أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - العمل السياسي بين المفهوم والممارسة والتعصب الحزبي الذي يضر بالمصلحة الوطنية















المزيد.....

العمل السياسي بين المفهوم والممارسة والتعصب الحزبي الذي يضر بالمصلحة الوطنية


عباس الجمعة

الحوار المتمدن-العدد: 3513 - 2011 / 10 / 11 - 13:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تاريخ الشعوب مر بمراحل متعددة ، وإذا تعمقنا اكثر فنجد ان الحق الشخصي والمسؤولية بين حرية التصرف الكيفي وبين الالتزام بقضية وطنية وقومية.
قضية الإنسان منذ بدء وعيه وهي من طبيعته وبصراعه في الحياة متحدياً ومناضلاً في كل المحاولات الفاعلة لمصيره. يتناوب فيها أو يتلاعب بها، دون أن يمارسها كما يجب أن تكون ويرتد عنها مطالباً بها في إطار أسبابها الموجبة باسم القيم الإنسانية كذلك كان التاريخ حافلاً بالتناقض في هذا الصراع بين الإنسان بفرديته وبين واقعه الاجتماعي محاولاً كشف الحقيقة بفهم الوجود بين ذاتيته ومجتمعه.
ونحن اليوم نجد ان البعض الذي يمارس او يتحدث عن تجربة لن يدرك حقيقتها ، حيث يحاول التسلط على التنظيم وكأنه ملك شخصي مورث له، ويعتبر ان المهمة المكلف بها تشريف وليس تكليف ، ويمجد بذاته في اي كلمة يلقيها ، حتى يلتفت له الجميع ، ونحن تربينا بشكل مختلف عن مظاهر التمجيد ، ونعتبر ان اي مهمة هي تكليف وليس تشريف ولن تكون سوى بخدمة المجتمع والشعب ، قبل ان تكون في خدمة الشخص ، ونجسد من خلال ما تعلمنا مبادئ الحق والخير دون أنانيه ، لان المسؤولية هي عبء ثقيل ومسؤولية لمن يعي ويهتم بكل ما يعترض مسيرة النضال الذي يخوضه الشعب الفلسطيني من اجل الحرية و الحياة، وإن الإنسان يكون حراً عندما يحقق ما يتوجب عليه تحقيقه.
وامام ذلك اقول لو كنا نقدر بعضنا ، لن نثرثر على بعضنا ، ينبغي علينا ، التمييز بين من يمارسون الفكر ورفض سياسة التسلط، وتبني الديمقراطية كوسيلة من وسائل الحوار الهادف ، وبين من يمارسون تحطيم الفكر والوعي حفاظاً على مصالحهم وتبريراً للنظام أو السلطة أو الواقع البائس الذي يحتضنهم ، وهم لا يفكرون في مستقبل القضية بقدر تفكيرهم في امتيازاتهم الخاصة وبشكل انتهازي لحد كبير بدليل الشواهد اصبحت كبيرة في سجل هؤلاء ، وحان الوقت من اجل الانتهاء من الخطاب الانشائي والعمل على مفهوم "طليعي"
أنا كنت لا اريد ان اكتب او اتحدث عن ذلك لولا انه طفح الكيل بما نسمعه ، ليس جلدا للذات بقدر ما هو بكاء على الذات ،وربما تكون هكذا صراحة في الطرح تحذيرا لتلك القيادات أن تصحو من غفلتها ،، وهي ترى في شخصيها عظمة القائد وحب الذات، فسياساتها هذه لا تبشر سوى كيف تكون صاحبة مصلحة ورانج وسيارة وشقة ، كما يتمتع فيها أولئك الأمراء بامتيازاتهم الشخصية والتنظيمية ، بينما البعض يعيش حالة من القهر والاضطهاد والحرمان ، والغائب الوحيد هو العمل الوطني ، والخاسر الوحيد هو الشعب الفلسطيني .
والحديث حول "الشفافية" و"النزاهة" و"محاسبة المسؤولين" عبر الهيئات والمؤسسات غير موجودة ، او من خلال عقد المؤتمرات الذي تخضع الى التأثيرات التي تمارس، وهذا ما نراه اليوم .
ان سياسة ادارة الظهر لدور طليعي في التغيير الديمقراطي في الأحزاب والفصائل في الساحة الفلسطينية من خلال اجراء المؤتمرات العامة وانتخاب قيادات جديدة وإعطاء دوراً حقيقياً للشباب والفتيات و مثلما تعلمنا فن القيادة كذلك هم يتعلمون دورهم القيادي عندما ينخرطون في الهيئات القيادية الأولى لفصائل العمل الوطني سيكون له تأثير سلبي ، وعلى هذه الارضة علينا تطبيق شعار التغيير الذي هو مطلب حق، لكن يجب أن لا يتحول إلى تجريح أو تدمير ذاتي في البيت الفلسطيني، فطريق الإصلاح والتجديد يمر عبر العمل الديمقراطي والحضاري في صفوف اي تنظيم او حزب وسنناضل سوياً حتى بزوغ فجر الحرية والتقدم والعدالة الاجتماعية.
أن الإنسان المناضل والقائد يستطيع أن يستمر في العمل والعطاء حتى بدون مواقع قيادة رسمية، هذا من جانب، ومن جانب آخر إعطاء مثل نقيض للحالة العربية والفلسطينية التي تتجسد في تشبث المسؤولين بمواقعهم مهما طال بهم العمر.
ومن هنا يجب علينا أرساء تقاليد بذلك ، وأعتقد أنها تقاليد جيدة، ويجب أن يعتمدها الجميع، أن اي حزب او تنظيم يجب ان يبتعد عن التعاطي التنظيمي والحزبي بشكل فوقي مهما كانت مكانة الفرد، ومع احترامنا لكل التاريخ الذي يمثله ، سواء في حزبه او تنظيمه او اي مؤسسة.. وخاصة اننا نعتبر أن معركتنا وصراعنا مع إسرائيل مسألة إستراتيجية لا تخضع لأية اعتبارات، حتى وإن كانت الآن الظروف تتحدث عن تسوية أو سلام، علينا نحن ان نعتبر أن من حق الشعب الفلسطيني المشرد والواقع تحت الاحتلال أن يناضل بكل الأشكال حتى استعادة حقوقه، لأننا نعتبر أن الثابت هو حالة الصراع، والمتغير قد تكون الوسائل والتكتيكات.. وعليه يجب ان نرسم سياستنا وتعزيز المفاهيم الايجابية بعيداً عن التعصب الحزبي الذي يضر بالمصلحة الوطنية
وفي ظل هذه الظروف نقول يجب استبعاد الذاتية والخلافات الهشه فيما بيننا حتى نستطيع التمايز عن غيرنا فالمهمة التي يكلف بها الانسان ليس قدر له، بل يجب ان يكون لديه برنامج سياسي يرتبط بحركة الشعب كونه يربط بين الاهداف الوطنية والقومية والاممية. وما يحدث اليوم من ثورات عربية اوجد ميزان قوى جديدة لصالح حركة التحرر الفلسطيني والعربي، والعمل على تنمية اجتماعية، والاقرار بحق ابداء الرأي.
ولا بد من القول ان فلسطين كانت وما زالت في موقع كل عربي وحر في العالم ، حيث انتمى للثورة الفلسطينية المناضلون العرب واحرار العالم وقدمت قوافل من الشهداء من أجل تحريرفلسطين، فهؤلاء المناضلون شركاء النضال بكل أشكاله، حيث نرى من الجماهير والشعوب العربية والاسلامية واحرار العالم كل التأييد من خلال التحركات التضامنية، فيكفي ان تكون القدس عاصمة الديانات السماوية، حيث تلقي فيها الأرض بالسماء.
الشعب الفلسطيني اليوم أمام امتحان جديد بعد التوجه الى الامم المتحدة ، بعد خطاب الرئيس محمود عباس وهو يتحدث بايجابية عن الربيع العربي، ويتطلع الى ربيع فلسطيني، لكن ماذا بعد الخطاب؟ ما هي الخيارات والبدائل والمتطلبات، فلقد سال دم كثير وحبر كثير، ومن مزيج الدم والحبر تستمر مسيرتنا الوطنية من أجل التحرير نكتشف أننا نسينا أو تناسينا في غمرة تفاؤلنا، التوقف أمام قضايا أساسية طبيعة الكيان الصهيوني الذي نحاربه والذي يحاول سلبنا ارضنا ومقدساتنا وحقوقنا وهويتنا ، وعلية اقول أن الحرية لا يفهمها إلا أصحاب النفوس الكبيرة الذين يرون الحياة بتحرير الارض والانسان واستعادة الحقوق، وأن دماءهم رهن لحرية أمتهم وسيادتها.
وغني عن القول ان المعركة التي يخوضها الأسرى الفلسطينيين والعرب في سجون الاحتلال، تشكل معركة حقيقية من خلال ابراز صوتهم امام العالم ، ومن اجل ادانة جلادي ومجرمي الحرب الصهاينة ضد الإنسانية.
ولذا فأن إنتفاضة "الإمعاء الخاوية" داخل المعتقلات والتضامن مع اسرى الحرية يشكل صفحة مجد في وجه المحتل وأدواته القمعية.
ان الصراع الدائر داخل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي حول إعلان دولة فلسطين جزءا من المواجهة العامة التي يخوضها الشعب الفلسطيني وكل الشعوب العربية ضد مشاريع العدوان والتقسيم والهيمنة التي وضعتها الإمبريالية الأميركية والتي تتعاون اليوم لتنفيذها مع الحركة الصهيونية العالمية.
إن الشهداء الذين سطروا ويسطرون ملحمة نضالية يكتبون بالدم العربي الفلسطيني ان حلقات النضال الوطني ولا يمكن لأحد أن يفصلها ويباعدها فيما بينها وخاصة أنها تحمل في طياتها التصدي للمشاريع العدوانية والاستيطانية للاحتلال الاسرائيلي ، و أن الشعب الفلسطيني يستحضر كل يوم حقيقة قضيته وتأصيل مشهده الوطني ليعيد للقضية الفلسطينية حضورها على الساحتين العربية والعالمية من خلال االامم المتحدة والحراك الدبلوماسي الفلسطيني.
وان الشعب الفلسطيني بشابه ورجاله ونسائه يؤكد للعالم وللامة العربية بأن فلسطين لن تمحى من الذاكرة كما تخيل مؤسسو الكيان الصهيوني الغاصب.
لقد سعت الادارات الأميركية، الداعمة لحكومات الاحتلال الاسرائيلي، الى تصفية القضية الفلسطينية بكل الوسائل وعبر كل الأشكال وما زالت هذه المؤامرة تتكشف اليوم امام العالم .
لقد انتهت مرحلة تاريخية من النضال الفلسطيني، بما لها وما عليها، ولكن يجب علينا الاعتراف بالحقيقة التي مفادها أن خيار المفاوضات العقيمة انتهت منذ عقد من الزمن (مع انتهاء فترة الحل الانتقالي)، وأن الخيار "البديل" المتمثّل بتحويل ملف القضية الفلسطينية إلى الأمم المتحدة يجب الاستمرار فيه، رغم الانتصارات التي تحققت في الانيسكوا والجمعية البرلمانية الاوروبية بالاعتراف بدولة فلسطين، رغم موقف الولايات المتحدة وتهديداتها المستمرة في استخدام حقها في النقض "الفيتو" في مجلس الامن الدولي، وهذا يتطلب من القيادة الفلسطينية وكافة الفصائل والقوى تطبيق اتفاق المصالحة والعمل على تعزيز الوحدة الوطنية ورسم استراتيجية وطنية تحدد خيارات النضال الفلسطيني وفي مقدمتها اعادة تطوير وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية على ارضية الشراكة السياسية من قبل كافة فصائل منظمة التحرير الفلسطينية لحين اجراء انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني ، وتعزيز وتطوير المقاومة الشعبية ، والعمل على تثوير وسائل الاعلام ، وكذلك الحراك الدبلوماسي في المحافل الدولية وامام الرأي العام ، ومن دون استبعاد أي شكل نضالي قد تسمح به الظروف والإمكانات مستقبلا من اجل الانتصار لحقوقنا الوطنية.
هكذا نفهم أبعاد المعركة التي يدور رحاها في أروقة الأمم المتحدة، وبين عواصم العالم، انتصاراً للحق الفلسطيني في معركته الذي يخوضها من خلال الحراك الدبلوماسي ، و هذا يترتب على القيادة الفلسطينية وكافة الفصائل والقوى، السعي لتوحيد المواقف، وتوحيد الخطاب والسلوك، بما يؤدي إلى توسيع دائرة التضامن الدولي، والانتصار لقضايا الشعب الفلسطيني.
وختاما نقول بانه لا مناص من إصرار شعب فلسطين على حقه في العودة الى إرض وطنه وعلى إعلان دولته الفلسطينية كاملة السيادة وعاصمتها القدس من خلال كافة أشكال النضال .

رئيس تحرير صحيفة الوفاء الفلسطينية



#عباس_الجمعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشراقت شمس فلسطين وانتصرت الارادة الفلسطينية رغم الضغوط
- محطة الاستحقاق الفلسطيني هي حلقة من حلقات النضال


المزيد.....




- بريطانيا: فرض عقوبات على إسرائيليين متشددين بسبب أعمال عنف ف ...
- السعودية.. وفاة و20 حالة في العناية المركزة بتسمم غذائي بمطع ...
- السعودية تكشف جنسية وافد عربي ابتز فتاة ودردشتهما -مموهة-
- الأردن.. الملكة رانيا تكشف عن نصيحة الملك الحسين لها عندما ت ...
- من هو المرشح الرئاسي الذي قد يستحوذ على دعم الشباب في تشاد؟ ...
- المشروب الكحولي الأقل ضررا للكبد
- المشكلات الصحية التي تشير إليها الرغبة الشديدة في تناول الحل ...
- أنطونوف: اتهامات واشنطن بتورط روسيا في هجمات إلكترونية على أ ...
- انجراف التربة نتيجة الأمطار الغزيرة في هايتي يودي بحياة 12 ش ...
- الجزائر تطلب عقد اجتماع لمجلس الأمن الدولي بشأن المقابر الجم ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عباس الجمعة - العمل السياسي بين المفهوم والممارسة والتعصب الحزبي الذي يضر بالمصلحة الوطنية