في ذكرى جمال عبد الناصر

محمد فكاك

الحوار المتمدن-العدد: 3438 - 2011 / 7 / 26 - 22:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

في ذكرى جمال عبد الناصر
قصيدة الي جمال عبدالناصر من محمود درويش

الى الرجل ذي الظل الأخضر
-----
نعيش معك
نسير معك
نجوع معك
و حين تموت
نحاول ألا نموت معك !
و لكن،
لماذا تموت بعيدا عن الماء
و النيل ملء يديم ؟
لماذا تموت بعيدا عن البرق
و البرق في شفتيك
و أنت وعدت القبائل
برحلة صيف من الجاهلية
و أنت وعدت السلاسل
بنار الزنود القوية
و أنت وعدت المقاتل
بمعركة.. ترجع القادسية
نرى صوتك الآن ملء الحناجر
زوابع..
تلو
زوابع
نرى صدرك الآن متراس ثائر
ولافتة للشوارع
نراك
نراك
نراك ..
طويلا
..كسنبلة في الصعيد
جميلا
..كمصنع صهر الحديد
وحرا
..كنافذة في قطار بعيد
و لست نبيا،
و لكن ظلك أخضر
أتذكر ؟
كيف جعلت ملامح وجهي
و كيف جعلت جبيني
و كيف جعلت اغترابي و موتي
أخضر
أخضر
أخضر..
أتذكر وجهي القديم ؟
لقد كان وجهي يحنّط في متحف انجليزي
و يسقط في الجامع الأمويّ
متى يا رفيقي ؟
متى يا عزيزي ؟
متى نشتري صيدلية
بجرح الحسين.. و مجد أميّة
و نبعث في سدّ أسوان خبزا و ماء
و مليون كيلواط من الكهرباء؟
أتذكر ؟
كانت حضارتنا بدويا جميل
يحاول أن يدرس الكيماء
و يحلم تحت ظلال النخيل
بطائرة.. و بعشر نساء
و لست نبيا
و لكن ظلك أخضر..
نعيش معك
نسير معك
نجوع معك
و حين تموت
نحاول ألا نموت معك
ففوق ضريحك ينبت قمح جديد
و ينزل ماء جديد
و أنت ترانا
نسير
نسير
نسير
في رثاء جمال عبد الناصر - احمد فؤاد نجم
________________________________________
السكه مفروشه تيجان الفل و النرجس
و القبه صهوه فرس عليها الخضر بيبرجس
و المشربيه عرايس بتبكي و البكى مشروع
***
من ذا اللي نايم و ساكت
و السكات مسموع
سيدنا الحسين؟
ولا صلاح الدين ولا النبي
ولا الأمام؟
دستور يا حراس المقام ولا الكلام بالشكل دا ممنوع؟
***
على العموم
انا مش ضليع في علوم الأنضباط
***
ابويا كان مسلم صحيح
و كان غبي
و كان يصلي ع النبي
عند الغضب و الأنبساط
***
ابويا كان فلاح تعيس
في ليله ضلمه خلفوه
و ف خرقه سودا لفلفوه
و ف عيشه غبرا
طلعوه
و عشه مايله سكنوه
و لصموه
و طلسموه
و دجنوه
و جهزوه
و جوزوه على عماه
فكان محير في هواه ما بين امي و الجاموسه
و كان يخاف يقتل ناموسه
و كان خجول خجول
خجول
و كان دايما يقول استغفر الله العظيم من باب الأحتياط
***
ابويا طلعتوه حمار فكان طبيعي يجيبني جحش
لا اعرف نبي من اجنبي
و لا مين ما جاش ولا مين ما رحش
موسى نبي
عيسى نبي
كمان محمد كان نبي
و يا قلبي صلي ع النبي
و كلنا نحب النبي
و كل وقت وله ادان
و كل عصر و له نبي
***
و احنا نبينا كده
من ضلعنا نابت
لا من سماهم وقع
ولا من مرا شابت
ولا انخسف له القمر
ولا النجوم غابت
ابوه صعيدي و فهم قام طلعه ظابط
ظبط على قدنا و ع المزاج ظابط
فاجومي من جنسنا
ما لوش مرا عابت
فلاح قليل الحيا
اذا الكلاب سابت
ولا يطاطيش للعدا
مهما السهام صابت
عمل حاجات معجزه و حاجات كتير خابت
و عاش و مات وسطنا
على طبعنا ثابت
و ان كان جرح قلبنا كل الجراح طابت
ولا يطولوه العدا
مهما الأمور
جابت

عفوا ، الشاعر العظيم ،محمود درويش،
عفوا ،الشاعر العظيم ،أحمد فؤاد نجم
ليس من حقي ،أن أتقدم علبكما في الرثاء الجميل ، لجمال عبد الناصر الجميل ، في الزمان الجميل .
إنه كفى عبد الناصر ،ويكفيه نبلا وفخرا ومروءة وشجاعة ،أن تعد وتتحدد فضائله وأخلاقه وإنجازاته الثورية ،في عبد الناصر هذا ،قد فتح أملا ، خلق أفقا ، فكان لا بد للتحالف ،الامبريالي والصهيوني والرجعي المحلي والعربي ،من اغتيال هذا الحلم ، وهذا الأمل ،في زمان التخطيط الاستراتيجي ،والتاكتيكي للأمبريالية على الصعيد العالمي.
لقد تساميت وتعالى عشقي ، فلم اعد أطيق تعاليم المخصيين والمتثورين ،وأصحاب الجمل الثورية، الذين فاتهم ،التمييز بين الجلوس على يسار الثورة الكبيرة التي قادها عبد الناصر ورفاقه ،والجلوس على يمينها التي قادها أسياد الثورة المضادة ،السادات وحلفاؤه الأمريكان والفرنساويون والبريطانيون والصهاينة والرجعية الخليجية ،والثنائي ،حسين الأردن ،وحسن المغرب.
كما إنني أرفض حتى المقت ، كل الكلاب الفاجرة والجراء المسعورة التي أجرت ،وباعت روحها للمستعمر والمحتل الصهيوني من أجل الهدم والتخريب للروح العربية ، ونقد ثورة عبد الناصر من منطق عصر الزنوج والأمريكان.
والبديل لهذين الاتجاهين المعاديين للثورة ،هما هذان الصوتان العربيان المبينان:محمود درويش ،وأحمد فؤاد نجم، اللذان يستحيل عليهما أن يغنيا علي الشعب ،بمعنى سموهما وعلوهما ،عن أن يصغرا ويتضاءلا ،ليقدما للشعب العربي صورة غير حقيقية عن عبد الناصر.
لن أتناول قضية الثورة الناصرية ،إلا من زاوية علمية ولن تكون إلا وبالضرورة ،الفلسفة الماركسية اللينينية. أعني لغة العلم التي هي بالضرورة ، لغة مفهومية.
في مقدمة،كتابه"إسهام في نقد الاقتصاد السياسي"يحدد كارل ماركس في نص واضح ، الشروط التاريخية لتحقيق الثورة الاجتماعية ، أي تحقيق انتقال البنية الاجتماعية، من نظام إنتاج إلى نظام إنتاج آخر.
هذه الثورة لا تخضع لإرادة ذاتية ، بل تأتي كضرورة تاريخية ، نتيجة لتطور التناقض الأساسي ،أي الاقتصادي ، في البنية الاجتماعية ، في علاقته المترابطة والمعقدة ،ببقية التناقضات البنيوية ، داخل التطور الشامل لهذه البنية الاجتماعية
إن القوى المنتجة في المجتمع ، حين تصل لإلى مرحلة معينة من تطورها ، تدخل في تناقض حاد مع علاقات الإنتاج التي هي علاقات طبقية ،"فتصير هذه العلاقات عقبات في وجه القوى المنتجة ،بعد أن كانت أشكالا لتطورها، حينئذ تبدأ مرحلة ثورة اجتماعية"كارل ماركس كما استشهد بها مهدي عامل
إنه من الأخطاء الكبرى التي يقع فيها أصحاب الفكر البرجوازي المثالي حين يحملون عبد الناصر جميع النواقص والقصور والسلبيات للثورة ،أي التماهي الكامل ،وكأن الثورة في أساسها فردي ، وليس اجتماعيا ، طبقيا ،بمعنى قامت الثورة بمجرد تحقيق الرغبة الذاتية لعبد الناصر.
أما نحن فملتزمون بالفكر الماركسي اللينيني الذي هو وحده وبالضرورة علمي وثوري،وهو وحده الذي يفسر لنا إمكان النجاح في الثورة ،وإمكان الفشل والسقوط بالثورة المضادة.
إن الثورة المصرية لم تسقط وإنما وقعت في السقوط والفشل ،بفعل الثورة المضادة بدعم وتدخل مباشر من الاستعمار والامبريالية والصهيونية والرجعية العربية. لم يتركوا لها الوقت الكافي لتكمل المشوار الثوري ،بل شن عليها الاستعمار الحروب ،تلو الحروب للقضاء عليها في المهد.
في 1956 أعلن العدوان الثلاثي :إلكيان الصهيوني ،وبريطانيا وفرنسا مع الدعم الأمريكي فكان الصمود الأسطوري للشعب العربي في مصر ليتدخل الاتحاد السوفياتي.
العدوان الثلاثي هي حرب شنتها كل من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر في عام 1956م إثر قيام جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس. وكانت كل من بريطانيا وفرنسا قد اتفقتا مع إسرائيل على أن تقوم القوات الإسرائيلية بمهاجمة سيناء وحين يتصدى لها الجيش المصري تقوم بريطانيا وفرنسا بالتدخل وإنزال قواتهما في منطقة قناة السويس ومحاصرة الجيش المصري. نفذت إسرائيل هجومها على سيناء ونشبت الحرب. فأصدرت كل من بريطانيا وفرنسا إنذارا بوقف الحرب وانسحاب الجيش المصري والإسرائيلي لمسافة 10 كم من ضفتي قناة السويس مما يعني فقدان مصر سيطرتها على قناة السويس ولما رفضت مصر نزلت القوات البريطانية والفرنسية في بور سعيد ومنطقة قناة السويس إلا أن الجيش المصري لم يحاصر لأن قطاعاته كانت قد انسحبت. كان واضحا أن ما حدث هو مؤامرة بين الدول الثلاث فاصدر الاتحاد السوفيتي إنذارا بضرب لندن وباريس بالصواريخ الذرية وأمرت أمريكا بريطانيا وفرنسا بالانسحاب الفوري من الأراضى المصرية. وانتهت الحرب بفضيحة كبرى وخرج عبد الناصر منتصرا نصرا سياسيا كبيرا.
ثم العدوان الشامل للصهيونية العالمية ،على الأراضي العربية ،المصرية والسورية والأردنية والفلسطينية،وبدعم لوجيستيكي كامل وسياسي وعسكري ،من قبل الأمبريالية الأمريكية وحلفائها ، بالاضافة إلى كل أنواع الحصارات والعقوبات الاقتصادية..ناهيك عن الدور الخبيث للرجعية المحلية والعربية. لتنتهي الجريمة الارهابية الكبرى والتي كشف فيها الاستعمار عن وجهه الحقيقي السافر ،ليتواطأ وبالمكشوف في الاغتيال السياسي المباشر والبطيء ،عبر التسميم الطبي الرئيس جمال عبد الناصر.ليجمع فخر الشجاعة النادرة والشهادة النبيلة من أجل الفضية الفلسطينية والعربية والعالمية.
وفي هذه اللحظة التاريخية التي لم يمت فيها عبد الناصر بل رفع إلى السماء ،أو كما رأى ذلك الشاعر الكبير نزار قباني "جمال عبد الناصر
للشاعر الكبير : نزار قبانى
…
قتلناك يا آخر الأنبياء
قتلناك ……
ليس جديداً علينا
اغتيال الصحابة والأولياء
فكم من رسول قتلنا
وكم من إمام ذبحناه وهو يصلى صلاة العشاء
فتاريخنا كله محنة
وأيامنا كلها كربلاء
نزلت علينا كتابا جميلاً
ولكننا لا نجيد القراءة
وسافرت فينا لأرض البراءة
ولكننا ما قبلنا الرحيلا
تركناك فى شمس سيناء وحدك
تكلم ربك فى الطور وحدك
وتعرى ..وتشقى ..وتعطش وحدك
ونحن هنا نجلس القرفصاء
نبيع الشعارات للأغبياء
ونحشو عقول الجماهير تبناً ..وقشاً
ونتركهم يعلكون الهواء
قتلناك يا جبل الكبرياء
وأخر قنديل زيتٍ
يضيئ لنا فى ليالى الشتاء
وأخر سيف من القادسية
قتلناك نحن بكلتا يدينا
وقلنا :المنية
لماذا قبلت المجىء الينا؟
فمثلك كان كثيراً علينا
سقيناك سم العروبة حتى شبعت
رميناك فى نار عمان حتى
أريناك غدر العروبة حتى كفرت
لماذا ظهرت بأرض النفاق
لماذا ظهرت ؟
فنحن شعوب من الجاهلية
ونحن التقلب
نحن التذبذب
والباطنية ..
نبايع أربابنا فى الصباح
ونأكلهم حين تأتى العشية
قتلناك يا حبنا وهوانا
وكنت الصديق ، وكنت الصدوق، وكنت أبانا
وحين غسلنا يدينا ..
اكتشفنا بأنا قتلنا مُنانا
وأن دماءك فوق الوسادة ..
كانت دمانا
نفضت غبار الدراويش عنا
أعدت إلينا صبانا
وسافرت فينا إلى المستحيل
وعلمتنا الزهو والعنفوانا
ولكننا …
حين طال المسير علينا ..
وطالت أظافرنا ولحانا
قتلنا الحصانا ..
فتبّت يدانا ..
فتبّت يدانا ..
أتينا إليك بعاهاتنا ..
وأحقادنا وانحرافاتنا
إلى أن ذبحناك ذبحاً
بسيف أسانا
فليتك فى أرضنا ما ظهرت
وليتك كنت نبى سوانا
أبا خالد يا قصيدة شعر
تقال.. فيخضر منها المداد
إلى أين ؟
يا فارس الحلم تمضى
وما الشوط
حين يموت الجواد
إلى أين ؟
كل الأساطير ماتت
بموتك وانتحرت شهرزاد
***
وراء الجنازة سارت قريش
فهذا هشام .. وهذا زياد
وهذا يريق الدموع عليك
وخنجرة تحت ثوب الحداد
وهذا يجاهد فى نومه
وفى الصحو يبكى عليه الجهاد
وهذا يحاول بعدك
وبعدك ..كل الملوك رماد
وفود الخوارج جاءت جميعاً
لتنظم فيك ملاحم عشق
فمن كفروك ..ومن خونوك
ومن صلبوك بباب دمشق
***
أنادى عليك أبا خالد
وأعرف أنى أنادى بوادٍ
وأعرف أنك ان تستجيب
وأن الخوارق ليست تعاد
كما أن أصحاب البؤس والتشاؤم الذين لا يرون في الثورة المصرية أي شيء جميل لأنهم كغربان يطاردون الدود في الأرض أو كبومات تبكي في الليالي الطوال والدمن وبعر وأثافي القبائل الرحل ، لا ينظرون للتاريخ ودروسه ، فلو أن الثورة الكبيرة وحدها سقطت وفشلت وأجهضت لكان لهم العذر في التيئيس والتحبيط، فكم من ثورة في العالم وفي التاريخ قد فشلت أو أجهضت ، كالثورة الفرنسية 1789 ،والثورة الأمريكية ، وكمونة باريس والثورة السوفياتية العظمى1917. ولكي لا أتناقض مع القانون العلمي فإنني أعتقد أن الأسباب الرئيسية لهذه الاجهاضات للثورات ،إنما يعود لكون قادتها ،أو الخلفاء كانوا يجهلون منطق الثورة وعلم الثورة.
وإذا كانت كل ثورة تمر ، بزمنين متميزين هما :طور النهوض والصعود ،وطور السقوط والهبوط ،كما أكد لنا ذلك علم التاريخ على امتداد المرحلة الرأسمالية الطويلة ففي أي طور جاءت ثورة 23...07..1952 بقيادة المناضل الفذ الرئيس جمال عبد الناصر ؟إن الخطأ كل الخطأ ، يأتي من المطابقة بين هذين الطورين المختلفين.
إن الثورة الناصرية إن صح أو استقام التعبير لم تكن نسيجا منفردا أو معزولا في التاريخ المصري القديم والحديث والمعاصر ، فكم هي عدد الثورات المصرية ،من أخناتون ، نيفرتيتي ، والثورة الاجتماعية السياسية ضد الفوارق الاجتماعية والمظالم السافرة للدولة/ الجهاز القمعي للحاكم لبني أمية ،والتي أسفرت عن مقتل عثمان ابن عفان. ثم ثورة الفلاحون بقيادة أحمد عرابي ، ومحمد علي وسعد زغلول وجمال عبد الناصر.
إن التاريخ العلمي يرفض اعتبار الثورة الناصرية مجرد تتابع حدثي أو مجرد رتابة حركة تتكرر فيها مراحل مجردة عن زمان معين من نمط الإنتاج الذي فيه تتحرك ،وبه تتجدد في تعددها نفسه.
حسب الرؤيا الثاقبة لمهدي عامل الذي يرى أن إيقاعات التاريخ التي ،فيها ، وبها يتمرحل التاريخ ، ترسمها ، في أساسها المادي ،أنماط الإنتاج ،في حركة تكونها وترابطها وتحويلها وتوكيدها.
فهل توفرت الشروط للانتقال من نمط الإنتاج الكلونيالي إلى الاشتراكية في مصر وفي الوطن العربي؟
هل كانت الثورة مؤهلة وقادرة على تفسير التاريخ المصري وتفسيره تفسيرا علميا ؟ هل كانت القيادة أصلاحية؟أم كانت ثورية؟ بمعنى لها الإرادة السياسية ،والأداة الثورية للتغيير الثوري؟
ما الذي جعل الطبقة العاملة والفلاحين لا تساهم في الثورة ،وهي المؤهلة الوحيدة والمدعوة للتغيير الثوري؟
هل كان قادة الثورة واعيين بضرورة الربط الديالكتيكي للنظرية الثورية بالممارسات الثورية؟
هل كانت ثورة يوليو تقف على أرضية تستند إليها في تغييرها للأوضاع المحلية والعربية ،وانطلاقا من القوانين الفعلية التي تحكم حركة التاريخ؟
أم جاءت ثورة يوليو تحمل داء العفوية والتلقائية وروح المغامرة بالثورة؟ حيث لا نظرية ثورية ،بدون ممارسة ثورية وذلك استنادا إلى لينين.
هل ثورة يوليو تتميز بالخصوصية والتفرد والشذوذ أو كما يقول البرجوازيون بالطريق الثالث؟
إن ثورة يوليو جاءت لتجيب على احتدام الصراع بين قوى التغيير الثوري ، في مصر ،وبين قوى الرجعية والثورة المضادة كما جاءت ضمن سيطرة نظام الإمبريالية العالمية حيث هيمنت هذه الأخيرة على كل شيء هيمنة شمولية وكلية.
إن ثورة يوليو لم تستطع التخلص من الإيديولوجية البرجوازية الصغرى لعجزها عن الربط الجدلي للقضية الاجتماعية والقضية الوطنية ،وبذلك فصلت مرحلة التحرر الوطني عن مرحلة الانتقال إلى الاشتراكية وهذا هو ما يميز قيادة البرجوازية الصغرى حيث لا تبلغ أبدا مرحلة القطع البنيوي مع النمط الرأسمالي ، ولأن العامل السياسي في الثورة لم يكن هو العامل الرئيسي المسيطر. بل على العكس من ذلك ،بقيت الحركة المحورية في الثورة ، كحركة انتباذية
centrifuge
أي أبعاد أو نبذ الصراع الطبقي ،وبمعنى أهم كما يؤكد مهدي عامل " إعادة مستمرة لإنتاج علاقات الإنتاج القائمة بفعل تغييب الطبقات ذات المصلحة في التغيير ،وبالتالي بقي المطلوب منها التأييد والمساندة للثورة. وبذلك يستحيل على ثورة هذه أبعادها ومداها أن تحدث القطع أو تصل إلى زمان القطع ولتبقى ثورة يوليوز ،الحركة فيها أسيرة ورهينة الحركة الانتباذية وليس مرحلة الحركة الانجذابية التقدمية حسب إبداعات الشهيد مهدي عامل.
centripète .
ثم يمكن أن نطرح الأسئلة التالية:ماهي الأداة التي اعتمدتها ثورة يوليو؟ ليس في إمكانها إلا الاعتماد على جهاز الدولة القائمة ، الذي هو في حقيقته وجوهره الاجتماعي : جهاز قمع طبقي حيث لا يسمح بتجاوز الأوضاع القائمة أو تغييرها من الأعماق بل إن دوره الرئيسي هو الحفاظ على السيطرة الطبقية للطبقات المسيطرة ليمنع ويحول دون قيام الطبقات المسيطر عليها من أن تمارس صراعها الطبقي ،ممارسة سياسية
كما أن القيادة البرجوازية الصغيرة لا يمكنها بناء حزب ثوري يستهدف كسر علاقة السيطرة الطبقية بل كان الحزب الحاكم مجرد جهاز من أجهزة البناء البيروقراطي الفوقي في البنية الاجتماعية الطبقية ،مما سهل الانقلاب على الثورة والإجهاز عليها في إطار الثورة المضادة بقيادة السادات.إن البرجوازية الصغرى لا تنتقل من السيطرة الطبقية إلى الهيمنة لأن ليس لها نظام نقيضا لنمط الإنتاج الكولونيالي..
فهل تستطيع ثورة مصر الشباب أن تتجاوز قصور وسلبيات ونواقص وأخطاء ثورة يوليو؟هل تعيد هذه الثورة مصر إلى العرب وأحرار العالم ؟ هل تقطع مع نظام كامب ديفيد الذي قيد مصر وكبلها وربطها بالمعسكر الإمبريالي والصهيوني والرجعية الخليجية ؟هل تستطيع مصر أن تحرس الثورة من أعدائها الخارجيين ، من إمبريالية وصهيونية ، والتغلب بعبقرية المصريين على التناقضات الداخلية لحماية الثورة من بيروقراطية العسكر وظلامية العصر؟
أما الكلمة الأخيرة،فإنني أقول:إن نقطة صغيرة تنزل من عرقك يا عبد الناصر بل أقول :إن ذرة من تراب ضريحك العطر هي أعلى وأغلى وأثمن وأسمن ،وأعسل من روائح بلاطات الخونة للقضية العربية ،المفتونين بالاستعمار والصهيونية من رؤوسهم حتى أقدامهم.
لقد كنت الصادق الأمين حين قلت ،ردا على العدوان الثلاثي الاستعماري " سنقاتل...سنقاتل..سنقاتل..حتى أخر قطرة من دمائنا.
وها أنت وفيت فاستشهدت فخلدت خلودا بخلود العالم
وخان الأمانة من بعدك الخونة وباعوا الأرض والعرض وقامروا بمصر والنيل ،ببيروت ودمشق وبغداد والرباط وصنعاء والرياض وطرابلس والجزائر وتونس والرياض .
خاين ولاحد يجيرو...زي الكلاب .يلقى مصيرو
الله...الله.. يا بلدي..والكل ..كلاب
فعش مطمئنا يا ناصر...فنحن أبناؤك الزهر الزواهر

خريبكة في 25..07..2011
ابن الزهراء
حامل الألوية الحمراء
عاشق الروح والثورة
عندما يذهب الشهداء إلى النوم
أحرسهم من دعاة الرثاء والهزيمة
خلفت غاشية الخنوع ورائي
وجئت أقتبس وردة الشهداء
محمد فكاك

#محمد_فكاك (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات