله . و لقد رأيتني أفركه من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فركا فيصلى فيه)) [مسلم (1/164) برقم (694)، و ابن حبان (4/217) برقم (1379)]
و لفظه : ((قال كنت نازلا على عائشة فاحتلمت في ثوبي فغمستهما في الماء فرأتني جارية لعائشة فأخبرتها فبعثت إليّ عائشة فقالت : ما حملك على ما صنعت بثوبيك ؟ قال : قلت : رأيت ما يرى النائم في منامه . قالت : هل رأيت فيهما شيئا ؟ قلت : لا . قالت : فلو رأيت شيئا غسلته . لقد رأيتني وإني لأحكه من ثوب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يابساً بظفري )) [مسلم (1/165) برقم (700)]
أعتذر عن الإطالة عزيزي القارئ، لكن كان لابدّ لي من فعل ذلك، النقطة المهمّة هنا ما نراه من سلوك عائشة. وهي إيواء رجال كبار في خيمتها، والأكثر من ذلك أنهم كانوا يحتلمون عندها وفي بيتها.
لنتصوّر أنّ في حارتنا بيت تقطنه أرملة توفّي عنها زوجها منذ فترة قريبة، ثمّ نلاحظ أنها تستضيف رجالاً في بيتها، وفي كل صباح يخرج رجل من هؤلاء الرجال وينشر على حبل الغسيل ثوبه الذي احتلم فيه أو الأغطية التي احتلم عليها. ماذا سيكون رأينا عندئذٍ؟ سيقول لي الناس أنّ بعض الظّنّ إثم، لكنني سأضع القائل في مثل هذا الموقف، ماذا سيكون ردّه عندئذٍ؟ والبقيّة تستنبط من هنا.
 الحيض
الحيض أيضاً بدوره يحتلّ جزءاً كبيراً من مخيال وتفكير العقل العربي، وخصوصاً أنه يعتبر من النجاسات والمدنّسات التي يعتبرها العقل الإسلامي أنه شيء غير طبيعي ونجس وغير مألوف. وبما أنّ هذا الأمر النجس وغير الطبيعي قد أربك العقل العربي منذ فجر الإسلام، فكان لا بدّ له من فتوى أو فتاوى طالما أنه بحاجة ماسّة لكل فتوى واستشارة استخارة في كل شاردة وواردة في جميع مجالات الحياة. فالعقل يخلق قيوده وسجونه الخاصّة.
كانت عائشة خير من نقل عنها أحاديث الحيض، حتى أنّ هناك أدباً قائماً بذايه يقوم على موضوع الحيض، ولأنّ المستوى المتدنّي الذي وصلت إليه ثقافتنا الشعبية والعلمية، ومكتباتنا في وطننا العرباني، فقد وجدت في أحد المعرض كتباً وثقافة صفراء أكثر بكثير من الكتب القيّمة أو الثمينة، لكن ما لفت انتباهي هنا كتاب مؤلّف من حوالي 600 صفحة موضوعه يدور حول "كل شيء عن الحيض للأخت المسلمة". لم يكن أمامي هنا سوى التساؤل، إذا كانت إناث الحيوانات تحيض، وجدّاتنا وجدّات جدّاتنا كنّ يخضن منذ أقدم العصور فهل كنّ بحاجة لقراءة مثل هذا الكتاب ليعرفن "كلّ شيء" عن الحيض، هذه الحالة الطبيعية والمنتشرة في الطبيعة عند جميع الكائنات الحية.
((ما كان لإحدانا إلا ثوب واحد تحيض فيه فإذا أصابه شيء من دم قالت بريقها فصعته بظفرها)) [صحيح البخاري 306]
((قد كان يكون لإحدانا الدرع فيه تحيض و فيه تصيبها الجنابة ثم ترى فيه قطرة من دم فتقصعه بريقها)) [أبو داؤود 364]
لا أعرف ما قيمة المعرفة التي تقدّمها لنا هذه الأحاديث حتى نحتفظ بها ونقدّسها بدل أن نرمي بها في مزبلة التاريخ، هل هذه هي السوية المعرفية والفكرية التي سنرتقي من خلالها لنصبح في مصاف الدول المتقدّمة على الأقل، وليس المتطوّرة؟؟
لكنّ الحديث التالي يقدّم لنا علماً مكنوناً في علوم القدماء لم يكن يخطر ببال أكبر عالم في الغرب
ذكر البخاري في صحيحه عن عائشة (( كانت إحدانا ، إذا كانت حائضاً ، فأراد رسول الله صلى عليه وسلم أن يباشرها ، أمرها أن تئتزر في فور حيضها ، ثم يباشرها وأيكم يملك إربه كما كان النبي (ص) يملك إربه)) [صحيح البخاري- حيض 291]
وتتابع عائشة في إتحافنا بأحاديثها ومشوراتها دون أيّ اعتبار لحرمة منزلها وأسرارها الزوجية:
ذكر مسلم في صحيحه في باب (الحيض) مباشرة الحائض فوق الإزار : ((عن عائشة (رضي ) قالت : كانت إحدانا إذا كانت حائضاً ، أمرها الرسول صلى الله عليه وسلم أن تئتزر في فور ( أي في معظمها ووقت كثرتها) حيضتها ، ثم يباشرها ، وأيكم يملك إربه كما كان الرسول (ص) يملك إربه))
((ذكر النسائي في باب حيض واستحاضة 3720- قالت عائشة: كان يأمرنا إذا حاضت إحداثنا أن نئتزر بإزار واسع ثم يتلزم صدرها وثدييها؟))
(( عن عائشة (رضى ) قالت: كانت أشرب وأنا حائض ثم أناوله النبي (ص) فيضع فاه في فيي . فيشرب ، وأتعرقُ (أي عضوه يقول مسلم) العرق وأنا حائض ، ثم أناوله النبي فيضع فاه في فيي. والحديث الذي رواه الترمذي : تقول عائشة كنت أغتسل أنا ورسول الله من إناء واحد ، بيني وبينه فيبادرني حتى أقول: دع لي دع لي ، قالت وهما جنبان))
وهناك الكثير والكثير من الأحاديث العلمية التي سنواجه بها علوم الغرب الذرية، تتحدّث عن استحمام النبي مع عائشة وهي حائض، وبأنه كان يقرأ القرآن وهو نائم في حضنها وهي حائض... وإلى ما هنالك من هذه الأحاديث التي كان من الأجدى جمع كتبها وحرقها أو رميها في أقرب نهر.
 كلمة لا بدّ منها
أعتقد مرّة أخرى أننّا هنا أمام مشكلة كبيرة جداً تواجهنا، أغلبنا لا يشعر بها، وهي سوية تفكيرنا وعلومنا الدائرية _من الدائرة المفرغة التي لن تصل بنا إلى أيّ نتيجة_ والدليل على ذلك أننا ما زلنا ندور في دوائرنا المفرغة دون أن نخرج بنتيجة منذ أربعة عشر قرناً وحتى الآن. أليس أقوى دليل على ذلك تشبّثنا بكتبنا الصفراء ورجوعنا إليها في كل شاردة أو واردة، بدل أن نسعى للحاق بالآخر المتفوّق علينا، والمتقدّم بآلاف الأشواط والسنوات الضوئية.
وأعتقد أنني هنا وضعت المسلم المؤمن بين مجموعة من الأسئلة التي لا يستطيع منها فكاكاً، فهو هنا أمام خيارين لا ثالث لهما: فمن جهة، إمّا أنّه سيقول لي أنّ مثل هذه الأمور كانت عادية في ذلك العصر، وتغيّرت الأمور في العصر الحالي، عندها لا مهرب من إعادة اعتبار كلّ ما تغيّر مع الزمن من التراث الإسلامي، ومن ضمنها القرآن والحديث والسنّة النبوية، أو أنه _من جهةٍ أخرى_ سيظلّ على موقفه مؤمناً بعصمة أمّ المؤمنين عائشة، وأنّ نصف دينه يقبع عندها وسيحاول اختلاف تبريرات وفتاوي ليبرّر بها تصرّفاتها المشينة تلك _مع أنه لن يقبل بحدوثها في الزمن الحالي في الوقت الذي يعترف فيه بصلاحيتها لكل زمان ومكان_ دون أيّ اعتبار للعقل والضمير الإنسانيين.
ما أراه هو أنّ عائشة كانت فتاةً مراهقة غرّة، لا تعرف عن الحياة شيئاً أكثر ممّا تعرفه أيّ فتاة في مثل عمرها. ولا أجد مشكلة في اعتراف المسلمين بأنها مارست الجنس وتابعت حياتها الجنسية بطريقة طبيعية حتى بعد وفاة زوجها، فهي كانت ما تزال شابّة وجميلة، وهذا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار أنّ السنوات الأخيرة التي قضتها مع زوجها العجوز كانت تخلو من أي نشاط جنسي من جهته، وهو الذي كان يتباهى بأنّ ربّه قد منحه قوّة ألف رجل. وإلا ما سبب إعطاء حادثة الإفك كل ذلك الوقع والصدى، وذكرها في كتب التراث والأسانيد إذا كان الله بذاته قد أنزل برائتها في سورة ضمن قرآنه...
هناك مثل متداول عندنا يقول ((لا دخان بلا نار))
والعقل وليّ التوفيق 2011



#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفكر الحر في العالم الإسلامي ونظرية صراع الحضارات
- قصة جين الحرية: أميل إيماني
- الدين السياسي: بديل عن الدين، أم أنه دين جديد؟
- من هم مؤلفو القرآن (4)
- من هم مؤلفو القرآن (3)
- من هم مؤلفو القرآن (2)
- من هم مؤلّفو القرآن (1)
- فيروس العقل: الفيروسات العقلية الدينية
- تصوّروا عالماً بلا أديان... ريتشارد دوكينز
- ما الله؟... Ali Sina
- الأسباب الجيدة والسيئة للإيمان... ريتشارد دوكينز
- ما الفائدة من الدين؟... ريتشارد دوكينز
- أكذوبة الإصلاح الإسلامي... Ali Sina
- جدال حول القرآن... حوار مع كريستوف لوكسنبرغ
- فلسفة الإلحاد... إيما غولدمان
- هل الإسلام دين أم طائفة؟
- هل تحسّن وضع المرأة في الإسلام؟؟... Ali Sina
- تصوّري!!... Ali Sina
- هل جاء محمد بأية معجزة؟
- مرور الكرام: ردود على قرّاء مقالة -حدث ذات مرة في مكة-


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف منشآت عسكرية إسرائيلية بال ...
- فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- -بوليتيكو-: منظمات وشخصيات يهودية نافذة تدعم الاحتجاجات المؤ ...
- الأردن.. فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- الاحتفال بشم النسيم 2024 وما حكم الاحتفال به دار الإفتاء توض ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل جمعا من مسؤولي شؤون الحج
- فتوى في الأردن بإعادة صيام يوم الخميس لأن الأذان رفع قبل 4 د ...
- “أغاني البيبي المفضلة للأطفال” ثبتها الآن تردد قناة طيور الج ...
- القمة الإسلامية بغامبيا تختتم أعمالها بـ-إعلان بانجول- وبيان ...
- قادة الدول الإسلامية يدعون العالم إلى وقف الإبادة ضد الفلسطي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم جركس - قفشات -أمّ المؤمنين-: هنيئاً لكم