أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جميل حنا - الأحزاب الآشورية في صلب المعارضة السورية















المزيد.....

الأحزاب الآشورية في صلب المعارضة السورية


جميل حنا

الحوار المتمدن-العدد: 3491 - 2011 / 9 / 19 - 19:51
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


بعد مضي ستة أشهرعلى الإنتفاضة الثورية للشعب السوري ضد نظام الطغيان, الزخم الثوري مازال مستمرا وهوفي اتساع من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب على ساحة الوطن ليشمل كافة أبناءه بمختلف مكوناته الاجتماعية الإثنية من الآشوريين(السريان) وعرب وأكراد ومن المسيحيين والمسلمين بكل طوائفهم ومذاهبهم الدينية المختلفة من السنة والعلويين والدروز والاسماعيليين وغيرهم.
المعارضة السورية أستطاعت خلال أشهر الثورة من تكوين وبلورة رأي موحد متفق علية من قبل كل الأطراف,ألاوهوأن النظام غير قابل للإصلاح. لذلك يجب الاستمرار في الإنتفاضة الثورية حتى إسقاط النظام, وتقديم المسؤولين عن الجرائم المرتكبة بحق المتظاهرين سلميا في الشوارع, وعن الجرائم المرتكبة بحق السجناء السياسيين وتعذيبهم حتى الموت إلى المحاكم الوطنية والدولية لأنها جرائم أرتكبت وما زالت ترتكب بحق الانسانية.ولكن المعارضة السورية امامها الكثير من العمل والتضحيات لتحقيق أهدافها, أولا توحيد صفوف المعارضة وبلورة رؤية استراتيجية مستقبلية ضامنة تلبي المطالب المحقة لمختلف المكونات الدينية والإثنية بدون تمييز بين هذه الفئة أو ذاك أوبين هذا الدين أوالأخر. وأنما بناء نظام ديمقراطي مدني علماني, وفصل الدين عن الدولة كليا.أن كثير من أطراف المعارضة لا تقبل بأي شكل كان أستبدال الطغيان العائلي الحزبي والقومي بطغيان ديني سواء كان معتدل أو متشدد الوطن للجميع, الوطن لم يخلقه لا هذا الدين ولا ذاك, الوطن نتاج تطور تاريخي حضاري ثقافي إنساني. لكل فرد من أبناء الوطن له الحق في الحياة الحرة والكريمة والعيش حسب قيمه ومعتقداته الدينية والقومية التي ينتمي إليها. وأن يستطيع ممارستها بدون خوف وبحرية مطلقة. وهذه ليست منة من أحد على أحد وإنما هو حق طبيعي لكل البشر.
وإنطلاقا من واقع الحال السائد في الساحة الداخلية يجد النظام فيها نفسه عاجزاالقضاء على الإنتفاضة الثورية بالرغم من كل إدعاءاته الأعلامية الكاذبة.إن الجرئة الفائقة التي أظهرها المنتفضون وتحديهم سلميا لآلة السلاح و القمع الفظيع وأستعدادهم لتقديم التضحيات الجسيمة من أجل الحرية وإسقاط النظام.كل هذا يدفع بالنظام وأجهزته الأمنية الأجرامية إلى المزيد من الهستيريا وممارسة الجرائم والعنف بأقسى الطرق الوحشية لكسر إرادة الشعب السوري المنتفض ضد نظامه الإستبدادي.والنظام يبذل ما بوسعه بدفع الوطن نحو الحرب الأهلية وإدخاله في الفوضى العارمة مما سيكون سببا لتدخل دولي.وذلك بسبب التمسك بالسلطة الديكتاتورية وإنحلال القيم الأخلاقية في التعامل مع المتظاهرين سلميا وعدم الإلتزام بأسس اللعبة السياسية الإيجابية في حل المشاكل والتي تهدف إلى الدفاع عن الوطن وإستقلاله وحرية ومصلحة الجماهير.
إن ممارسة الأجهزة الأمنية القمع بكافة أشكاله وقتل الأبرياء والزج بهم في السجون بدون إرتكاب أي ذنب يذكر سوى المطالبة بالحرية والدفاع عن كرامتهم الانسانية التي سحقه النظام الإستبدادي وأجهزته الأجرامية على مدى أربعة عقود من الزمن.
هذه الممارسات القمعية التي أفقدت النظام سلطته الشرعية القائمة بالأساس على اللاشرعية الدستورية وأنما فرضت أيضا بقوة السلاح والإنقلاب العسكري منذ عقود أربعة, ومنذ ذلك إضطهاد الناس مستمر بمختلف الوسائل القمعية والسياسية والأجتماعية والأقتصادية.
هذا المسلسل الإجرامي الذي يمارسه النظام على الشعب السوري خلال أربعة عقود من الزمن كان يتخذ أشكال مختلفة من العنف واضطهاد الناس. وكلما شعر النظام بحجم المخاطر التي تهدد كيان هيبته السلطوية المفروضة بالقوة وبوسائل الإعلام والتعليم المدرسي وعن طريق المؤسسات الخنوعة الخاضعة ألتجأ إلى أستخدام القوة العنيفة ضد الجماهير التي كسرت حاجز الخوف المعبرة عن إرادتها بالحرية والكرامة والديمقراطية وأنتقم من المطالبين بالحرية بأبشع الطرق من الزج في السجون وأقبية النظام وتعرض المعتقلين لأبشع أنواع التعذيب والقتل من الأطفال والنساء والرجال.
الأحزاب الآشورية
الشعب الآشوري(السرياني)مكون أصيل في بلاد ما بين النهرين وبلاد الشام وتاريخ حضارته في هذه البقعة من الأرض يمتد جذورة إلى آلاف السنين قبل الميلاد وتسمية سوريا هي من تسمية هذا الشعب.وإذا هذا الشعب هو التاريخ والحضارة والثقافة واللغة والعمران والوطن هوجزء من الوطن, والوطن منه.والشعب الآشوري(السرياني) هو جزء هام وأساسي في طيف النسيج الوطني السوري فهو يحمل معاناة الشعب السوري ومعاناة سوريا الوطن في وجدانه بكل أخلاص وهذا ما يشهد عليه التاريخ الطويل, البعيد والقريب.شعب قدم التضحيات الجسيمة ضد كافة أنواع الغزوات الاستعمارية بكافة أشكالها القديمة والجديدة منها.
والشعب الآشوري يعاني ما يعانية الغالبية الساحقة من أبناء الوطن بمختلف إنتماءاتهم الدينية والقومية.وأول الأمور التي يعاني منها هوعدم الأعتراف بكيانه القومي بالرغم أن أسم الوطن من التسمية القومية لهذا الشعب .هذا الشعب يعاني من التهميش وتعرض للإضطهاد على مدى عقود طويلة من الزمن. وإنطلاقا من هذا لو أردنا أن نكون منصفين وواقعيين فأن الآشوريين هم معارضين حقيقيين في الجزيرة السورية بحكم الأنتماء القومي, وفي ظل نظام أستبدادي قمعي وقومي شوفيني.لقد هاجر من الجزيرة السورية بضع مئات الآلاف من الآشوريين (السريان) خلال أربعة عقود من كافة المدن والبلدات وخاصة زالين(القامشلي) التي بناها الآشوريون في الثلث الأول من الٌقرن الماضي. وكان الشعب الآشوري يشكل الغالبية الساحقة من سكان هذه المدينة حتى أوائل الثمانينات وكذلك الحال للعديد من المدن حيث بدأت الهجرة المكثفة وأيضا من الحسكة و المالكية ورأس العين وقبور البيض وغيرها وأصبحت عشرات القرى والبلدات خالية كليا من سكانها الأصليين.ومن أسباب الهجرة هو واقع الإستبداد وممارسة الأجهزة الأمنية التي أنتهكت كرامات وأعراض الناس وأنتهاك حرمة البيوت والممتلكات الخاصة, التسلط والسلبطة من قبل هذه الأجهزة والتدخل في الشؤون الكنسية والمؤسسات المدنية وزرع الفتن والتخريب وزرع المندسين للتجسس على أبناء جلدتهم وعدم الشعور بالأمان.وكذلك التدخل في الحياة الشخصية العائلية بين الناس وأعمالهم التجارية والزراعية وغيرها من الخصوصيات. في مثل هذه الظروف إضافة إلى الأهمال المتعمد للجزيرة السورية وعدم أستحداث أي مشاريع أقتصادية مهمة للتقليل من البطالة ,كل هذه العوامل مجتمعة أصبح مئات الآلاف من الآشوريين (السريان )خارج أوطانهم ليس حبا بالغرب وأنما للحفاظ على كرامتهم والعيش في الحرية.
الشعب الآشوري(السرياني)أكثر المتضررين من نظام البعث القومي العنصري بفكره القومي الذي يلغي وجود قومي أخر ولا يعترف بالتنوع القومي على الساحة السورية الكل حسب نظريته الشوفينية عرب,وكذلك بسبب رسالته الخالدة الدينية الأقصائية وأعتبار من ليس منهم أقل مرتبة فهم ذميين, ولذى كان تحريض الأخرين عليهم من قبل الأجهزة الأمنية أمرا سهلا وكانت الأعتداءات من قبل الجيران عليهم يفض إلى نتيجة واحدة(الآشوريين هم الخاسرون)
منذ منتصف الثمانينات من القرن الماضي يتعرض أبناء الشعب الآشوري إلى مضايقات وحملة أعتقالات وأقدم سجين سياسي سوري آشوري هو يعقوب حنا شمعون معتقل منذ عام1985 تموز وهو من مواليدعام 1963القامشلي. 26عاما وهو مازال في سجون النظام الطاغي بالرغم من كل المراسيم الرئاسية الكاذبة بالأفراج عن المعتقلين السياسيين وكان قد أعتقل أخيه الأصغر سنا فواز وبقي سجينا 11 عاما.وخلال أربعين عاما أصبحت لغة التفاهم في العائلة الآشورية هي اللغة العربية وليست لغة الأم بسبب السياسة العنصرية التعليمية والأعلام والتوجيه القومي الشوفيني وسياسة التعريب بكل الوسائل المتاحة في يد السلطة الإستبدادية.وتعرضت الأحزاب الآشورية وكوادرها إلى إعتقالات ومضيقات كثيرة وأستدعاءات إلى مقار الأجهزة الأمنية وأجراء التحقيقات وحرموا من السفر خارج الوطن.
الأحزاب الآشورية(السريان)منتفضة مع أطياف المجتمع السوري بكل مكوناته القومية والدينية من أجل الحرية والكرامة وإسقاط النظام الإستبدادي وبناء دولة ديمقراطية مدنية علمانية يحقق المساواة للجميع بدون تمييز على أساس دستور يصون حقوق كافة الحقوق القومية والدينية بالتساوي بدون تصنيفات فئوية على أي أساس كان.
الأحزاب الآشورية أمامها مهام عاجلة ومصيرية ألا وهو توحيد الصفوف وتشكيل جبهة أو ائتيلاف آشوري موحد يكون المرجعية الحقيقية في إطار المعارضة السورية من أجل تفعيل دورها أكثر في الداخل السوري وفي الساحة الدولية. أن تشرزم القوى لايخدم تحقيق الأهداف المشتركة, والتقوقع في إطار المصالح الحزبية الضيقة الآنية والشخصية لا يجلب إلا المأسي والحرمان من الحقوق القومية المتكافئة مع حقوق الأخرين في سوريا المستقبل سوريا الديمقراطية.هل تتعظ الأحزاب الآشورية السورية من التجربة المريرة لأخوتهم الأحزاب الآشورية العراقية الفاشلة والمدمرة بالنسبة لقضيتهم وحقوقهم القومية.
وفي الختام أن قوى المعارضة السورية بكل مكوناتها مدعوة للوقوف أمام هذا الحدث التاريخي العظيم الذي يصنعة الشباب الثائر في الشوارع والساحات السورية, في كل بقعة من أرض الوطن الغالي.حيث أجتمع الجميع بروح واحدة يد بيد, صدور عارية تواجه السلاح .أنهم كسروا حواجز الخوف كسروا كل القيود المناطقية والدينية والإثنية,حناجر مدوية تقول لا للظلم والإستبداد لا للطائفية لا لتعليم البعث ومدارسه,تقول نعم لأسقاط النظام,نعم لأسقاط الرئيس,نعم للدولة الديمقراطية المدنية العلمانية,هدف واحد يجمعهم الحرية.كافة قوى المعارضة مدعوة للأرتقاء بمواقفهم وطروحاتهم السياسية إلى مستوى طرح المنتفضين الثائرين في الساحة السورية. الذين يصنعون التاريخ الحديث ويعيدون الكرامة والحرية المسلوبة للوطن والشعب.



#جميل_حنا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قانون أحزاب أم إسقاط النظام في سوريا!؟
- رؤية المعارضة السورية حول إسقاط النظام !
- القصارى في نكبات النصارى- شاهد عيان, إبادة شعب – الجزء الثال ...
- الأحزاب الآشورية و جمعة -أطفال الحرية -
- الدفاع عن الأنظمة الاستبدادية ضد المسيحيين
- الذكرى 96 لمجازر إبادة المسيحيين في الامبراطورية العثمانية
- القصارى في نكبات النصارى- شاهد عيان ,إبادة شعب 2
- النظام السوري أمام إستحقاقات الإصلاح أم التغيير !؟
- المرأة الآشورية شريكة في النضال في عيد المرأة العالمي
- ديمقراطية قتل العراقيين
- سقوط نظام مبارك سقوط لأنظمة الحكومات في الدول العربية
- ثورة الشباب المصري أمل الشعب
- القصارى في نكبات النصارى- شاهدعيان إبادة شعب-
- الثورة الشعبية التونسية إلى أين ؟
- الغزوة الإسلامية الجديدة ومواقف بعض اليساريين
- الديمقراطية في العراق وسوريا وحق الشعوب
- شهداء الشعب الآشوري المسيحي العراقي في عام 2010 والشهاده من ...
- التحالف الغربي الإمبريالي الصهيوني و الإسلامي من أجل القضاء ...
- أوقفوا إرهاب الإسلام المتطرف من على المسيحيين في بلاد ما بين ...
- الكاتب والباحث كمال يالجين ومذابح إبادة المسيحيين في الإمبرا ...


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - جميل حنا - الأحزاب الآشورية في صلب المعارضة السورية