أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حمد - ( عقلانية ) الانتفاضات الشعبية في بلداننا..وأوهامها؟!(1)















المزيد.....

( عقلانية ) الانتفاضات الشعبية في بلداننا..وأوهامها؟!(1)


محمود حمد

الحوار المتمدن-العدد: 3427 - 2011 / 7 / 15 - 13:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( عقلانية ) الانتفاضات الشعبية في بلداننا..وأوهامها؟!(1)
محمود حمد
تميزت الانتفاضات الشعبية التي يشهدها اقليمنا ( العربي والأعجمي) على اختلاف اساليب البطش التي تمارسها الانظمة، المُهَدَّدة بالتغيير..وحجم آلة القمع المستخدمة ..وعدد الضحايا .. وطول نفس المطاولة بين طرفي الصراع.. بأنها ( ولادة جديدة ) لمجتمعاتنا المُحبَطة، ودرس ـ فريد! ـ للانظمة المستبدة المستخفة بقدرات الشعوب وارادتها، اكثر منها ( تحرك مطلبي ) ناجم عن ازمة بين الانظمة الدكتاتورية والشعوب المُستَعبَدة فحسب .. لان تلك الانتفاضات تتميز بـ:
1. العدد المحدود للطليعة الشبابية التي اشعلت الفتيل ..ثم تنامى عددها تدريجيا وبسرعة نوعية.
2. انبثاق الانتفاضات من بين صفوف شباب ( الطبقة الوسطى ) المتنورين ، والمسلحين بتكنولوجيا الاتصالات.
3. بروز الدور المتميز للفتيات، منذ الشرارات الاولى للانتفاضات.
4. انتعاش الشعور الوطني التوحيدي في نفوس وعقول الملايين من مختلف طبقات المجتمع ..ذلك الشعور الذي اخمدته الدكتاتورية طيلة عقود من الحكم الفردي.
5. التمسك بالسيادة الوطنية، كهوية اساسية للانتفاضة.
6. تصدع وانهيار جدار الخوف من السلطة بشكل متسارع الذي اقامته اجهزة السلطة القمعية بالدماء ، وهدرت الاموال الطائلة لتعظيم عدوانية تلك الاجهزة على مدى عقود من الزمن، يذهل المواطنين انفسهم قبل غيرهم!
7. تنامي اليقين عند اوسع القطاعات الشعبية بعدم قدرة النظام على اعادة بسط سطوته على البلاد و( العباد )، بعد انجاز ( المبادرة الشجاعة الاولى ) للانتفاضة في ( جمعة ) الشروع!
8. تصاعد المضمون التغييري للشعارات والاهداف بشكل تدريجي يتسق من ترسخ الانتفاضة في العقول وامتدادها في الشوارع.
9. وضوح الجدول الزمني لاتساع نطاق الانتفاضة المحسوب بالاسابيع وايام الجمع المتعاقبة.
10. البدء بشعارات مطلبية بسيطة ( غير صادمة للنظام )..والانتهاء بشعار لامساومة عليه :
رحيل النظام..
11. الانطلاق بامكانيات بشرية واعلامية وتقنية متواضعة ، تبدو يسيرة الاحتواء من قبل الاجهزة الامنية التقليدية..والانتهاء بقدرات شعبية غير محدودة تشل آلتَّيْ النظام القمعية والتضليلية!
12. خلو الانتفاضات من الشعارات الحزبية ، والعقائدية ، والطائفية والعرقية التمزيقية.
13. تجنب المنتفضين رفع الشعارات التصادمية في السياستين الداخلية والخارجية، لتفويت الفرصة على السلطة من استغلال تلك الشعارات لتأليب قطاعات من الرأي العام الداخلي او الخارجي على قمع الانتفاضة!
14. رفض التدخلات الخارجية بشأن الهدف الرئيسي المرحلي للانتفاضة ( رحيل النظام) وترك الابواب مفتوحة لحوارات (المعارضة التقليدية) فيما بينها ومع الآخرين.
15. تورط قوى الامن ( المدربة والمجهزة بتقنيات ومهارات البطش ) في القمع الدموي للانتفاضة منذ ساعاتها الاولى.
16. الادعاء بـ(حياد) الجيش ، او (تردد) بعض اقسامه .. خشية الانزلاق الى مأزق مواجهة المنتفضين على نطاق شامل، تلك المواجهة التي تعني نهاية المؤسسة العسكرية السلطوية..ولاتؤدي الى (نهاية الشعب) رغم زيادة ضحاياه!
17. انفضاح الاندماج بين سلطة الفساد السياسي وسلطة المال الفاسد امام الرأي العام الداخلي والخارجي!
18. التحاق القوى السياسية الانتهازية بالانتفاضة بعد سريانها في المدن الكبيرة ، والسير خلفها، والسعي للركوب فوق امواجها!
19. انضمام قطاعات من الفقراء ـ المطلبيين ـ كقوة حاسمة في امتداد الانتفاضة جغرافيا واجتماعيا، بعد ثبات شباب الانتفاضة في الساحات امام عدة موجات من الارهاب والترهيب!
20. رفض التفاوض مع السلطة المتآكلة على انصاف الحلول ، ونبذ الاجراءات الترقيعية التي تعيد العافية للسلطة المتهاوية.
21. قطع الطريق امام ( الماضوية ) التنافرية، على اختلاف مسمياتها العرقية ، والطائفية ، والقبلية ، والعقائدية ، والحزبية!
22. اختفاء صور _ الرموز! ـ ( الاصنام ) التي اعتدنا تفشيها فوق رؤوس الناس عند كل تجمع بشري في بلداننا المبتلية بعبادة الاصنام السياسية!
23. تردد الدول والحكومات الاجنبية والعربية والاقليمية في اتخاذ المواقف الحاسمة من الانتفاضات ، حتى بعد تهاوى الانظمة ، وتفكك الحكومات ، وعجز اجهزتها القمعية عن احباط ارادة المنتفضين..مما يؤدي الى اطالة عمر الانظمة الخاوية ، والى المزيد من معاناة وسفك دماء المواطنين!
24. غياب الدعم الجماهيري للانتفاضات من جانب الحركات والقوى السياسية والشعوب المجاورة او البعيدة..التي كانت تنطلق عادة لدعم حركات التحرر..مما يجعل تلك الانتفاضات منفردة في صراعها مع النظام وحلفائه في الداخل والخارج من جهة، ويمنحها فرصة تشكيل تجربتها وهويتها الوطنية التحررية الخاصة ـ المميزة ـ من جهة اخرى!
25. الطبيعة ( الإلهامية المستديمة ) لتلك الانتفاضات ، والتي لن تتوقف عند البلدان التي تتعرض للزلزال اليوم ، بل انها ستمتد الى البلدان التي تتأجج فيها مواقد الضيم تحت رماد الكبت .. بعد حسم الصراع لصالح المنتفضين في البلدان التي يراهن البعض على احباط انتفاضاتها بعامل الزمن!
وبغياب ( جبهة وطنية واسعة تقود مرحلة مابعد رحيل رأس النظام) .. جبهة ذات رؤية ناضجة وواضحة لمعالجة مشكلات الحاضر والتمهيد الديمقراطي لبيئة يستطيع فيها غالبية الشعب من رسم ملامح المستقبل دستوريا ..
تنشأ المخاوف ( المشروعة ) من تفكك قوى الانتفاضة وانزلاقها الى الاوهام التي تهدد بإجهاض الانتفاضة وحرفها عن هدفها الرئيسي وهو اقامة (دولة المواطنة الدستورية المدنية الديمقراطية التنموية) ، والانحدار الى التناقضات الفرعية التي تعيد انتاج دولة الاستبداد والدكتاتورية..ومن ابرز تلك ( الاوهام الخطيرة ) التي تربك وتحبط حاضر الانتفاضات ـ قبل وبعد رحيل رأس النظام ـ وتُلقي بظلال الريبة على مستقبلها:
1. التوهم بأن ( قيادة ) الجيش ( مؤسسة وطنية! ) غير مرتبطة بالنظام المستبد الذي انتفضت الملايين لاسقاطه.. وستكون وفيَّة لتطلعات الشعب لمجرد رحيل رئيس النظام!
2. التوهم بأن ( أجهزة أمن النظام المستبد) قد ـ بَرأت ـ من ( توحشها على الشعب ).. تلك الاجهزة التي انشأها النظام الفردي من اجل استعباد المواطن.. وستكف عن ممارسة القمع بحق المعارضين للسلطة..
حال رحيل رئيس النظام!
3. التوهم بأن ( اعضاء الحكومة المستبدة ) الآيلة للسقوط او الراحلة ، الذين ولدوا من رحم ذلك النظام ، ونشأوا في مؤسساته الفاسدة ، واقتاتوا على لادستوريته ..يمكن ان يتطهروا من التلوث بالفساد السياسي او المالي او الاداري!..
وسيتحولون ـ لحظة رحيل الرئيس ـ الى وعّاظ للنزاهة ، ورواد للعدالة ، وبُناة للمجتمع الديمقراطي الجديد!
4. التوهم بأن ( الدولة الفاسدة ) التي تأسست وإعتادت العمل كجهاز استحواذي لخدمة النظام المستبد وتنفيذ ارادته المتناقضة مع ارادة الشعب على مدى عقود من الزمن..
يمكن لهذه الدولة المُنتجة للفساد ـ حال رحيل الرئيس ـ ان تصبح جهاز دولة نزيه ، ومتمدن يحترم الانسان ، وينفذ ارادة الشعب!
5. التوهم بأن ( القضاء ) الذي ترعرع على شرعنة الباطل لإدامة تسلط النظام المستبد على الشعب المجرد من الحقوق الاساسية..طيلة ازمنة الدكتاتورية..
يمكن ان يصبح في ليلة وضحاها ـ حال رحيل رئيس النظام ـ رمزا للنزاهة القضائية ، ومعيارا للعدالة القانونية ، ومصدرا للتشريع المنصف لارادة وتطلعات الشعب!
6. التوهم بأن ( البنية الاقتصادية الاقطاعية) الطفيلية بمؤسساتها ومواردها البشرية والمادية المتماسكة والمتشابكة المصالح والمنافع ..التي تلبي ارادة النظام المستبد..وكرس النظام المستبد كافة اجهزته ومؤسساته لترسيخها وتبريرها وإدامتها..
يمكن ان تتحول الى ( اقتصاد مُنتج ) يلبي احتياجات وارادة ملايين الكادحين ، لمجرد رفع صور ( الرئيس) من مكاتب المدراء اللصوص!
7. التوهم بأن ( ثقافة تجويف العقل ) التي مارسها النظام على مدى عقود طويلة ، وتواشجت مع ارث العبودية المتواتر في تاريخنا ..وعشعشت في عقول قطاعات واسعة من السكان..ستنجلي وتولد عنها ثقافة تنويرية عاقلة ومنتجة ..
حال انسدال الستار على نافذة رئيس النظام!
8. التوهم بأن ( الإعلام المُضلِّل ) الذي جر البلاد و(العباد) الى الكوارث السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية المتعاقبة..وسَوَّغ الاستبداد..
ستزهد حناجره عن الكذب، وتتنقى اقلامه عن الرياء ، وتصفو نواياه من الخداع..
لحظة انتهاء آخر نشرة اخبار يظهر فيها الرئيس!
9. التوهم بأن اعضاء ( التنظيم الحاكم ) الذي كبل عقول ومصائر وحياة الافراد والمجتمعات ، واستلب حاضرهم ، ولوث ماضيهم ، واعدم افق مستقبلهم .. سينبثق له ضمير وطني وانساني بغتة ، وسيتخلى عن ممارساته ونهجه الفكري الذي أذلَّ به الانسان والوطن..وسيكون جزءا من ارادة الشعب وشريكا في التغيير..
لمجرد الاعلان عن رحيل الرئيس!
10. التوهم بأن ( المجتمع الهامشي ) الذي عاش في كنف الاستبداد وأنتج اجيالا متعاقبة من ( خدم المستبدين ).. وأولد فئات من المنتفعين الشرسين المتماهين في ( الصنم ) المستبد..الذين توارثوا ابشع اساليب النهب والقتل من طبائع الاستبداد.. يمكن ان يتخلوا عن النظام المستبد الذي رهنوا مصيرهم بوجوده..
حال رحيل رئيس النظام!
11. التوهم بأن ( الإذعان القدسي ) المجتمعي لـ( ولي الامر ) الذي رسخه وعاظ السلاطين في عقول ملايين البسطاء من الناس المحرومين من المعرفة وفاقدي العيش الكريم..
يمكن ان ينقشع عن وعي الفرد وارادة المجموع عند اول صرخة احتجاج يطلقها المنتفضون بوجه الرئيس!
12. التوهم بان ( الفئات الانتهازية ) التي كانت رافعة للنظام المستبد في جميع مؤسسات الدولة والمجتمع على امتداد عقود من السنين، والقادرة على تغيير الوانها واصواتها واقنعتها ارضاء للمستبد الذي يشبع مطامعها وشهواتها..
يمكن ان تندحر .. ولا تغير جلدها وتتسلل الى احشاء الانتفاضة وتتغلغل بين صفوف المنتفضين ..وتتسلق الى ( المناصب التغييرية ) والى مراكز القرار ( الثورية! )..
لمجر تهاوي صورة الرئيس في الشوارع!
13. التوهم بأن ( الخوف ) الذي صار بيئة متفاقمة الشرور ، نهشت وتنهش عزيمة وحياة الافراد والشعوب على مدى قرون طويلة من الزمن ..واستنفر المستبدون جميع وسائل واساليب تعظيمه وتنويعه كسلاح مجرب لإدامة الاستبداد. سينقشع عن نفوس وعقول ملايين الناس المترددين الصامتين خلف ابواب بيوتهم..
مع اولى جولات الانتفاضة المطالبة بإسقاط الرئيس في المدن والقرى المستباحة برصاص النظام المستبد!
14. التوهم بان ( الفئات الداخلية والقوى الخارجية المتضررة ) التي ستننهار مصالحها بزوال دولة الاستبداد ستستسلم لجماهير الانتفاضة..ولن تحاول التسلل الى مركز ادارة الانتفاضة واجهاضها ـ من رأسها او من قاعدتها ـ او حرفها عن اهدافها..
بمجر هزيمة الرئيس!
15. التوهم بأن ( تلبية الحاجات الاساسية الملحة ) والعاجلة لملايين الناس..
يمكن تأجيها ووضعها على جدول اعمال ( سلطة الانتفاضة ) البعيدة الاجل ..
بعد رحيل رئيس النظام!
16. التوهم بأن ( الشلل الذي يعاني منه الاقتصاد ) الذي ادى الى تفقير الفرد ، وانهك المجتمع ، وارتهن ارادة الدولة للاجنبي..يمكن البَرءُ منه بضخ المزيد من سموم (ديون )البنك ومنظمة النقد الدوليين..
او بمجرد رحيل الرئيس!
17. التوهم بأن (التطرف) الموروث ( الديني .الطائفي .العرقي .التحزبي .القبلي . المناطقي) ، الذي رعاه النظام المستبد واعاد انتاجه حسب متطلبات كل مرحلة من مراحل صراعه مع الشعب من اجل البقاء..وخلق له رموزه ، ومروجيه و(مثقفيه!) واتباعه ومسلحيه وضحاياه.. يمكن ان يتبدد لسواد عيون الانتفاضة الشعبية الوطنية الجامعة..
غداة رحيل الرئيس!
18. التوهم بأن ( التخلف الشامل ) الذي فرضته سياسات وممارسات الانظمة المستبدة ، وادى الى تدهور مستوى حياة ووعي الفرد ، وانحطاط نمط عيش المجتمع اقتصاديا وفكريا وحضاريا ومعاشيا وسلوكيا..
الذي يمكن ان يكون عاملا لتأجيج الانتفاضة..
لايمكن ان يكون ـ من جانب آخر ـ سببا من اسباب ظهور فئات مجتمعية ( مُعدَمة ) تصطف الى جانب بقايا سلطة الاستبداد ضد الانتفاضات..
قبل وخلال وبعد رحيل الرئيس!
19. التوهم بأن ( المعارضة الرسمية للنظام المستبد ورموزها ) التي هي جزء اساسي من النظام المستبد..يمكن ان تكون ذات افق سياسي خارج رؤية ذلك النظام..وانها ستتخلى عن اساليب الوقوف في ابواب النظام ـ اي نظام ـ واستجدائه ( طلبا للشفقة بها! )..
ويمكن ان تولد من جديد في لهيب الانتفاضة وتكف عن اساليب ممالئة ( القوي ) في سلطة ( النظام الجديد ) مثلما كانت مع ( الباطش ) في النظام القديم ، حتى ولو على حساب مصالح الشعب المنتفض..
قبل وخلال وبعد مغادرة الرئيس!
20. التوهم بأن ( امريكا التي عبرت المحيطات ) الى شرقنا وغربنا النفطي والجيواستراتيجي..ستتخلى عن مصالحها ومطامعها واسرائيلها وعملائها ـ إلاّ من تعفن منهم! ـ ..
وسَتُربِتْ على اكتاف الملايين المنتفضة ..
لان الانتفاضات تطالب بـ(الديمقراطية)..
وان الوقت قد أزف لرحيل الرئيس!
21. التوهم بأن ( اسرائيل التي توغلت ) في رأس النظام العربي منذ نشوئه ، وبعد وعد بلفور عام 1971 .. وتغلغلت في احشاء المجتمعات العربية منذ تمدد الحركة الصهيونية العالمية الى منطقتنا .. واستوطنت في مفاصل المجتمع الفلسطيني ماقبل1948 .. واحكمت قبضتها على مصير ( القيادة الفسلطينية الرسمية ) منذ اتفاقية اوسلو1991..
يمكن ان تغفو عن صخب الانتفاضات التي زلزلت وتزلزل انظمة حليفة لها..
لمجرد انتهاء اجراءات ابعاد هذا الرئيس اوذاك من دائرة الخدمة لاسرائيل!
22. التوهم بأن ( النظام العربي الرسمي ) الذي ولد من احشاء المجتمعات الاقطاعية ضمن نوايا (سايكس بيكو) ، ونشأ في رحم المحتلين الانجليز والفرنسيين والايطاليين لخدمة مصالحهم ، واختطفته الولايات المتحدة من حلفائها بعد انحسار نفوذهم شرق السويس..يمكن ان يعلن توبته للشعوب التي تريد اسقاطه ويذعن لارادتها ويغدو ـ بقدرة قادر ـ خادما لها ، لاخادما لمن يرعاه ويحميه من السقوط..
خشية من مشهد رحيل هذا الرئيس العربي او ذاك!
23. التوهم بأن ( الانظمة العربية المجاورة ) لساحات الانتفاضات يمكن ان تخشى القانون الدولي بـ(عدم التدخل في الشؤون الداخلية ) لصالح المستبدين..عندما يتطاير شرر الحريق الى ممارساتها المتراكمة ـ السريعة الاشتعال ـ ضد شعوبها..او تحترم ارادة الشعوب الشقيقة..
عندما تخرج بالملايين تطالب باسقاط الرئيس!
24. التوهم بأن ( صراع امريكا مع الدول الكبرى على النفوذ في بلداننا ) .. الممتد عبر عقود من الزمن.. بدماء ابنائنا ، وثروات شعوبنا ، ومصير بلداننا..سيتوقف ـ بصحوة ديمقراطية! ـ تعضيدا لانتفاضات شبابنا ، وتضامنا مع ثورات مدننا ، ودعما لمتطلبات حياتنا ، وتبديدا لغموض مستقبلنا.. وإكراما لدماء المنتفضين..
ويئساً من بقاء الرئيس!
25. التوهم بأن ( النظام الايراني ) الذي ماانفك يعبث بمصائر شعوبنا ووجودنا وثرواتنا منذ عهد الشاه وحتى يومنا هذا..كجزء من استراتيجية اقتسام النفوذ مع الغزاة والمحتلين والطامعين الاجانب والاقليميين..سيتخلى عن مطامعه ..
عشقا لانتفاضات بلداننا المقموعة بالاستبداد والتفقير..
لانه كان خصما لهذا الرئيس او ذاك ممن اجبرتهم الانتفاضات على الرحيل!
26. التوهم بأن (مشاريع) النظام التركي الاستراتيجية الخانقة ( الممتدة الجذور الى عهد الالغاء العثماني لوجودنا ) التي تستهدف الهيمنة على المنطقة في اجواء الصراع مع النظام الايراني ، والتواطئ الامريكي ، والارتياح الاسرائيلي ، وفي ظل غياب نظم دستورية ديمقراطية عاقلة وكفوءة وتنموية في البلدان العربية..
يمكن ان تتحول الى (مشاريع) لدعم الانتفاضات التي تستهدف في جوهرها ( صيانة مصالح شعوبنا وتأمين سيادة اوطاننا وحماية ثرواتنا من الاطماع الدولية والاقليمية )..
خلال وبعد رحيل الرئيس!
• ان عدم نضوج برنامج تفصيلي موحد لمرحلة مابعد رحيل النظام، في شعارات الانتفاضة وخطابها السياسي..والاكتفاء بفتح بوابة التغيير: ( رحيل رأس النظام) ..يشكل عاملا مساعدا رئيسيا في اتساع القاعدة الشعبية للانتفاضة ..
ولكنه ـ ايضا ـ خطرا على مستقبل الانتفاضة و(هويتها الدستورية الاجتماعية ) التي سُفكت من اجلها دماء المنتفضين..في مرحلة مابعد رحيل رأس النظام!
• كما ان عدم وجود قيادة (ذات ملامح محددة) للانتفاضة ، يجعلها اكثر قدرة على المناورة والمطاولة والاستعصاء على اجهزة السلطة القمعية في مرحلة الصراع غير المتكافئ مع السلطة في الشارع..ومع الاعداء الخارجيين..
بقدر ما سيفتح الابواب مشرعة امام الانتهازيين المتسلقين للسلطة بغياب القيادات الميدانية المعلومة للشعب القادرة على ادارة الازمة عقب ( رحيل الرئيس)!
• ان عدم استلام قوى الانتفاضة الشعبية للسلطة التي تعقب الانتفاضات الشعبية في بلداننا يؤشر الى نمط جديد من الثورات الشعبية ( ثورات تصنعها الجماهير بدمائها) وتسرق سلطتها (قوى رمادية انتهازية!) كامنة بين حلك غبار السلطة المنهارة ..وسطوع وجوه ملايين المنتفضين بوجه النظام!
لذلك يجب ان تبقى الثورة مستمرة حتى بعد رحيل الرئيس ونظامه..لان الهدف هو ( بناء النظام الدستوري البديل ) وليس ( ازالة النظام الفاسد المستبد القديم ) فحسب!
يتبع (2)/ جريمة التدمير(التغيير!) بالدبابات الغازية..وآثامها!



#محمود_حمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (النظام الايراني) والعراق.. سدٌ تُرابيٌّ على الحدود وإختراق ...
- المالكي..-الشخص الطارئ- على -الزمن الطارئ-!
- تفكك ( لادولة) الماضي..ونشوء ( دولة ) المستقبل في العراق؟!
- نجحتم في تخفيف حِدَّة إنفجار الإعصار..وفشلتم في إزالة اسباب ...
- إجعلوا ( جُمعة التَطهير!) 25 شباط..بزوغَ فَجرِ عَصرٍ سومري ج ...
- ال(الغوغائي!) المالكي يتوعد المتظاهرين ( المشاغبين!)؟!
- فساد (الخدمات)..بعض من فساد (السلطة)..فأيقظوا المُدنَ من الس ...
- لماذا يخشى المالكي من عويل (الخدمات) في (عرش) الفساد؟!
- (الحوار المتمدن)..لماذا؟
- الوردي والحكيم..وحرية العراق
- (كلمة حرة) بمليار دولار..أو(.........)؟!!
- تفكك الائتلافات..وانحدارالمساومات..وقمع نشوء التحالفات؟!
- في ذكرى الثورة المغدورة..خصومها مازالوا لليوم ينتقمون من الع ...
- بعد فشل (المتحاصصين)..بايدن يشكل الحكومة العراقية؟!
- (تداول) المالكي وعلاوي..يَقلِبُ طاولةَ المتحاصصين المستديرة! ...
- ضرورة نبذ(الإقصاء التعسفي)..ومقترح ل(تشكيل الحكومة الجديدة)؟ ...
- مغزى (إنتفاضة الضوءعلى الظلام) التي أطلقتها البصرة الفيحاء؟!
- المُهَجَّرون العراقيون..من سيوف الذبّاحين الى فِخاخ المُغيثي ...
- تَرَدّي المفاهيم وتَدَنّي المعايير..بعض ما وراء فشل الحكومة ...
- رحلة الصحفيين العراقيين..تَقليب الجَمرِ بأيدٍ عارية!!


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود حمد - ( عقلانية ) الانتفاضات الشعبية في بلداننا..وأوهامها؟!(1)