أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الغرب الاستعماري عارياً















المزيد.....

الغرب الاستعماري عارياً


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 3422 - 2011 / 7 / 10 - 17:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الغرب الاستعماري عارياً
بقلم :- راسم عبيدات
..... مليون مرة قلنا كما قال المأثور الشعبي "إللي بجرب المجرب عقله مخرب"،وكذلك كما قال الحديث الشريف "لا يلدغ المؤمن من جحره مرتين" ولكن يبدو أننا كفلسطينيين وعرب نلدغ بدل المرة عشر مرات ونجرب المجرب بدل المرة مئة مرة،ونتعامل مع الأمور على قاعدة أيضاً المأثور الشعبي"عنزة ولو طارت"،فنحن كنا وما زلنا كعرب وفلسطين نضع خطوطاً فاصلة بين المواقف الأمريكية والأوروبية الغربية في التعامل والمواقف من قضايانا ومن الاحتلال الإسرائيلي،ولكن الحقائق على الأرض تثبت أن المسألة ليست أكثر من تقاسم وتوزيع أدوار،وأوروبا الغربية لا تخرج عن العباءة الأمريكية،بل وفي أحيان كثيرة مواقف الغرب الأوروبي الاستعمار أكثر تطرفاً وتشدداً من المواقف الأمريكية من قضايانا وبالذات القضية الفلسطينية،فها هي بريطانيا الاستعمارية تعتقل الشيخ رائد صلاح،واحد من أبرز قادة الحركة الوطنية الفلسطينية الذين يدافعون عن وجودهم وحقوقهم في وجه أبشع استعمار واحتلال عرفه التاريخ البشري،الشيخ يعتقل بتهم لا وصف لها سوى بأنها أسخف من سخيفة وتأتي استجابة لضغوط اللوبي الصهيوني،فبريطانيا التي تعتقل الشيخ رائد صلاح بتهمة ما يسمى بمعاداة السامية،هذا الشيخ الذي هو واحد من رموز الحرية ودعاة العدل والمحبة والتسامح،وألقى ندوات ومحاضرات في جامعات إسرائيلية،وعبر عن أرائه ووجهة نظر بشكل واضح وصريح،وبريطانيا المتشدقة بالحرية والديمقراطية،هي أبعد عن كل هذه المعايير والقيم،ولا تعترف بها او تطبقها هي والغرب إلا عندما تخدم أهدافهم ومصالحهم،وعلينا نحن الفلسطينيين أن نغرس في ذاكرة أجيال شعبنا لمئة جيل قادم بأن بريطانيا هي المسؤولة الأولى وبشكل مباشر عن مأساة ونكبة شعبنا وتهجره وتشرده في المنافي والشتات،فهي التي زرعت اليهود في قلب فلسطين،وبدلاً من أن تكفر عن خطاياها وذنوبها توغل في ارتكاب الخطايا بحق شعبنا،وأيضاً يجب ملاحقتها في كل المحافل الدولية كمسؤولة عن ما حل بشعبنا الفلسطيني من مآسي ونكبات.
بريطانيا تعتقل الشيخ رائد صلاح بتهمة معاداة السامية،تعدل وتغير قوانينها وتشريعاتها وأنظمتها حتى توفر الحماية والحصانة لقادة الاحتلال الإسرائيلي الذين ارتكبوا جرائم حرب بحق شعبنا الفلسطيني من الاعتقال،وتهرب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق"عمير بيرتس" والمتهم بارتكاب جرائم حرب أثناء الحرب العدوانية التي شنتها إسرائيل على لبنان في تموز/2006 حتى لا يجري اعتقاله بعد دخوله بريطانيا ووجود مذكرة اعتقال بحقه.
أما فرنسا بلد "الديمقراطية والحريات" فرئيس وزرائها ساركوزي "ينعق ليل نهار ويطالب في كل محفل ولقاء بإطلاق سراح الجندي الإسرائيلي المأسور في قطاع غزة من قبل فصائل المقاومة الفلسطينية،أما عندما يتعلق الأمر بأكثر من ستة ألآلاف مناضل فلسطيني قضى أكثر من 138 منهم عشرين عاماً فما فوق في سجون الاحتلال الإسرائيلي،ويتعرضون إلى ممارسات قمعية وإذلالية ترتقي إلى جرائم حرب،فإن لسانه يخرس وعيونه تعمى،وفرنسا التي تعرضت للاحتلال،تمنع المتضامنين الأممين وتعتقلهم وفي مخالفة صريحة للقانون الفرنسي نفسه من القدوم إلى فلسطين المحتلة للتضامن مع الشعب الفلسطيني المحاصر في قطاع غزة منذ أكثر من خمس سنوات،وأكثر من ذلك تشطب وزارة التربية والتعليم الفرنسي في عداء سافر ووقح لشعبنا الفلسطيني مصطلح النكبة من منهاج التعليم الفرنسي استجابة لضغوط إسرائيلية،حيث أصدر وزير التربية والتعليم الإسرائيلي العنصري"جدعون ساغر" قراراً في تموز/ 2007 بشطب مصطلح النكبة وإخراجه من منهاج التعليم العربي في الداخل الفلسطيني- مناطق 48 - ، وفرنسا تحتضن وترعى مؤتمراً للمعارضة السورية وبإشراف عدد من قادة الحركة الصهيونية،معارضة تطالب بالحرية والديمقراطية كيافطة، ولكن هي في الحقيقة معارضة مشبوهة الأهداف والأجندات،فالغرب لا يجلب لا ديمقراطية ولا حرية للعرب،بل هذه القيم لا تعني له شيئاً إلا بمقدار خدمتها لأهدافه ومصالحه،والجميع شاهد ورأى والعراقيين جربوا وما زالوا يجربون نتائج الديمقراطية الأمريكية المزعومة في العراق، وكذلك فرنسا رعت واستضافت مؤتمراً للمعارضة السورية،معارضة تريد أن تستقوي بالغرب لتدمير سوريا يجب التعامل معها بحزم وشدة.
والأمور ليست وقفاً على بريطانيا وفرنسا اللتان تحنان الى مجدهما وتاريخهما الاستعماري،فحتى اليونان التي كانت صديقاً تاريخياً وتقليدياً للشعب الفلسطيني مورست عليها الكثير من الضغوط سياسياً واقتصادياً ودبلوماسيا من أجل منع أسطول الحرية "2" من الإبحار من موانئها،وفعلاً منعت اليونان أسطول الحرية من الانطلاق من موانئها باتجاه قطاع غزة المحاصر.
هذا الغرب الاستعمار في أكثر أشكال سفوره وعريه الآن،غرب زرع دولة الاحتلال الإسرائيلي في قلب فلسطين،من أجل منع توحد الأمة العربية،وكخادمة ومنفذه لأهدافه ومصالحه في المنطقة من المستحيل ان يجلب الخير والحرية لشعبنا الفلسطيني،فها هم يتصرفون كأشد المتطرفين الصهاينة عداءاً لشعبنا الفلسطيني،فالكونجرس الأمريكي صفق بحرارة ولثلاثين مرة لنتنياهو الذي ألقى خطابه أمامه،وهو يقول بأنه لا عودة لحدود الرابع من حزيران ولا لعودة لللاجئين الفلسطينيين،ولا لتقسيم القدس،ومجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين وافقوا على قرار يجمد المساعدات الأمريكية للسلطة الفلسطينية،إذا ما استمرت في مساعيها للتوجه إلى الأمم المتحدة للاعتراف بالدولة الفلسطينية على حدود الخامس من حزيران/ 1967،فعدا عن أن هذا القرار يشكل تدخلاً سافراً ووقحاً في الشأن الداخلي الفلسطيني،فإنه يعتبر تنكراً لحق الشعوب في تقرير المصير الذي نادت وتنادي به أمريكا.
إزاء ما ذكر والذي يشكل غيضاً من فيض من المواقف العدائية الأوروبية الغربية لشعبنا الفلسطيني ولقضايانا العربية،فإنه بات من الملح والضروري لنا كعرب وفلسطينيين،أن نتوقف عن مسلسلات خداع الذات وخداع الشعوب والجماهير،وأن لا نستمر في تجريب المجرب،علينا أن ندرك جيداً بأن الغرب وأمريكا لن يغيروا من رؤيتهم ومواقفهم تجاه قضايانا،بدون أن يشعروا بأن مصالحهم في المنطقة العربية ستتعرض إلى مخاطر جدية،والمسألة ليست بحاجة إلى شعارات وخطب عصماء و"هوبرات" إعلامية،المسألة بحاجة إلى امتلاك الإرادة والى خطوات عملية على الأرض،حينها لن تجرؤ لا اليونان على منع سفن أسطول الحرية من الإبحار من موانئها،ولا بريطانيا على اعتقال الشيخ رائد صلاح،ولا فرنسا على منع المتضامنين الأمميين واعتقالهم من أجل عدم وصولهم للتضامن مع شعبنا المحاصر في قطاع غزة،ولا ولن يصفق أعضاء الكونجرس الأمريكي وبتبجح لنتنياهو في عداءه لحقوق الشعب الفلسطيني.
أما إذا ما استمر الواقعين العربي والفلسطيني على مهما عليه من تشرذم وانقسام وضعف،فلن تولد فقط دولة جنوب السودان،بل ستتوالد دويلات في اليمن وليبيا وسوريا وغيرها.

القدس- فلسطين
9/7/2011
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا منعت اليونان أسطول الحرية -2 - من الابحار...؟؟
- معبر قلنديا ....معبر إذلال وعذاب ..
- الأسرى الفلسطينيون وأكاذيب نتنياهو ..
- في ذكراه الأربعون / استشهاد ميلاد ....ميلاد فجر جديد
- تعدد المرجعيات التعليمية في القدس ... وتأثيراتها السلبية -3 ...
- الأزمة ليست شخص فياض بل أزمة نهج وخيار ...؟؟
- تعدد المرجعيات التعليمية في القدس ...... وتأثيراتها السلبية ...
- عام على اعتصام نواب القدس ..
- تعدد المرجعيات التعليمية في القدس وتأثيراتها السلبية -1 - .. ...
- المطلوب استراتيجية مواجهة موحدة لإفشال مخطط صهينة التعليم في ...
- الوضع الفلسطيني يعاود التأزم من جديد ..؟؟
- قراءة في رسالتي سعدات والبرغوثي الى مؤتمر بيت لحم/ فلسطين ال ...
- القدس حرب شاملة وعلى كل الجبهات ....
- أسرى القدس والداخل مجدداً ....
- لا تسوية في الافق ..... والمصالحة هي الرد ...
- خطاب أوباما للفلسطينيين/ شيكات بلا رصيد ...
- شرط آخر نسيه نتنياهو في خطابه ...
- الاسرى المرضى إهمال طبي ومعاناة مستمرة ....
- استقلالهم .....ونكبتنا ....؟؟؟
- فتن طائفية وفوضى خلاقة ..؟؟


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الغرب الاستعماري عارياً