أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - من اين تبدأ مصالحتنا الوطنية؟














المزيد.....

من اين تبدأ مصالحتنا الوطنية؟


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 3359 - 2011 / 5 / 8 - 08:18
المحور: القضية الفلسطينية
    



بعيداً عن المتغيرات الإقليمية وتأثيراتها الجوهرية على أطراف الإنقسام الفلسطيني – الفلسطيني، والتجاوب من قبلها مع الرغبة الشعبية الفلسطينية بفعل الضغوطات الإقليمية التي عاكست الرغبات الحزبية في استمرار الإنقسام، يطرح سؤال ذاته على حالتنا الفلسطينية، وهو بنظر الكثير لا يعتبر جوهرياً وإنما كملحق لحالة الصراع، والبعض الآخر ينظر له بطرف العين، وكأنه ضمن التفصيليات الصغيرة، الآّ وهو من أين تبدأ المصالحة الوطنية؟
في العرف السياسي أو بالسلوك السياسي لا يوجد شيء ثابت ومستمر، فكل الأعراف والمسلكيات السياسية تخضع لمعيار المرحلية في الممارسة، وهذه المرحلية تصاغ بناءً على المواقف والأهداف الحزبية الآنية والمستقبلية، بل العديد من المواقف تتم تحت ضغوطات محلية أو إقليمية أو دولية، والدلائل هنا كثر وعديدة للاستدلال بها.
إذن فالخلافات السياسية الملتهبة في مرحلة ما بين طرفين يمكن أن تكون حالة توافق وإنسجام في مراحل قادمة أو متقدمة، وهي تخضع لقاعدة تم طرحها في رسم السياسة العامة للثورة الفلسطينية، هذه القاعدة التي انطلقت منها منظومة العلاقات الفلسطينية – الفلسطينية، والفلسطينية – العربية، والفلسطينية – الدولية، بما إنها قاعدة ناظمة لمجموعة الأهداف المرحلية والإستراتيجية، والتي تتمحور في (صراع- وحدة – صراع)، وهي قاعدة غير قابلة لمزيداً من الشرح والتفسير كما إنها غير قابلة للنفي.
عليه فإن الخصام والإنقسام السياسي الفلسطيني ما هو سوى حالة معبرة عن قاعدة الفعل في حلقة الصراع المتبلورة في النظام السياسي الفلسطيني الذي يعاني من إرباكات وإخلالات سياسية منذ نشأته وتبلوره حتى راهن اللحظة، بما إنه نظام يشابه أنظمة الحكم العربية القائمة على دمقرطة الحزب الواحد، أو النظام الشمولي الذي لا يؤمن بالآخر كشريك فاعل وإنما كأداة تساهم في تفعيل وجوده وشكله ودمقراطيته التي تتناسب ومقاسه الحزبي وأدائه الشمولي الحزبي.
من هنا لست متشائماً أو قلقاً من التوصل لتفاهمات سياسية بين رطفي الصراع الفلسطيني – الفلسطيني بما أن المنطق السائد لديهما يعتمد على المحاصصة السياسية، وهي الجانب الخفي في صراعهما السابق الذي كان من أهم ملامحه محاولة الاستحواذ على نصيب من التركه أو السلطة (المغنم)، إضافة لتدخل بعض القوى الإقليمية في الحالة الفلسطينية المأزومة مستغلين غياب الراحل ياسر عرفات وقادة الفعل الوطني الحكماء.
لا أريد أن أطيل في التوصيف السياسي لحالتنا الفلسطينية حيث استفاض بها العشرات من الزملاء في الكتابة والتحليل، والتوصيف، والاجتهاد، ولا يحتاج التكرار مرات عديدة وعديدة.
وأعود لسؤالي من اين تبدأ المصالحة الوطنية؟
كل التجارب التاريخية، وكل حركات التاريخ المادية تؤكد حقيقة ثابتة وواحدة، أن اي بيئة صالحة للإنبات لا بد أن تكون مهيأة جيداً، وهذه البيئة لا يمكن أن تكون صالحة بدون صلاح وفلاح البيئة الاجتماعية كضرورة لخلق توافق منسجم مع الحالة السياسية.
والبيئة الاجتماعية الفلسطينية التي تميزت بتماسكها وتلاحمها نتاج الحالة الثورية السابقة كانت لافعل الأساسي لإنجاح المشروع الوطني الثوري الفلسطيني في تجاوز كل المؤامرات التي دُبِرت ضد الثورة الفلسطينية ومسيرتها، ومثلت البيئة الاجتماعية الفلسطينية صمام الأمان الذي تلاشت أمامه رياح التآمر والإلتفاف.
هذه البيئة شهدت حالة من التفسخ الاجتماعي والتفتت البنيوي والهيكلي في تركيبتها منذ إندلاع الصراع الفلسطيني – الفلسطيني قبل أربعة سنوات، واصبحت بيئة غير قابلة ومهيأة لإنجاح أي محاولات سياسية في ظل الواقع الحالي المأزوم، والمفتت برغم كل التطمينات التي يحاول بعض الساسة إرسالها لجماهير شعبنا، ولأطراف الصراع، وهذه التطمينات ما هي سوى قفز عن الواقع الفلسطيني الداخلي الذي يربض تحت بركان خامد من الثأر والإنتقام، وهي الحالة التي حركت ومثلت دافع للعشرات في ممارساتهم في الصراع السابق وبعده.
إذن علينا أن نبدأ مصالحتنا الوطنية بخلق مصالحة اجتماعية فاعلة وواعية، من خلال إعادة اللحمة للنسيج الإجتماعي الفلسطيني بمعالجات جذرية وواقعية تبدأ من الفرد وتنتهي بالجماعة، وهي تتطلب جهد وعمل جماعي لا يرتكز على الساسة فقط، بل يتطلب تكاثف شعبي جماهيري مؤسساتي مدني، يشترك فيه مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني بكل أطيافها، وألوانها، وتخصصاتها.
والبدء فوراً بالعمل بين شرائح وجماهير شعبنا، وبمشاركة النخبة المثقفة الواعية التي تتمتع بحس وطني مستقل يستهدف التآلف بين ابناء الشعب الواحد، وإعادة الوعي الوطني العام لحالته الثورية الإجتماعية التي كانت تواجه المحتل وتنصر الثورة بكل قوة وعنفوان، ولفظ كل أنواع التحزب والفصائلية من صدور أبناء شعبنا الفلسطيني.
أضف لذلك أن يتوافق الإعلام لافلسطيني المحلي المرئي والمسموع، والمقروء مع حالة التوافق لخلق أرضية يمكن الإنطلاق من خلالها لخوض معركة التآلف الاجتماعي الركيزة الأساسية والفعلية لإنجاح اي مصالحة وطنية، وتآلف سياسي وطني. ومن ثم البدء بخطوات المصالحة التي لابد وأن ترتكز على العديد من الاعتبارات والأولويات الوطنية المتمثلة في:
أولاً: محاربة الفساد بكل أنواعه وشخوصه، ومؤسساته، وبنائه، وتكويناته.
ثانياً: إعادة النظر في مكونات وبني وهيكلية النظام السياسي الفلسطيني الحالية.
ثالثاً: إعادة الإعتبار للبيت الفلسطيني م.ت.ف وتشكيلها بما يعبر عن الكل الفلسطيني وليس الإحتكار الحزبي السائد سابقاً وحالياً.
رابعاً: إعادة صياغة المفهوم الوطني وقضايا الإنتماء والولاء التي سلبت من الوطن لأجل الحزب.
ولكي لا أستفيض طويلاً في هذا الموضوع الذي لن أستطيع استكماله بمجرد مقال أعود لأنهي من حيث بدأت هل ندرك من أين تبدأ مصالحتنا الوطنية؟
سامي الأخرس
13 نيسان 2011م



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مؤتمر الحكيم الفكري- الثقافي الأول خطوة على الطريق
- فلسطين واولويتها المركزية حقيقة أم سراب؟
- عملية إيتمار إدانة للإجرام الصهيوني
- فيتوريون أغفر لنا هواننا
- سفهاء بجلباب الدين
- مصر بين موقعتين
- ثورة اليمن ثورة ورود وفل وياسمين
- العراق والثورة المتوقعة
- الحراك الشعبي الشبابي الفلسطيني فِعل أم تصريف للفِعل؟
- لم نولد اذلاء يا مصر بل ولدنا احرار ثوار
- الفلسطيني مطية أبوهم
- ثوار بغطاء غربي ونيران أمريكية
- الأم الفلسطينية تحتفل بعيدها في حظيرة مطار القاهرة برعاية ال ...
- في ليبيا ثورة فقدت بريقها الوطني والشعبي
- ليبيا واللعب ع المكشوف
- الولايات المتحدة الأمريكية وديمقراطيتها نحو العرب
- إرحل ....... خشية الرحيل
- حذاري من تأطير واحتواء ثورة الشباب
- رؤية وافدة لليمن
- مشاعري بين الإنسان والسياسي أمام مصر


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامي الاخرس - من اين تبدأ مصالحتنا الوطنية؟