أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر محمد الوائلي - تعلم الصبر من علي بن أبي طالب لتنال الظفر (الحلقة الأولى 1/5)















المزيد.....

تعلم الصبر من علي بن أبي طالب لتنال الظفر (الحلقة الأولى 1/5)


حيدر محمد الوائلي

الحوار المتمدن-العدد: 3367 - 2011 / 5 / 16 - 14:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تعلم الصبر من علي بن أبي طالب لتنال الظفر (الحلقة الأولى 1/5)

حيدر محمد الوائلي

(الحلقة الأولى)
(سأصبر حتى يعجز الصبر عن صبري ، سأصبر حتى ينظر الرحمن في أمري ، سأصبر حتى يعلم الصبر أني صبرت على شيء أمرّ من الصبر)
ما هو الشيء الأمرّ من الصبر الذي دعاك لقول ذلك يا أبا الحسن ...
أم هي كلمات خرجت من قلبٍ مليء بالجراح والألم والحسرة ...
وكلمات تخرج من قلبٍ مجروح هي أصدق كلمات وأجمل الكلمات ...
كلمات خرجت من قلب محترق ، ومن غير القلوب المحترقة بدواهي ومحن السنين تتكلم بالحق ...
كانت حقاً من رجل يدور الحق معه حيثما دار ، فعلي (ع) مع الحق والحق مع علي (ع) يدور معه حيثما دار ...
والنبي محمد (ص) يقول بحق علي موصياً أصحابه : (إذا سلك الناس كلهم وادياً وسلك علي وادياً فأسلك وادي علي وخل عن الناس)
وعلي (ع) نفسه يقول : ( لو ضربت خيشوم المؤمن بسيفي هذا على أن يبغضني ما أبغضني ، ولو صببت الدنيا بجمانها على المنافق على أن يحبني ما أحبني ، وذلك أنه قضي فأنقضى على لسان النبي الأمي (ص) أنه قال ( يا علي لا يبغضك مؤمن ولا يحبك منافق) ...

ولكنهم أبغضوا عدله وأنصافه وحكمه العادل الذي كان مثالاً لأرقى أنظمة الحكم ... فكانوا منافقين وكثيراً ما هم ولليوم ...
حاربوه لأنه حق ، ولليوم يحاربون الحق يا علي ... وحتى من يدعي حبك وولائك فأصبح كثير منهم في الصف الأول من المحاربين لك ... ويبدون حباً ويبطنون بغضا ونفاق ...

كلماتك يا علي أحس بها حزنك ، وأراك تعاني متألماً ...
متألماً يا علي لا من الآلاف جراح الحروب ، وطعن الرماح ، ووخز النبال ، وضرب السيوف ، ورشق الحجارة حتى تأسس للأسلام أساسه بفجر وضحى وظهر وعصر الإسلام ، فضربت خياشيم الخلق بالحق ووضعت رؤوس المتجبرين بالتراب وجعلت الأبطال ممن إستعبدوا الناس يفرون أمامك كالفراش المبثوث وبفتح مكة وبأمر الرسول (ص) دخلت لداخل الكعبة المشرفة ببيت الله الحرام وكسرت الأصنام ولعلك تتذكر يا علي (ع) أنك أول وأخر من ولد داخل الكعبة المشرفة ، ويشهد الركن اليماني على ذلك الذي إنشق وبقيت أمك فاطمة بنت أسد فيه ثلاثة أيام وخرجت من نفس الشق وهي تحملك ونورك يسطع للسماء ...
وهذا الشاعر عبد الباقي العمري قالها شعراً :
أنت العلي الذي فوق العلا رُفعا ... ببطن مكة وسط البيت إذ وُضِعا

من بيت الله الى الله ، وكرم الله وجهه وعليه السلام ، لم يسجد لصنم قط ... وحتى جاء نصر الله والفتح ، ودخل في الأسلم من دخل من مسلمين مؤمنين ، ومسلمين منافقين ، ومسلمين مستسلمين لا مسلمين بالله والرسول ...

تلك الحروب التي جاوزت الثمانين حرباً كان علي (ع) فيها رافع لوائها وشجاعها وليثها المغوار ، وكان فيها كالقطب من الرحى فيما عدا (تبوك) حيث جعله النبي محمد (ص) حارساً على المدينة وقال فيه حديثه الشهير : (ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا أنه ليس نبي بعدي) ...
لم تؤذي علياً تلك الجراحات يوماً وهو لم يكترث لها أصلاً ، ولكن ما آذاه جراحات الخنوع والخيانة ممن حصدوا ما زرع النبي محمد (ص) بدمه وعرقه وجراحه وسنين المحنة وأيام الحصار ، ومنذ السنة الأولى للهجرة وحتى سنة 1432 هـ (2011) م. تاريخ كتابة هذه السطور ...
ولأنهم أحياء عند ربهم يرزقون ويشاهدون ويعلمون ويتألمون ... فهو يتألمون وصابرون على شيء هو أمر من الصبر ...

من ألم ومرارة كثرة الأعداء أيام لم يكن للنبي (ص) ناصراً ولا معيناً غيره وثلة من الأصدقاء الكرام ، كان وقتها علي (ع) مستأنساً وفخوراً رغم قلة وخذلان الناصر ...
أراك بالأمس واليوم حزيناً صابراً لكثرة الأصحاب وقلة الأصدقاء !!
وكثرة الأخوة الأعداء (إخوة يوسف) وكراهة القريب ومكره ...
أرى (ذو الفقار) الذي بضربةٍ واحدةٍ قدت عمر بن ود نصفين وعدلت تلك الضربة عبادة الثقلين (الجن والأنس) حينما بلغت القلوب الحناجر وظنوا بالله الظنونا ، وتقاعس الناس وخافوا وزلزلوا زلزالاً شديدا ...
القران الكريم وصفهم بذلك في سورة الأحزاب ... لكي لا يتم تكفيري وإخراجي من الملة ... !!
عمر بن ود يتغطرس ويستهزأ بالله وبمحمد (ص) ، ولا من ناصر ، وساد الهدوء إلا من ضجيج إبن ود فأخرسه علي بضربة صاح لها المسلمين من بعد سكوت طويل : (الله أكبر) !!! ...
تلك الضربة التي لولاها ما صاح (الله أكبر) أحد بعدها أبدا ... (ولليوم) !! بشهادة النبي (ص) الذي دعا الله يومها : (يا رب إن شئت أن تعبد أو لا تعبد) ...

أرى (ذو الفقار) في غمده بعد أن رأى (البعض) (وكثيراً ما هم) من القردة والكلاب والخنازير والمغفلين والفاسدين والجهلة والهمج الرعاع الناعقين مع كل ناعق والمنافقين تحكم وتخطب و(لليوم) على تلك المنابر والمحاريب والصروح التي شيدها النبي محمد (ص) بآلامه وجراحه ودمه وعرقه وصبره وهو القائل (ص) : (ما أوذي نبي مثل ما أوذيت) ، ليصلح حال الناس أجمعين ويكرمهم ويخلصهم من ظلام وقسوة الجاهلية وليعدل فيهم ويحكم بالأنصاف وليركبوا سفينة النجاة التي ربانها محمد وشعارها (لقد كرمنا بني ادم) و (يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا) ...
لا لتتعاركوا ولا لتتباغضوا ولا لحقدوا على بعضكم بعضاً لمجرد الأختلاف ولا لطائفية ولا لقومية ولا لعنصرية ولا لما يصرخ به (البعض الكثير) من خطباء الأسلام اليوم ولا حكامهم ولا سياسييهم فهم جميعاً أصل البلاء ... ومن المغضوب عليهم ومن الضالين ... رغم أنهم يرددون كالببغاء تلك الآيات العظيمة من سورة الفاتحة في كل صلاة ... وكم من قارئ للقران والقران يلعنه كما قالها النبي محمد (ص) وهو بحالنا عالم من لدن رب عليم ...
حتى صارت المجتمعات الأسلامية اليوم وحكامها وسياسييها أفسد واظلم المجتمعات في العالم على الأطلاق !!
فحينما يصعد ويرتقي تلك المنابر والمحاريب والصروح والعروش وكراسي الحكم ويتسنم إمارة المسلمين من جعل همه ما في بطنه فكانت قيمته ما خرج منها ... فعلى الدين والدنيا السلام ...
ولا خير حينها في عقول .. ولا في عمائم دينية .. ولا ربطات عنق وبدلات رسمية .. ولا بدراسة .. ولا بدين .. ولا بصلاة ... فبحكم أولئك الفاسدين الظالمين الجهلة الحاقدين قد صرتم عبيد والله يكره العبيد الخانعين ويحب الأحرار العاقلين ...
عبيد السلطان وعوائد الحكم ووجاهة السلطة وهيبة الكراسي وبذخ القصور لا عبيد الله ...

أراك يا علي اليوم حزين ...
أراك تبكي وأنت الذي تأبى بكاء الرجال ...
أراك تبكي علينا وعلى حالنا ...
مالنا وكيف صرنا ...
ولماذا غرنا الأمل وكلٍ في شغلٍ فاكهون ... يضحكون .. يلعبون .. بينما هم مستغفلون ومغفلون ، والله يحب المسلم النبيه ووصف الرسول (ص) المؤمن بأنه كيّس فطن ...
حزيناً يا علي ترى السنابل ذات الرؤوس الفارغة اليابسة تحكم وتهيمن ، والسنابل المملوءة والمخضرة ضائعة ومغيبة ...
وأنت ياعلي القائل شعراً :
ملئ السنابل تنحني بتواضعٍ ... والفارغات رؤسهن شوامخُ
تواضع لأنهم معطلين ولا يوجد من يكترث لهم ولا بقولهم ، وشوامخ الفراغات تحكم وتتحكم بأمور الناس ...
أراك حزيناً ترى قوماً خلفوا نهج النبي محمد (ص) الذي بذلت دونه الدم والجرح والتعب ومرارة الأيام حتى يتحقق ...
أراك ترى قوماً يخلفوه ليلعبوا في الحكم والدين والسياسة ما يحلوا لهم أن يلعبوا ، ولما لم يكفهم اللعب فعاثوا فيه تخريباً ودماراً وعبثوا بكل مرتب ونظيف وكامل من أمور المسلمين بما تشتهي النفس وتريد ...
وأنت الذي لم تلعب وتعبث يوماً بأمور المسلمين ومن لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم كما قالها محمد (ص) قبل مئات السنين وطبقتها حرفياً وواظبت عليها كما واظب المخلصين على تطبيقها من صحبه الكرام المنتجبين ، ليحرفها اليوم قوماً سموهم (علماء .. مفتين .. حاكمين .. سياسيين .. أحزاب .. الخ) وعناوينهم (مسلمين) وأخذوا يعبثون بالمسلمين ذات اليمين وذات الشمال أهواءاً وحيثما تشتهي النفس وتروح ...

((يتبعها قريباً الحلقة الثانية))



#حيدر_محمد_الوائلي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعال لنا ... يا محمد لترانا .. مسلمين ولا اسلام (الحلقة الثا ...
- تعال لنا ... يا محمد لترانا .. مسلمين ولا إسلام (الحلقة الأو ...
- قالوا مات العراق فقلت من أحيا العظام وهي رميم (الحلقة الرابع ...
- قالوا مات العراق فقلت من أحيا العظام وهي رميم (الحلقة الثالث ...
- قالوا مات العراق فقلت من أحيا العظام وهي رميم (1/4)
- حينما يعبث من بالأرض يلعبون بدماء من عند ربهم يرزقون
- أرواح الشهداء ... وأرباح المسؤولين
- ثار العراق قبل عشرين سنة من موضة ثورات اليوم فأين كنتم يومها ...
- رموها برأس نوري المالكي وأخفوا رؤوسهم
- ليست المسألة إقالة وكيل إداري لوزير التربية العراقي وإنما .. ...
- يا من تظاهر ولم يتظاهر ... وماذا بعد ؟!! وسأخبركم بوسيلة لتح ...
- كم بأسمك يا قانون تقترف الآثام
- احلام مظفر النواب
- إهمال .. استهزاء .. حرب .. انتصار


المزيد.....




- البيت الأبيض يدعو إسرائيل إلى إعادة فتح المعابر إلى غزة
- مسيرة -لانسيت- الروسية تدمر منظومة استطلاع أوكرانية حديثة في ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا بأن العملية العسكرية في رفح مح ...
- -ولادة بدون حمل-.. إعلان لطبيب نسائي يثير الجدل في مصر!
- تبون: ملف الذاكرة بين الجزائر والمستعمر السابق فرنسا -لا يقب ...
- في الذكرى الـ60 لإقامة العلاقات بين البلدين.. أردوغان يستقبل ...
- تسريب بيانات جنود الجيش البريطاني في اختراق لوزارة الدفاع
- غازيتا: لهذا تحتاج روسيا إلى اختبار القوى النووية
- تدعمه حماس وتعارضه إسرائيل.. ما أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق ال ...
- في -قاعة هند-.. الرابر الأميركي ماكليمور يساند طلاب جامعة كو ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حيدر محمد الوائلي - تعلم الصبر من علي بن أبي طالب لتنال الظفر (الحلقة الأولى 1/5)