ماذا تعرف عن حركة التضامن الدولي ؟ ( ISM ) ...

أبو زيد حموضة

الحوار المتمدن-العدد: 3401 - 2011 / 6 / 19 - 22:14
المحور: الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
    

نّظّم المنتدى التنويري الثقافي الفلسطيني ( تنوير ) بالتعاون مع حركة التضامن الدولي ( ISM ) ، حول تاريخ وأهداف ونشاطات ومُعوقات هذه الحركة العالمية بعنوان ( سفراء من أجل فلسطين.. سفراء من أجل الانسانية ) . هذه الحركة المتنامية عالميا والتي فرضت على ايهود بارك، وزير العدوان الصهيوني، القول : " أن الحركة تقترب علينا من كل حدب وصوب كالجبل الجليدي ).
تحدث في الندوة الناشطة الاممية آنا بالتزر، وعبد الكريم دبلح. وأدارها وترجم للحضور، سائد أبو حجلة، الاستاذ في جامعة النجاح الوطنية، حيث دعا لدقيقة صمت تخليدا لارواح شهداء فلسطين والامة والانسانية كرشيل وجوليانو وأفاتوري. ورأى أبو حجلة أن اسرائيل تتصرف وكأنها دولة فوق القانون، وهي دولة ارهاب بامتياز، ورأى في ظل التغيرات الجذرية في العالم العربي يجب أن تتوحد جهود الحركة الفلسطينية ومقاومتها للقيام بتحديات المرحلة الدقيقة والصعبة أمام العدو الارهابي.
بدوره منسق العمل الثقافي في المنتدى، د. يوسف عبد الحق خاطب المتضامنون الاجانب مشيرا الى أن الفلسطينيين أناس يبحثون عن العدالة والحرية، ومشكلتهم حديثة العهد منذ النكبة التي يتحمل الاستعمار البريطاني مسؤليتها، وهي مشكلة استعمارية وليست دينية. وأضاف علينا المقهورين والمظلومين في هذا العالم أن نتحد وننظم صفوفنا ضد الراسمالية والصهيونية، ونقاتل ليس من أجل فلسطين فقط، وانما من أجل العدالة والسلام والحرية والمساواة والاشتراكية في العالم.
آنا بالتزر عّرفت ذاتها بأنها ناشطة وكاتبة ومنظّمة أمريكية يهودية تعمل من أجل حقوق الفلسطينيين. بين 2003 و 2007 عملت مع منظمة نساء عالميات من أجل السلام كمتطوعة من أجل العدالة في فلسطين والولايات المتحدة، أما اليوم فهي المنسقة للحملة الامريكية من أجل انهاء نظام الفصل العنصري الاسرائيلي التي تركز على مقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها، وفرض العقوبات عليها. وقد كتبت كتابا حول معاناة الشعب الفلسطيني حمل عنوان ( شاهد في فلسطين ) ( Witness in Palestine )
تحدثت آنا بأن بعض الفسطينيين نصحوها لتكثيف نشاطها في أمريكا لدعم القضية الفلسطينية، وقالت: بعد رجوعي ألفت الكتاب ( شاهد في فلسطين ) ، وجُبت 20 ألف ميلا في طول وعرض أمريكا للتحدث عن الفلسطينيين، فالأمريكيين لا يعرفون شيئا، لا عن فلسطين ولا عن قضيتهم، ولا ماذا يحدث في بلادهم، مستشهدة بالصور، كيف تتعامل الصحافة مع القضية. وضربت مثلا حول صحيفة نيوزويك الامريكية التي تكيل بمكيالين، ففي واحدة من أعدادها التي توزع خارج أمريكا كتبت وزنرت على رأس غلافها مقالة بعنوان ( معاناة الفلسطينيون ) لكنها حذفت العنوان في نفس العدد الذي يوزع داخل الولايات المتحدة كنوع من العنصرية الثقافية. مضيفة ( طبعا، الناس في بلدي لا تعلم لأنه لم يصلهم الخبر) الذي لاحظته احدى زميلاتنا التي اشترت العدد من مطار ألمانيا. وأضافت أن الامور بدأت تتغير لأن الناس بدأت تستخدم وسائل الاعلام الاجتماعية بدل الشركات الاعلامية التي يسيطر عليها الموالين لاسرائيل، وبدأنا نلمس التغيير في أمريكا ولو أنه متأخرا عن العالم الا أن قطاره بدأ بالانطلاق، ونناضل اليوم بضراوة لتنظيم الناس ليحصل التغيير المنشود.
وتحدثت الناشطة آنا عن نشاطات الحركة في يوم النكبة. مقرة بأن هناك الكثير من الناس والمجموعات التي تتحدث عن فلسطين بصوت عالي، وتعمل على توزيع الصور والبوسترات، وتدير حملة عالمية واسعة وضخمة جدا تعمل تحت شعار( انهاء الاحتلال في فلسطين ). وقالت: بدوري سأركز حديثي على نشاطنا في الولايات المتحدة التي اصبحت الحملة تستحوذ على أقسام عدة في عموم مدنها.
وأردفت آنا :النشطاء المتضامنون لا ينتظرون، وبدورنا سنفعل ما لا يفعله الرئيس الامريكي أوباما، وبدأنا نخطوا خطوات متوازية مع سياسة الفلسطينيين، وفكرنا وتساءلنا، هل نخطو على هدي فتح أم هدي حماس؟! فوجدنا ضالتنا في النداء الفلسطيني في مقاطعة اسرائيل وسحب الاستثمارات منها، وفرض العقوبات عليها BDS. لقد وجدنا في النداء الفلسطيني ثلاث خطوات اتكئنا عليها في استراتيجية عملنا، وهي؛ انهاء الاحتلال، والمساواة الكاملة لفسطينيي العام 1948، والتأكيد على حق العودة.
وأضافت من الاسهل لنا مقاطعة أسرائيل مقارنة مع الذين يعيشون تحت الاحتلال، وما حملة المقاطعة الا كحجار الدومينو، آخذة بالانهيار، أخذت تضغط على اسرئيل مبتدأة بمقاطعة شركة كيتر بيلر( Caterpillar) ، التي تعمل معداتها وجرافاتها على هدم البيوت الفلسطينية والتي داست إحداها زميلتنا المناضلة راشيل كوري. وقالت المتحدثة: بدأنا الحملة بتثقيف الناس وفتح حوار معهم فيما يجري في فلسطين مبتدئين في حرم الجامعات وخاصة جامعة الشهيدة كوري، جامعة أولمبيا بواشنطن، والتي نظفت البضائع الاسرائيلية من حرمها، تبعتها كلية نيوهمشر التي قررت سحب الاستثمارات من الشركات التي لها علاقة مع الكيان الصهيوني، وهي نفس الجامعة التي كانت السباقة في سحب الاستثمارات من جنوب أفريقيا. مضيفة وكأن التاريخ يعيد نفسه.
ثم توجهنا للكنائس وبعدئذ للمؤسسات وأخذت الحركة في التنامي وفي فضح المنتجات الاسرائيلية، فسلطت الضوء على شركة ايهافا ( AHAVA ) وشركة موتورلا لاستخدام اجهزتها من قبل الجيش الاسرائيلي.
وشددت على مقاطعة الصندوق القومي اليهودي ( JNF ) الذي باعتقادها هّود فلسطين، وذكرت، على سبيل المثال لا الحصر، أن قرية صفورية، ، التي دمرت بالكامل ، فقد زرعوا مكانها الاشجار الخضراء لاخفاء جريمة التطهير العرقي هناك ولتغييب الذاكرة الفلسطينية والعالمية عن مسرح الحدث وحرمان الفلسطيني من حق العودة.
واضافت أن الشركة الفرنسية ( VEOLIA ) هي على قائمة المقاطعة لتوفيرها الكثير من منتجاتها في بناء المستوطنات والطرق الالتفافية، ومشاركتها في بناء سكة الحديد في القدس، والتي خسرت عشرات الملايين لفض عقودها نتيجة فضحها في بلدان اخرى. وقالت: يتم حاليا التركيز على مقاطعة صناعة الماس المشهورة به اسرائيل، وخاصة شركة ( LEVAVATE ) ومقاطعة شركة البت ( ELBIT SYSTEM ) المشاركة في بناء الجدار العنصري، وهي نفس الشركة التي بنت جدار بين المكسيك والولايات المتحدة، ويتم التركيز على هذه الشركة للربط النضالي بين ما يعانيه الشعب في أمريكا اللتينية وبين ما يعانيه الشعب الفلسطيني.
وعقبت الناشطة الاممية آنا، هذا فيض من غيض نشاطاتنا، ففي ستة سنوات أنجزنا ما أنجزته الحملة لجنوب أفريقيا بعشرين سنة، فالحملة تكبر وتكبر وبسرعة، لكني لا أجزم كيف تشعرون في مدينة نابلس، فالانتصارات مهما كانت صغيرة ، تُجن جنون اسرائيل، فنحن لا نركز فقط على المقاطعة الاقتصادية، فهي تسير بالتوازي مع المقاطعة الثقافية والاكاديمية والرياضية والفنية والموسيقية حيث رفض الكثير من الفنانين احياء حفلات داخل الكيان الصهيوني كالموسيقي كارلوس سانتانا وغيره. ونقوم حاليا بوضع الاعلانات على الباصات، ولافتات ضخمة في مناطق حساسة في المدن للتحريض ضد ارسال الضرائب الامريكية لإسرائيل ولدعم جرائم الحروب، وهناك حملة واسعة ضد ايباك. ومظاهرات واحتجاجات وعمل ارشيف لمجرمي حرب غزة ولبنان ..الخ
وأشارت الى وجود الكثير من المنظمات الشبابية اليهودية التي ترفع الصوت عاليا ضد الاحتلال، وضد الولاء لإسرائيل، مضيفة : بل ألمس تحول بين الشباب في دعم اسرائيل بعكس الجيل القديم، ويعمل الشباب اليهودي على موضوع كسر حق العودة لإسرائيل لاعتقادهم أن لا حق لنا لنصبح مواطنين في أرض الغير، وذكرت من تلك المنظمات اسم منظمة حركة غزة حرة ! وكان يوم 30/3/2011 ، ذكرى يوم الارض كان من أكبر النشاطات ل BDS
المتحدث الآخر في الجلسة هو الناشط الفلسطيني عبد الكريم دلبح منسق حركة التضامن تحدث عن السياق التاريخي لحركة التضامن التي اعتبر ولادتها ولادة طبيعية بمبادئ واقعية وبلا مقدمات ومؤتمرات ولجان تحضيرية، وبلا موازنات أو برامج ممولة، حيث ولدت من رحم الانتفاضة الكانونية بعد ان تداعى مجموعة من النشطاء الفلسطينيون والمتضامنون الدوليون لتجميع جهودهم المتناثرة وفق مبادئ أساسية، حددها المتحدث دلبح في فلسطينية القيادة، والمقاومة الشعبية اللاعنفية، وجماعية القرار. أما عن فعاليات الحركة فذكر؛ بتكثيف تواجد الناشطون بتوفير الحماية للفلسطينيين المهددة أراضيهم بالمصادرة واعتداءات المستوطنيين وهدم البيوت، وفعاليات ضد الحواجز الصخرية والترابية والحديدية على مداخل المخيمات والقرى والمدن، والتصدي للجرافات والآليات العسكرية وقت الاجتياحات وتجريف الاراضي والحقول لبناء جدار الفصل العنصري الذي تعتبره الحركة خطرا كبير، بل جريمة احتلالية واجراء عنصري استيطاني تدميري.
واشاد دلبح بنشطاء الحركة ووعيهم وبرسالتهم الاعلامية والانسانية التي دفعوا مقابلها دما فقدموا شهداء ، وجرحى، ومبعدين وسجناء، واهانات وتحقيقات. و لخص المتحدث رسالة المتضامنين في فلسطين المحتلة في تقاعس الحكومات والامم المتحدة عن تطبيق الاتفاقيات والقرارات القانونية الخاصة بما يجري في فلسطين وعجزها عن وقف ما يجري على الارض من جرائم اسرائيلية بحق الفلسطينيين وحمايتهم.

#أبو_زيد_حموضة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات