أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هيبت بافي حلبجة - الثورة ... ومفهوم الشباب ( الحالة السورية )














المزيد.....

الثورة ... ومفهوم الشباب ( الحالة السورية )


هيبت بافي حلبجة

الحوار المتمدن-العدد: 3377 - 2011 / 5 / 26 - 14:03
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


في كل مرحلة من مراحل التاريخ تنبثق حيثيات جديدة قد لاتعجب بعض الشخصيات ، ولا بعض الأتجاهات ، ولابعض المنغلقين ، ولا بعض المتشددين والمتخلفين ( بالمعنى المعاصر ) ، إنما هي تعجب بالتأكيد القسم الأعظم من شرائح المجتمع ، والأغلبية العظمى من كل فئات الشعب . ومن هذه الحيثيات مفهوم – الشباب – الذي يروق لنا جداُ مضمونه ومقوماته ، والذي يروق لنا أيضاُ أن ننحني إجلالاُ وإكباراُ له ، لإنه قد بلغ فحوى السمة السائدة . وهذا ما يسوقنا على إنه قد صدق من قال – إن جميع كتابات جبران خليل جبران تدعو إلى التفكير العميق ، فإن كنت تخاف أن تفكر فالأجدر بك ألا تقرأ جبران – وهاهو يقول في مؤلفه دمعة وأبتسامة – أنا لاأبدل أحزان قلبي بأفراح الناس ، ولا أرضى أن تنقلب الدموع التي تستدرها الكآبة من جوارحي وتصير ضحكاُ . أتمنى أن تبقى حياتي دمعة وأبتسامة ، دمعة تطهر قلبي وتفهمني أسرار الحياة وغوامضها ، دمعة أشارك بها منسحقي القلب ، وأبتسامة تكون فرحي بوجودي . أريد أن أموت شوقاُ ولا أحيا مللاُ – وأنتم يامن أخشى أن أوسمكم بمسميات ( الأشاوس والهراقلة ) ، ياشباب الثورة ، وأكون قد بخست حقكم في أرجاع الحياة إلى الزمن ، والدفء والسكينة إلى المكان ، والحفيف إلى أوراق الأشجار ، والأمطار إلى الغيوم ، لآنكم قد ملكتم قلباُ صباه الوجد إليكم ، واستعبدتم نفساُ تباهت بعظمتكم ، وخلبتم عقلاُ لاتدميه إلا دماؤكم الباسقة في عنان الخلود والسماء . لأنكم يا نجوم هذا الزمن أعتقتمونا من أصفاد العبودية والذل ، من أغلال العدم والأغتراب ، ووهبتمونا أسرار العالم ، وعلل الوجود . الآن غدونا نحن نحن ، الآن أستيقظ شعاع الشمس في جوانحنا ، الآن بتنا نرتع ما بين أحراش الوجد والعشق والهيام دون أن تروعنا ستائر الليل ، ولا يخيفنا بطش الوحوش ، ولا أشباح الظلمة . وقد رأيناكم ياأحبائ في أحلامنا ، وأحدجنا في سيمائكم في وحدتنا وإنقطاعنا ، فالحب قد جمعنا فلاتجزعوا ولن نجزع نحن مادام أنتم نصفنا البهي الأخاذ . وهذا النصف البهي الأخاذ هو جوهر وركن المسألة في هذا الحراك السياسي العارم الذي يرغد ويزبد كالطوفان وقد فكك كل رموز المعاجم والطلاسم ، لذلك ، ومن هنا تحديدأ وبالتمام ، نقول ما يلي . القول الأول : إن مفهوم الشباب لم يعد ذلك المحتوى الأجتماعي الذي يتصارع مع مكونات الشرائح المتعددة لكي يحقق بعض من آماله وطموحاته ، ويحقق بالتالي جزءاُ من خاصيته ، أنما غدا هو مركز الصراع الطبيعي المدني الحضاري الذي يستقطب دالة المحتوى نفسها إلى ذاته هو ، فلا محتوى دون مفهوم الشباب ، ولا صراع دون ذلك المحتوى ، وهذه هي أهم وأقوى مقولة ينبغي أن ندركها جميعاُ . القول الثاني : لقد أنتهى مضمون التصارع والتصارع الأفتراضي ( الذي كان يسببه بعض التقليديون ) ليترك محله ومجاله لصاحبه الأصلي المعرفي الموضوعي ألا وهو الصراع بالمعنى العلمي له وليس بالمعنى السياسي والتقليدي والسطحي له . لإن الصراع بهذا المعنى يحتوي على العناصر التالية : معنى التطور وحقيقته على المستوى التاريخي ، معنى العلاقة الجدلية مابين مكونات المجتمعي السوسيولوجي ، معنى العلاقة الفعلية مابين المضمون والمحمول وفقاُ لفحوى المصداقية كما هي ، كما ينبغي أن تكون بنيوياُ ، لاكما تفترض رغبوياُ ، ثم أخيراُ معنى الوئام في الأختلاف لا الأنشقاق في الخلاف . القول الثالث : لقد أعاد الشباب البهجة الحقيقية لقوانين الطبيعة ، بل الأبعاد الكلية لها ، بعد أن ( كادت أو أوشكت أن تكاد ) قوانين مصطنعة ، قوانين خارج نفسها ، قوانين لانواميس فيها . حتى إن بعض المثقفين طرحوا موضوع التاريخ الذي لامعنى له ، التاريخ الذي يسير على صعيد الزمن والأحداث . القول الرابع : لقد غدا مفهوم الشباب الصمام الأمان ، والضمانة الأكيدة لتقويم أي أنحراف محتمل في اللحظة ، أو في المستقبل ، أي في الحقيقة والفعل امسى هذا المفهوم بمثابة السلطة الأولى في البلاد ثم تأتي السلطة التنفيذية ، والتشريعية ، والقضائية ، ومن ثم السلطة الرابعة ، لإنه اضحى يجسد الدور الفعلي للجنة الرقابة العليا . علام يدل كل هذا ؟ من المؤكد إن العمل السياسي بالمفهوم التقليدي لن يجدي نفعاُ ، لا من زاوية الذهنية التي كانت تولده ، ولا من زاوية الأسلوب الأجرائي الذي كان يقومه . أي إن المعارضة بمفهوم التجمعات الجزئية قد تؤدي إلى نتائج مرحلية مؤقتة ، لكنها لن تكون الأس المنطقي لمعادلة السياسة ، من هنا تحديداُ لامناص من أبتكار وسائل جديدة أو منح الوسائل القديمة نفحة جديدة كل الجدة . وإلى أن يتم أبتكار تلك الوسائل الجديدة ، لامندوحة من إبعاد بعض الأمور التي لن تتوائم مع طبيعة هذه المرحلة . الأمر الأول : محاولة فرض حالة سياسية معينة على الساحة بقصد الحصول على أكبر عدد ممكن من المكتسبات الذاتية أو الآنية . إن مثل هكذا تصرف ، قد يربك ويعقد بعض أجزاء من الواقع ، لكنه لن يضر سوى القائمين عليه . أما مفهوم الشباب فإنه لن يرتبك ولن يتاثر ، لإنه يدرك تمام الإدراك وظيفته ومهامه في هذه الظروف الحرجة والدقيقة . الأمر الثاني : الغوغائية الحدية في التعامل مع الحدث – الثورة – وكإن وجود الشخص في زاوية ما هو الهدف بحد ذاته ، كلا أيها السادة ، فالعملية السياسية في إدراك التناقض الرئيسي ضد السلطة السورية أصبحت كالوظيفة ، كالمهمة الجوهرية التي ينبغي علينا جميعاُ ، كشعب ، كأحزاب ، كشباب ، كأفراد ، أن نشارك في كيفية دعم هذا الخط البياني . الأمر الثالث : التذاهن البسيط الساذج الموهوم والمتعلق بمفهوم مسألة الخسارة والربح ، أو الأنتصار والهزيمة ، فهذا التذاهن هو في المراحل الأخيرة لسبب بسيط هو إن التاريخ الحالي الراهن قد منح المصداقية لنفسه ، لقوانينه ، وقد وهب المصداقية لمفهوم الشباب ، هذا المفهوم الذي هو وسام شرف وكرامة على صدورنا جميعاُ ، وزمردة نادرة في الألباب .......
[email protected]



#هيبت_بافي_حلبجة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة ... ومفهوم المصالحة الفلسطينية
- الثورة .. ومفاهيم أولية مابعد الثورة
- الثورة ... ومفهوم الدولة وممارساتها
- الثورة ...ومضمون التغيير ( النظام لا السلطة )
- الثورة ... رؤية أبستمولوجية ( النقطة البنيوية )
- سوريا ... مابين الإنتفاضة والثورة البنيوية
- الثورة ... ما بين الإدراك والتدارك
- رؤية معرفية في واقع لامعرفي ( سياسة الطفل )
- برهان غليون والخطاب المتهافت
- الكورد والعرب وجدلية الزمن ( مفهوم الثورة )
- لعبة الأمم الجديدة ( صناعة أيران )
- الشيخ سعد الحريري ما بين العملية السياسية والدهنية الديمقراط ...
- الدالة الفارغة ما بين هوبز وأفلاطون ( الحلقة الثانية )
- الدالة الفارغة ما بين هوبز وأفلاطون ( الحلقة الأولى )
- الدكرى الثامنة لإنطلاقة الحوار المتمدن
- البيئي والجسمي مابين الفلسفة والعلم
- المعارضة السورية مابين الإشتقاق والبنيوية
- فلسفة ديكارت ... مابين السقوط والتساقط
- فلسفة كانط ... ما بين السقوط والتساقط
- فلسفة هيجل ... ما بين التهافت والنقض


المزيد.....




- وزيرة تجارة أمريكا لـCNN: نحن -أفضل شريك- لإفريقيا عن روسيا ...
- مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية
- استئناف محاكمة ترمب وسط جدل حول الحصانة الجزائية
- عقوبات أميركية وبريطانية جديدة على إيران
- بوتين يعتزم زيارة الصين الشهر المقبل
- الحوثي يعلن مهاجمة سفينة إسرائيلية وقصف أهداف في إيلات
- ترمب يقارن الاحتجاجات المؤيدة لغزة بالجامعات بمسيرة لليمين ا ...
- -بايت دانس- تفضل إغلاق -تيك توك- في أميركا إذا فشلت الخيارات ...
- الحوثيون يهاجمون سفينة بخليج عدن وأهدافا في إيلات
- سحب القوات الأميركية من تشاد والنيجر.. خشية من تمدد روسي صين ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - هيبت بافي حلبجة - الثورة ... ومفهوم الشباب ( الحالة السورية )