أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل ابو شمالة - القادم-ما بعد عرفات














المزيد.....

القادم-ما بعد عرفات


خليل ابو شمالة

الحوار المتمدن-العدد: 1022 - 2004 / 11 / 19 - 10:55
المحور: القضية الفلسطينية
    


لقد انتابنا جميعا الحزن العميق على فقدان شعبنا لقائد ليس كأي قائد ,وزعيم تغنت به الأجيال وحملت معه حلم التحرير والاستقلال , ترك العالم مع لغز كبير بدأ معه منذ ولادته وعاش في ظل وجود اجتهادات كثيرة عن نشأته ومكان ولادته , وعندما رحل ضاعف هذا اللغز بسبب وفاته الحقيقية , هل مات مسموماً أم مات بشكل طبيعي , وإذا كان الاحتمال الأول , فمن الذي يقف وراء هذا الحادث , ومن صاحب المصلحة الحقيقية لينفذ مطلب إسرائيلي وأمريكي وربما دولي ؟
الحقيقة الوحيدة التي بين أيدينا الآن هو أن الرئيس والرمز قد رحل , وترك خلفة إرث ستحكم عليه الأيام القادمة إما بالسيئ وإما بالحسن مع عدم إغفالنا وتجاهلنا إلى أن الرئيس عرفات قائد وزعيم من طراز فريد.
لقد شعرنا كفلسطينيين بالفخر ونحن نرى انتقال السلطة بشكل حضاري وديمقراطي حسب ما نص عليه القانون , ولكن ترى هل سنشهد ديمقراطية حقيقية في الفترة المقبلة يشعر المواطن الفلسطيني إنه يعيش في ظل منظومة من القوانين العصرية التي تؤسس لبناء المجتمع الفلسطيني على أسس سليمة, هل سنعيش مرحلة الأمن الشخصي التي باتت مفقودة هذه الأيام في ظل حالة الانفلات الأمني وانتشار ما يعرف بفوضى السلاح حتى أصبحنا لا نعرف سبب منطقي لعدد المسلحين المهول في كل بقعة من بقاع الوطن واختلط الحابل بالنابل ولم يعد بمقدور أي إنسان أن يسأل عن سبب انتشار السلاح.
وهل سيكون في استطاعة حركة فتح وهي أكبر التنظيمات الفلسطينية أن تعيد ترتيب أوضاعها الداخلية على اعتبار أن تصويب أوضاعها هي مصلحة حقيقية للشعب الفلسطيني , وهل ستغادر قوى المعارضة نزقها الذي اعتاد عليه الشعب الفلسطيني دون أن يرى طرح بدائل واقعية ؟
أسئلة كثيرة تراود كل مواطن فلسطيني , والإجابة أصعب ما تكون في متناول عقل ولسان أحد من هؤلاء المواطنين.
ما يقلقنا فعلاً هو استمرار حالة الشك الذي يتميز بها شعبنا من كل ما هو قادم , الأمر الذي سيخلق حالة من المراوحة يصعب عندها اتخاذ قرار بالتقدم خطوة إلى الأمام .
أعتقد أن العقود الأربعة الماضية التي كان بطلها أمام الجميع شخص الرئيس عرفات رحمه الله , لا ينبغي أن تشكل عائقاً أمام تقدم الوضع الفلسطيني, فمجتمعنا يدرك أن عوامل كثيرة تجمعت كي تحافظ على شخصية عرفات , وأن أحدا لا يمتلك هذه المقومات الآن لا من حركة فتح ولا من المعارضة , وينبغي أن لا يحاول أحد أن يمتلكها .
إن الدروس والعبر من الفترة السابقة كثيرة وواضحة , وباستطاعة أي مواطن فلسطيني عادي أن يسردها , بل ويعطي لها تحليلاً دقيقاً , يجب أن ندرك أن شعبنا الفلسطيني الآن بحاجة إلى إشاعة الديمقراطية ومحاربة الفساد والمفسدين , وإطلاق العنان أمام كل الطاقات الكامنة المخلصة التي تسعى بحس وطني مسؤول إلى توفير فرص الصمود والتقدم .
لقد عشنا سنوات أوسلو ولم نشهد تطور حقيقي لأوضاع مجتمعنا على مستويات مختلفة , سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو القانونية , بل كانت سنوات عجاف , شهدت تعاظم التحديات على المستوى الداخلي والخارجي , رأينا ولا نزال تعطيل القوانين وعدم تنفيذ قرارات المحاكم , عشنا ولا نزال حاله تخلف في الإنتاج نتيجة لوضع الرجل غير المناسب في المكان المناسب , ومنح درجات وظيفية على أساس شخصي أو حزبي لا يخدم المصلحة العامة , وكثيراً من المؤسسات التي لا لزوم لها أصلاً تحظي برعاية مالية دون أن يكون لوجودها مبرر منطقي وحضاري , وبدل أن نسعى لبناء مجتمع مدني كانت عسكرة المجتمع عن طريق إنشاء المزيد من الأجهزة الأمنية وتعزيز العشائرية والقبلية وعرقلة كل الجهود في الإتجاة المعاكس .
أمام ما سبق , يا ترى ما الذي سيحدث ؟ وكيف ستكون عليه الأوضاع الفلسطينية ؟وهل من اطروحات جديدة تساعد على تجاوز حالة التخلف داخل المجتمع الفلسطيني ؟ هل نكون متفائلين , أم متشائمين بمقدار ما بين أيدينا من معطيات ؟
لا أريد أن أسبق الأحداث , ولن أكون كالآخرين الذين يقدمون تحليلات وتوقعات , بل سأنتظر مع المنتظرين ،ولكن المهم هنا أنه طالما ندرك أن شعبنا الفلسطيني يستحق الأفضل فيجب أن يتداعى الجميع من اجل خلق واقع أفضل يرقى لمستوى تضحيات هذا الشعب العظيم .



#خليل_ابو_شمالة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أداء مؤسسات السلطة الفلسطينية بين الأداء والمنطق


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خليل ابو شمالة - القادم-ما بعد عرفات