أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - محمود حمدى ابوالقاسم - الثوار والحكام .. مواجهة فى عالم متغير















المزيد.....

الثوار والحكام .. مواجهة فى عالم متغير


محمود حمدى ابوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 3388 - 2011 / 6 / 6 - 18:55
المحور: اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن
    


العالم يتغير بسرعة مذهلة نحن فى قلب كل حدث، من لا يملك التفاعل سيبقى خارج إطار هذه المنظومة العالمية، هذه هى سمات عالمنا اليوم السرعة والتواجد والتفاعل، ورغم الرهان الكبير على حالة السكون التى كانت تسيطر على واقعنا الاقليمى واعتبارنا شعوب خارج إطار التاريخ أو بالأحرى شعوب قد ماتت، إلا أننا تفاعلنا وانبعثت فينا روح جديدة إنها لحظات فارقة فى تاريخ الشعوب العربية التى تقف على أبواب المستقبل، لقد قام شبابنا الذى احتك بالعالم عبر شبكات التواصل الاجتماعى والوسائط المتعددة فى العالم الافتراضى أن يشكل ساحة سياسية موازية يمارس فيها قيم الحرية والديمقراطية بعدما غابت كل هذه القيم عن الساحة الواقعية، فهناك رأى عام غير منظور قد تشكل، لقد تفوق شباب ألعاب الفيديو جيم والشات من كان يظن أن هؤلاء سيكونون هم شرارات الثورة؟، لقد نظرنا إليهم كثيرا باحتقار. لقد حققوا ما لم يكن يستوعبه العقل منذ شهور.
لقد استفدنا من حركة التاريخ استفدنا من التطور البشرى الذى صاغ قيم عالمية تمثل معالم طريق فى مسار التقدم والرقى الذى طمحنا إليه، لقد تبادل الشباب الأفكار لقد ناقشوا الواقع وانتقدوه ليس هناك امن دولة ولا معتقلات بالصورة نفسها والتهديدات الموجودة فى الواقع الفعلى، بل هناك حالة سيولة وتبادل للمعلومات هناك ثورة وحالة تعبئة نفسية فى فضاء غير منظور.
وهناك لحظات انفجارية فى الواقع فلحظة إحراق بوعزيزى لنفسه مثلت الفرصة الملائمة لحدوث حالة ربط بين واقعين افتراضى وواقعى يمثل فيه الشباب عنصر مشترك لقد انفجر الكبت وتحولت حالة التعبئة الافتراضية إلى حركة ميدانية لمواجهة طغيان قوى الواقع، بوعزيزى ليس فى تونس وحدها بوعزيزى مشهد متكرر فى كل الثورات العربية، هو نموذج حى أمام الشعوب لتدرك أنها تستطيع، ليت بوعزيزى يرى كم أن عجزه عن رد الإهانة والدفاع عن كرامته قد تحول إلى إرادة لا تغلب، إرادة لم تقتص له فحسب بل اقتصت لكل الشعوب المقهورة التى ترزخ تحت نير الاستبداد منذ عشرات السنوات.
النيران التى كان وقودها جسد بوعزيزى تعبير عن فيضان طاقة الغضب عن أن يتحملها اى عقل أو جسد، الثورات ثورات كرامة والحرية أتت فى السياق لأنها هى الضمانة لصون تلك الكرامة وحماية حق الإنسان فى الحياة الكريمة، الثورات العربية لن يتوقف تأثيرها جغرافيا أو زمنيا بل ستمتد لتخرج خارج الإقليم، ويا حبذا لو نجحنا فإن تأثيرها سيزداد. إننا نقف عند أبواب مرحلة تاريخية جديدة. نحن أمام عالم جديد يتشكل تبزغ فيه قوى جديدة نفوذ الولايات المتحدة يتراجع إنها لا تملك حلولا لكل المشكلات ربما ستدافع عن مصالحها وهى لديها القدرة الفائقة على ذلك لكن قدرتها على النفاذ إلى أماكن كثيرة أصبح محدودا، هناك قوى وتجمعات إقليمية أصبح لديها استقرار اقتصادى مكنها من بعض الاستقلال فى القرار السياسى.
اليوم يبدو العالم العربى فى حاجة إلى أن يكون موجودا، لقد شعر به العالم وهو يثور لكننا بحاجة إلى أن يرى العالم إسهاماته، نحن لدينا فرصة تاريخية خصوصا أن لدينا إمكانيات هائلة لا بد ألا نقف حيارى. ليس الطريق صعبا. إنها الحرية إنها العدالة والمساواة إنها حكم الشعب لنفسه إنها الحضارة بمعناها الموسوعى الشامل لكافة الإسهامات الايجابية للإنسان فى كل جوانب الحياة، فى النهاية إنها جملة القيم الإنسانية التى نُسجت بفعل إسهامات الشعوب عبر موكب الزمان، إنها القيم التى تغزو العالم والتى رفع شعاراتها الثوار فى الميادين حتى بثت الصورة فأصبحت الثورة فى زمن قياسى فى نفس اللحظة جزء من التفاعل العالمى باعتبارها ترفع شعارات معبرة عن القيم العالمية التى تملك الكثير من المدافعين عنها. إنها ثورة شعب صغير تتحول أمام أعيننا إلى ثورة إنسانية بحجم من يتعاطفون معها ويتبنون مطالب ثوارها، من يملك أن ينحاز للاستبداد على حساب الحرية من يملك أن ينحاز إلى فرد فى القصر على حساب شعب فى الميدان، من يملك أن ينحاز إلى الضحية على حساب الجلاد، إن أعتى قوة فى العالم لم تكن تملك أن تساير حركة شعوب المنطقة أو أن توجه حركة الثورة فى اى اتجاه. لقد نصب الثوار بسرعة البرق معادلة غاية فى الصعوبة دون إعداد مسبق جسدت الصراع فى صورة أقرب إلى مواجهة بين طرفين تحسم من خلال تجميع النقاط. كان التخطيط لحظى وثورى الميدان فى مواجهة القصر، العدل فى مواجهة الظلم، التغيير فى مواجهة الجمود، لا يملك احد إلا أن يرى ما يراه الشعب.
العالم يتحدث عن الثورات العربية يشاهد أحداثها على الهواء والحكام العرب لا يزالون خارج إطار الواقع بتحولاته وتغييراته العالم منبهر بتحضر الشعوب الثائرة، والحكام العرب يصفون الثوار بالجرذان والخارجين على القانون، إنهم ليسوا جزء من منظومة الأفكار والقيم العالمية إنهم يبررون للاستبداد إنهم يتهمون الشعوب بالغباء وعدم حقهم فى المطالبة بالحرية لأنهم لا يستطيعون حسن الاختيار يبدو أنهم لم يفهموا بعد أو يفهمون متأخرا كما فهم بن على، لم يحسب المستبدون العرب لهذا اليوم حسابا لم يخيل أليهم أن الشعوب فى غفوة وليست ميتة، ليس أمام المستبدون خيارات لذلك فهم مرتبكون هم فقط يدركون أن كل المسارات سواء السقوط أو التنازلات لن تؤدى إلا إلى نهاية وحيدة ومعروفة، لم يعد يقف خلفهم احد لا يملكون سوى قوات أمن منتفعة وأموال منهوبة، التغيير قادم هم يقفون أمام عجلة التاريخ هم جزء من الماضى حتى الحاضر أصبح لا مكان فيه لأحدهم، أين يمكن أن يذهبوا إن أسماءهم تمحى من كل شارع ومن كل ميدان تماثيلهم تحطم وتقرع بالنعال، حتى التاريخ يلفظهم يأبى أن يُبقى لهم ذكرى إلا فى صفحات الكتب المظلمة.
لقد لعنوا الثوار وها هى صور شهدائهم تزين الشوارع ووسائل الإعلام، لقد أصبحوا فى ضمير الأمة فى عقول أبنائها وقلوبهم، فليجيبنا احدهم كم تساوى سنوات ملكه بعدما دوت فى الميادين والشوارع شعارات الشعب وهتافاته ضد احدهم بالسقوط والاتهام بالخيانة والسرقة، كم تساوى لحظات الانكسار، هل نفعتهم التبعية والانسياق فى منظومات ضد مصالح شعوبهم، هل أغنت عنهم أموالهم من شعوبهم شيئا، انه درس التاريخ، لقد سقط بعضهم ولا زال يقاوم السقوط آخرون لكنهم لا محالة ساقطون فهموا أم لم يفهموا، لن يتعلم الدرس الباقون إنها شهوة السلطة إنها حالة الاغتراب عن الواقع عن حركة التاريخ هم لا يملكون أن يكونوا جزءا من منظومة القيم والأفكار العالمية، الشعوب تستطيع لكنهم لا يستطيعون هم اختاروا الماضى يفضلون امتطاء الجمال على قيادة الكمبيوتر.
كيف سيواجه هؤلاء ثورة أنتجت شباب فى مقتبل العمر يضحى بحياته من اجل حياة حرة كريمة دون أن يعبا بالموت تحت قنص الرصاص الحى والاعتقال وربما الاختفاء القسرى، فى مواجهة سلاطين فى آخر العمر على بعد خطوات من الموت يتمسكون بالاستبداد إلى آخر لحظة وحتى آخر رمق، ليس من المنطقى أن تصمد تلك الشيخوخة السنية والفكرية فى مواجهة تلك الحركة الشابة المتطلعة إلى كل ما هو جديد. الشعوب قطعت خطوات نحو المستقبل هى لا تنظر تحت أقدامها هى متطلعة إلى طموح وأمل لا محدود هى تنشد حرية وعدالة وديمقراطية.
العالم يسير والشعوب تلهث ثائرة لتلحق به وهؤلاء الحكام متوقفون العالم يتطور وهؤلاء متخلفون، لقد نزع عنهم لباسهم فى لحظة تاريخية هامة، إنهم لا يجدون أوراق التوت ليستروا بها عوراتهم، لم تنفعهم إسرائيل ولن تنفعهم غيرها، ضحت بهم أمريكا لأنه لم يعد يملكون ما يعطوه إياها، لقد ذهب الامريكان إلى الإسلاميين يحاورونهم ولا يمانعون أن يكونوا فى السلطة لقد انتهت فاعلية الفزاعة الإسلامية، هناك تفكير جديد هناك عدم اعتراض على فتح المجال أمام الإسلاميين ليخوضوا الاختبار الصعب. الرشوة المالية لن تخمد نار الثورة لن تنفع الاستشارات لن تجدى محاولات الاحتواء لقد بدأت تونس وحاول كل على طريقته أن يحمى نفسه من السقوط وسقط مبارك وسقطت نظرية الفوضى معه، وسقط على صالح وترك خلفه اختبارا صعبا لشعبه. القذافى اختار مسارا مختلفا فجر الصراع الداخلى لكن أين هو وما مصيره؟؟، حتما سيسقط. بشار متحجر قتلته عصابة أبيه يحاول أن يفلت من لحظة النهاية سقوطه سيجعل من سرعة عملية التغيير على المستوى العربى مذهلا الأصدقاء والأعداء يريدون بقائه أو تهذيب خياراته، لكن الجميع لا يدرك إنها كلمة الشعوب هى قائلتها.
التاريخ يتشكل أمام أعيننا يجب ألا نخاف يجب أن نتفاءل يجب ألا نقع فى فخ الخلافات الفرعية والهامشية، لقد انتهى زمن الحاكم الفرد، لقد انتهت الوصاية على مقدرات الشعوب وخياراتها، لقد أمتلكت الشعوب زمام المبادرة قد شرعنت حقوقها فى الحرية والتعبير عن الرأى والتظاهر عبر الممارسة الفعلية لقد سقطت الدماء ومن المستحيل على ما يبدو فى هذه اللحظة التاريخية أن الشعوب ستجعلها تذهب سدى، الشعوب ستنتصر، الدور القادم على الملكيات والسلطنات التى لا تفهم إنها تحاول محاصرة تمدد حركة الشعوب ووقف تقدم حركة التاريخ، مساكين هؤلاء الحكام العرب لا يملكون حلولا لمواقفهم الصعبة وليسوا بمنأى عن تسونامى الحرية والكرامة العالمى.






#محمود_حمدى_ابوالقاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإصلاح في البحرين بين المشروعية والطائفية
- سوريا .. انتفاضة الشعب وشرعية النظام


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- الفساد السياسي والأداء الإداري : دراسة في جدلية العلاقة / سالم سليمان
- تحليل عددى عن الحوار المتمدن في عامه الثاني / عصام البغدادي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اراء في عمل وتوجهات مؤسسة الحوار المتمدن - محمود حمدى ابوالقاسم - الثوار والحكام .. مواجهة فى عالم متغير