أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - احتلال ابيي وخطر العودة لمربع الحرب.















المزيد.....

احتلال ابيي وخطر العودة لمربع الحرب.


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3377 - 2011 / 5 / 26 - 22:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    



لم تكن الأحداث الأخيرة في ابيي التي ترتبت عليها خسائر بشرية ومادية مؤسفة مفاجئة لأحد، فهي نتاج لفشل الشريكين في تنفيذ اتفاقية نيفاشا رغم مرور ست سنوات علي توقيعها. لقد اكدت السنوات العجاف الماضية من عمر الاتفاقية: أنه حتي انجازها الوحيد وهو وقف نزيف الدم، بات في مهب الريح، بعد أن أطل خطر الحرب برأسه من جديد، بعد الاحتلال الأخير لقوات حكومة الشمال لابيي، اضافة لاستمرار ذلك الخطر بعد اعلان انفصال الجنوب بعد التاسع من يوليو 2011م، وبالتالي أصبحت النتيجة تمزيق وحدة البلاد دون كسب السلام المستدام، بل زاد خطر المزيد من تمزيق ماتبقي من البلاد نتيجة سياسات المؤتمر الوطني المدمرة التي قادت الي انفصال الجنوب.
جاء توقيع اتفاقية نيفاشا وبقية الاتفاقات( القاهرة، ابوجا، الشرق،..) نتيجة لمقاومة الحركة الجماهيرية وضغط المجتمع الدولي. ولكن كما أشرنا لم يتم تنفيذ الاتفاقية: بالغاء كل القوانين المقيدة للحريات وتحقيق التحول الديمقراطي الذي يكفل الديمقراطية واستقلال القضاء ، ومبدأ سيادة حكم القانون، وتحقيق قومية الخدمة المدنية والعسكرية ، واصدار قرار سياسي لتسوية أوضاع المفصولين تعسفيا، ورد المظالم ومحاسبة كل الذين ارتكبوا جرائم في حق الوطن، وقيام انتخابات حرة نزيهة تفتح الطريق لقيام استفتاء حر نزيه يعزز خيار وحدة السودان.
وكان مطلوبا لنجاح الاتفاقية أن يحس الناس بتحسن في احوالهم المعيشية ، وتوفير احتياجاتهم الأساسية في: التعليم والعلاج والخدمات والسكن..الخ. ولكن حدث العكس فقد تدهورت اوضاع المواطنين والكادحين في الشمال والجنوب ، ولم يذهب جزء من عائدات البترول التي بلغت اكثر من 52 مليار دولار الي دعم الزراعة والصناعة وخدمات التعليم والصحة وبقية البنيات الأساسية في الشمال والجنوب، بل لم يتم صرف استحقاقات ومتأخرات مرتبات العاملين كما يتضح من موجة الاضرابات الكثيرة للعاملين مثل اضراب الأطباء الأخير، وتدهور الخدمات مثل انقطاع مياه الشرب والتي ادت الي موجة المظاهرات والاعتصامات الأخيرة لجماهير بعض الأحياء في العاصمة القومية.
لقد كان الخلل أيضا في ثنائية الاتفاقية واستبعاد وتهميش شعب السودان ممثلا في قواه السياسية ومنظماته المدنية، وخاصة أن الاتفاقية تناولت قضية أساسية تتعلق بمصير السودان ووحدته. اضافة لجوانب الخلل الأخري فيها التي عمقت وكرّست النزعة الانفصالية مثل: تقسيم البلاد علي أساس ديني، وقيام نظامين مصرفيين، واقتسام عائدات البترول (50% لحكومة الشمال، و50% لحكومة للجنوب)، والصراع حول عائدات النفط وعدم الشفافية حولها.
فضلا عن أن الاتفاقية كرّست الصراع بين الشريكين، وهيمنة المؤتمر الوطني في الحكومة المركزية والمجلس الوطني من خلال الأغلبية الميكانيكية، واعادة انتاج الشمولية والقهر والتسلط عن طريق تلك المؤسسات، مما كان له الأثر في في تكريس الوضع الحالي الذي تم فيه تزوير الانتخابات العامة وانفصال الجنوب وتزويرانتخابات جنوب كردفان واحتلال ابيي مما يهدد بالعودة الي مربع الحرب.
وفيما يتعلق بأزمة ابيي الحالية فهي نتيجة لفشل تنفيذ الاتفاقية فيما يتعلق بعدم تنفيذ "بروتكول ابيي" الذي اقترحه السيناتور "دانفورث" بعد اشتداد الخلاف حول ابيي في مفاوضات نيفاشا، ووافق عليه الشريكان، واصبح ملحقا باتفاقية السلام الشامل، نتيجة رفض المؤتمر الوطني لتقرير الخبراء. وحتي بعد أن ارتضي الشريكان محكمة العدل الدولية في لاهاي حكما في النزاع حول حدود منطقة ابيي، لم يلتزم المؤتمر الوطني بحكم المحكمة. اضافة الي خطأ الحركة الشعبية التي اعلنت تبعية ابيي في دستور الجنوب، قبل اجراء الاستفتاء الذي كان مقررا له في 9 يناير 2011م، بل حتي لم يصدر قانونه. اضافة لتصريحات الرئيس البشير التي دقت طبول الحرب والتي أعلن فيها من جانب واحد في خطابه في المجلد أثناء دعمه لحملة أحمد هارون الانتخابية أن " ابيي شمالية وستظل شمالية ، ان لم تكن عن طريق صناديق الانتخابات، فعن طريق صناديق الذخيرة ". اضافة الي قفل الحدود بين الشمال والجنوب ومنع المواد التموينية عنه. اضافة للانفلاتات الأمنية في المنطقة مثل: حرق القري وموت العشرات من السكان ونزوح الالاف منهم، كل هذه التراكمات الكمية أدت الي الانفجار النوعي الحالي.
وجد احتلال ابيي استنكارا واسعا من أحزاب المعارضة السودانية والمجتمع الدولي التي طالبت بتجنب العودة للحرب مرة اخري، كما يتضح من البيانات التي اصدرتها الأحزاب والدول الراعية للاتفاقية وغيرها.
ويبقي من المهم حل القضية عن طريق الحكمة والتفاوض والحوار، اضافة للعامل الحاسم وهو ضغط الحركة السياسية والجماهيرية في الشمال من أجل اجبار قوات الحكومة علي الانسحاب حتي لاتتجدد الحرب مرة أخري، وسد الطريق أمام المؤتمر الوطني التي تحاصره أزماته الداخلية ونهوض الحركة الجماهيرية ، والذي يحاول الهروب منها الي الحرب، واستغلال اجوائها لمصادرة الحقوق والحريات الديمقراطية وفرض الدولة الدينية الظلامية في الشمال، والمحاكمات الفكرية والسياسية لكتاب الرأي مثل: محاكمة د. عمر القراي والتي وجدت استنكارا واسعا من الرأي العام المحلي والعالمي. وهذا يؤدي الي المزيد من التدهور وتمزيق ماتبقي وحدة البلاد.
ان الوضع الحالي يتطلب التصدي الجاد لحل قضايا مابعد الانفصال ( ابيي، ترسيم الحدود، البترول، مياه النيل، الجنسية والمواطنة، ديون السودان،..الخ)، وبناء اوسع جبهة من أجل اسقاط النظام وقيام حكومة انتقالية تتصدي لقضايا الوطن الضاغطة والتي تتلخص في: تحسين الاوضاع الاقتصادية والمعيشية، وحل قضايا مابعد الانفصال، وتحقيق التحول الديمقراطي بالغاء كل القوانين المقيدة للحريات، وعقد المؤتمر الدستوري الذي يحدد شكل الحكم في البلاد، والاشراف علي محادثات قبائل ابيي، ومتابعة نتائج المشورة الشعبية في جنوب النيل الأزرق ، وقيام انتخابات حرة نزيهة في جنوب كردفان بعد الغاء نتائج الانتخابات المزوّرة الحالية تتبعها آلية جديدة لاستطلاع آراء سكان المنطقة، والحل الشامل والعادل لقضية دارفور، ومعالجة الوضع المتدهور في شرق السودان، ومنع تجدد الحرب بين الشمال والجنوب ، وقيام شراكة استراتيجية بينهما تفتح الطريق لاعادة توحيد الوطن علي أسس طوعية وديمقراطية علي أساس دولة المواطنة التي تسع الجميع، والاشراف علي اجراء انتخابات عامة حرة نزيهة جديدة في نهاية الفترة الانتقالية.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا عاصم للنظام الفاسد من طوفان التغيير
- فترة جديدة من المد الثوري في المنطقة العربية.
- حول مقتل أسامة بن لادن
- في ذكري أول مايو: المتغيرات في تركيب الطبقة العاملة السوداني ...
- انتفاضة شعب السودان: مهما تأخرت فانها آتية.
- ماهي ابعاد ضربة بورتسودان؟
- في ذكري انتفاضة ابريل 1985م: التجربة والدروس.
- الاتفاقات مع النظام: هل هي المخرج؟
- وتستمر المقاومة رغم التهديد والوعيد
- تصاعد المقاومة للنظام وسؤال البديل.
- سياسة القمع والارهاب مصيرها الي زوال.
- في ذكري 8 مارس: بأي حال عدت ياعيد؟
- ثم ماذا بعد انفصال الجنوب؟
- التحولات في تونس ومصر: دروس وعبر.
- الثورة المصرية وتجليات الصراع الطبقي
- فلنتضامن مع ثورة الشعب المصري.
- ماهي دلالات الثورة التونسية؟
- توفرت كل عوامل انهيار النظام
- قبل ساعات من الاستفتاء
- ذكري الاستقلال ونذر تفكك السودان.


المزيد.....




- بالتعاون مع العراق.. السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية ...
- مسؤول إسرائيلي حول مقترح مصر للهدنة في غزة: نتنياهو لا يريد ...
- بلينكن: الصين هي المورد رقم واحد لقطاع الصناعات العسكرية الر ...
- ألمانيا - تعديلات مهمة في برنامج المساعدات الطلابية -بافوغ- ...
- رصد حشود الدبابات والعربات المدرعة الإسرائيلية على الحدود مع ...
- -حزب الله-: استهدفنا موقع حبوشيت الإسرائيلي ومقر ‏قيادة بثكن ...
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- طعن فتاة إسرائيلية في تل أبيب وبن غفير يتعرض لحادثة بعد زيار ...
- أطباق فلسطينية غيرتها الحرب وأمهات يبدعن في توفير الطعام


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - تاج السر عثمان - احتلال ابيي وخطر العودة لمربع الحرب.