أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شامل عبد العزيز - يجب تجاوز سؤال لينين ( ما العمل ) ؟ إلى ( لماذا وكيف ) ؟















المزيد.....


يجب تجاوز سؤال لينين ( ما العمل ) ؟ إلى ( لماذا وكيف ) ؟


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3357 - 2011 / 5 / 6 - 12:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد سبقني الأخ رعد بطرح بعض هذه الأفكار في مقاله ( من حوارات الليبراليين ) إلاّ أن مقاله كان مقتضباً جداً ومختصراً برغم ما قدّمه من زبدة الموضوع ,,
يجب تجاوز سؤال لينين : ما العمل ؟ إلى سؤال لماذا وكيف ؟
هذه مقولة الأستاذ عبد القادر انيس وسوف تجدونها في إحدى المُداخلات أدناه .
من أجل الفائدة الأعم وحسب رأيي الشخصي ,, سوف انقل لكم الحوارات الدائرة بيننا واعتقد كذلك بأن الأفكار لا يجوز أن تبقى حبيسة بين مجموعة قليلة بل المهم أن يقرأها الجميع وخصوصاً أن الحدث الأكبر في العالم حالياً وهذا هو شأن الإعلام دائماً مقتل بن لادن وبغض النظر عن أن امريكا صنعته ثم قتلته فهذا ليس مهماً وليس موضوعنا .
نحنُ مجموعة من الأصدقاء نتبادل فيما بيننا مجموعة من الإيميلات ويطرح بعض هؤلاء الأصدقاء عدة أسئلة وعدة أرآء ويكتبون عدة تعليقات , غالبية هؤلاء الأصدقاء ( لا دينيين ) وبيننا عدد لا باس به من السيدات واتمنى أن يزداد العدد مستقبلاً ,,
قام الدكتور إسماعيل الجبوري بإرسال رسالة عبارة عن مقالة منشورة في جريدة المدى وهي جريدة سياسية يومية وفي باب – شناشيل : كَتَب الأستاذ عدنان حسين مقالة بعنوان : بن لادن آخر بتاريخ 3 /5 / 2011 ,,
أهم النقاط التي وردت في المقالة هي عبارة عن مقارنة بين أعمال بن لادن كمثال مع الأم تيريزا أو البرفيسور محمد يونس من بنغلادش ,,
ولتوضيح الصورة أكثر نقرأ المقالة المذكورة :
ميتة أخرى غير هذه الميتة الشنيعة كان يمكن لأسامة بن لادن أن يُلاقي حتفه بها.. ميتة لا تظل طيّ الكتمان في ساعاتها الاولى ، ولا يعقب الإعلان عنها تسونامي من مشاعر الفرح والشماتة كالذي عصف بالعالم أمس من أقصى شرقه إلى أبعد غربه ..
بن لادن كان مؤهلاً لأن يموت بسلام على سريره في البيت أو في المستشفى ، محاطاً بمحبيه من أفراد عائلته وأصدقائه ، وأن يُشيّع إلى مثواه الأخير في مقبرة معلومة وليس في لجّة البحر ، في جنازة مهيبة يمشي فيها عدد من الرؤساء والملوك والسلاطين أو ممثلوهم بالإضافة الى أمراء ووزراء ورجال دين بارزين وشخصيات سياسية واجتماعية وثقافية مرموقة، فيما تتدفق عبر العالم موجات من الشعور بالحزن والأسى والأسف .
كان يمكن لأسامة بن لادن أن يكون بطلاً إنسانياً يحوز على جوائز عالمية كجائزة نوبل للسلام وعلى شهادات التقدير والتكريم في القارات أجمع لو انه اختار في الحياة طريقاً أخرى ، كالطريق التي مشت عليها الأم تيريزا أو سلكها البروفيسور محمد يونس على سبيل المثال.
الأم تيريزا اختارت ، من منطلق ديني ، أن تكرّس حياتها لخدمة الفقراء في الهند فكوفئت بجائزة نوبل وبتطويبها قديسة . وبروفيسور الاقتصاد والمصرفي البنغلاديشي محمد يونس رأى ، من منطلق أنساني ، أن يؤسس بنكاً لمساعدة الفقراء ، وبخاصة النساء ، في إنشاء ورشات إنتاجية لهم ، فانتقلت بمشروعه ملايين العائلات من فقرها المدقع المزمن إلى الحياة الكريمة ، فكوفئ هو الآخر بجائزة نوبل للسلام وبتقدير عالمي سيظل خالداً إلى الأبد.
ورث أسامة بن لادن ، وهو في عزّ شبابه ، عن أبيه 300 مليون دولار، وهي ثروة كانت ستبلغ قيمتها الآن عدة مليارات لو عمل بن لادن على طريقة بيل غيتس ، صاحب شركة مايكروسوفت العملاقة الذي تبرّع بعدة مليارات من الدولارات ، هي نصف ثروته ، للأعمال الخيرية . وكان يمكن لـ"بن لادن" أن يعمل على طريقة البروفيسور يونس لدعم الفقراء في بلاد الإسلام ، وما أوفرهم ! لينال محبتهم وتقدير العالم.
على النقيض اختار بن لادن أن يستثمر ثروته في الشر، بل في أسوأ أنواع الشر: الإرهاب، وكانت الحصيلة أن أحرق مئات ملايين الدولارات في نسف المباني الكبيرة بالعاملين فيها والمجمعات السكنية بسكانها ، وفي تفجير الأسواق والمدارس والمستشفيات والجوامع والكنائس والسفارات والمطارات ومحطات السكة الحديد والقطارات والطائرات وباصات النقل العام ومراكز الشرطة.. وهذا ما حدث في أفغانستان وباكستان والعراق والسعودية ومصر والولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا واسبانيا وفرنسا واندونيسيا والهند وتركيا والصومال وتنزانيا، وسواها... وتطول قائمة البلدان التي فُجعت بالأعمال الإرهابية لمنظمة القاعدة وفروعها وخلاياها وحركة طاليبان، والتي خلّفت مئات الآلاف من القتلى والمصابين في هذه البلدان ، معظمهم من المسلمين ، وأحدثت دماراً هائلاً في الممتلكات التي يعود معظمها للمسلمين أيضاً.
كان يمكن لأسامة بن لادن أن يُورّث أبناءه وبناته وأحفاده إلى جانب الثروة المادية الطائلة سمعة حميدة لا تقدّر بقيمة ، لكنه اختار أن يمشي في الاتجاه المعاكس ، فاللوثة العقلية – الفكرية التي عصفت برأسه جعلته يعتقد أن الدين عصبية وان الإسلام لا يكون إلا بالسيف ، فعمد إلى نشر الخراب في كل مكان ، معمماً صورة الإسلام باعتباره ديناً وحشياً والمسلمين باعتبارهم ضواري لا تجيد إلا القتل غير الرحيم .. ( انتهى ) ,,
من خلال هذه المقاللة هناك سؤال يطرح نفسه بقوة ,, لماذا ثمّ ما العمل ؟
من هنا جاءت تعليقات بعض هؤلاء الأصدقاء حول الموضوع ,,,
قال الأستاذ الحكيم البابلي بما معناه :
لا يمكن لأمة أو شعب أو حتى مثقف لم يستطع تجاوز تعاليم بسيطة جاء بها رجل بسيط وأمي منذ 14 قرنا ، لا يمكن بدون تجاوز هذه التعاليم والشرائع أن تنجز هذه الشعوب نقلة نوعية إلى الأمام .
من أفضل المُداخلات على الموضوع مُداخلة الأستاذ – عبد القادر أنيس – وسوف نتناولها بالتفصيل ,,
قال الأستاذ انيس :
وطبعا قبل أن نتساءل : كيف يمكن تجاوز هذا الدين ورفع هيمنته على حياة معتنقيه ، يجب أن نتساءل : لماذا عجزت هذه الشعوب عن تجاوزه ؟
الكواكبي مثلا حمّل الاستبداد كامل المسؤولية . ولكن، كيف يمكن أن يتواصل الاستبداد طوال كل هذه السنين ويتعايش الناس معه في بلهنية ، وحتى عندما يثورون فمن أجل بدائل لا تبتعد كثيرا عن الاستبداد ؟ شعوب أخرى في الشرق والغرب عرفت هي الأخرى الاستبداد ومع ذلك تمكنت من الإطاحة به. الطريق أمامنا معبد ولكننا نرفض السير فيه ونفضل السير في الطرق الملأى بالمطبات والحفر والاعوجاجات لا لشيء إلا لأن الطريق عبدته أقوام تختلف عنا دينياً ...
بعض التجارب الحديثة في بلداننا أثبتت أن الحكم الاستبدادي ليس وحده المسؤول . في الجزائر مثلا ، فشل الانتقال إلى الديمقراطية سنة 1991 لأن الشعب انتخب بأغلبية ساحقة حزبا إسلاميا في المعارضة يكفر الديمقراطية لا لشيء إلا للانتقام من الحزب الحاكم واعتقاده أن الحزب الإسلامي هو الوحيد القادر على هزيمته من جهة ولقناعتهم العمياء في أن المتدين موثوق فيه أكثر من غيره . ولعل نفس الأسباب تكمن وراء تنامي الطائفية والحزبية الدينية في العراق بعد تخليصه من الاستبداد من أمريكا ثم ها هم يتظاهرون لطردها .
فماذا عن النخب المعوّل عليها ، والتي كانت في أصل التحولات الأوربية العظيمة ؟
تقديري أن النخب التقدمية عندنا بخاصة حاولت حرق المراحل والدعوة إلى تحرير الأبدان قبل تحرير العقول . لعل النموذج الذي سبب كوارث لنا هو النموذج السوفييتي الاشتراكي الذي أوهم النخب التي أوهمت بدورها الشعوب أنه بالإمكان الانتقال مباشرة نحو مجتمعات النماء والعدالة والمساواة بدون المرور على مدرسة الديمقراطية والحرية اللبرالية والرأسمالية وتجاوز الخرافة والجهل . أتذكر، بوصفي يساريا سابقا ، أننا كنا نقرأ في الأدبيات الاشتراكية أنه بالإمكان الانتقال من الحالة المتخلفة شبه الإقطاعية أو حتى العبودية إلى الشيوعية . كنا نقرأ هذا عن منغوليا وعن فيتنام وعن الشعوب الإسلامية في آسيا السوفييتية. وجاءت التحولات فيما بعد لتكشف عن هذه الأكاذيب. بعد 70 سنة من تدريس الاشتراكية العلمية والإلحاد عادت الشعوب بسرعة إلى هويات ما قبل رأسمالية ، أي دينية وطائفية وجهوية وعرقية. وما الحب إلا للحبيب الأول!!!
ونفس الشيء حدث في أنظمتنا التي كانت (تقدمية) بينما كان التعليم والتربية والتكوين وصناعة العقول قد أوكل إلى القوى الدينية والتقليدية والرجعية.
الحقيقة التي تكشّفت لنا هي أنه لا أحد يحرر أحدا. ومن حرر شخصا استعبده. هذا ما حصل مع كل الثورات التي تحولت باسم الشعب إلى استبداد بغيض ضد الشعب حل محل الاستبداد القديم .
لم تتحلَّ نخبنا بما يكفي من الشجاعة لتقول الحقيقة للناس وتدعهم يتحملون مسؤوليتهم . قرأت لكاتب أمريكي في بداية القرن الماضي وكان من أنصار السود . أوقف مرة سيارته في طريق ريفي وأركب زنجيا كان يحمل كيسا فوق رأسه . بعد أن ركب المسكين ظل يحمل الكيس الثقيل على رأسه ، فسأله: لماذا تفعل هذا، ضعه إلى جانبك، فرد: أنت قدمت لي معروفا فأركبتني، وليس من اللياقة أن أثقل على سيارتك بكيسي . فقال الكاتب المناضل في نفسه: يجب تحرير العقول قبل أو على الأقل في نفس الوقت مع تحرير الأبدان.
ولم يتم تحرير العبيد في أمريكا تحريرا حقيقيا إلا بعد قرن من انتهاء الحرب الأهلية التي رفعت شعار تحرير العبيد . لقد حرر عبيد أمريكا أنفسهم بأنفسهم عندما صاروا أهلا للحرية .
نيتشه صاحب التأثير الأكبر على تحرر الإنسان الأوربي كان يقول : "من لم تستطيعوا تعليمه الطيران ، علموه، على الأقل كيف يسرع بالسقوط"، وكان يقول: "إذا رأيتم متداعيا للسقوط ، فادفعوه بأيديكم وأجهزوا عليه". كان يدعو بهذا إلى إنسان متمرد على الدين وعلى الله وعلى الواقع، إنسان يستحق فعلا حريته.
عندنا في الجزائر، وباسم الشفقة على أبناء الشعب، عملت الدولة لسنوات على تخفيض معدلات النجاح والانتقال للأقسام العليا دون معدل عشرة حتى في شهادات البكالوريا . وهكذا سارت الأمور سنوات طويلة حتى تم القضاء نهائيا على الجامعة بعد أن امتلأت بأشباه متعلمين وكونت خزانا لا ينضب للإسلاميين الذين لا يجدون ضالتهم إلا مع عديمي الثقافة والكفاءة.
هذا في رأيي هو مأثرة اللبرالية: حريتك يجب أن تستحقها. لا تنتظر من أي كذاب يقول لك : ثق بي وسلم لي مصيرك وأنا آتيك بحقوقك.
النخب عندنا لا يبدو أنها تفهم هذه الحقيقة وهي تعادي الديمقراطية وتحتقر الشعب وهي تتجنب مجابهته بالحقائق وتخشى المساس بالطابوهات حتى لا يغضب عليها الناس فلا تواجههم بحقائق بلادتهم وتبعيتهم لرجال الدين والإسلاميين المضللين أو المساس بحنينهم إلى المستبدين أمثال ناصر وبومدين وصدام وغيرهم.
وأنا أنهي هذه الخواطر المشتتة وصلتني مراسلة الحكيم ، فقرأت المقال الذي اقترحه علينا، وأعجبت به، لكن خاتمته صدقت حكمي على مثقفينا. يقول صاحب المقال في هذه الخاتمة: ((كان يمكن لأسامة بن لادن أن يُورّث أبناءه وبناته وأحفاده إلى جانب الثروة المادية الطائلة سمعة حميدة لا تقدّر بقيمة (إلى هنا عظيم يا حكيم)، لكنه اختار أن يمشي في الاتجاه المعاكس، فاللوثة العقلية – الفكرية التي عصفت برأسه جعلته يعتقد أن الدين عصبية وان الإسلام لا يكون إلا بالسيف، فعمد إلى نشر الخراب في كل مكان، معمماً صورة الإسلام باعتباره ديناً وحشياً والمسلمين باعتبارهم ضواري لا تجيد إلا القتل غير الرحيم)).
وهذا في رأيي نموذج المثقف المغالط ، إن لم أقل الغشاش ، وإلا كيف نفهم كلامه ((جعلته يعتقد أن الدين عصبية وان الإسلام لا يكون إلا بالسيف، فعمد إلى نشر الخراب في كل مكان ، معمماً صورة الإسلام باعتباره ديناً وحشياً والمسلمين باعتبارهم ضواري لا تجيد إلا القتل غير الرحيم))؟
هل يمكن أن نصدق أن تصرف بن لادن انحراف عن الإسلام الصحيح ؟ هل بن لادن والقرضاوي لا يفهمون الإسلام الصحيح وهم يشرفون على تغذية كل هذا العنف؟ فمن يفهمه إذن؟
إن هكذا خطاب مناور لا يحرر العقول بل يزيدها ضياعا . إذا لم يفهم هذا المثقف أن هذا الدين يدعو إلى القتل والتكفير والعنصرية بصريح نصوصه وأنه يجب إبعاده عن ناشئتنا , وأن بن لادن وملايين المسلمين الذين نراهم اليوم يبكون عليه إنما هم نتيجة للتربية الدينية التي تسود في كل مؤسساتنا التعليمية ، إذا لم يفهم ولم يفهم المثقفون أن الأفكار عندما يعتنقها الناس يمكن أن تهد الجبال ، على رأي ماركس ، خاصة إذا كانت غالبية هؤلاء الناس من الشباب المؤهل دون غيره لركوب كل المغامرات ، فما فائدة تسويد الصفحات بهذا الكلام ؟
مودتي ,,,
بعد هذه المُداخلة الرائعة جاءت مُداخلة الدكتور طلال عبد الله الخوري :
تحياتي للباحث الاستاذ عبدالقادر انيس وللجميع
لقد قرأت بين سطورك مدى حزنك وألمك من يأسك لعدم وجود حل في الافق القريب...
لقد كانت احرفك تقطر حزناً ودماً تبكي حتى الحجر ,,,..
ولكن السؤال هل هناك حل ؟؟
الجواب نعم بكل تأكيد ..وهو أن نتبنى نفس الحلول الناجحة التي أوصلت الغرب إلى التطور ...
نقطة البداية هي تبني نفس الدساتير والقوانين الموجودة بالغرب لأنها تتضمن آليات الاقتصاد التنافسي الكفيل بالنهضة الاقتصادية , والنهضة الاقتصادية هي الكفيلة بالنهضة بباقي المجالات , لا بل تكون تحصيل حاصل للنهضة الاقتصادية.
برأي الشخصي , وقد أكون مخطئا , أن الشيوعيين والادينيين العرب يظنون بأن الحل هو بجعل جميع الناس لا دينيين ؟؟؟!!
وهذا غير صحيح لأن الغرب تطور بدون أن يقضي على الدين وكل مافعله بالدين هو تحويله إلى سلعة يتم تداوله حسب قانون العرض ,,,

الثورات العربية تطالب باسقاط الرئيس ولكن ماذا بعد ذلك ؟؟؟
سيأتي رئيس جديد ويسير على نفس منهاج الرئيس الذي قبله لان القوانين والدساتير العربية فاسدة وغير صالحة ,,.
عندما نتبنى القوانين الغربية , لاحاجة عندها لتغيير الرئيس طالما أنه يحترم القوانين الحضارية المماثلة للقوانين الغربية ,,,.
تحياتي

بعد ذلك كان للأستاذ عبد القادر انيس رأي آخر :


أخي طلال الخوري إنك تسأل وتجيب ((ولكن السؤال هل هناك حل ؟؟ الجواب نعم بكل تأكيد.. وهو ان نتبنى نفس الحلول الناجحة التي اوصلت الغرب الى التطور. نقطة البداية هي تبني نفس الدساتير والقوانين الموجودة بالغرب)).
وطبعا أنت هنا كأنك تعيدنا إلى سؤال لينين: ((ما العمل))؟ وهو سؤال تسبب في كوارث في الفكر اليساري . لقد اعتقد (التقدميون) بعد ماركس ولينين وبعضهم بعد ستالين ، أن هؤلاء الآباء أو بالأحرى المعلمين أغنوهم عن التفكير فأوجدوا الحلول وعبدوا الطرق وما علينا إلا السير على هداهم أو بالتعبير العصري : تطبيق وصفاتهم ، مثلما يطالبنا رجال الدين بالسير على هدى محمد وصحابته المهديين .
يجب أن نتجاوز سؤال (ما العمل) إلى سؤال (لماذا؟ وكيف). لماذا ، حسب ما قلت، لم ((نتبن(ى) نفس الحلول الناجحة التي اوصلت الغرب الى التطور)) . لماذا لم نتبن ((نفس الدساتير والقوانين الموجودة بالغرب)) ؟ لماذا لا تزال بلداننا حتى اليوم تتحفظ على أهم بنود حقوق الإنسان ؟ لماذا فعلها اليابانيون والصينيون والهنود ولم نفعلها نحن؟ هل السبب يعود مثلا إلى الخلفية الروحية والثقافية لتلك الشعوب أم لأسباب أخرى؟ يجب أن نفهم.
اليوم، لم تعد الحلول هي المشكل . فهي مرمية في الطريق لمن شاء، مثلما هي التكنولوجيا الغربية مرمية ، ولكننا لا نراها. أو بالأحرى لا نريدها مثلما يواصل بعض العرب الأكل باليد ومن صحن واحد رغم وفرة الملاعق والصحون !!!
عندنا في الجزائر استوردت الدولة في السبعينات مصانع جديدة مما كان يسمى يومئذ (المفتاح في اليد كترجمة حرفية من الفرنسية clé en main)، ومن الألمان كمان !!!، ولكنها فشلت وأصبحت عبئا ثقيلا على ميزانية الدولية ، ولولا ريع البترول لأغلقت كلها ، ومازالت الدولة تضخ فيها أموالا طائلة بينما الجميع يعترف بأنها مفلسة .
جربنا في عالمنا العربي الإسلامي كل الأنظمة : الجزائر جربت الاشتراكية ، المملكة المغربية جربت الرأسمالية إيران والسعودية جربتا الإسلام ، ولكن لا هذا ولا ذاك نجح .
السبب في رأيي هو العقل ، عقل هذا الإنسان الذي مازال يُحشى بخرافات الدين التي تصور له حلولا لا تمت لهذا العالم بصلة. عقل هذا الإنسان الذي يشكو من الاستبداد فإذا خُيّر بينه وبين الديمقراطية اختار الاستبداد أو اختار أنصاف الحلول. اليساريون يقولون لنا: يجب تغيير المحيط المادي اجتماعيا واقتصاديا وسوف تتغير أوضاع الناس . فمن يشرف على التغيير أو بالأحرى : ماذا ننتظر لنغير؟، وحتى تغيير المحيط لم يفلح كما رأينا في مثال الاتحاد السوفييتي .
الإسلاميون يصيحون ، ويصدقهم السامعون ، أن الحل في ديننا ، ولكن الجميع لا لا يسألهم ، خوفا أو جهلا: لماذا عجز هذا الحل الديني من إيقاظ المسلمين من سبات عميق تواصل قرونا ؟ وسوف يقولون : لأنهم لم يطبقوه، وسوف نقول: ولماذا ، رغم أنني أنا ، على الأقل ، مقتنع، أنهم فعلا طبقوه ولكنهم كمن ((يطَبّعْ في حمار ميت) ، كما يقول المثل الجزائري ، أي كمن يدفع حمارا ميتا نحو المسير.
تقديري أن نخبنا لم تدافع بما يكفي عن أسمى القيم التي تصنع الإنسان الحر وهي الحرية بأوسع معانيها . تقديري أن نخبنا لم تتحلّ بقدر محترم من التواضع فتعترف أنها في حاجة دائمة إلى التعلم ممن عنده العلم . تقديري أن نخبنا لم تخرج أبدا من دائرة الدين ومن التشبه برجال الذين يعتقدون أنهم يملكون أسرار الحقيقة وما على الشعب إلا أن يتبعهم ، والمضحك أن الشعوب تبعت هؤلاء وألئك ، ولم تصل إلى بر الأمان. إنه وضع عويص فعلا بأسئلته وأجوبته.
أهم وصف للإنسان هو أنه كائن حي قابل للتعلم بلا حدود على عكس الحيوانات الأخرى . فهل إنسان هذه البلدان المنكوبة بالتخلف يصح فيه هذا الوصف؟
هل يعقل فعلا أن يعود الناس في الجزائر بعد عشرين سنة من الحرب الأهلية (ومازالت) إلى طرح نفس الحلول لنفس القضايا التي تسببت في تلك الكوارث؟ هل يعقل مثلا أن يفشل العراقيون في تبني الديمقراطية وإطلاق كل الحريات وهم خارجون من عشرات السنين من الاستبداد؟
لا يمكن لهكذا شعوب إلا أن تكون غير سوية. المحزن أن مادتها الرمادية (أدمغتها) تهاجر متسببة في نزيف لا يتوقف. لقد هاجر من الجزائر خلال هذه الكارثة عشرات الألوف من الكفاءات خوفا على حريتهم ، وتلبية لإغراءات الحياة . ومن حقهم . للاستشهاد حدود ولقانون السوق جبروته .
مودتي
بعد ذلك جاء الجواب من الدكتور طلال عبد الله الخوري وعلى الشكل التالي :


هناك الكثير من النقاط التي نلتقي بها لنركز عليها , ونؤجل نقاط الاختلاف ,,,

برأيي لم تطبق أيّ دولة عربية نظام الاقتصاد التنافسي الحر قط ,,,!!
الانظمة العربية تطبق نظام الاقتصاد الاحتكاري الحكومي الرسمي وغير الرسمي عن طريق اعطاء الامتيازات الاحتكارية للمقربين وأصحاب الذوات وهذا نقيض الاقتصاد التنافسي وهو أسوء بكثير من الاقتصاد الاشتراكي المتبع في الاتحاد السوفييتي سابقا ,,,..

أقرب دولة عربية للاقتصاد التنافسي هي الإمارات العربية وقد صنعت المعجزات نسبياً مقارنة ببقية الدول العربية
..
أنا ضد التفكير واقتراح الحلول غير المجربة والتي لا أحد يعرف إلى أين تؤدي ؟؟؟
أنا مع الحلول المجربة والناجحة ,,,
كل المودة ,,,
كان رأي الأستاذ انيس كما يلي :

شكرا طلال . أنت تعرف بحكم اختصاصك أن البدايات الأولى للاقتصاد الرأسمالي لم تكن على قدر كبير من حرية التنافس، بل كانت أقرب إلى الاقتصاد الاحتكاري داخل الحدود وأيضا خارجها.
كل العيوب التي رأيتها في اقتصادات البلدان العربية كانت موجودة في البدايات الأولى للاقتصاد الرأسمالي الغربي وتسببت في مآس وحروب واحتلالات واستعمارات وكوارث وأزمات لا عد لها.
ما يستفزني أكثر هو أن أمامنا تجارب كثيرة وتخبطات مر بها من سبقنا ومع ذلك نصر على ارتكاب نفس الأخطاء : نعرف مثلا مساوئ الاستبداد ونعرف مساوئ الاحتكار ونعرف مساوئ الاستغلال الطبقي المنفلت ونعرف مساوئ أخرى كثيرة، ولكننا نعمل وكأننا لا نعرفها ونخبط خبط عشواء.
بالنسبة للإمارات فأنا أرى أن الريع يلعب دورا كبيرا، وهذا خطير على أي اقتصاد حر.
مودتي
جاء ردّ الدكتور الخوري حول الاقتصاد كما يلي :
كلامك صحيح عن بدأيات الغرب الاحتكارية ,, ولكن لماذا ؟ لأنه لم يكن هناك منافسين .. ولأن طلب السوق كان اكبر بكثير من عرض المنتجين ,, لهذا تمكن المنتجين من فرض الأسعار التي يريدونها وبهذه الطريقة أصبح الغرب ثرياً ,, تصور اول من صنع سيارة كم جنى من الأرباح ؟ تصور الآن من يخترع دواء جديد للسرطان كم سيجني من الأرباح ؟
وهذا تمّ دراسته بعلم الاقتصاد ولا شيء جديد ,, الان الوضع تغير ,, واصبحت المنافسة شديدة عالمياً ,,
السؤال ؟ ماذا يجب ان تطالب الثورات العربية ,, ؟ الجواب ببساطة :
الاقتصاد التنافسي + القوانين التي تحمي الاقتصاد التنافسي ,, هذه نقطة البداية التي بدونها لن يتغير شيء ,, الذين يطورون البلد هم الاقتصاديون وليس العسكر او السياسيين أو المؤدلجين ,,
أنا أستغرب انّ الحوار المتمدن لا يحوي بين كُتّابه أيّ اقتصادي على الإطلاق ؟ اتكلم عن الاقتصاد وكاني أقرع على الطبل بين الطرشان ,,
( وهذه نرجسية ما بعدها نرجسية من قبل الدكتور الخوري حسب رأيي الشخصي , فهناك اكثر من رأي بالرغم من اهمية ما طرحه الدكتور الخوري حول الاقتصاد ) ...
بعد ذلك جاءت مُداخلة الأستاذ محمد البدري :

بمناسبة الريع المخرب للاقتصاد
أعتقد أنّجزءاً كبيراً من أزمة النظام الراسمالي في الغرب التي بدأت في منتصف 2008 كانت بسبب رؤوس الأموال العربية وساعدها الجانب الجشع في الرأسمالية ذلك الوجه الساعي للربح بأكبر قدر وفقط في التغلغل خاصة لو لاحظنا أنّ المشكلة في الغرب بدأت مع العقار والأراضي التي هي أساس عمل رأس المال الريعي مثل لإقطاعالعسكري القديم في الشرق الادنى ,,
التغلغل هذا لم يكن ممكناً دون وجود كوادر تساعدة على التنفيذ والتمكن في المصارف والترستات لهذا كان هناك جهاز من كوادر مهنية ووظائفية ارتبط برؤوس الأموال الخليجية الرهيبة متغلغلاً في الاقتصاد الأمريكي ، بل ووصل الأمر الى الأمن أيضاً كما في حال مصر عندما وصل الأمر إلى القضاء والأمن ورئاسة الدولة.

وهناك بعض الشواهد التي تم التعتيم عليها وهي غالبا تقع ضمن هذه الاختراقات ,,,
1- أن يعتذر هنري كيسنجر من رئاسة لجنة التحقيق التي طلب جورج بوش تشكيلها في العام 2003 للتحقيق في جريمة 11 سبتمبر ؟
2- التعتيم عن تفاصيل ما حدث وكيفية تنفيذه ؟
3- عند تنفيذ عملية التخلص من بن لادن بـ 24 ساعة تم تغيير القيادات في لأمنالقومي الأمريكي وفي إدارة البنتاجون
4- خبر نشر لمرة واحده مثل ذلك الذي نشر في العام 2008 بوقف الاستثمارات الأجنبية في أمريكا. الخبر يقول أنذ القوة العسكرية التي خرجت لتنفيذ مهمة قتل أو أسر بن لادن تلقت أوامرها وهي على بعد كيلومترات من الموقع . وهو يماثل ما حاولت قيادات الشرطة في مصر من التخلص من أكبر معقل للمخدرات في مصر (حي الباطنية) فلم يعرف أحد من القيادات أو القوة المنفذة أهدافها إلاّ على مشارف الحي حتي لا يتم التبليغ مبكراً من داخل وزارة الداخلية لأعوانهم من تجار المخدرات .

ليس معني هذا أنّ من قام بجريمة 11 سبتمبر من الداخل وفقط إنمّا من الخارج لكن الداخل قدم كثيراً من المساعدات اللوجيستية والمعلوماتية والمخابراتية بوعي وعلم او بدون وعي (فلا يهم) لأنّ الهدف كان يخطط له من الخارج اساساً.

تحياتي
محمد البدري
/ ألقاكم على خير / .



#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسيحي ومِنَ الإخوان المسلمين ؟
- أعداء الحرية !!
- تعقيباً على مقالتي ( أمريكا وديمقراطية التظاهرات ) ؟
- أمريكا وديمقراطية التظاهرات ؟
- هل هي فوضى خلاّقة ؟
- يسوع وعيسى والقرآن ؟
- رياح التغيير إلى أين ؟
- لا .. للدولة الدينية .
- 77 % مقابل 22 % , لماذا ؟
- المادة الثانية بين الواقع والتطبيق .
- الاشتراكية الدكتاتورية أم الاشتراكية الديمقراطية 4 - 4 .
- الاشتراكية الدكتاتورية أم الاشتراكية الديمقراطية 3 - 4 .
- الاشتراكية الدكتاتورية أم الاشتراكية الديمقراطية 2 - 4
- الاشتراكية الدكتاتورية أم الاشتراكية الديمقراطية 1 - 4 .
- ماركس وداوكنز والدين !!
- يوم الغضب العراقي .
- قناة الجزيرة وإسرائيل !!
- لكل زمان دولة ورجال !!
- مصر , التغيير , والسياسة الأمريكية !!
- لماذا لا يكون الحاكم مسيحياً ؟


المزيد.....




- بالخيام والأعلام الفلسطينية.. مظاهرة مؤيدة لغزة في حرم جامعة ...
- أوكرانيا تحوّل طائراتها المدنية إلى مسيرات انتحارية إرهابية ...
- الأمن الروسي يعتقل متهما جديدا في هجوم -كروكوس- الإرهابي
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 1005 عسكريين أوكرانيين خلال 2 ...
- صحيفة إسرائيلية تكشف سبب قرار -عملية رفح- واحتمال حصول تغيير ...
- الشرطة الفلبينية تقضي على أحد مقاتلي جماعة أبو سياف المتورط ...
- تركيا.. الحكم بالمؤبد سبع مرات على منفذة تفجير إسطنبول عام 2 ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لقتلى وجرحى القصف الإسرائيلي
- -بلومبيرغ-: إسرائيل تجهز قواتها لحرب شاملة مع -حزب الله-
- بلينكن يهدد الصين: مستعدون لفرض عقوبات جديدة بسبب أوكرانيا


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شامل عبد العزيز - يجب تجاوز سؤال لينين ( ما العمل ) ؟ إلى ( لماذا وكيف ) ؟