أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - الطيب آيت حمودة - ( مركزية العرب . (Égocentrisme)















المزيد.....

( مركزية العرب . (Égocentrisme)


الطيب آيت حمودة

الحوار المتمدن-العدد: 3500 - 2011 / 9 / 28 - 00:20
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


بزع فجر الإسلام من مكة حاملا رسالة تغيير للعالمين من تعدد الأواله الى اله واحد ، وحارب العادات الجاهلة ، وأرسي قيما جديدة مبنية على الأخوة الإيمانية وليس الأخوة السلالية العرقية ، غير أن العرب انقلبوا على الإسلام بعد وفاة الرسول ، محاولة منهم في الاستحواذ على (الدين )بجعله دينا عربيا خالصا لا يجوز لغيرهم التفقه فيه ، فصاغوا لذلك أحاديث مغلوطة تخدم عصبيتهم العرقية وهي أحاديث (ممجدة للعرب ) تفرد صانعوها بإكساب العرب في عمومهم وقريش بخصوصهم مكانة مميزة ممركزة يدور حولها باقي المسلمين الأعاجم من باب (مولى القوم منهم ) ،واستحوذوا على السلطتين الدينية والزمنية ( الخلافة) ، و اللغة العربية ، وعلى النبي محمد صلوات الله عليه ، بأن جعلوها جميعا (عربية )، و زرعوا نبتة العروبة خارج أرضها وسموا الأراضي التي توسعوا عليها باسم الإسلام [عربية ] ، مصر ( عربية )، العراق (عربية ) ، سوريا (عربية ) ، بلاد المغارب (عربية) ، الأندلس (عربية) ، وعربوا الطبوناميا بشكل مقرف ، فكل مسلم يعد أعجميا أو من الموالي يحسبونه عربيا عند الحاجة إليه ،ويسلخونه من تلك العروبة عندما ينشد الندية والمساواة .

**** مركزية السلطة الزمنية ديدن العرب ...

تعرضت السنة المحمدية في عهد الخلافتين الأموية والعباسية لهجمة قومية شرسة ، تنافس فيها الوضاعون في ترتيب البيت الإسلامي على أساس قومي تفاضلي خلافا لما جاء به الإسلام ، فظهرت أحاديث أفضلية العرب على العجم ، ونتج عنها فكر مضاد عرف بالشعوبية ، فتنافس المتنافسون حتى بلغ الأمر رغبة حصر الإمامة والرئاسة في قريش دون سواها في حديث آحاد يقال بأنه صحيح ( الإئمة في قريش ) ،( )لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم أثنان( ..... فهو بمتن شاذ متولد من حمولة شاذة ، بينت التجربة والممارسة العملية، أن الأخبار السياسية من هذا القبيل، توري دوما عما تعلن!. لهذا اختلف المسلمون بشأن الحاكمية والإمامة فظهر المؤيدون على شاكلة السنة ، والمخالفون على نحو الشيعة الإمامية ، أو الخوارج .
فمسلم هذا الزمن وإن خانته المعرفة الدينية غير أنه قادر بعقله على وزن الحديث بمحك القرآن ، فكلما كانت الرواية متناقضة مع رؤية القرآن إلا ووجب بترها واستئصالها ، فقد انتبه شعبة بن الحجاج للوضع والوضاعين فقال ( ما أحد فتش الحديث تفتيشي ... وجدت ثلاثة أرباعه كذب ؟؟!! ) كما أن الرجوع إلى موسوعة الألباني للأحاديث الضعيفة التي كان يُعمل بها تجاوز ( السبعة الآف حديث ) . غالبها شاذ وساذج همُّ الوضاعين فيه منصب على التغليب والمغالبة في أمور الدنيا ؟؟؟؟ ويكون بذلك ابن خلدون صادقا في قوله ( في أن الغاية التي تجرى إليها العصبية هي الملك) . ولا أدري ما وقف العرب من انفلات الريادة السياسية والحضارية لصالح الأعاجم من آل عثمان الذين فازو ا بالخلافة ليس مَنّا وإنما بعصبيتهم القوية ، ولعل في مركزية السعودية وخصوصيتها السلفية الوهابية اليوم بمقدراتها المالية كفيل بإحياء الخلافة الإسلامية العظمى ،التي سيتربع عليها العرب من آل سعود مجددا ، وهي بوادر عمل جارية في تكوين المريدين والأتباع في كل بلاد الإسلام عبر ترسانة من الفتاوي تتضمنها كتيبات توزع مجانا في أكشاك مخصوصة في مواسم الحج إلى إغداق مالي وفير على مواقع النت التي تظهر تباعا وبتقنيات عالية ؟

*** مركزية اللسان لاحتواء الإنسان...

كلما رنت أقوام الى الإعتزاز بنفسها داخل خيمة الإسلام إلا وقارعهم العرب بالقول النبي عربي ، لغتنا العربية لغة أهل الجنة ، صحيح أن القرآن نزل بلغة العرب ، غير أن لغة القرآن فقدت وطنيتها وقوميتها منذ أن غادرت تخوم الجزيرة وانتشرت عند الأعاجم ، فالأعاجم هم الذين طوروها وقعدوها وأثروها بمصطلحاتهم التي اعتمدها الله في القرآن ، فهي لغة المسلمين أكثر منها لغة العرب ، وهي لسان كالألسن لم يرد صراحة ما يجعلها لغة أهل الجنة ؟ أنظر الرابط بعنوان :( هل اللغة العربية لغة أهل الجنة ؟ .http://majles.alukah.net/showthread.php?t=76743 ، الناطقون بها عبر العالم من فرس وترك وهنود وبنغال وبربر هم الذين اثروا العربية عددا وثقافة ، واللغة مهما كانت مقدسة غير قادرة على تلوين البشر بلونها ، لأنها جزء من هوية وليست كل الهوية ، بعض الأعاجم يعتقدون خطأ بأن العروبة هي لسان ، فالنوبي والأمازيغي عربيان لأنهما ناطقان بلغة العرب ؟ فلو كان ذلك صحيحا لجعلنا من الأرجنتنيين والشيليين أسبان لأنهم يصدحون باللغة الأسبانية ؟ ولكانت نيجيريا أنجليزية لأن لغتها الرسمية أنجليزية ، ولكانت السنيغال فرنسية باعتبار أن اللغة الفرنسية هي المتداولة فيها . وأعجب بمن يغذون فكرة العروبة باعتبارها حضارة وثقافة وهو يعلمون بأنها مسمى هلامي يحمل في جوهره مفاهيم عدة ، قد يكون المفهوم السلالي أوضحها وأبينها ، لذا يصلح في الجزيرة العربية أكثر ما يصلح عند بقية المسلمين لما يحدثه من نمو للعصبيات المحلية لكامنة ، وغريب أمر ساكنة الشمال الإفريقي الذين تماهو ا مع الفكر العروبي وخدموه حتى انطبق عليهم قول باولو فرايري في كتابه تعليم المقهورين ( إن القاهر يتحول إلى صورة من صور الأنا في ذات المقهور ، فيتحول هذا المقهور إلى مدافع عن القهر .... ) أو كأنهم مصابون ( بساندروم ستكهولم ) ، وآخر صيحة قرأت عنها بعد تعريب الحجر والشجر ، و عربنة الإنسان على شاكلة شكبير الشيخ الزبير ، ما قرأته في القدس العربي بعنوان : أوروبا كانت تتكلم اللغة العربية عن كتاب ألفه عبد الرحمن بن عطية بعنوان ( الجذور العربية للغة اللأتينية ) الرابط / http://www.alquds.co.uk/index.asp?fname=data-2011-07-07-13-13qpt896.htm .
إن ما يفعله العرب من إضفاء القدسية على اللسان العربي ، وما صاغه الفقهاء من أحاديث تمجد اللغة العربية أظهر فجوة عميقة بين ما ورد في القرآن وما يعتقده العوام .
فأنا لا أؤمن بعروبة النبي محمد وإن استخدمها القوميون على أوسع نطاق كالنصراني ( ميشيل عفلق) ، والإسلامي ( محمد عمارة ) لأن الإسلام لم يرتكز على القوم قدر ارتكازه على الإيمان ، فالنبي محمد صلوات الله عليه من نسل اسماعيل بن ابراهيم الخليل الأرامي ، وأمه هاجر القبطية النوبية ، فأي علاقة بينه وبين العرب إذن سلاليا سوى أننا كلنا من آدم وآدم من تراب ؟ وقدَّر الله هذ ا العوج العربي الإستحواذي فأشار في آية صريحة مفادها ( مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيماً [الأحزاب : 40]) . وهذا درأ لكل استحواذ لكسب المكانة والجاه بين المسلمين على حساب المصطفى عليه السلام .

*** مركزية العروبة ...أو الإسلام المجرور .

عندما أقرا لبعض العروبين المسلمين الغلاة يتضح أنهم يفسرون الأمور على هواهم وبما يخدم عروبتهم ، فمن قائل أن العرب مفضلون عن العالمين على شاكلة ( شعب الله المختار عند اليهود ) ، فيعتقدون أن الله اختارهم لهذه الرسالة باعتبارهم كانوا خير أمة (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ [آل عمران : 110]) ، فخير أمة المقصود بها أمة المسلمين المؤمنين وليس العرب وحدهم ، والتقدير الأصوب هو أن الله يرسل رسله لإصلاح اعوجاج الأقوام ، فهو خاطبهم بلغتهم العربية حتى لا يكون لهم عذر عدم فهم آياته وأوامره ونواهيه ، (ولو جعلناه قرآنا أعجميا لقالوا لولا فصلت آياته، آعجمي وعربي( مفاده)كيف ينزل كلام غير عربي على مخاطب عربي لا يفهمه!؟) .
فالعروبة في تقديرهم أسبق من الإسلام ، وما الإسلام سوى لترسيخ عوائد العرب وترسيمها تحضيرا لنشرها بين الأقوام الأخرى الأعجمية . بجعلهم تبعا للعرب في الديانة واللغة والعادات والتقاليد . فمحمد عمارة في كتابه ( التيار القومي الإسلامي )سعى فيه إلى إبراز اعجابه الكبير بمؤسس البعث الإشتراكي ، وجانب الإعجاب ترآى له في مقدرة ( ميشيل عفلق )المسيحي جعل الإسلام كمكون من مكونات القومية العربية ، وأن العروبة هي الأصل ، وما الإسلام سوى مفصح عن إرادتها ، وهو ما يعني أن العروبة قاطرة تجر وراءها عربة الإسلام جرا ، وبذلك يكون محمدعمارة قد جعل (عفلقا )هذا واحد من أكابر رواد التيار القومي الإسلامي .

خاتمة :

هذا التمركز حول الذات العروبية ( Égocentrisme ) هو ظاهرة مرضية تظهر عند الأطفال وتقل تدريجيا عند التفاعل الإجتماعي مع الغير والآخر المخالف ، فهي عند الأصاغر امتلاك كل الأشياء باعتبارهم مركز الإهتمام والرعاية وأن يُحَبَّ دون أن يُحب ، يُمنَح دون أن يَمنح ، يُخضع ولا يخضَع ، وفي الرشد تقل حدة المركزية أو تختفي تدريجيا ، ويحس الإنسان بأنه عضو في جماعة ، مطالب بفهم غيره لبلوغ الإنسجام مع الغيرية. ، و هي قابلة الاسقاط على المجتمعات ، فالمجتمع العربي في تقديري متمركز على الذات فوق اللزوم ، فهو لا يرى الدنيا إلإ بلونه وأصباغه في حين أن الألوان الأخرى يجب أن تكون معتمة . والجميع في خدمته وهو في (مركز الهوية ) راقص صائح ٌ بأعلى صوته ببطولة ونرجسية قائلا : [أنا الأفضل ، أنا الأجدر ، النبي محمدعربي ، وديني الإسلامي أفضل الأديان ، نحن الفرقة الناجية والبقية في النار ... لغتي مقدسة وهي لغة أهل اللجنة ، بلادي هي مركز الدنيا .الخ .] وهي خصوصية يجب أن تزول بفعل التمدن وتقدم الزمان ، وهو أمر يتطلب كسر أغلال وحواجز الكراهية للآخر ين ، بتغيير نظرتنا للإنسان والمكان والأشياء ، وقلبها لصالح المحبة والإيمان والقبول الطوعي للإختلاف الذي هو سمة بشرية من خلق العلي القدير .



#الطيب_آيت_حمودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن باديس الصنهاجي والقومية العربية .
- قول ابن خلدون في أصول الأمازيغ .
- تركيا الحالية ... هل هي عثمانية متجددة .؟؟
- الاستشراق والاستغراب والاستعراب .
- ليبيا وحلف الناتو .
- استقواء ثوار ليبيا ( بحلف الناتو) .
- مولود قاسم.... وأبناء مازيغ .
- هل تجربة مخيمات تندوف قادمة على مشارف ( إليزي ) ؟.
- أي مستقبل ( للأمازيغية ) في دستور ليبيا الحرة ؟؟؟
- الثورة الليبية ، كر وفر ونزال مستمر .
- فتحُ طرابلس .
- ليبيا والثورات العربية ، دروس بلا منتهى ...
- هل الإسلام دين الدولة ؟
- في صراع المجد مع المتمجد .
- أنظمة لا ترحل ... إلا بترحيل شعوبها .
- قبائل هوارة الأمازيغية بمصر .
- اللغة ...إلهام رباني أم صناعة بشرية ؟
- لسنا الأفضل.... ولغَتنا ليست أفضل اللغات.
- الناطقون بالعربية من غيرالعرب .... هل هم من قومية عربية ؟
- الأزمة البربرية (BERBERISMES ) ومفهوم (الجزائر الجزائرية ).


المزيد.....




- سعيد يأمر باتخاذ إجراءات فورية إثر واقعة حجب العلم التونسي
- بايدن يخطئ مجددا و-يعين- كيم جونغ أون رئيساً لكوريا الجنوبية ...
- شاهد.. تايوان تطلق صواريخ أمريكية خلال التدريب على المقاتلات ...
- عشرات الجرحى جراء اصطدام قطارين في بوينس آيرس
- في أقل من 24 ساعة..-حزب الله- ينفذ 7 عمليات ضد إسرائيل مستخد ...
- مرجعيات دينية تتحرك قضائيا ضد كوميدية لبنانية بعد نشر مقطع ف ...
- شاهد.. سرايا القدس تستهدف الآليات الإسرائيلية المتوغلة شرق ر ...
- شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي لبلدة بشرق خان يونس
- واشنطن: -من المعقول- أن إسرائيل استخدمت أسلحة أميركية بطرق - ...
- الإمارات تستنكر تصريحات نتانياهو بشأن -مشاركتها- في إدارة مد ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - الطيب آيت حمودة - ( مركزية العرب . (Égocentrisme)