أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - حسن احمد مراد - احلام الاطفال في العراق وتبجح الحكام














المزيد.....

احلام الاطفال في العراق وتبجح الحكام


حسن احمد مراد

الحوار المتمدن-العدد: 3418 - 2011 / 7 / 6 - 07:16
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


قلما نجد في بلدان العالم وخصوصا تلك التي لها موارد نفطية اطفالا تعساء كما في العراق ، ونادرا ما نجد في بلدان دخلها المالي يجاري العراق اطفالا عزفوا عن الاحلام مثلما الاطفال في العراق ، فالاطفال في هذا البلد باتوا يعيشون وضعا كارثيا ومحزنا ابتداء من عملهم في سوق العمالة والتسكع في الشوارع والارصفة المليئة بكل شيء الا الامل ومرورا بالمدرسة المليئة بالعنف وانتهاء بالبيت المتخم بالسياسة والاقتصاد واخبار الساسة والسادة المسئولين والافاقين والمنافقين ، تخمة في كل شيئ الا التطرق الى ما يعانيه الطفل من ماسي واحزان .
لقد برع السادة المسئولون الجدد في كل شيء من سرقة الى تزوير واختلاس و قتل وقمع فوصلوا في نهاية المطاف الى قتل احلام الاطفال واختزال طفولتهم وطمسها في خطبهم وتصريحاتهم المليئة بالغوغاء والفوضى والتعجرف ، رموا بالطفل ورائهم وسحقوا كرامته ودهسوا طفولته باحذيتهم المصنوعة من اجود انواع الجلود في العالم وذهبوا وبكل تبجح الى مؤتمراتهم الصحفية وبدأوا بتنسيق جملهم وترتيب مفرداتهم اللغوية ليثبتوا للجمهور بانهم هم الامل المنشود وغيرهم من يستحق القتل والتنكيل فشرعوا بالقاء كلماتهم الرنانة وجملهم الطنانة في ظل المكيفات واجهزة التبريد وهنا طفل يبيع بعض السكاكر والحلوى على الرصيف ودرجة الحرارة تقارب الخمسين وهناك طفل اخر ينظف زجاج السيارات ينتظر من ينظر اليه بعين الرحمة والرافة واشعة الشمس تلدغ جلده من كل صوب وهنالك رضيع يفترش الشارع تنتظر امه من يتصدق على يتيمها الذي بات وبعد فقد المعيل الذي راح ضحية للارهاب وتجار الموت وحيدا لا حول له ولا قوة ، اما في مدارس العراق الجديد فالطفل كما في السابق غدا ضحية لمناهج غير علمية واساليب تربوية تحاكي في تخلفها اقدم ما مارسه الانسان من اسلوب في التربية والتعليم فلا يخلو صف او مدرسة من احد اشكال العنف او كله "عدا المدارس النموذجية المتميزة طبعا "والمخصصة لاولاد السادة المسئولين المبجلين ،الذين تعلم اولادهم العيش في اجواء مكيفة على العكس من اقرانهم الذين اجبرتهم قسوة الحكام وغياب الدولة والقانون على الاستلقاء فوق الارصفة الساخنة في منتصف ظهيرة الصيف العراقي المعروف بقسوة حرارته .
كنت اعتقد دوما بان الادارة والقيادة الحكيمة والعادلة في اي مجتمع من الممكن ان يصل بجموع الجماهير الى بر الامان حتى لو كان الاقتصاد غير قويا بشكل كافي ، وان الاغبياء الذين يحكمون الشعوب والاوطان عاجلا ام اجلا سيحولونها الى دمار وخراب حتى وان كانت بلدانهم تعوم فوق بحيرات من ذهب، راينا قيادة حزب البعث في العراق في الامس القريب وراينا كيف حول هذا البلد الى ركام ولم يكتفي بذلك بل جاء مرة اخرى ليتحالف مع الارهاب الدولي لتدمير ما لم يتم له تدميره على مدى 40 عاما .بيد ان الطامة الكبرى هو ان المجتمع الذي تنفس الصعداء لوهلة مستبشرا بزوال واحد من اعتى الديكتاتوريات شراسة ودموية في التاريخ الحديث لم يجني ثمار صبر وعذاب ومقاومة تكبدها على مر عقود من الزمن بل سارت به الاحداث الى انفاق معتمة تخنق كل شيء حتى احلام الاطفال البريئة .
وختاما بقي ان نلفت انتباه السادة الجدد ( ان لم يكن الوقت قد فات اصلا ) الى الالتفات لما يعانيه المجتمع بكل شرائحه وخصوصا الاطفال الذين حرموا من نعيم الطفولة، والا قد يساقون الى محاكم تقتص منهم كما اقتصت من الذين سبقوهم وحينها لست اتصور ان الندم سيجدي نفعا او التأسف يغير من الموضوع شيء وكل " من لايقرأ التاريخ عليه تكرار نفس الاخطاء " ومن ثم تحمل عواقب اخطاءه .



#حسن_احمد_مراد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة اقليم كوردستان العراق خطوة الى الامام و خطوتين الى الو ...
- سوريا بين القمع والاصلاح وتهديد اوربا
- دفن فتاة قاصرة
- لم يقتل بن لادن ؟
- استمرار انتهاكات حقوق الانسان في سوريا والصمت المريب
- سوريا استبداد و انتهاكات لحقوق الانسان
- وزير التعليم والمرجع الديني سماحة الشيخ النجفي ، اين القواسم ...
- لقاء مع اورورصليبا عرموني الناشطة اللبنانية في مجال مؤسسات ا ...
- مشنقة للفن ام اغتيال للشعب ؟
- تعذيب فتاة سودانية ام جلد المجتمع البشري


المزيد.....




- أمين الأمم المتحدة: أي هجوم بري إسرائيلي برفح سيؤدي لكارثة إ ...
- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - حسن احمد مراد - احلام الاطفال في العراق وتبجح الحكام