أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - اسامة على عبد الحليم - دولة المكاسين















المزيد.....

دولة المكاسين


اسامة على عبد الحليم

الحوار المتمدن-العدد: 3508 - 2011 / 10 / 6 - 18:50
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


دولة المكوس ومهمة الدولة
قال بنجامين والتر مرة وهو مفكر المانى متحدثا عن الثورة إنها ( وثبة نمر إلى الماضي تحشد ذكريات معاناة الماضي وقهره ضد الطبقة الحاكمة) والمقصود هنا هو أن الثورات ليست نتيجة متوقعة لحركة التاريخ للإمام، بل أنها انفجار مفاجئ غير متوقع قد يحدث في اى وقت حتى إن تأخرت
معلوم أن الوسائل تأخذ عادة حكم المقاصد في الإسلام, فالخير أو الحق أو الحلال لايمكن التوصل إليه الاعبر الحلال والوسائل المقبولة مثله
ولذلك من الغريب أن تلجأ الدولة التي تدعى الإسلام إلى وسائل غير مقبولة شرعا لتثبيت حكم الله فتقطع الطريق على عباد الله وتفرض عليهم ضريبة المرور في طرقهم التي هي طرق الله بحسب فهمهم
في حديث المرأة الغامدية التي زنت وأصرت على أن يتم تطبيق الحد عليها بعد أن استمهلها النبي صلى الله عليه وسلم حتى ولدت ثم حتى أرضعت ثم أقام عليها الحد ,وردت رواية أن نقطة من دمها أصابت صحابيا إثناء تطبيق الحد فسبها, فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم إنها تابت توبة لو تأبها صاحب مكس لتاب الله عليه
وصاحب المكس هو جامع الجباية , ولذلك فان أهل الضرائب كلهم أصحاب مكوس بحسب ذات الفهم ولكن بتصريح من الدولة الإسلامية في السودان!!, قاطع طريق من الدرجة الأولى بدلا من تطبيق حد الحرابة عليه تضفى عليه الدولة شرعية وتقنن لحضوره الضار في صفحة الوطن من اجل رفاه حفنة من نخبة الحكم في السودان
الشيء الغريب في النموذج الاقتصادي لهذه الدولة هو أن جميع مواطنيها يشتركون في بؤس الدعم اللازم لبقاء سياراتها ومرتباتها وزوكاتها وجبايتها وضريباتها, فقيرا كنت او محدود الدخل, في النهاية يجب أن تدفع لتستحق ولاية الدولة عليك, تدفع لتتعلم, وتتعالج, وتسكن, والغريب ان كل هذه حقوق كانت دستورية فى يوم من الايام وقد استحقت ليس فقط لانها حقوق اتفقت على عدالتها كل المواثيق والعهود الدولية لحقوق الانسان , ولكن ببساطة لان الشعب السودانى ناضل وعمل من اجلها واسقط انظمة فى سبيل اقرارها
اعتقد ان تقديم نموذج اسلامى بهذه الملامح القبيحة هو مؤامرة على الاسلام نفسه, ذلك ان الدين فى الذهنية السودانية ولا علاقة له بضرائب الدخل ولا بالضريبة على الإرباح ولا بضرائب المحليات ولا بضرائب الولايات وضرائب المركز, الدين فى الذهنية الاسلامية له معان خاصة لاعلاقة لها بالتكبيرات الخالية من المعنى ولذلك فمن غير الاخلاقى أبدا استغلال شعاراته, وتديننا العميق كسودانيين لفرض هذا التوجه السلطوي الذي لا علاقة له بحياتنا ولا بطبيعتنا ولا بتقاليدنا وذلك ليثرى فقط أصحاب الحظوة في النظام حتى وان ضاع الوطن كله وتمزق كما ضاع الجنوب العزيز
السودان بحسب تجربتنا مع الانقاذ لن تكون أبدا دولة عمر بن عبد العزيز وان استعادت استخراج البترول وتصالحت مع أمريكا وتقبلت منها معونتها, فالأولى إذن أن تكون دولة طبيعية للمواطنة, ذلك ان دولة بن عبد العزيز كانت لا تتوفر على فقير واحد بعد عامين فقط من ولادتها , وكانت تبعث بمن ينادى فى الطرقات عمن يحتاج شيئا بينما دولة الانقاذ الان وبعد عشرين عجاف هى دولة الجوع والفقر والغضب و المكوس والحزن النبيل
و يعلم الجميع ان سياسة المكوث والجبايات الحالية هي التي ساهمت بهروب راس المال الوطني إلى الخارج ما ضيع على السودان مليارات كان من شانها ان تفعل الكثير, فى مقابل بعض الاستثمارات العربية التى تواصل هروبها اليومى منه وشعور عميق يسكنها بأنها خدعت وبان هذا البلد بسياساته الحالية لاينفع فيه اى عمل استثمارى جاد,
, وهى ذات السياسة التي أدت إلى الأزمة الحالية في ارتفاع الأسعار, وهى التي ستفاقم مزيد من الأزمات مالم تتبع الحكومة خطة بشرية طبيعية لإنقاذ الاقتصاد السوداني الهزيل تخرجه على الأقل من قائمة الدول الأكثر فشلا , وتعيد للإنسان السوداني كرامته
هي ذات السياسة التي يعرف كل تلاميذ الثانويات في العالم إنها تسببت في سقوط الإمبراطورية, العثمانية التي حكمت العالم في يوم من الأيام, فإسماعيل باشا بعد فتح السودان من اجل المال والرجال , فرض ضرائب كبيرة وكانت جبايتها تتم بطرق لاتشبهها إلا طرق الإنقاذ القاسية الأمر الذي تسبب في كثير من التمردات والغبن لأبناء السودان, يحدثنا التاريخ أن هذا الحاكم عمل على تخفيض المكوث والجبايات حين استشعر خطورة غضب السودانيين آنذاك , وهذا امر لم تفعله الانقاذ نفسها وما اغرب هذا ,ومع ذلك قامت المهدية فطهرت السودان من ظلم المستعمر البغيض الذي لم يشفع له انه طبق المدونة الحنفية في الفقه ولا كونه يقيم الشريعة في العباد والبلاد
هل يمكن أن نقرأ التاريخ فنعتبر , إلا يمكن أن يعيد التاريخ نفسه ذات صيرورة فتسمع الإنقاذ عبارات من عينة ( انه لايدخل الجنة صاحب مكس) وهى حديث شريف
ذلك أن معرفتنا البسيطة تقول أن مهمة الدولة هي الرعاية وليست الجباية, وحين تتحول الدولة عن هذه المهمة تصبح مؤسسة للقمع فقط , القمع الفكري والسياسي والاجتماعي والاقتصادي
وهذا القمع( الفكري السياسي والاجتماعي والثقافى والاعلامى وووالخ) يمكن تسميته ايدلوجيا ليس فقط مرتبطا بالقمع المادي وبفوضى المكوس والجبايات في السودان , لكنه قد يكون أهم منه ، لأن ردود الفعل على هذا القمع عادة تكون ظاهرة مجسمة، بينما مناهضة الهيمنة الأيديولوجية تصبح من الصعوبة بمكان، في ظل وعي سياسي واجتماعي محدود لدى أكثر الناس
مهمة الدولة الأساسية هي تأمين ضوابط عدم استعمال السلطة بشكل يؤدى الى اذلال الشعب او اذيته والا تحولت الى مؤسسة للقمع بينما الاصل ان تكون مؤسسة للرعاية و لتحرير الإنسان /المواطن من الاستعباد والخوف والانتهاكات
هذه المهمة تحتاج إلى الكثير لتصبح راسخة في أذهان الناس., تحتاج الى رجال دولة وقادة اذكياء وحادبين على مصلحة الوطن ولا اعرف من اين قد نأتى بهم
اما عودة الوعى فتحتاج فقط إلى مثقف مرتبط بقضايا الناس ليس منحازا لغير همومهم , المثقف القادر على محاورة و اتخاذ موقف نقدي رصين ومؤثر تجاه هذه الهموم وماتطرح من تحديات
السودان كله يحتاج ان يعمل من اجل مجتمع مدني حر وديمقراطي في ظل دولة مدنية تساوى بين الناس وتعمل من اجل رفاههم وألا فان الثورة ستأتي لا محالة كما قال بنجامين والتر
مدون سودانى http://tamlat.blogspot.com/



#اسامة_على_عبد_الحليم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فصام / قصة قصيره
- منهجية الثقالة والشأن السودانى
- تأملات حول الانتخابات السودانية
- نظرات فى الشأن السودانى-قصة السلطة وقضية الثروة1
- حول مذبحة السودانيين فى مصر -دعوة لاطلاق سراح السجناء اللاجئ ...


المزيد.....




- شاهد أوّل ما فعلته هذه الدببة بعد استيقاظها من سباتها الشتوي ...
- تحليل: بوتين يحقق فوزاً مدوياً.. لكن ما هي الخطوة التالية با ...
- نتنياهو يقول إنه يبذل قصارى جهده لإدخال المزيد من المساعدات ...
- روسيا.. رحلة جوية قياسية لمروحيتين حديثتين في أجواء سيبيريا ...
- البحرية الأمريكية تحذر السفن من رفع العلم الأمريكي جنوب البح ...
- صاروخ -إس – 400- الروسي يدمر راجمة صواريخ تشيكية
- إجلاء سياح نجوا في انهيار ثلجي شرقي روسيا (فيديو)
- الطوارئ الروسية ترسل فرقا إضافية لإنقاذ 13 شخصا محاصرين في م ...
- نيوزيلندا.. طرد امرأتين ??من الطائرة بسبب حجمهن الكبير جدا
- بالفيديو.. فيضان سد في الأردن بسبب غزارة الأمطار


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - اسامة على عبد الحليم - دولة المكاسين