أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عارف معروف - ازمنة الحب 3-زمن سعدي الحلي واحمد عدوية















المزيد.....

ازمنة الحب 3-زمن سعدي الحلي واحمد عدوية


عارف معروف

الحوار المتمدن-العدد: 1022 - 2004 / 11 / 19 - 11:34
المحور: الادب والفن
    


حينما طلبت منها ان نلتقي ثانية :في المكان ذاته او في غيره وفي الوقت الذي تشائين0 لم تعلن " اقبال " موافقتها الصريحة ولكنها لم تعبر عن رفضها كذلك ، لقد تركت الباب مواربا، وهذا يعني كما تشي الخبرة:ان نعم ولكن تمهل0 في البدء انتابها هلع واضح من فكرة ان اوصلها حتى بيتها بسيارتي، لم اكن جادا في عرضي ولكن خطر لي ان مزاحا من هذا النوع سيكشف لي من خلال رد فعلها عما تحسه ازاء لقائنا ذاك ، فاذا كانت تراه بريئا ومشروعا فسوف لاتعارض اما اذا لم تكن تراه كذلك فسيكون موقفها مختلفا000
جفلت" يا الهي ، ان كمال اضافة الى كل سلبياته التي تعرفها ، قد بدأمنذ فترة ليست بالقصيرة يغار بصورة غير طبيعية ، ويحمل بعض التصرفات البريئة معان اخرى0 المؤسف ان حساسيته واضحة ازاء الناجحين ممن هم مثل00عذرا للتعبير انه يسميك بسبب النجاح مبتذلا00 تصور 00لقد قّد من افكارغير واقعية واحلام 00؛ابتسمت ثم مطت شفتيها وهي تواصل،" يقول ان صندوق سيارتك الخلفي سوق سوداء متجولة" 00ورغم انني قرأت كل التواطوء والدعوة ذات الرائحة المميزة في كل ما قالته الا ان كلماتها الاخيرة اثارة حنقي فوجدتني في حمأة شعور يتصاعد بالكراهية حتى اتجاه اقبال نفسها فغمغمت" زين00 زين" لكنني لم اسمح لكراهيتي المستثارة توا ان تفسد مايجري فمددت كفي باتجاهها0اودعتْ كفا لدنة بين اصابعي بعد تلكؤ حسبته مفتعلا وسرنا باتجاه موقف السيارات0
توقفت بعيدا عن كتلة الازقة – كما طلبت هي- وحينما درت في نهاية الشارع وعدت في جانبه الايسر كانت كتلة الابنية المجاورة للملعب قد ابتلعت اقبال وانبثقت في المكان الذي نزلت عنده سورة غبار لفت في دورانها المنطلق صعدا تراب الارصفة ، قصاصات ورق واكياس نايلون ملونة00 كانت الشمس في الخارج محرقة، شمس تموز التي لاترحم، لكن البرودة داخل السيارة كانت تكاد ان تصبح قارسة حقا0كنت قد اطلقت المكيف الى حده الاقصى، عببت الهواء البارد المنعش في شهيق عميق ثم وضعت في المسجل الكاسيت الذي بدأت احسه مريحا اكثر من سواه 0 انطلق صوت سعدي الجميل الدبق00انااريدك دوم تتدلل 00 حتى ابقى بيك اتوسل 00 ، حينما اردت التخلص من رماد سيكارتي الذى استطال وبدا على وشك السقوط على ملابسي دخل في حيز نظري ذلك الكاسيت الاسود الذي اخرجته من حقيبة يدها ، هممت بان اقذف به من النافذة لكنني تريثت وقلت انه عذر مناسب للقاء اخر، لم يعد يحتاج في حقيقة الامر الى اي عذر00 قالت انه جميل وصرعة 00 لم اعي منه شيئا 00 اما هي فكادت ان ترقص وهي جالسة 00 بدات تتقطع نياط الحياء والتحفظ شيئا فشيئا وبدأ جسدها يهتز على ايقاعات الصوت الغريب الداعر 00 السح الدح امبو00 الواد طالع لابوه!00على الكورنيش بدأ صوت سعدي يحشرج ثم بدأ ينمط ويستطيل ويترهل فبادرت الى ايقاف المسجل اخرجت الشريط كان جزء كبير منه قد خرج من الكاسيت لم ابالي باصلاحه ووضعته في درج الاشرطة0 وضعت بدلا منه كاسيت ازرق بدا لونه حائلا فانطلق صوت موسيقىبدأت نغماتها الهادئة تتضوع داخل السيارة 00 ما اسمه؟مونا 00 مونا ماذا؟آه مونامور 00 قال انه المفضل لديه 00 تركه في السيارة 00 قال اعتبره هدية 00 المسكين00بدا مترددا وخجلا 00 قال لقد اعيته الحيلة معهم00فقد ارسلوه ثلاثة مرات الى الجبهةوضمن قاطع الوية المهمات الخاصة 00كانوا يرسلونه الى موت محقق لكن الصدف وحدها كانت تنجيه0 و الان بدأوا يحومون حوله ليرسلوه ضمن قاطع آخر كأن لاطريدة لهم سواه 00 نطقها كأنما يغتصبها من لسانه اغتصابا 00 ارجوك لك علاقاتك قلت له اطمأن سأحاول0اهديت مسؤول الفرقة الحزبية موتور مبردة امريكي وفرشة سرير صينية مطرزة جائت بهما " رباب" من الاسواق المركزية فسوّيت الامر وطار كمال من الفرح 0 دفع لي راتبه الشهري بكامله ، اخبرته ان وليمة مسؤول الفرقة كلفتني مبلغا جسيما ولكن كل ذلك يهون من اجل صداقته وطمأنينة زوجته وطفليه0 هاها00 قبضت خمسة اضعاف ما صرفت 00بزنز00 هذا حال الدنيا00آه لقد بدأ ينسى ماغمرته به من فضلي هذا وتوسوس في صدره شكوك كما قالت، حقا لقد بات كمال يطيل المكث في القسم 00 لماذا؟ صحيح انه كان يأتي الى " التدقيق " كثيرا بحكم علاقته كمحاسب وبحكم وجود زوجته في القسم ، لكنه لم يكن يمكث لدينا هكذا وهو شارد الذهن ومتوتر 00آه 00 هذا هو المقطع الذي يتهيأ لي فيه ان قرص الشمس المشرقة قد بدأيصعد بتوء دة في لحضات الفجر الاولى ، عبر جدر وبيوت طينية لاتزال غارقة في عتمة الفجر الخضراء00 بيوت الرحمانية في غبش الحياة وايامها الاولى00حينما كنا نذهب انا واياه الى مدرسة " الجمهورية" الابتدائية 00حينما كانت الحياة نظيفة بعد ولم تدنس00 آه 00 نفس الحالة بدأ نفسي يضيق وعينّي تغرورقان 00انها موسيقى مثيرة لسيل الذكريات كما قال كمال حقا00 تتداعى الصور عبرها وتعيدني الى ماقبل الف عام مضت الى طفولتي الاولى وصباي 00 احب الصور التي هي في عين الوقت اكثرها امتلاءا بالاحزان 00لماذا؟؟ المجرد انها اضحت ذكرى بعيدة ؟ وهذا الالم الذي يشبه غرس الدبابيس في البلعوم؟00 لاأظن00ولا اظن ان الامر يتعلق بالموسيقى00لا00 انه الاحساس الغامض الفضيع الذي بدأ ينتابني بكثرة بأنني لم اعد انا وانني لم اعد احمل من نفسي سوى الاسم والشكل وماض يبدو غريبا بعض الشيء واقف منه موقفا شاكاوبليدا00نعم لم اعد نفسي 00 انني اقدم على تصرفات واعمال تدفعني اليها عوامل مجهولة00انا ليس هذا الشخص المشدود الى دوامة تلف به وتسيّره بلا ارادة 00 انغماس في الغواية والنساء وسعي محموم الى لاشيء 00نعم لاشيء ففي كل مرة يبدأ الملل سريعا وانساق الى مطاردة اخرى 00امس حصلت نفس الحالة وبدأ الاشمئزاز قبل ان ابدأ ؛وقبل ان نبلغ المكان كدت اختنق فأوقفت السيارة وطردت" عامر" والقاصرتين اللتين بدتا قبل دقائق اروع صيد يأتي به، 00وقلت يللا دبروا حالكم 00
وانطلقت سريعا كأنني انطلق الى حتفي المريح دون ادنى مبالاة بنظرات عامر المستنكرة واحتجاج الصبيتين0 هاأنذا اعود الى ما العنه واكرهه، كأنني مساق بقوة قدرية جبارةلا تترك اي ثغرة للخلاص، وشعور فظيع بالتفاهة يلازمني ويتلبسني ويأخذ بانفاسي ، ياللوضاعة ، طوال شهرين وانا ابدي دهشتي المفتعلة لكل تميزها وفرادتها وابدي شجبي واستنكاري لتجاهل "كمال " لذلك كله وعدم حرصه على الكنز الذي بين يديه وبلادة حسه التي تحصره " ضمن حدود الراتب" بحيث يجعلها تعاني من املاق واعلن عن حسرتي على ضياع الجوز الطيب في الافواه الدرداء وسط تلكؤها الزائف وحثها وترحيبها الخفي حتى لانت وبدأت تستجيب ، فما الذي ازينه لها ؟هي ستجيء حتما ولن يكون امرها مختلفا ولا طعمها خارقا 00 شهر 00 شهرين 00 قل ثلاثة ويبدأ الهرب 00 ولكن الام؟ شعرت بحزن ثقيل ، آه لم يعد بأمكان حكايات الحب ان تبعث فيّ الحماس والتصديق ، لم اعد اتصور انني استطيع ان احب ، ثم هل يمكن ان يحدث ذلك في هذه الدنيا حتى لو استطعت؟ تفحصت ماركة السيجارة الفاخرة بعد ان احسست بطعم لاذع ومر تحت لساني تذكرت طعم سجائر بغدادالمختلط برائحة الشبوي وسط ضوضاءنا ونقاشاتنا التي لاتنتهي ونحن نعود الى اللقسم الداخلي من المقبرة الانكليزية في ليل الوزيرية الرطيب في زمان موغل في القدم حيث كنا نمج ذلك النوع الرديء من التبغ بشغف00 ونتقلب على جمر الحب وحماساته ودموعه، اين هو الحب ؟ الم احاول ان استعيد ذلك الالم وتلك اللهفة الخارقة ؟ الم آمل ذلك حتى مع فتاة مكتب السفريات قبل اسبوع وبذلت وسعي لاستمتع ولو بوهم حب حقيقي ؟ لكنها تصرفت بمنتهى الغرابة وقالت ان ذلك لايحدث الا ّ في الافلام العربية وانها ترجوني ان يكون مابيننا هو الرفقة والمتعة واخذتني الى الديسكو ، ولم اراقصها بالطبع لاني لااعرف الرقص ولكنني دفعت الحساب واشتريت لها حذاءا فضيا قالت انها تحبه اكثر من اي شيء في الوجود واوصلتها قريبا من بيتها بعد ان سمحت لي ببعض المتع الصغيرة التي لم تكن تعني شيئا لديها على ما يبدو ، متع كان احب اليّ منها ايما حديث حقيقي ، اية اشارة انسانية ،لقد الحفت في ذلك ، حتى انني قلت لها مرارا " حدثيني "
- عماذا؟!
- عن اي شيء00عن يومك 00 عن نفسك 00عالمك
قالت ان ليس ثمة ما يستحق الذكر ، لاشيء عدا انها تقفل الغرفة هي واختها بحجة قراءة الدروس-لانها طالبة في مدرسة مسائية- ليمارسن التدخين بشراهة واستعراض اجسادهن امام المرآة في ملابس فاضحة بعد ان يلطخن وجوههن بمكياج فاقع ، وانها ترى مع بعض صويحباتها افلاما محرمة في الفديو وحيث سنحت الفرصة كما انها تتعرف على بعض الناس اللطفاء في علاقات هوائية وممتعة وقصيرة الاجل فتقضي يوما ممتعا كما هو حالنا الان،قلت "ياللشيطان00"اجابت " فماذا تحسب"00 وما الذي ستقولينه لذويك وانت تعودين في هذه الساعة المتأخرة ؟ آآه 00 كنت في عيد ميلاد صديقتي قلت-افرضي00
قالت بثقة- لا افرض فقد اتفقت معها ولقنتها ما ستقول لو اتصلوا بها هاتفيا 00 ثم هبطت وصفقت باب السيارة وهي تشير باصبعها وبغمزة من عينها ، باي00



#عارف_معروف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمنة الحب 2- زمن فيروز
- ازمنة الحب 1- زمن عبد الحليم حافظ
- كيف حل السيد ميثم الجنابي ازمة اليسار العراقي المعاصر؟
- الاخوة حكام العربية السعودية ..رسالة تضامن
- -قصة الشاعر -طومسون فيتزجيرالد
- النظام العربي والحالة العراقية...حقيقة الصراع 1و2و3
- وعي الذات والموضوع: ملامح من خارطة الكفاح العربي الثوري
- التيار الصدري وجيش المهدي...قراءة اخرى


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عارف معروف - ازمنة الحب 3-زمن سعدي الحلي واحمد عدوية