|
شَذرات - غير أدبية - : تأمُّلات إغترابية ...خارج مَنْفى المعنى !؟
عبد عنبتاوي
الحوار المتمدن-العدد: 3397 - 2011 / 6 / 15 - 19:01
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
(رسائل مفتوحة من المستقبل والماضي ..الى أبناء الحاضر ..)
تمهيد:
اُطِلُّ الى موتي من شُرفة الحياة، ومن ثنايا نَصّي ، بعدما فقدتُ العلاقة بالإتجاهات ، فغدوتُ ذاهباً في الإياب وآتياً في الذِهاب ..فأنا لستُ أنا ولا هو ، انا ابن الغِياب ، ورفيقي يُدعى الإغتراب ..وأنا بحرٌ بلا شواطئ حيناً ، وشواطئ بلا موانئ أحياناً .. أمْتَطي صَهْوَة العدم في سبيل الوصول الى المعنى ، فليس العدم سوى آخر المعاني وبدايات الغروب .. تساءَلتُ مرةً : لِمَ لا أفعل ما يفعله الآخرون ، فأعيش في تناسق مع بيئتي ومجتمعي وعصري وأتقبَّل في صمت ٍ "عدم التناسق" ، متجاهِلاً إيّاه باعتباره خطأ صغيراً في الحساب الهائل ؟! فسرعان ما أصابني الصُّداع ، وعدتُ الى رُشدي ، متناسِقاً مع ذاتي ,متناغِماً مع عقلي , مُبْحراً في قلقي ، منسجماً بتأمُّلاتي .. فقد قررتُ ارتشاف الحياة ، واخترت مساراتها الطبيعية والحقيقية ، حتى آخر قطرة موت ... ولا أدّعي هنا التمَيُّز ، ولا أصطنعه ، بل لا أحاول ذلك ولا أسعى إليه ، انما أدّعي ممارسة الحياة التي تستحقها أرض الحياة ، لكونها ارض البدايات والنهايات ....وما اكتبه لكم ، هو ما أقوله لي ، مُمْتَطِياً صهوة نَصّي ، مُبْحِراً في سفينةٍ ليست كباقي السفن ، فسفينتي لا تبحث عن شواطئ الآمان ولا تطمَح لإستقرار الإنسان ،لا شَغف الاُصولِ ولا فرح الوصول ... كما لا تدَّعي هذه الكتابة أنها خارج مساحات التأثُّر والتأْثير والتفاعُل ، بِمَنْأى عن التقليد والتبعيّة في المعنى والمبنى ، ولا تسعى لأنْ تكون شمال البوصَلة ويقين اتجاهاتها .. ففي أحشاء هذا النصّ ثَمّة قوة تدمير لذاته ، أو تجاوزها .. وليس كل ما فيه جديد ، فهنالك ما هو مُتجدِّد .. إنها كِتابة إنبِثاقية إنشِطارية، غير مُقَوْلبَة، تهدِف الى تحريك السَّاكن وتُحاوِل إنقاذ الحياة من براثِن الموت.. إنها شظايا رصاصات غير طائِشة تُدرِكُ مَراميها تماماً ، وتواصِل محاولة قتل الموت الذي فينا ومن حولنا، دونما تردُّد أو توقُّفٍ، ما دامتْ رائحة الموت تنبعث من سراديب حياتنا... * من المهم ان تَرى أبعد ، لكن الأهم أن تُريد أبعد وتحاوِل أبعد ... * ما كان الفكر يوماً ، إلا بحثاً عن دروبٍ جديدة للحياة وفيها ، فلا إنفصام بين دروب الفكر وبين دروب الحياة .. * إبحثْ عن المعرفة التحريرية ، تلك المعرفة التي تُحرِّر العقل وتُطلِق الوعي وتُفجِّر الإرادة، وتُجدِّد الحياة وترتقي بها .. * الفكر الحقيقي هو الذي يُلقي إطلالته في الارض البِكْر ، ويُشِعّ بنوره في مناطق الظُّلمة، ويجول في مساحات القَفْر.. * الإفراط في الحَذر والتنبُّه والتوازن يُقوِّض حركة العقل الإنسانيّ الحيّ ، وبالتالي يُحِد من قدرة الإرادة .. * في حين أن حياة الإنسان سريعة وقصيرة ، فإن حياة الحقيقة بطيئة وطويلة .. * ليس للحقيقة مَلامِح نهائية ، لأن الحقيقة ذاتها لانهائية .. * لا يمكن للحياة أن تتدفَّق بدون الحرية ،فالحرية شرط ضروريّ للحياة ووقودها ، فالحياة والحرية توْأمان لا ينفصِمان ، وتربطهما علاقة عُضْوِية .. * لا يمكن إدراك الوجود إلا بالحياة ، ولا يمكن الحياة إلا بالنمو الدائم ، ولا يمكن النمو إلا بالقُدرةِ .. * الوَسَطية والنِّصفية ..لا يمكن لهما ان تصنعا تاريخاً، ولا مُستقبل او حياة لهما .. * كل ما هو هام وحاسم وتاريخيّ ، إنما نَشأ وكان رَغماً عن الظروف ، وخارج مَسار الواقع ، وبالرغم من "السِّياق التاريخيّ ".. * لا يوجد شيء مُستحيل ، بل يوجد اشخاص غير قَديرين .. * علينا أن نختار في حياتنا ومن أجلها ، بين ما صُمِّمَ لنا بالعادة والموروث ، وبين ما نريده ونُصَمِّمه لأنفسنا ، بالوعي والإنتقاء والإرادة ، كأفرادٍ أولاً ومن ثم كجماعة .. * غالِباً ما تكون الإنتماءات الموروثة مجرّد مُعتقلات وليست مُعتقدات .. * الحياة أقوى من أن تُصَادَر، عند الإنسان الطبيعيّ .. * الإنسان الحقيقيّ هو مَنْ يمنح المكان معنى والزَّمان قيمة .. * لا حياة بدون حرية ، ولا حرية بلا حياة .. * لا تتحرر الاوطان بدون حرية الإنسان ، ولا حرية للإنسان بدون تحرير الأوطان .. * لا حرية بلا سِيادَة ولا سيادة بغير إرادة .. * ليس كلّ تغيير هو نموّ بالضرورة ، لكن كلّ إرتقاء هو نمو بالسَّيرورة .. * تَنَاوَلْ الأحداث الحارَّة بعقل بارد ، وتَعامَل مع القضايا الباردة بعقل حارّ .. * الثورات الحقيقية ليست تلك التي تُحْدِث تغييراً في النظام السياسي فحسب ، إنما في المنظومة الإجتماعية والأخلاقية والقِيَمية والفكرية والثقَافية للمجتمع ، وفي المَفاهيم ومعانيها ، وبالتالي في مَناهج الحياة ومَناحيها .. * الثورات التي لا ترفَع الحِجاب عن عَقل المجتمع وأفراده ، ولا تُحفِّز الإرادات ولا تحرر الأفراد والحاضر ، من سَطْوة الماضي ، إنما هي وَهْم ، سرعان ما يتبدّد في أول لحظة مواجهة مع المستقبل .. * الثورات التي لا ترتقي بالشعوب ، وتدفعها نحو الأمام ، إنما هي فَوْرات شَعْبَوِية تحطّ من قَدْر الإنسان .. * بين خَيارَي المقاومة والديمقراطية ، أختارُ المقاومة بدون تردّد ..لأن المقاومة هي طريق الحرية والتحرّر، في حين أن الديمقراطية هي مَنفى الأحرار .. * المقاومة ، بكونها تمرُّد على ألامر الواقع ، إنما هي قيمة عُليا في رصف الطريق نحو القيمة الأعلى ، وهي الحرية .. * المقاومة ضرورة أخلاقية وقِيَمية عندما تغيب الحرية .. * هل يكون شعار الثورة الكَوْنية القادمة ، ضد النظام الكَوْنيّ المُتَخيَّل : الإنسان يريد إسقاط "الله" ..؟! * تسقط الثقافة حين تتحرّك ، ويتحرّك أصحابُها ، وِفق إيقاع سُوقيَّة قانون العَرْض والطلب .. * ما كان الغُرابُ غريباً لولا النظرات الغريبة إليه .. * بمقدورِكَ أن تُحَوِّل الخطر الى فرصة جديدة ، والفرصة الى انطلاقة مُتجدّدَة .. * الصّراعات والتحديات تستخرجُ مِنْكَ الأفضل ، فلا تتجنّب المواجَهات ، وكُنْ دائماً على استعداد .. * إبحثْ عن الحياة ومارِسها خارج إيقاع "الله" ، وخارج وجوده .. * إنَّ "الله" خارج سياق الطبيعيّ ، وبالتالي فهو خارج نِطاق العقل ، وهو بالضرورة خارج تدفُّق الحياة ..إذن فهو خارج حدود الأخلاق والقِيَم الإنسانية .. * اللجوء الى "الله" هو هروب من الحياة وضروراتها وتحدِّياتها ، وتَنصُّل من مسؤولياتها وخياراتها .. * ما كانت الإنسانية يوماً شأناً إلهياً ، لكن الأُلوهية كانت دَوْماً شأناً بشرياً .. * لَمْ أكُن صِبيانِياً بما فيه الكِفاية ، حتى أعتقد بما يعتنقه الناس .. * الخطر الداهم على الوجود الإنسانيّ يَكمُن في تَنامي الكمّ واُفول النَّوعِ ، وغِياب التساؤلات الكُبرى .. * يعتقد الإنسان واهِماً أن نَسْلَه هو موروثه للإنسانية ، دون أن يدري أنه بذلك إنما يقضّ مضجعها ويُهدد مُستقبلها .. * العَقَبة الأساسية أمام تطور الإنسان وارتقائه ، هو الإنسان نفسه .. * لا يمكن الرِّهان على الإنسان الراهن في مواجهة تحديات المستقبل ، وفي سبيل الإرتقاء.. * إن ما يُحدد قيمة الإنسان هي قِيَمه ، فبقدر ما ترتقي القِيَم نحو الوجود والموجود والحياة والإرتقاء ، بتناغمٍ مع قوانين الطبيعة ، ترتقي قيمة الإنسان وتسمو قامته .. * التاريخ كما الله : إنه صناعة بشرية ، في عملية الصراع اللانهائيّ على قيمة الإنسان ، وجوده وماهيّته ، ومعنى الحياة ومَداها .. * إن الذين يتمسكون بقوانين البشرية ، تلك القوانين التي لا تنتمي الى عالم الإنسانية وطبيعتها ، إنما هم يعملون بالفعل ضد الإنسان .. * يمكن للمعاناة والالم ان يكونا رافعة ، لِمَنْ يهوى صعود القِمَم .. * حيثما يكون النَّقصُ أكون ، لأنني أبحث عن الكَمال ... * عجبتُ فيمَن يعتقدون بالداروينية ، والاُصول المادية – الطبيعية ، للنشوء والإرتقاء والإنتخاب الطبيعي وبقاء الأفضل ، كيف يُهَلِّلون للمساواة والديمقراطية ..!؟ * تَقَبُّل العادات والتقاليد بالنقل الموروث ، وليس بالعقل المحروث ، إنما يعني أن الأحياء أموات وليس الأموات أحياء .. * الديانات : مَهْد الأموات ولَحْد الأحياء .. * أكثر السِّمات بشريةً ، وأكثرها بُؤساً ، هي هروب الإنسان من ذاته .. * لا يمكن للإنسان ان يتحرر من عبوديته للتكنولوجيا ، إلاَّ بتحرير التكنولوجيا ، وإعادتها الى دورها الوظيفيّ .. * عندما لا تكتمل الأجْوِبة ، تزدادُ الاسئلة إلحاحاً وإزدحاماً .. * لّمْ يكتمل بَعْد النمو الجسدي والعقلي والنفسي والسلوكي للإنسان ، فهو ما زال في مراحل البناء وفي طَوْر التكوين ، فالإنسان الراهن ما هو إلاَّ مرحلة من مراحل النمو الطبيعي ، في مسيرة الارتقاء نحو القِمّة اللانهائية ، أو الهاوِية .. * التاريخ ، في جوهره ، كما الإبداع، صناعة فردية وليس مَنتوجاً جَمْعياً.. * الوعي الاراديّ ، كما إرادة الوعي ، يستطيعان معاً تَسريع حركة التاريخ وصناعة المستقبل .. * الإعتدال في التفكير أساس السَّكينة والرُّكود ، ومَبْعَث تحويل النهر الدافِق الى مُستنقعٍ آسِن .. * لا شَك ، أن الشكّ هو مفتاح اليقين الإفتراضيّ ، وأنه المَدْخَل لِتلَمُّس الوجود والموجود ، فبدون الشك تغدو الحياة والأشياء وَهْماً .. * من البُؤس اختزال الإلحاد في مفهوم اُحاديّ البُعد والإتجاه .. * العلمانية ، كَمَنْزِلَةٍ بين منزلَتَيْن ، وَمَكانَةٍ بين نقيضَيْن ، ليست موقفاً ولا حلاً إنما تَسْوِيَةً . * الجهل والتخلُّف ، كما الخوف والضعف ، لا يُمكن أن يُنتِجا إلا ذاتهما ، وهما الوجه الحقيقي للموت .. * ما فَتِئ العلم والتعلُّم أن حُوِّلا ، في عصر " الحداثة " الوهمية ، الى غاية نهائية ، او الى وسائل لا نهائية ،واُبْعِدا عن كونهما مِعْوَلاً للحفر والبحث والتجدّد والاِرتقاء بالحياة وفيها .. * حين تتحقق الأهداف والغائيات الكُبرى ، ينبغي ان تتحوَّل بتحقُّقِها الى انطلاقة ارتقاء نحو أهداف وغائيات أكبر .. * الحب يعني ممارسة الحياة في المساحات الخَطِرة ،وفيه يَكْمُن المَكنون ،من عقلٍ وجنون . * يتمزَّق التاريخ وتتبعثر الحياة في جغرافيا المرأة وعلى تضاريسِها .. * السعادة الجنسية من أهم مَصادر السعادة الإنسانية .. * إبحثْ عن مِرْآةٍ تعكس حقائق الاشياء وجوهرها ، لا صورتها ومَظاهرها .. * كثيرٌ من الموسيقى يُلْهِمُ عقل الإنسان .. * لا تخلو الحركة الصامتة من صوت ، لها وَقْعها وإيقاعها ، كما يمكن للصوت ان يكون صورة مَرْئية ، له مَظْهر وتَمَظْهُر .. * العمر هو نوعية الزمن الذي تَحيا وتُنْتِج ، لا كمية الوقت الذي تَعيش وتُخْرِج .. * أعْطِني قليلاً من الموت لأمنحَك كثيراً من الحياة .. * الزمن هو سيف الحياة ، كما هو سيف الموت .. * بين دَفتيّ الحياة والموت يقف التمرُّد ، المُدْرِك والمُدرَك ، كمِعْوَلٍ يشقّ الطريق نحو المستقبل والإرتقاء .. * كلّما امتلأتُ بأسباب الحياة اقترَبَ موعد الرّحيل .. * الصمتُ هو صَدى الكلام الذي لم يُقَل , وهو إيقاع الأصوات التي لم تُسْمَع , وإرتداد الأفكار التي لَمْ تُكْتَب ...
حزيران – 2011 / الجليل
#عبد_عنبتاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
شذرات -غير ادبية- - تأملات اغترابية - وصايا غير لاهوتية
-
في المسأَلة العلمانية، كمَنْزِلَةٍ بين مَنْزِلَتَيْن..
المزيد.....
-
قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا
...
-
العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي
...
-
مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى
...
-
مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
-
الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد
...
-
لبنان: المقاومة الإسلامية تستهدف ثكنة زبدين في مزارع شبعا
...
-
تزامنًا مع اقتحامات باحات المسجد الأقصى.. آلاف اليهود يؤدون
...
-
“عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي
...
-
شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه
...
-
الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام
...
المزيد.....
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
-
جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب
/ جدو جبريل
-
سورة الكهف كلب أم ملاك
/ جدو دبريل
-
تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل
...
/ عبد المجيد حمدان
-
جيوسياسة الانقسامات الدينية
/ مرزوق الحلالي
-
خطة الله
/ ضو ابو السعود
المزيد.....
|