أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ربيعة العربي - الصورة النمطية للمرأة المسلمة في الغرب















المزيد.....


الصورة النمطية للمرأة المسلمة في الغرب


ربيعة العربي

الحوار المتمدن-العدد: 3425 - 2011 / 7 / 13 - 08:51
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


شكل وضع المرأة في الإسلام محور اهتمام كبير سواء في العالم الإسلامي أو العالم غير الإسلامي. يرتبط النقاش حول هذا الموضوع في جوهره بحوار الحضارات و ما تتضمنه من نماذج ثقافية متعددة تقدم رؤية للآخر و تقويما له في علاقته بالذات . من هنا نجد الاتجاه إلى تشكيل صورة منمطة للآخر.تجد هذه الصورة أبلغ تجسيداتها في تنميط المرأة باعتبارها تجليا للحضارة.في هذا الإطار يمكن أن نفهم الصورة النمطية للمرأة المسلمة عند الغرب، و التي صيغت انطلاقا من أحكام مسبقة تراكمت بخصوص هذا الموضوع و أصبحت تترجم التصور العام الذي شكله الغرب بخصوص الدين الإسلامي.إن الإعلام الغربي يقدم تصورا سلبيا عن الإسلام،يتم اختزاله في تصور عام و تقليصي لوضع المرأة المسلمة باعتبارها مضطهدة و خاضعة و مسلوبة الإرادة، و قد تداول الغرب جملة من القضايا للإحالة على هذا الوضع انطلاقا من تركيزه على مناقشة الحجاب و البرقع و الشادور(حجاب الإيرانيات) إلى مناقشة جرائم الشرف و الزواج القسري و تعدد الزوجات ،مرورا بالوضع القانوني و الاجتماعي.يمكن اعتبار أن الصورة النمطية التي يقدمها الغرب للمرأة المسلمة مؤشر قوي على وجود إشكال حقيقي مع مكونات الإسلام الثقافية و الحضارية و الايديولوجية و الدينية.إذ يتم الربط بين الوضع الذي تعيشه المرأة و الدين الإسلامي الذي يعتبرونه متضمنا لفهم مغاير لما يوجد في الغرب لمفهومي الحرية و الحداثة، و هذا ما جعل الإسلام في نظرهم غير متلائم مع قيم الغرب الحضارية،فالغرب يتهم الإسلام بكل السلبيات و يضعه في تعارض مع النظام الليبرالي الذي يعد تجسيدا لمفاهيم المعاصرة و الحداثة و الحرية و المساواة،لذلك نجده في مواجهته للإسلام يرفع شعارات من نحو الديموقراطية و العلمانية و حقوق الإسان حقوق المرأة.
في ظل هذا التصور يمكن أن نفهم الخطاب المنتج حاليا حول المرأة المحجبة و الذي ما هو إلا انعكاس لهذا التصور. و الجدير بالذكر أن هذه الصورة المنمطة للمرأة المسلمة تتخذ مدخلا لانتقاد نسق القيم الثقافية الإسلامية و محاولة فرض نسق بديل هو نتاج للحضارة الغربية .إذ التقابل بين نموذج المرأة الغربية المتحررة و بين نموذج المرأة المسلمة المضطهدة يحيل في عمقه على التقابل بين الحضارة الغربية التي تؤمن بقيم العدل و المساواة و الديموقراطية و الحضارة الإسلامية المناقضة التي ينظر إليها بوصفها مناقضة لهذه القيم. من تداعيات هذا التقابل الدعوة إلى تحرير المرأة المسلمة و ما تتيحه هذه الدعوة من مبررات سياسية تجعل من المشاريع الاستعمارية الجديدة مشروعة و منطقية ، و بالتالي تقديم مسوغات لمواقف سياسية تهدف إلى الهيمنة الثقافية،لذلك نصادف هذا التوجه إلى اعتبارحقوق المرأة من ضمن المعايير الحاسمة في تقويم درجة تحقق الديموقراطية في البلدان الإسلامية . يمكن ربط الانتقادات التي توجه إلى وضع المرأة في العالم الإسلامي الإسلاموفوبيا الآخذة في التصاعد خاصة بعد أحداث 11شتنبر،حيث أصبح الإسلام الذي يحيل على الآخر في الخطاب الغربي رمزا للإرهاب و العنف. إن موجة الإسلاموفوبيا التي تجتاح المجتمعات الغربية أثمرت
رؤية تقليصية و مغلوطة للمرأة المسلمة التي تم اختزالها في الحجاب باعتباره رمزا للاضطهاد.إن الحجاب بأشكاله المختلفة يدل في نظر الغرب على هوية منغلقة على ذاتها و بالتالي هو شكل من إشكال الاضطهاد و الإجحاف الذي تعاني منهما المرأة.شكل هذا التصور موجها أساسيا للجدال الواسع في إطار النخبة السياسية و الإعلام بنوعيه المكتوب و المسموع، كما وجه في الآن نفسه مختلف التصورات التي تعبر عنها الحركات النسائية في المجتمعات العربية و الإسلامية خاصة في فرنسا و بلجيكا.لذلك سنحاول في هذه المقاربة التركيز على الكيفية التي تمت بها مقاربة قضية المرأة المسلمة و ذلك بالتركيز على المحاور التالية:
1- صورة المرأة المسلمة في الإعلام الغربي:
يمكن أن نلاحظ انطلاقا من رصدنا لما تدوول في بعض الصحف خاصة الأسبوعية منها مثلle point و L express و Le nouvel observateur و ذلك في إطار محاورة التوجهات المختلفة للإعلام الغربي اليمينية و اليسارية و المعتدلة على اعتبار أن جل الفرنسيين يطالعون الصحف بشكل متنظم .يشير هذا المعطى إلى تأثير الإعلام المكتوب في القارئ الفرنسي،باعتباره يصنع الواقع الرمزي عبر عملية انتقائية يتم من خلالها التركيز على المعلومات التي تكرس صورة معينة يراد ترسيخها في الذاكرة الجمعية . من خلال ضبطنا للماكروبنيات المؤطرة للتصور الموجه للإعلام المكتوب بمختلف توجهاته الايديولوجية و تحليل هذه الماكروبنيات و الواقع الذي ترصده و المقارنة بين النتائج المستخلصة و ربطها بالتوجه الايديولوجي لكل أسبوعية علما بأن جريدة Le point ذات توجه يميني و جريدة Le nouvel obsevateurذات توجه يساري و l express تمثل التيار المعتدل،نلاحظ أنه رغم الاختلافات الايديولوجية فإنه هناك عموما تجانس في المضامين وفق تصور عام يعتبر الإسلام غير متلائم مع العلمانية و بالتالي مناقض لقيم الحداثة.إن قانون منع الحجاب و منع الرموز الدينية الصادر سنة2004 هو دليل على أننا أمام مثال على رفض الإسلام و اعتباره تهديدا حقيقيا للثقافة الغربيةخاصة و أنه يرى فيه رمزا للتأخر الحضاري و التخلف الذي يطبع الدول الإسلامية. في هذا الإطار يمكن صوغ المعادلة التالية:
- المرأة المسلمة= حجاب=خضوع.
تؤشر هذه المعادلة للحمولة الرمزية لجسد المرأة و جنسها، و التي يمكن في ظلها أن نفهم أوجه الترابط التي أقامها الغرب بين الصورة المنمطة التي تشكلت لديه عن المرأة المسلمة و التصور العام الذي كونه عن الدين الإسلامي،باعتباره الإطار العام لهذه الصورة، قد ظهر ذلك جليا على مستوى سن القوانين المانعة للرموز الدينية ، كما هو الشأن في فرنسا مثلا التي سنت حكومتها قانونا يمنع ارتداء الحجاب.
2- صورة المرأة المسلمة من خلال الحركات النسائية في البلدان الغربية:
سنحاول أن نقارب الحركات النسائية في فرنسا و بلجيكا في هذا الإطار سنقف عند بعض الدراسات التي تناولت بالدرس و التحليل تمثلات العالم الثالث في الكتابات النسائية الغربية1 و هي كتابات في عمومها تعتبر المرأة المسلمة ضحية للعنف الذكوري. ما يمكن عموما تسجيله بهذا الخصوص هو انطلاق هذه الكتابات في مجملها من الاعتبار الذي صاغه جاك بيرك الذي يتمثل في أن الإسلام يناقض أهم معيار يدل على تقدم المجتمعات. هذا المعيار هو تحرر المراة . من هنا يعتبر الغرب أن إشكال المرأة في الإسلام يمثل نقطة شائكة و أساسية ، فالمرأة تعاني من التمييز و الاستيلاب و التخلف.إنها صورة مجسدة للخضوع في مختلف تجلياته: الخضوع للرجل و الخضوع للتقاليد و الخضوع للقوانين المتشددة للدين الإسلامي.إنها الضحية المعرضة لكل الضغوطات : ضعط الأمية،إذ مستوى الأمية في البلدان العربية هو أعلى مستوى في العالم و ضغط الزواج القسري و ضعط جرائم الشرف التي ما تزال تسجل نسبا مرتفعة في بعض الدول العربية.
إن صورة المرأة المسلمة في المتخيل الشعبي في أوروبا لها امتدادات تاريخية ،فمنذ بداية القرن الثامن عشر تشكلت صورة المرأة المسلمة باعتبارها مرأة جاهلة و مضطهدة و محرومة من الحق في التعبير و الاختيار ،إذ يختزل دورها في الإنجاب و تربية الأطفال، و هذا ما وسم الإسلام بسمة الرجعية باعتباره يبيح تعدد الزوجات و ضرب النساء، مما جعل موضوع المرأة يأخذ موقعا مركزيا في التمثلات الغربية للإسلام في نهاية القرن 19. تجد هذه التمثلات استمرارا لها في الكتابات النسائية الغربية حول هذا الموضوع.
3- صورة المرأة المسلمة من خلال المؤتمرات الدولية:
ننطلق في مناقشتنا لهذا المحور من اعتبار أن المؤتمرات الدولية تقوم في صوغها للاتفاقيات و المعاهدات الدولية الخاصة بالمرأة على استقراء واقعها المعيش، و بالتالي فهي تجسد التجلي العام لصورة مكتملة المعالم ليس فقط عن واقع المرأة المسلمة، بل واقع المرأة بشكل عام . من هنا نلاحظ التوجه إلى تفعيل مجموعة من الآليات لتغيير هذا الواقع.برز الاهتمام الدولي بالمرأة ابتداء من القرن العشرين مع تأسيس منظمة الامم المتحدة ، حيث بدأت مسألة حقوق المرأة تتجاوز حدودها الإقليمية لتكتسب بعدا دوليا2 فعقدت مؤتمرات متعددة و صيغت اتفاقيات دولية تنص على ضرورة تحقيق المساواة بين الجنسين و تدعو الدول المشاركة إلى سن تشريعات وطنية تخول للمرأة الاندماج في مختلف الميادين السياسية منها و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية.كما تنص بعض الاتفاقيات الدولية على ضرورة القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة . مع بداية التسعينات تشكلت معالم تؤشر على عولمة قضية المرأة و ما تفرض هذه العولمة من إزالة الحدود و اختراق النموذج الغربي للخصوصيات الداخلية للمجتمعات الإسلامية و هيمنة الحضارة المعاصرة ذات البعد الغربي فكريا و ثقافيا و سلوكيا، بحيث أصبحت قضية المرأة بوجه عام شأنا عالميا يتم من خلاله تسطير معاهدات تهتم بالبعد الاجتماعي و السياسي و القانوني .خير دليل على هذا التوجه مؤتمر بكين المنعقد سنة 1995 و الذي وقعت عليه 81 دولة و تم فيه تسطير برنامج عمل عام للحكومات و الدول و الأفراد. يهدف هذا البرنامج إلى إدماج المرأة في جميع سياسات و برامج تلك الدول و الحكومات . كان هذا المؤتمر ثمرة لجملة من المؤتمرات و الاتفاقيات السابقة منها الاتفاقية الخاصة بالحقوق السياسية للمرأة التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة و توصية اللجنة الخاصة بمركز المرأة سنة 1967 المتعلقة بالقضاء على التمييز ضد المرأة و الذي أقرته هيئة الأمم المتحدة بمقتضى قرار الجمعية العامة للامم المتحدة رقم 2263(د-22)الذي ينص على حق المرأة الدستوري في التصويت و المساواة مع الرجل أمام القانون و على حقوقها في الزواج و التعليم و ميادين الحياة الاقتصادية و الاجتماعية.و منه أيضا المؤتمر الدولي لحقوق الإنسان الذي عقد في طهران سنة 1968 تحت إشراف الأمم المتحدة و هو ينص في بنده 145 على أنه:
"يحتم القضاء على التمييز الذي لا تزال المرأة ضحية له في العديد من أنحاء العالم."
و منه أيضا المؤتمر الذي عقدته الجمعية العامة للأمم المتحدة سنة1979 تحت شعار" القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة" و الذي تم النص فيه على اتفاقية تتضمن 30 مادة وردت في 6 أجزاء من أبرزها ما يلي:
- الاعتراف بالتساوي بين الجنسين في جميع الميادين السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية و المدنية و غيرها.
- تعديل الأنماط الاجتماعية و الثقافية للقضاء على العادات القائمة على فكرة تفوق أحد الجنسين أو أدوار نمطية للمرأة و الرجل.
- القضاء على أي مفهوم نمطي عن دور الرجل و المرأة في جميع مستويات التعليم و في جميع أشكاله.
-منح الدول الأطراف المرأة أهلية قانونية مماثلة لأهلية الرجل و نفس فرص ممارسة تلك الأهلية.
- تمتع المرأة بالحق في أن تقرر بحرية عدد أطفالها و الفترة بين إنجاب طفل و آخر.
- تمتع المرأة بنفس الحقوق و المسؤوليات فيما يتعلق بالولاية و القوامة و الوصاية على الأطفال و تبنيهم.
إذن ما يمكن ملاحظته هو أن كل هذه المؤتمرات و الاتفاقيات جعلت محورا لها مناقشة قضية المرأة و خلق آليات دولية متنوعة اجتماعية و إعلامية و سياسية و اقتصادية لحث الدول و الحكومات و خاصة الإسلامية منها على تبني قراراتها. و الجدير بالذكر أن مناقشة قضية المرأة في المؤتمرات قد تم انطلاقا من دستور هيئة الأمم المتحدة و ميثاقها الذي أبرم في سان فرانسيسكو سنة 1945 و ما تبعه من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان سنة 1948 و الذي يشمل كافة حقوق الإنسان المدنية و السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية التي يجب أن يتمتع بها كل فرد رجلا كان أو امرأة3فالإعلان العالمي لحقوق الإنسان ينص مثلا في مادته الثانية على اتخاذ جميع التدابيرالمناسبة لتغيير القوانين و الأنظمة و الأعراف و الممارسات التي تشكل تمييزا ضد المرأة.
إن الصورة التي تشكلت عن المرأة المسلمة من خلال هذه المؤتمرات هي أن وضعها القانوني هو الأكثر تخلفا، فتقرير الأمم المتحدة ليوليوز 2006 يعتبر أن الخطط التربوية و حقوق الاسرة و الأحوال المدنية ترسخ تبعية النساء و عدم المساواة بينها و بين الرجل.
4- الحركات النسائية الإسلامية و الصورة النمطية:في موازاة مع هذه الصورة النمطية التي شكلها الغرب للمرأة المسلمة ،نجد صورة أخرى في المجتمعات الإسلامية تعتبر أن الإسلام قد منح للمرأة جميع حقوقها و أنه قد كرمها و بأن أي تغيير لوضعها هو مس للقيم المقدسة للإسلام . تترجم هذه الصورة اعتبار المرأة رمزا للهوية الغسلامية ، و هذا ما يفسر رفض مناقشة الانتقادات الغربية الموجهة إلى وضع المرأة المسلمة . يضعنا هذا المعطى أمام تصورين متطرفين:- التصور الغربي من جهة.-التصور الإسلامي المتطرف من جهة أخرى.
غير أنه لابد من الإشارة إلى أن الصورة النمطية التي وضعها الغرب للمرأة المسلمة قد وجدت أساسا لها في الوضع العام الذي تعيشه المرأة في العالم الإسلامي . لكن هنا لابد من إقامة تمييز بين الإسلام و القراءات التي تقدم له.إذ هناك فرق بين النص الديني و القراءات التأويلية التي قدمها المفسرون و التي كانت محكومة بالمحيط السوسيوثقافي، لذلك ينبغي كما تشير إلى ذلك حميدي(2008) وضع الممارسات الثقافية و العادات و التقاليد موضع تساؤل،باعتبارها سببا مباشرا في تدني واقع المرأة .إن إقامة هذا التمييز يفسح المجال للحديث عن تصور ثالث مخالف للتصورين السابقين و هو التصور الذي تقدمه الحركات النسائية الإسلامية التي تحاول الرجوع إلى المصادر الإسلامية و إنتاج قراءة جديدة لها.تشير مارغو بدران إلى أن الخطاب النسائي يشكل ممارسة متمحورة داخل النموذج الإسلامي،و الذي يستمد فهمه من المصادر المختصة بالنص المقدس مع البحث عن الحقوق و العدل بالنسبة للرجال و النساء في معيشهم اليومي. من هنا نلاحظ أن هذه الحركات النسائية الإسلامية تشتغل في اتجاهين متكاملين4 -اتجاه عملي يجسد دينامية نسوية تناضل من أجل تحقيق المساواة و نبذ التمييز بين الجنسين.
- اتجاه فكري يتلخص في إعادة قراءة القرآن الكريم و التحليل الدقيق للحديث النبوي. يتعلق الأمر هنا بنشاط فكري أكاديمي تنخرط فيه مجموعة من الجامعيات و المثقفات بشكل عام، و ذلك بالتركيز على إطار نظري يعتمد منهجية إسلامية كلاسيكية تقوم على نهج الاجتهاد الذي نص عليه الدين الإسلامي،لذلك يحاول هذا الاتجاه في إطار تفعيله لهذا المبدأ اعتماد أبعاد متعددة بما فيها البعد اللغوي و التاريخي و الاجتماعيو الانثروبولوجي و غيرها و ذلك في محاولة لدحض كل العناصر التي تكرس الوضعية الدونية للمرأة المسلمة. لتحقيق هذا المبتغى تم التركيز على الآيات التي أولت بطريقة تبرر الهيمنة الذكورية و قيم بإعادة تأويلها.مكنت هذه التأويلات من بناء فقه إسلامي يقدم تأويلات جديدة من شأنها تشكيل خلفية لوضع قوانين جديدة تحسن وضعية المرأة إن هذا الاتجاه يشير إلى بداية تشكل كفاءات فكرية قادرة على تحقيق التوازن بين القضايا المرتبطة بالمرأة كما يراها الشرع و العرف و حقوق المرأة لا كما يتصورها الغرب.غير أن هذه الحركات النسائية الإسلامية قد أثارت تحفظا من جانبين:
- جانب بعض المسلمين الذين اعتادوا على إقصاء المرأة، و ذلك نظرا للتعصب لبعض الآراء الفقهية التي إن أمكن قبولها في البلدان الأصلية فإنها غير قابلة للاستيعاب عند الإنسان الغربي.
- جانب الغرب الذي وجد صعوبة في موضعة هذه الحركات النسائية و تقويمها.
عموما يمكن القول إن التعامل مع قضية المرأة المسلمة ينبغي أن يتم وفق استراتيجية محددة تتلخص في أن كل نساء العالم لديهن الحق في التعبير الثقافي بما في ذلك اللباس. إن التعددية الثقافية مظهر من مظاهر الديموقراطية و هي تقوم على معرفة الآخر و تقبله دون السعي في فرض صورة أحادية محددة يؤطرها تصور الغرب و منطقه. إن هذه الاستراتيجية هي التي تمكن من تجاوز الاختلافات الثقافية و ايجاد جسور مشتركة للدفاع عن حقوق المرأة بشكل عام و حقوق المراة المسلمة بشكل خاص في ظل منطق يحكمه حوار الحضارات ، و هذا من شأنه أن يسهم في تحديد ضوابط الانفتاح على الغرب دون المساس بالخصوصيات الثقافية.

هوامش
1- نذكر على سبيل المثال لا الحصر الدراسة التي قدمتها موهانتب 1991 بهذا الخصوص.
2- سعاد الحكيم 2007.
3- و إن كانت هناك اختلافات في الدرجة حسب البلدان الإسلامية ، بل أيضا في إطار البلد نفسه و ذلك حسب الفئة التي تنتمي إليهاالمرأة المسلمة ،لكن رغم ذلك يمكن القول إن المرأة بصفة عامة تعاني من التمييز بنسب متفاوتة
4 مليكة حميدي 2008.

لائحة المراجع
الحكيم.سعاد2007: المرأة المسلمة: نحو تأصيل نموذج عالمي.مجلة التسامح العدد 20.
فؤاد بن عبد الكريم2006:قضايا المرأة المسلمة في المؤتمرات الدولية: دراسة نقدية في ضوء الإسلام.رسالة دكتوراه جامعة محمد بن سعود الإسلامية .كلية الشريعة . قسم الثقافة الإسلامية. موقع الدرر السنية http://www.dorar.net
Abu-lugud2008:La femme musulmane.Le pouvoir des images et le danger de la pitié La revue internationale des livres n
6 Juillet -Aout 2008
Badran.M2002:Islamic Feminism:what s name-Alahram weekly.Caire.pp 176-23 janvier 2002
Chadid.W&Van Koningsveld .P/S 2002: The negative image of Islamic and muslims in the West:auses and solutions.in ChadidW&Van Koningsveld.P.S(eds) .Leuven.Peeters.pp 174 -196
Ghani.S2010: Le foulard de verre:reflexion sur l ascension professionnelle des femmes portants un foulard
Femmes et questions temporaines.Sur GIERFI.COM/pdf
Hamidi/M2008:Musulmanes: de la reappropriation du religieux aux strategies de liberation /fideles aux valeurs universelles. Les cahiers marxistes /université libre de Bruxelles.
Kynsilehto.A2008:Islamic feminism:current perspectives.Tempere Peace Reseach Institute.Occasional Paper n 96.
Lamrabet.A2003:Feminism musulmane .Conference donnée lors de premier congrés mondial des musulmans hispanophones à Séville les 3-4-5 Avril2003.
Lamrabet.A 2009:La france,La burqua et l islam.in Femmes et questions temporaines.GIERFI.COM/pdf/
Mohanty/C1991: Under Western Eyes:Feminist Scholarship and colonial discourse/in Mohanty.A.Russo and L.Torres eds) Thirth women and the politics of feminism .Bloomington.Indiana/



#ربيعة_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- السعودية.. امرأة تظهر بفيديو -ذي مضامين جنسية- والأمن العام ...
- شركة “نستلة” تتعمّد تسميم أطفال الدول الفقيرة
- عداد جرائم قتل النساء والفتيات من 13 إلى 19 نيسان/ أبريل
- “مشروع نور”.. النظام الإيراني يجدد حملات القمع الذكورية
- وناسه رجعت من تاني.. تردد قناة وناسه الجديد 2024 بجودة عالية ...
- الاحتلال يعتقل النسوية والأكاديمية الفلسطينية نادرة شلهوب كي ...
- ريموند دو لاروش امرأة حطمت الحواجز في عالم الطيران
- انضموا لمريم في رحلتها لاكتشاف المتعة، شوفوا الفيديو كامل عل ...
- حوار مع الرفيق أنور ياسين مسؤول ملف الأسرى باللجنة المركزية ...
- ملكة جمال الذكاء الاصطناعي…أول مسابقة للجمال من صنع الكمبيوت ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - ربيعة العربي - الصورة النمطية للمرأة المسلمة في الغرب