أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تاج السر عثمان - مصادرة الحريات الديمقراطية طريق مسدود














المزيد.....

مصادرة الحريات الديمقراطية طريق مسدود


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3434 - 2011 / 7 / 22 - 18:29
المحور: حقوق الانسان
    


تظل مسألة الحقوق والحريات الديمقراطية أساسية لضمان استقرار أي نظام ، والتي ناضل شعب السودان من أجلها ضد النظم الاستعمارية والديكتاتورية التي صادرتها حتي تم انتزاعها وتكريسها في دستور السودان المؤقت بعد الاستقلال عام 1956م، ودستور السودان المعدل بعد ثورة اكتوبر 1964، ودستور السودان الانتقالي لعام 1985م، تلك الدساتير التي كفلت الحقوق والحريات الأساسية مثل: حرية التنظيم والتعبير والنشر.
وبعد انقلاب 30 يونيو 1989م تمت مصادرة الحقوق والحريات الديمقراطية، وقاوم شعب السودان الديكتاتورية حتي تم انتزاع هامش الحريات الحالي بعد توقيع اتفاقية نيفاشا، وصدرت وثيقة الحقوق التي تشكل الباب الثاني من دستور جمهورية السودان الانتقالي لعام 2005م، والتي تتكون من 22 مادة ( من المادة 27 الى المادة 48 ) ، وهى على التوالي : ماهية وثيقة الحقوق ، الحياة والكرامة الانسانية ، الحرية الشخصية ، الحرمة من الرق ، المساواة امام القانون ، حقوق المرأة والطفل ، الحرمة من التعذيب ، المحاكمة العادلة ، الحق في التقاضي ، تقييد عقوبة الاعدام ، الخصوصية ، حرية العقيدة والعبادة ، حرية التعبير والاعلام ، حرية التجمع والتنظيم ، حق الاقتراع ، حرية التنقل والاقامة ، حق التملك ، الحق في التعليم ، حقوق الاشخاص ذوى الحاجات الخاصة والمسنين ،الرعاية الصحية العامة ، المجموعات العرقية والثقافية ، حرمة الحقوق والحريات .
ورغم حقوق الانسان التى كفلتها الوثيقة كما أشارت في المادة 27 - 3 : "تعتبر كل الحقوق والحريات المضمنة في الاتفاقيات والعهود والمواثيق الدولية لحقوق الانسان والمصادق عليها من قبل جمهورية السودان جزءا لايتجزأ من هذه الوثيقة" . رغم ذلك استمرت القوانين المقيدة للحريات وتم افراغ الوثيقة من محتواها. وطيلة الست سنوات الماضية تم الآتي:
*انتهاك المادة :(28) بعنوان " الحياة والكرامة الانسانية" التي تنص " لكل انسان حق اصيل في الحياة والكرامة والسلامة الشخصية ، ويحمى القانون هذا الحق ، ولايجوز حرمان اى انسان من الحياة نعسفا "، علي سبيل المثال لا الحصر تم: اطلاق النار على مظاهرات سلمية في بورتسودان وامرى وكجبار مما ادى الى وفاة بعضهم ، وهذا لاشك انتهاك صريح لحقوق الانسان ولوثيقة الحقوق ولحق الحياة التى كفلتها.
* انتهاك المادة: (33) بعنوان الحرمة من التعذيب والتى تنص ( لايجوز اخضاع احد للتعذيب أو معاملته على نحو قاس أو لاانساني أو مهين ) ، وعلى سبيل المثال الحادث الاخير التعذيب الذي تعرض له المعتقلين السياسيين في مظاهرات 30 يناير 2011م.
* انتهاك المادة: (40 – 1) : "التى كفلت الحق في التجمع السلمي" ، بالتصدى بالقمع لمواكب قوي الاجماع الوطني والنساء والشباب والطلاب ومنع ندوات الاحزاب السياسية وورش العمل.
*كما تم انتهاك المادة: (40 - 2 : 3) والتى اشارت الى "الحق في تكوين وتسجيل الاحزاب والجمعيات والنقابات والاتحادات المهنية وفقا لما يتطلبه المجتمع الديمقراطي"، علي سبيل المثال لاالحصر: تمت مداهمة مؤتمر الحزب الشيوعي في مدينة بورتسودان واعتقال بعض اعضائه ومصادرة وثائقه رغم أن الحزب الشيوعي قانوني ومسجل، وصدر قرار بمنع نشاط الحركة الشعبية في الجزيرة، وتم مداهمة دارها في نيالا بتاريخ الاربعاء 20/7/ 2011م واعتقال سكرتيرها السياسي بالمنطقة مع أخرين ومصادرة ممتلكاتها، رغم أن الحركة الشعبية ايضا حزب مسجل.
* انتهاك المادة: (47) بعنوان "المجموعات العرقية والثقافية وحقها في أن تنعم بثقافاتها الخاصة وتطورها بحرية" ، باطلاق النار على التجمع السلمي لمواطني كجبار والذين كان من اعتراضاتهم على الحفاظ على تراثهم الثقافي النوبي والذي سوف يتعرض للاغراق للمرة الثالثة بعد قيام سد كجبار. وتم فصل الالاف من الجنوبيين من عملهم في القطاعين العام والخاص رغم أنهم مواطنون سودانيون بالميلا والمنشأ في الشمال.
* انتهاك المادة: ( 39 - 1 - 2 – 3) : التى كفلت "حرية التعبير والاعلام" ، باغلاق الصحف تحت الاستغلال السئ للمادة: (130) ، واعتقال الصحفيين اثناء تأدية مهام هى من صميم واجباتهم المهنية ، والرقابة على الصحف ، واستمرار قانون الصحافة والمطبوعات الصحفية والذي يتعارض مع وثيقة الحقوق في الدستور الاتتقالي، وعلي سبيل المثال: تمت مصادرة عدد صحيفة الميدان الصادر بتاريح الأحد 10 / 7/ 2011م ، وتم اغلاق ست صحف بعد اعلان انفصال الجنوب.
وخلاصة القول أنه كان من نتائج مصادرة الحقوق والحريات الديمقراطية في فترة الست سنوات الماضية هي عمر اتفاقية نيفاشا أن تم اجهاض عملية التحول الديمقراطية، وتم افراغ وثيقة الحقوق في الدستور الانتقالي لسنة 2005 من محتواها بعدم الغاء القوانين المقيدة للحريات، اضافة الي تزوير الانتخابات العامة وعدم تحسين الاحوال المعيشية واثارة النعرات العنصرية، ونقض العهود والمواثيق، وتصعيد نيران الحرب في دارفور، مما كان له الأثر في انفصال الجنوب.
وبعد انفصال الجنوب، نلاحظ أن النظام يحاول عبثا السير في الطريق السابق المسدود نفسه: في مصادرة الحريات باسم الدولة الدينية وتطبيق الشريعة الاسلامية، واستخدام العنف في الجامعات للفوز في الانتخابات كما حدث في جامعتي الجزيرة والدويم، ومصادرة نشاط الاحزاب وحريات التعبير والنشر، وتصعيد الحرب في دارفور وجنوب كردفان ، وتوقيع الاتفاقيات الثنائية وافراغها من محتواها كما حدث في اتفاقية الدوحة الأخيرة لسلام دارفور بدلا من الحل الشامل الذي تشترك فيه كل مكونات دارفور من حركات ومنظمات مجتمع مدني وكل القوي السياسية في البلاد.وتكمن خطورة هذا الطريق المسدود في أنه يؤدي الي المزيد من تمزيق وحدة الوطن.
ويبقي ضرورة مواصلة النضال من اجل التحول الديمقراطي والغاء القوانين المقيدة للحريات باعتبار ذلك المفتاح لدستور ديمقراطي يكفل الحقوق والحريات الأساسية، ولتحسين الأوضاع المعيشية والحل الشامل لقضايا دارفور وجنوب كردفان وابيي والنيل الأزرق وقضايا مابعد الانفصال، واعادة توحيد الوطن مرة أخري علي أسس طوعية وديمقراطية



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثم ماذا بعد اعلان انفصال دولة جنوب السودان؟
- ويظل باب اعادة توحيد الوطن مشرعا..
- الذكري ال 22 لانقلاب 30 يونيو 1989م.
- نظام الانقاذ: من تفكيك الدولة السودانية الي تمزيق وحدتها.
- حتي لاتتكرر مأساة دارفور الانسانية في جنوب كردفان.
- أوقفوا الحرب في جنوب كردفان.
- اقترب موعد اعلان انفصال الجنوب.
- احتلال ابيي وخطر العودة لمربع الحرب.
- لا عاصم للنظام الفاسد من طوفان التغيير
- فترة جديدة من المد الثوري في المنطقة العربية.
- حول مقتل أسامة بن لادن
- في ذكري أول مايو: المتغيرات في تركيب الطبقة العاملة السوداني ...
- انتفاضة شعب السودان: مهما تأخرت فانها آتية.
- ماهي ابعاد ضربة بورتسودان؟
- في ذكري انتفاضة ابريل 1985م: التجربة والدروس.
- الاتفاقات مع النظام: هل هي المخرج؟
- وتستمر المقاومة رغم التهديد والوعيد
- تصاعد المقاومة للنظام وسؤال البديل.
- سياسة القمع والارهاب مصيرها الي زوال.
- في ذكري 8 مارس: بأي حال عدت ياعيد؟


المزيد.....




- منظمات إغاثة: عملية إسرائيل في رفح تعطل الخدمات الطبية
- منظمات إغاثة دولية: تعطل الخدمات الطبية بعد بدء إسرائيل عملي ...
- الأمم المتحدة تنتقد قرار إخلاء مدينة رفح وتعتبره -غير إنساني ...
- الجيش الأمريكي يعلق على اعتقال جندي أمريكي في روسيا
- صحيفة إسرائيلية: السجون لم تعد تتسع للمعتقلين الفلسطينيين
- NBC: اعتقال عسكري أمريكي في روسيا
- إعدام دفعة جديد من المدانين بـ-جرائم إرهابية- في العراق
- عاجل | مكتب نتنياهو: مجلس الحرب قرر بالإجماع استمرار العملية ...
- اليونيسيف تحذر : الهجوم البري على رفح الفلسطينية سيهدد 600 أ ...
- نائب رئيس حماس: تبادل الأسرى والمحتجزين سيتم على 3 مراحل


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - تاج السر عثمان - مصادرة الحريات الديمقراطية طريق مسدود