أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم اللامي - ملابسات مقتل هادي المهدي















المزيد.....

ملابسات مقتل هادي المهدي


كاظم اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 3486 - 2011 / 9 / 14 - 11:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ما أكثر القوافل الدموية للعراقيين التي تغادرنا كل يوم محملة برصاصات الكواتم المستقرة برؤوس مختلفة الحجوم من الناحية الفكرية ومختلفة بالإشكال من الناحية الجمالية بعض هذه الرؤوس كانت تكمن فيها أحلام بسيطة متمثلة بالحصول على ادني مقومات الحياة وابسط رغبات العيش كنصف إنسان ليس أكثر.. تواضع حتى بالأحلام, وصاحب هذا الرأس عاش زمنا طويلا يمشي لصق الجدار واليد التي لا يستطيع أن يصارعها تراه يقبلها ويضعها على جبهته تيمنا واعترافا بضالته أمام جبروت صاحبها ولكن رغم هذه السلبية المفرطة والمخجلة ترى أصحاب الكواتم يجدون فيه بغيتهم لزرع رصاصاتهم الكاتمة كي تكبر وتنمو لدى وارثيه وبالذات أبناءه إذا لم يكونوا مشمولين بهذه الزيارات غير المرحب بها فتكبر هذه الرصاصات لتشكل ثقافة وحياة من نوع آخر تتمثل بالخوف والرعب الكبيرين في إن أباهم أو أخاهم أو ابنهم كان من ذوي الأفكار التي تجلب المشاكل والقلاقل ليتحولوا بعد ذلك للمشي بداخل الجدار لا كما كان فقيدهم يمشي لصق الجدار ونتيجة لهذه الوحشية والدموية في التعامل مع البسطاء من عامة الشعب هذه الوحشية التي امتهنها أناس بعينهم ولدت قناعة لدى الكثيرين بان الكاتم لا يميز بين صاحب الصوت العالي وبين الأخرس الذي الجم فمه بسحاب من النوع الفولاذي أو بين من جاوزت أفكاره عنان السماء وبين من اخلد للأرض وبات تفكيره لا يعدو معدته هنا أصبحت فلسفة الجميع بهذا الخصوص بأن الكاتم يتعقب الكل ولا استثناء لأحدهم فلم لا نقول قولتنا حتى يسجل التاريخ لنا موقفا يخلد إنسانيتنا برفض كل معوج وفاسد من أمور البلد لذلك تولد خط جديد يقض مضجع القتلة والمفسدين ومن باعوا ضمائرهم بأبخس الإثمان إلى دويلات اقل ما يقال عنها أنها عدوة للشعب العراقي أصحاب هذا الخط ممتلئين بحب العراق يتنفسون هواءً نقيا وطنيا هؤلاء هم مرآة المواطن الذي أدمن الخوف والرعب والذي لا يستطيع التعبير عن رفضه واستهجانه لكافة السلبيات التي ألقت بضلالها على العراق لذلك انبرى شباب هاجسهم كمال الإنسان والأوطان لا يرجون من عملهم هذا سوى الخير والسعادة لأبناء جلدتهم أي أنهم يعملون بـ (بلاش) لا كما يفعل غيرهم حينما تعميه أشعة الدولار فيتجنى على وطنه وشعبه مستخدما كاتم الصوت وكاتم الحق ومن اللذين كانت لهم سابقة مؤكدة ومؤشرة بأحرف من نور هو الشهيد هادي المهدي الذي وطن نفسه على التغيير وفضح المفسدين والمطالبة بحقوق المغيبين من أبناء الشعب التي ضيعها الساسة والمتنفذين في حكم ما بعد صدام هذا الشاب الفنان والفنان كما هو معروف عبارة عن نسمة هواء عليلة حينما يرى الأشياء في مكانها الصحيح وحينما يمر على الجمال فانه يزداد عذوبة ليعطي من عذوبته الشيء الكثير فتتزين الحياة به لكنه يصبح ريح عاتية حينما يتعلق الأمر بمسؤوليته كمرآة لهذا الشعب فهو نبض الشارع وبوصلة المواطن وبه تستقيم الأمور من خلال وضع اليد المحترفة على الجروح فكان الشهيد هادي المهدي المفعم بحب الوطن والمواطن والمتناغم مع كل ما يعدل من الانحدار الذي يلف الواقع الخدمي والإنساني للعراق ومن هنا ارتفع صوته عاليا وقال (لا) وكلما مر يوم يزداد صوته ارتفاعا حتى صم أذان الجبابرة وخفافيش الظلام ليقرروا بنفس طريقة ناظم كزار وبرزان التكريتي ومن سار على دربهم العثر مكافئته بالترجل سريعا من قافلة الحياة ومنحه رصاصتين استقرت في رأسه الجميل دون أن يعطوه الفرصة لتوديع أحبته أو أصدقائه أو يا حسرتي عليهم زوجته وأطفاله ولكن أقول لا عليكم أيها الأحبة والأصدقاء ما دمتم تحبون هادي المهدي ولا زلتم على عهدكم معه في نبذ الظلم والطائفية والمستورد من الطباع السيئة والأفكار الهجينة فان الرصاصات العديمة الصوت سوف تنقلكم سريعا جنب هادي المهدي إن كان في ارض السلام أو مقبرة الكرخ.
حقيقة إن قضية المهدي ليست جريمة مدنية كباقي الجرائم تحكمها خيوط انفرادية كخلاف مادي بينه المهدي وآخر أو خلاف عشائري أو باقي الخلافات ذات الأطر الضيقة إن قضية المهدي هي قضية شعب وقضية امة وقضية وطن القاتل هنا ليس شخصا عاديا بل سياسي خطير يلبس عباءة من نوع خاص يتخفى بها بشكل من الإشكال صاحب نفوذ بالاتجاه السلبي أم الايجابي وله من التبعية لإيديولوجيات وسياسات معينة الشيء الكثير فنحن لا نتهم احد بتصفية المهدي رغم المعطيات الأولية التي تسوغ لنا باتهام هذا الطرف أو ذاك فلو كان للحكومة يد خبيثة في استئصال قمرنا الذي أفل على عجل وهذا ما يرجحه الكثير كون الشهيد من دعاة التغيير ومن المطالبين بتحسين الخدمات ومن الذين عرضت القنوات الفضائية حديثه إبان اعتقاله من قبل الحكومة بوجود تجاوزات من قبل القوات الحكومية وقعت عليه شخصيا ولكن... وهذا تفسير شخصي أقوله بما إن لدى الحكومة الكثير من المناوئين في الداخل والخارج والذين يهمهم تشويه صورة الدولة والحكومة محليا وعالميا لغرض منافع ومكاسب معينة مكشوفة للجميع كما إن وجود التقاطعات الكثيرة مع بعض الدول التي أوغلت بدماء الشعب العراقي سابقا والآن فان من الأمور الحسنة بالنسبة لها إن تلصق هذه التهمة بالحكومة لما لها من زعزعة الثقة بين الشعب وحكومته وبالتالي توفر مكاسب سياسية ربما تطيح بالحكومة وربما تحصل تداعيات كثيرة يكون فيها العراق وشعبه هو من يدفع الثمن كما إننا لو ناقشنا الأمر بروية وعقلانية مفرطة لوجدنا الكثير من الجوانب التي ربما لو اغفلت لظلمنا هذا الطرف او ذاك ... الحكومة في تقاطع مع المهدي للأسباب التي ذكرت أنفا فإنها في تصفيتها للمهدي ستسيء لنفسها كثيرا وبالذات في هذا التوقيت الحرج والمصادف ليوم 9-9 ولا اعتقد إن هذا الأمر يخفى على السادة المسئولين في كون أصابع الاتهام لابد أن تلقى على الحكومة في بادي الأمر كما إن الدولة والحكومة بما أنها لديها من الاحتراف في التعامل مع هكذا أمور الشيء الكثير ونتيجة للخبرة المكتسبة بهذا الخصوص فلديها مليار طريقة وطريقة للتخلص من أعدائها وكما قال معاوية ابن أبي سفيان في طريقته المثلى لاغتيال مناوئيه إن لله جنود من عسل ولكن هذا التحليل لا يبرئ ساحة الحكومة التي لم تبذل جهدا في الحيلولة دون وقوع هكذا جرائم مما يعطي انطباعا إن الجميع في الزائد والجميع مهدد في ظل حكومة اقل ما يقال عنها أنها ضعيفة لا تحمي أبنائها وفي نفس الوقت تريد من أبنائها حمايتها فكيف إذن تستقيم المعادلة . نحن نعرف ويعرف الجميع إن القوات الأمنية الموجودة الآن في العراق يفوق عددها ما كان يملكه صدام حسين ومعززة بالقوات الأمريكية والشركات الأمنية فكيف يقتل هادي المهدي بهذه البساطة والأريحية وكذلك الجرائم المتعددة الأخرى وكي نكون منصفين لم يحرك مقتل هادي المهدي مشاعرنا بمعزل عن الضحايا من أبناء هذا الوطن والذين يتساقطون كل يوم كأوراق الخريف بل نحن ملئنا بالثقوب نتيجة للرصاصات الغادرة والمستقرة في جباه إخواننا العراقيين بمختلف شرائحهم واتجاهاتهم وأديانهم وطوائفهم حتى أصبحت قلوبنا كالغربال .
ومن خلال هذه الأسطر المتواضعة أقول لرئيس الوزراء وبالفم المليان أنت بعيد كل البعد عن أن تكون همجي كصدام في التعامل مع شعبك فهناك الكثير من الذين يسيئون بأحاديثهم ونقدهم اللاذع إليك إلا انك لا تتعامل معهم إلا كأب وراعي إلا انك لا تخرج من طائلة المسؤولية بسبب وجود الكثير من المسيئين في الأجهزة الأمنية فأنت القائد العام للقوات المسلحة والجميع من أبناء العراق ينظرون إليك وينتظرون انجازاتك في توفير الأمن لهم ومن وابسط سيئات القوات المسلحة نتيجة للقتل اليومي في العراق هو تهاونهم في تأدية واجباتهم بالمحافظة على أرواحنا ومن هذا الخرم دخل القتلة للمهدي زائرين معتمرين فلبى ندائهم وفتح لهم دماغهم على الرحب والسعة فطافت الرصاصات بكعبة حبه للعراق ليستحيل اسمه ترنيمة لكل الهائمين بحب بلاد ما بين النزيفين.
الكاتب المسرحي
كاظم اللامي



#كاظم_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابو طبر سيرة شعب
- تجليات من وحي المالكي
- مسرحية كاتم الصمت تاليف كاظم اللامي
- البرلمان الثقافي ما له وما عليه
- الحراك الثقافي التغييري


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم اللامي - ملابسات مقتل هادي المهدي