أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طيب تيزيني - الحروب والمنظومات الأخلاقية














المزيد.....

الحروب والمنظومات الأخلاقية


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 3478 - 2011 / 9 / 6 - 08:54
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يكاد لا يخلو بحث أو مقالة يومية ضمن البلدان العربية من التحدث عما يحدث في هذه البلدان، خصوصاً ما يتصل بالحراك الشبابي. وعبر ضبط الموقف يمكن القول إن قسط سوريا من ذلك هو الأكبر، قياساً على حالة اليمن الآن وغيرها. وثمة وضعية مهمة تتعلق بمجريات الحروب والانتفاضات والثورات، وهي أنه إذا استمرت هذه المجريات طويلاً، نسبياً، دون الوصول إلى حسم لصالح أحد الفريقين المتصارعين، فإنه قد تنشأ حالة من الاضطراب وافتقاد الحوافز لمتابعة المواجهة أو الاحتراب. وقد تظهر هذه الحالة في كلا الفريقين معاً، مِما يُضعفهما معاً، إلا إذا حصل ذلك في واحد من الحقلين، ليتعافى لدى الحقل الآخر.

وإذا نظرنا إلى المعطيات الواقعية في هذا البلد العربي أو ذاك مما تمرّ به هذه الأحوال (خصوصاً في سوريا)، وبتواتر متقارب لدى فرِيقيْ الاحتراب، يمكن أن تواجهنا حالتان اثنتان، تقوم الأولى على تعاظم حوافز الاحتراب لدى هاتين، مما يُطيل الصراع ويمدُّ أجله. وهذا هو المهيمن هنا، في الصراع بين الحركة الشبابية والنظام بسوريا. ويكون ثمنه غالياً، خصوصاً في دائرة الشباب المنتفضين وصغار العسكريين ضمن الجيش الوطني. ويكون الخاسر الحقيقي الوطن ذاته.



إنها حالة مأساوية وتفتقد الاحتكام إلى العقل الوطني، إضافة إلى التفريط بمنظومة القيم الأخلاقية وباستحقاقات الوطن. فإذا غابت القيم الأخلاقية الوطنية لأسباب معينة، فإن السؤال التالي لا يمكن أن يغيب لدى المعنيين من المحاربين، لأنه مقترن بكياناتهم الإنسانية: هل يتحول المقاتل إلى آلة صماء تغيب عنها العواطف والروادع الإنسانية الأخلاقية؟ كيف يخضع المقاتل إلى ما يجعله عارياً في عبثيته القتالية الدموية، مع أن ذلك يحدث بين مقاتلين ينتمون إلى وطن واحد؟ أليس ضرورياً أن يطرح هؤلاء أسئلة مصيرية على أنفسهم، من مثل السؤال المرير التالي: ماذا إذا غابت الحلول السلمية، لكن العادلة؟ إن أمراً واحداً على الأقل لا يمكن إلا يُقرُّ به، ذلك هو: حين يقوم جيل من الشباب بالتظاهر من أجل مصائرهم التاريخية، وذلك بطريق الدعوة إلى إصلاح يُعيد بناء حياتهم وحياة وطنهم، أليس ذلك من مقتضيات التطور والتحديث لبلد يضمهم ويمثل مرجعيتهم؟ في هذا السياق لِيطْرحْ المرء على نفسه سؤالاً بسيطاً ساذجاً، ولكن ضرورياً ضرورة الحياة نفسها: إذا ترك المرء بيته أربعين عاماً أو أربعين يوماً، دون القيام بمقتضيات الاهتمام به نظافة وجمالاً وصحة، إضافة إلى الانتباه إلى أي احتمال يدخل في ضرورات التحديث العميق له، أيضمن المرء، في هذه الحالة، الحفاظ على بيته هذا دون التآكل أو التصدع أو الانهيار؟

ليس في الدعوة إلى مثل ذلك الإصلاح ما هو شائن، وليس في ذلك رذيلة، أو مؤامرة، ولا يعني القول بذلك حالة من حالات الثأر أو الفوضى. إن الإصلاح في العالم العربي كله يمثل -في مرحلتنا- دعوة إلى ترسيخ التقدم التاريخي بكل أنماطه. ولابد من الاعتبار بأن إهمال إصلاح وطني ديمقراطي في البلدان العربية لم يعد يعني إهمالاً يذهب مع الريح فحسب، ولا تأكيداً على مصطلح "العالم الثالث أو الرابع فحسب"، إنه -مع عصر النظام العالمي الجديد- فتح أبواباً جديدة لقانون التبعية له، والعودة إلى عصر العبودية العالمية.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدولة المدنية والإسلاميون
- المسار التاريخي العربي
- الإصلاح والسلاح
- الاستبداد والوعي التاريخي
- كلمات في عمل جدير بالقراءة


المزيد.....




- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...
- جهاز كشف الكذب وإجابة -ولي عهد السعودية-.. رد أحد أشهر لاعبي ...
- السعودية.. فيديو ادعاء فتاة تعرضها لتهديد وضرب في الرياض يثي ...
- قيادي في حماس يوضح لـCNN موقف الحركة بشأن -نزع السلاح مقابل ...
- -يسرقون بيوت الله-.. غضب في السعودية بعد اكتشاف اختلاسات في ...
- -تايمز أوف إسرائيل-: تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن ...
- الحرب الإسرائيلية على غزة في يومها الـ203.. تحذيرات عربية ود ...
- -بلومبيرغ-: السعودية تستعد لاستضافة اجتماع لمناقشة مستقبل غز ...
- هل تشيخ المجتمعات وتصبح عرضة للانهيار بمرور الوقت؟


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - طيب تيزيني - الحروب والمنظومات الأخلاقية