أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السينو - نظرة القومجية العرب الى الاكراد الوطنيين














المزيد.....

نظرة القومجية العرب الى الاكراد الوطنيين


محمد السينو

الحوار المتمدن-العدد: 3471 - 2011 / 8 / 29 - 08:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مشكلة الأكراد قائمة .....لا يستطيع أحد أن ينكر وجودهم كجزء من أبناء هذا الوطن أتسائل ألا يحق للأكراد أن يعيشوا كأي مواطن عربي سوري ؟ أم أنهم نسيج غريب عن المجتمع السوري ؟
ربما يقول قائل إن الاكراد يدعون الى الانفصال ، فأقول هل شعر الكردي في يوم من الأيام أنه سوري ، وهل له حق مدني كأي سوري ، هل له هوية تثبت بأنه سوري ، هل يحق له أن يتكلم بلغته ويمارس حريته ويفتخر بقوميته التي يعتز بها ، وما هو الخطر على سوريا من ذلك ........اليست هذه بعض الاسباب التي تدفع البعض منهم ان يفكر بالانفصال ليعيش كبقية البشر ؟
بكل تأكيد وحزم ... لا يقبل أي سوري حر شريف محب لوطنه بالانفصال لأي مكون وفئة وأقلية وهذا لا خلاف عليه وبالتالي ومن المنطق والعقل أن تمنع الدولة أي من المسببات والمحرضات على ذلك .
وهل العلاج الصحيح لمشكلة الأكراد هي : الكبت ، التضييق ، مصادرة الحرية ، الاعتقال ، النفي ، القتل ، التشريد ، .............. أم للمشكلة حل آخر ؟
أم يكفيهم أن يأكلوا ويشربوا ويتناسلوا .... وهذا منتهى الحرية عند البعض ؟
أم ليست هناك مشكلة في الاصل برأي البعض ؟
تحول الأكراد شعباً ونخبة الى وضع أشبه بوضع الأسير المجرد, يخضعون لمشيئة النخب العربية حائزة السلطة والقوة العامة. لذلك تضطر النخب الكردية باتجاهاتها المختلفة الى اتباع سياسة الدفاع السلبي, أي الحفاظ على الحد الأدنى من الوجود, وانقاذ ما يمكن انقاذه من الهوية القومية الكردية. ولذلك, كان من المحال أن تعمل النخب الكردية على استلام السلطة المركزية في سورية, ولازالت هذه الاستحالة قائمة في الشروط الحالية لتوازنات القوى. ولم يسمح لها وضعها الدخول بشروط مقبولة في تحالفات مع النخب العربية التي فازت في الصراعات السلطوية.فلذلك تجنبت النخب الكردية الدخول في صراع مفتوح مع السلطات القائمة. وهذا ما يفسر, جزئياً, حـذر النخب العربية المعارضة تجاهها. وهذا ما يفسر أيضاً سبب تهافت المعارضة العربية للسلطات الحاكمة في سورية على كسب التأييد الكردي, لأنها تعتبره من باب الدعم المجـاني في صراعاتها السلطوية مع فصائل عربية أخرى.
لأن العمل السياسي, بمعنى المشاركة في الشؤون العامة للبلد محرّم على النخب الكردية, فقد نشطت هذه النخب في المجالات الفكرية والثقافية والفلسفية, وتم تحجيم طاقاتها العملية في المجتمع الى أدنى حد بفعل سياسة القمع التي تتبعها السلطات العربية . ولعدم قدرة النخب الكردية, بحكم الظروف الموضوعية والذاتية, من احراز انجازات ملموسة للشعب الكردي في سورية, لجأت الى المساهمة بشكل فعّال في تبني مشاريع كردستانية ما وراء الحدود السورية, بل تحولت بعضاً من هذه النخب الكردية في سورية, في بعض الفترات, الى سياسيين كردستانيين, يهتمون بالمطالبة بحقوق الكرد في تركية أو العراق أكثر من انشغالهم بالوضع الكردي السوري. والسبب الرئيـس في ذلك, هو الاتفاق المخطط و غير المخطط , المعلن و غير المعلن, بين كـل النخب العربــــــية وحلفائها التي حكمت سورية منذ أواسط الخمسينات من القرن العشرين وحتـى الآن, الاتفاق على سياسة ابعاد الكرد من المشــــاركة في القرار الساسي السوري, وحرمان الشعب الكردي في سورية, كجزء من المكونات السكانية للدولة, من أي حق سياسي.وأصبحت المناطق الكردية البقرة الحلوب للسلطات العربـية في سورية, ومرتعاً للكوادر غير الكردية.
ان اقصاء النخب العربية لممثلي شريحة, كبيرة بهذا الحجم, من السكان ومنعها من المساهمة في ادارة الشؤون العامة يعني أنها, أي النخب العربية, لا تعترف بالدولة السورية ولا تعتبرها وطناً, وهو دليل ساطع على أن الأساس في الاستراتيجيات التي تبعتها وتتبعها هذه النخب هي استراتيجيات مبنية على انتماءات ومصالح ما دون الوطنية. وسيادة النخب العربية لوحدها واحتكارها للسطة, طعن في شرعية الدولة السورية وانتقاص من طابعها كوطـــن.
اذا كانت النخب العربية متفقة في اقصاء الكرد من الشأن العام السوري, فانها في الوقت نفسه ليست متجانسة, وتنتمي لأسباب تاريخية وجغرافية ودينية الى تجمعات ذات ثقافات ومعتقدات ومناطق ذات مصالح متباينة, وبالتالي هي, ولو بعد اقصاء الكرد, في صراع مســتمر على السلطة. لكن الصراع السلطوي بين النخب العربية هو صراع داخلي يعتمد على الانتماءات والمصالح التحتوطنية للعرب والمتحالفين معهم من الأقليات القومية والمستعربين. و في الحقيقة كل النخب العربية في سورية تتصارع فيما بينها على أساس الاختلاف في الانتماءات الدينية- الطائفية و العشائرية والمناطقية, أي تفتقر النخبة العربية في سورية الى مشروع وطني تدافع عنه, فالدفاع عن الطائفة والعشيرة والمنطقة ينوب عن الدفاع عن ســــــورية الوطـــن-الدولـــة.
لا تعني الوطنية انكار الذات ولا انكار الآخرين. فان الانتماءات القومية والدينية وما دونهما من تركيبات مجتمعية معطيات متوارثة بحكم الطبيعة. ومن يعترض على انتمائه أو انتماء غيره انه كمن يعترض على وجود الشمس والقمر. ولا فضل لأحد في انتمائه الى هذه القومية أو تلك, أو الى هذه الطائفة أو تلك, أو الى هذه المنطقة أو البلدة أو تلك, و لاينتقص من قيمة أحد انتماءاته تلك, الاّ اذا استغلها للانتقاص من قيمة الآخرين والاعتداء على حقوقهم, ولاسيما اللذين يحق لهم مشاركته في ممارسة حقوق وواجبات المواطنة المنبثقة من الانتساب المشــترك الى الوطن.
فالوطن, كهيكلية سياسية, يتجسد بمضامين ملموسة وعاؤها الاقليم ومحتوياته (الأرض والسماء والمياه), وبمضامين معنوية يلخصها البعض بالبنى الفوقية, و مجمل المفاهيم(الثقافات والأعراف) الجماعية و الحقوق والواجبات المنبثقة عن مفهوم الشراكة والتي تجعل من المواطنين هيئة ومؤسسة, فضلاً عن ما تسمى بالرموز من روايات حقيقية أو اسطورية تنمي الشعور بقدم الشراكة للمواطنين وتحمسهم لمتابعتها وربما لتحسينها في المستقبل



#محمد_السينو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب في الفكر السياسي الاسلامي- الاسلام السياسي-
- الاخوان المسلمين اخوان الشياطين
- مسخرة الثورات العربية
- دور السياسة الديمقراطية في بناء المجتمع الديمقراطي 2
- دور السياسة الديمقراطية في بناء المجتمع الديمقراطي 1
- مفهوم الإرهاب
- الحرب النفسية وسبل مواجهتها
- مفهوم الحرية
- هل يمكن ان تكون البلاد العربية ديمقراطية
- نصائح الى المعارضة و المولاة في برنامج البالتوك
- قانون الاحزاب و تطبيقه في سوريا
- ما هي المعارضة و المولاة في برنامج الانتيرنيت بالتوك


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السينو - نظرة القومجية العرب الى الاكراد الوطنيين