أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جاسم العبودي - يا مُحسِنين أُريد وطنا















المزيد.....

يا مُحسِنين أُريد وطنا


جاسم العبودي

الحوار المتمدن-العدد: 3429 - 2011 / 7 / 17 - 14:29
المحور: حقوق الانسان
    



تذكرون قريني"مُتعَب بن تَعبان" الذي ذكرته أول مرة في مقالتي "اِحذروا سلاح الفياغرا!".. لقد "اِبتليت على عمري"- كما يقول العراقيون إذا اِشتدّ الخَطْب على أحدهم، وهم يولدون ويولد معهم الخَطْب..
المهم.. منذ نشر المقال توارى عنِّي.. فراودتني أفكار وتخيّلات.. وتسللت الوساوس إلى عقلي قبل قلمي.. وبقيتُ وحيداً في غربتي أصفق يداً بيدٍ..
يا ناس.. يا عالم ! لم أكن أول كاتب يشهر اسم قرينه ليهجرني.. فهاجس الأعشى وملقي الشعر على لسانه "مسحل بن أثاثة" وبناته "هريرة وماوية" لهم قصص طريفة معه، عليكم التحري عنها، وهو القائل فيهم:
ودع هريرة إنّ الركب مرتحلُ  وهل تطيق وداعا أيُّها الرجلُ
تقول ماوية إن جئت زائرها  ويلي عليك وويلي منك يارجلُ
لا.. ليس لهذا السبب.. لابدَّ أن صاحبي - وقد كاد أن يعبر عامه الثلاثين في الغربة - أن الله رزقه امرأة صالحة تلمُّه على سرير كبير للنوم، وطاولة يأوي إليها.. "إذ يذكر عشب قراه الأولى منتحباً"..
لا.. ليس لهذا السبب.. لأن الحياء قد غلب عليه فأصبح حظّه متعثراً.. ولكن ربما خطف رجله إلى جنوب السودان.. ليبارك لهم الإحتفال بالإنفصال في 9/7/2011..
لا.. لا.. هذا لا يمكن.. لأن صاحبي وحدوياً بالوراثة.. ولو اعترف بهذا سيعترف بدول الطوائف التي يُسعى أن تقام على أرض العراق: دولة الكرد (إقليم كردستان)، ودولة النجيفي (السنة)، ودولة "حجة الإسلام عدي الحكيم" (الشيعة فرع إيران)، ودولة "آية الله مقتدى الصدر" (الشيعة فرع البحرين)، ودولة "الولي الفقيه أو رئيس المجلس الوطني للسياسات العليا، فرع واشنطن"؛ إياد علاوي، ودولة "شاهنشاه العراق، فرع دمشق- طهران)؛ نوري المالكي، ودولة "سهل نينوى" (للمضطهدين المسيحيين)، ودولة خراب البصرة (فرع الكويت).. ودولة التركمان، ودولة الصابئة.. وهلمجرا..
صراحة.. لم يبق إلا أن أطالب بدولة للمُهمشين والمستضعفين من أمثالي في صحراء العراق.. وحالي يردد:
مما يزهدني في أرض أندلس = أسماء معتمد فيها ومعتضد
ألقاب مملكة في غير موضعها = كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد
ترى متى يستيقظ ضمير هؤلاء ؟؟.. وهل يصلح الله نفوس الراقصين- المتناطحين على جثث العراقيين الذين يذبحون يوميا، فيتغنوا باسم عراق موحد قوي شامخ ؟!!
وقد أُغرِقوا في الرواتب والإمتيازات حتى الألقاب.. فخامة دولة رئيس الجمهورية السيد.. فخامة دولة رئيس الوزراء السيد الدكتور.. فخامة دولة رئيس الإقليم السيد.. معالي دولة وزير كذا السيد.. فإذا كان قره يوسف كان يمثل "دولة الخروف الأسود" - بعد انتهاء الحكم المغولي في العراق عام 1401 م سادت الفوضى فيه، فاستغلتها قبيلة تركمانية رعوية، فدخلت بغداد واستولت على السلطة فيها عام 1411 - فإن غالبية ساسة العراق وحكامه اليوم كل واحد منهم دولة بذاته، ويسعى بأظفاره إجبار الناس على أنه "صاحب العصمة"!.. وقد تناسوا: "إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون"..
لا أخفيكم سراً خلال هذه الأيام.. بينما كنت أداوم على قراءة "سلام قولاً من ربٍّ رحيم" 818 مرة كل يوم، عسى الباري أن ينزل علينا "السكينة والطمأنينة"، حفظتُ أسماء وألقاب روؤساء الجمهوريات الملكية، وأوسمة أمراء جمهوريات الخذلان والفشل، وعبيد إمارات بني النضير..
وفجأة قفزت في ذهني فكرة.. وعند صياح أول ديك، حملت حالي إلى صديق لي؛ اسمه آري مْطَشَّر (اسم مركب؛ الأول اسم غربي معروف، والثاني عراقي قروي؛ بسكون الميم وفتح الطاء وتشديد الشين)، خبير بشؤون الخرفان وله علاقات دولية واسعة في أوساط النظام ذي القرن الواحد، لأستشيره عن سرّ غياب أو اعتكاف صاحبي "مُتعَب"..
لم يكلمني إلا من وراء "حُجُب"، واشترط عليَّ دعوته إلى بيتي على سمك مشوٍّ مع ما طاب من حلوى الشام.. ثم حضر.. وقد حضرت معدته قبل عقله.. ولما مددت له السفرة.. لم يرفع عينيه عنها، يتنقل بهما بين الصحون برشاقة فراشة وخفة نحلة..
ولما حاولت أن أبوح له ما في حوصلتتي.. قاطعني صارخا: أين الماء المُبرّد ؟.. ولما أتاه الماء المرصع بمكعبات الثلج.. قال: مع السمك لا يحلو إلا اللبن.. فقلت: مع اللبن أبادرهُ الشجن.. ولكنه بفراسة أعرابي لمقصدي فَطن.. فتلفت يمنة ويسرة؛ وقد قتلني صرير مضغ أسنانه، فقال: هل الشاي جاهز ؟.. وأكثر من جاهز.. ومع الشاي، لا أدري الثالث أو الرابع، قلت يا آري.. ولم يدعني أكمل.. فقال: مع الشاي المطعم بالهيل تطيب الحلوى.. وأحضرت الحلوى، وأنا أردِّدُ: ما هذه البلوى ؟.. فقلت: يا آري لم تدع للقطط شيئاً يذكر.. بالله عليك أخبرني عن صاحبي "متعب بن تعبان"..
فقال: (وهو يستمتع بمذاق طعم تبغ سيجارته، وينفخ دخانها في وجهي): إن الكويت تخطط بدقة لتدمير العراق إنتقاماً منه: التعويضات الظالمة (خمسة بالمئة من عائدات العراق النفطية)؛ وهي أضخم تعويضات عرفها التاريخ..
السعي المحموم لإبقاء العراق تحت الفصل السابع، والشتم والاعتداءات والضرب والحجز على الصيادين العراقيين داخل مياههم الإقليمية..
تلويحات وزير دفاع الكويت جابر المبارك باستخدام القوة ضد العراق!، "والكويت ونفوسها وجيشها لايشكلون عدد جنود فرقتين عراقيتين"..
قضية الحدود باب من أبواب جهنم، لا يمكن غلقه كون معالم الحدود مع الكويت كانت معروفة لغاية منطقة المطلاع، أما الآن فإنها بلغت مشارف مدينة صفوان العراقية..
مطالبة الخطوط الكويتية كانت بمبلغ 150 مليون، وقد وافق العراق على دفعه.. ولكن يطالبون الآن بفوائد واحتسبوها بحدود المليار ومائتي مليون دولار..
جريمة تصحير العراق عن طريق مشروع أعلنت عنه سوريا بدعم كويتي عام 2010، يقضي بإرواء نحو 200 ألف هكتار من أراضيها من مياه نهر دجلة بسحبها لمسافات طويلة داخل الأراضي السورية.. وكل ذلك ذكرتَهُ بمقالتك الموسومة (الحكمة والحلم.. يا أمير الكويت .. ولا تدعِ البُغاث يستنسر) التي نشرت في 6/6/2010 في مواقع كثيرة.. فقلت نعم، أذكر ذلك..
ثم أضاف آري مْطَشَّر أن الكويت تكشف عن ضغينة ضد الشعب العراقي من خلال تحركاتها للحجز على أموال النفط العراقية في الخارج.. كما بدأت تحاول حفر آبار نفطية بشكل مائل، للتعدي على الحقول النفطية العراقية..
إفشال بل إجهاض مشروع ميناء الفاو الكبير من خلال التعجيل ببناء ميناء مبارك الإستفزازي، على بعد كيلو متر واحد من ميناء الفاو، بينما تمتد سواحل الكويت إلى نحو 500 كم.. وحرمان العراق من أية إطلالة له على البحار والمحيطات؛ أي خنقه تماما كخطوه مكمله لعملية (النحر النهري) السابقة الذكر، وهذا سيقطع الممر الملاحي الوحيد للعراق في مخالفه صريحة للقوانين الدولية بشان الملاحه..
وأضاف صديقي آري مْطَشَّر: وحتى تتأكدوا من إعلان الكويت الحرب الشبه رسمية على العراق.. فقد تعاقدت مع فرنسا على تشييد مفاعل نووي بعشرين مليار دولار، في جزيرة وربة التي تبعد عن ميناء أم قصر العراقي أقل من نصف كيلومتر، والحكومة العراقية خارج نطاق التغطية، مما يشرد نصف مليون عراقي هربا من التلوث الإشعاعي..
فقلت لصديقي: يبدو أن البُغاث الكويتي بدأ يستنسر.. والبُغاث هو طير دون الرَخمة أو من ضعاف الطيور، واستنسر؛ أي صار كالنسر في القوّة عند الصيد بعد أن كان من ضعاف الطير.. ويضرب هذا المثل للضعيف يصير قوياً، وللذليل يتشجع بعد الذل..
وبينما أهمُّ بتوديع صديقي آري، وجدنا قريني "متعب بن تعبان" جالساً على باب بيتي؛ وهو منهك وتعبان، وبيده قصاصة ممزقة من صحيفة السياسة الكويتية قريبة العهد.. وقد كتب في لوحة كبيرة: الكويت تزحف لإحتلال العراق.. يا مُحسِنين أُريد وطنا..
عندها أدركت أن قريني "مُتعَب" كان يعيش أخبار بلده ويتابعها على الحدود مع الكويت.. ولتأكيد كلامه أن (الكويت تزحف لإحتلال العراق وتدميره) أطلعنا على التصريح الإستفزازي لصحيفة السياسة بعنوان: "قواتنا مستعدة لصد أي هجوم".. حيث يفيد أن القوات المسلحة الكويتية صارت جاهزة أكثر من أي وقت مضى، وبات باستطاعتها صد أي هجوم، وسيتم إظهار تلك الجاهزية من خلال تمرين تعبوي كبير تشارك فيه جميع تشكيلات القوات الكويتية المسلحة في جزيرة بوبيان..
هذا السلوك الكويتي الوقح السافر الموغل بسبق الإصرار والترصد لكي يبقى العراق في غرفه الإنعاش، لم يتغير أبداً، ما دام حكام العراق يتصارعون على المناصب.. حيث ينطبق عليهم المثل الروماني"إن الدار تلتهمها النيران، بينما العجوز منشغلة بتسريح شعرها"..
إن العراق عظيم بشعبه.. وإن استمر حكام الكويت بغيِّهم مع سبق الإصرار.. ليس فقط سيلعنهم التاريخ.. بل سيحفرون قبورهم بأيديهم.. وعليهم أن يقرؤوا التأريخ جيداً.. ولات ساعة مندم.. العراق سيف صارم.. فإياكم أن تدسوا خناجركم في خاصرته..
وعلى حكام وساسته العراق إن يحبون شعبهم حقاً، ولإيقاف تجاوزات الكويت عليهم الأخذ بمقترحات "كيف ندمر ميناء مبارك بدون نزاع" المنشور في موقع كتابات http://kitabat.com/i85395.htm في 30 حزيران 2011.
وليتذكر حكام الكويت وغيرهم رائعة الشاعرة سعاد آل صباح التي ألقتها في مهرجان المِرْبَد عام 1985:
"ولولا العراق لكانوا عبيداً
ولولا العراق لكانوا غبارا"

أودعناكم أغاتي

الدكتور جاسم العبودي
في 17/6/2011



#جاسم_العبودي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إحذروا سلاح الفياغرا !!
- يوم العربي وأغنية -اِفتحِ الباب- للمغنية الأسبانية لوث كاسال
- وَداعاً يا أغْلَى الحَبايبِ
- من يأخذ بدماء شهداء عرس التاجي ؟
- هل بشار الأسد يقمع شعبه تمهيداً لتحرير الجولان ؟!
- إيمان العبيدي هي جميلة بوحريد ليبيا بإمتياز
- ما هو مصير ثورة الشعب الليبي ؟
- رسالة مستعجلة من جهنم إلى حكام العرب
- النصر للشعب الليبي والمجد والخلود لشهدائهم الأبرار
- مبارك يحرق نفسه في ميدان الحرية
- الشعب ياكل طوب ولا رحيل للحُكّام !
- حسني مبارك مُقَرَّناً بالأَصْفاد في محكمة الجنايات الدولية ف ...
- طوبى لك يا بو عزيزي.. المجد والخلود لثورة 14 جانفي (يناير)
- رسالة عتاب من طلاب مدرسة المولى المقدس إلى بابا نويل
- عندما اقتحم غرباء منزلَنا.. وأنا جالس...!!
- مَنْ ذا أصابكِ يا بغدادُ بالعينِ ؟! (3/3) (الجزء الأخير)
- مَنْ ذا أصابكِ يا بغدادُ بالعينِ ؟! (2/3)
- مَنْ ذا أصابكِ يا بغدادُ بالعينِ ؟! (الجزء الأول /3)
- مَنْ ذا أصابكِ يا بغدادُ بالعينِ ؟! (1/3)
- ذِبّانَهْ


المزيد.....




- مغني راب إيراني يواجه حكماً بالإعدام وسط إدانات واسعة
- -حماس- تعلن تسلمها ردا رسميا إسرائيليا حول مقترحات الحركة لص ...
- تحتاج 14 عاماً لإزالتها.. الأمم المتحدة: حجم الأنقاض في غزة ...
- اليمنيون يتظاهرون في صنعاء دعماً للفلسطينيين في غزة
- عائلات الأسرى تتظاهر أمام منزل غانتس ونتنياهو متهم بعرقلة صف ...
- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - جاسم العبودي - يا مُحسِنين أُريد وطنا