أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عبد العزيز - جناية محمود السعدني على نادر أبو الغيط















المزيد.....

جناية محمود السعدني على نادر أبو الغيط


حسين عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 3356 - 2011 / 5 / 5 - 00:02
المحور: الادب والفن
    


- من يومه وهو طويل الجسد واللسان أى غلباوى إلى أبعد حد وزى ما بيقولوا بيكلم بلد؟ ومؤمن بنفسه إلى حد الغرور أسود الوجه وذو ملامح نوبية رغم أنه من مواليد كفر أو حطبة بلقاس وسواده لم يرثه عن أحد من عائلة التى لا يعرف أحد فى الكفر من أين أتت وكيف استوطنت تلك البقعة من الكفر؟
- يحب القراءة بحكم أن أباه إمام وخطيب مسجد الكفر وموظف فى مديرية الأوقاف ولديه مكتب يحفظ فيه القرآن الكريم فأصبح أبو الغيط من حفظه القرآن الكريم رغم صغره وقد ألحقه أبيه الشيخ درويش بالمعهد الدينى وهذا يعنى أنه سوف يذهب إلى المركز كل يوم.
- وفى عصرية كل يوم بنتجمع .. عند الفاخورة .. ليحكى لنا عن غرائب البندر واللى بيشوفها هناك – وفى أحد الأيام اجتمع بينا وعمل فيها أبو العريف كعادته ونحن كالعادة موافقون على منحه تلك الصفة .. دامت ترضية وتفتح نفسه لكى يحدثنا عن دنيا لم نذهب إليها بعد واحنا آخر حدودنا هى أطراف الكفر. وهذا يعنى أننا لن نغادر الكفر أبدا إلا بعد أن نحصل على الابتدائية والإعدادية .. ولن نعرف شيئا عن البندر إلا عن طريق.. نادر الذى من حسن حظه. أنه لا يوجد فى كفرنا معهد دينى. وهذا يؤكد على أنه سوف يذهب إلى البندر لأن الشيخ درويش أبو الغيط مصمم على أن يلحق ابنه بالأزهر الشريف.. لكى يصبح ويتخرج ابنه شيخاً وإماما مثله. ويمكن أن يصبح فى يوم من الأيام شيخا للأزهر الشريف.. كما يقول ويتمنى من الله أمام أبى .. الذى يسمم بدنى قلما قابل الشيخ درويش .. بقوله.. (ابقى قبلنى لو فلحت روح شوف نادر بيعمل ايه)
- أمسك كتابا بيده اليمنى التى رفعها الى فوق وقال بلهجة العارف بن العارف.
- أنظروا جيدا الى هذا الكتاب هل تعرفوا تقرءوا أسمه. وعلشان أنا عارف أن مفيش واحد منكم هيعرف يقرأ العنوان. أنا هقرأ اسمه وعشان أنا عارف شويه عنه وعن صاحبه (الموكوس فى بلاد الفلوس) ده اسم الكتاب يا بجم منك له. واللى كتب الكتاب الحلو ده عمكم وعمنا كلنا – محمود السعدنى – اللى يعرفه يرفع صبعه ويتقدم يكلمنا شوية عن عمنا السعدنى.
- طبعاً لم يرفع منا أحد يده .. لأننا لا نعرف من السعدنى. فتولى نادر درويش أبو الغيط أكثر من 7 سنوات مهمته تعرفينا بالسعدنى وسيرته وكتبه – وكلما حاول أحدنا أن يعترض على فذلكة نادر وعلى أننا أصبحنا نعرف أكثر منه وأننا قرأنا معظم مؤلفات السعدنى حتى الآن لكن نادر يعترض بقوله (مهما يكن – فأنا أول من عرفكم بالسعدنى وبسكته وبأسلوبه .. وهذا يعنى أنى صاحب فضل عظيم عليكم. مهما حاولتم أن تدعوا عكس ذلك مفهوم ولا مش مفهوم.
- وفجأة اتخذ اغلبا قراراً بمقاطعة نادر مقاطعة كاملة بعد أن أعلن قرارة المصيرى بالصعلكة على طرقة السعدنى ويكون المقهى هو بيته الأول. وقد يتوقف عن إكمال التعليم. لكى يمارس دروشته وصعلقته بمنتهى الحرية ويتلذذ بها كما يحب؟!
- كأن لوسة عقلية تلك التى أصابت نادر وقد اكتملت تلك اللوسة وأعلنت وجودها واحتلالها لرأس وعقل نادر حين أعلن. أنه ينوى الهجرة الى القاهرة بحثا عن السعدنى ومقهى عبد الله منبع الناس الحلوة.
- وترك نادر الدراسة إلى حيث رجعه بعد أن مات أبيه الشيخ درويش ولم تقدر أمه أن تثنيه عن ذلك ومن هنا تحول نادر إلى حديث المصاطب فى الكفر والسهرات بين الشباب والجلوس عند السواقى وماتت أمه حزنناً وقهراً ولم يحضر جنازتها لأن أحداً لم يخبره بذلك قرفاً منه وأيضا لأننا لا نعرف له عنواناً أو تليفوناً.
- وأصبحت النسوة اللى عاوزة تحس عيالها على المذكرة والاهتمام بالتعليم وشأنه تحكى لهم سيرة نادر وخيبته التقيلة اللى أمه راحت بسببها "فلو كنت عاوز يابنى تموتنى وروح بحصرتها أعمل زى ما عمل نادر"
- ومن هنا تحول نادر الى حديث الكفر والناس اللى بتحس عياله على المذاكرة والاهتمام بالتعليم وشأنه. وقد تكون سيرة نادر من أسباب اهتمامنا بالتعليم فكفرنا لم ينجب دكتوراً أو مهندساً وإن كان قد أنجب كثيراً من الفلاحين والعمال والناس الخايبة.
- وبدأنا عندما نجتمع معاً إلا نخوض فى سيرة نادر حتى لا نقلب على أنفسنا المواجع ونحزن على حال صديقنا الذى كان وبعد بعض سنوات وجدناه عائدا إلى الكفر ليلاً فلم نعلم بحضوره إلا فى مغربية اليوم التالى حيث وجدناه أتى إلينا ونحن نجلس تحت جميزة الكفر تلك الشجرة العتيقة التى لا يدرى أحداً من أحياء الكفر العواجيز متى زرعت تلك الشجرة ذات الجذور الضاربة فى أعماق الأرض غير أن الجميع يترحم على من زرعها ورعاها والاهم هو أن الجميع يترحمون على من تركها تأخذ حقها فى الحياة حيث النمو والإثمار.
- حيث وجدناه واقف فوق رؤوسنا فجأة دون أن ينطق بأى كلمة غير ابتسامة مرسومة على شفتيه دون أى اهتمام.
- وقفنا جميعاً وأخذناه بالأحضان وبوسة من هنا وبوسة من هناك – وإزيك يا نادر وأنت عامل إيه .. وأخبار مصر المحروسة إيه .. وإيه آخر أخبار الثقافة وفجأة وقبل أن نجلس خرج صوتا من بيننا وأخبار السعدنى إيه وأصبح هو سيد الموقف ولا شئ فوقه أو حتى تحته وتنهد نادر تنهيد طويلة .. ثم قال فى همس:
- شوفوا يا جماعة – أنا رحت مصر وأنا عندى أمل لكنى رجعت وأنا عندى يأس مما رايته وشفته وتعاملت معه. وكانت الطامة الكبرى ولا أدرى كيف حدثت؟ أو كيف شاركت فيها؟ .. وأنا اشتغلت فى جريدة (الجرونال) .. وكان يتردد شخص طيب والغلبان اسمه نبيه سرحان كان بيقول الشعر وفرحان بنفسه ويتنقل بين الموائد محترفاً للصعلقة ودائما كان يردد على مسامعنا (دا أنا طيب وغلبان والقطة بتأكل عشائى) وكان بيصعب على الجميع وكان صلاح جاهين .. طبعاً انتم عرفينه .. تحدث كثيراً وباهتمام عن موهبة نبيه سرحان .. وحتى الدكتور الأديب يوسف إدريس تحدث عنه فى أحد البرامج التليفزيونية.
- وفى أحد الأيام كنت أنا وهو نسير فى منطقة الحسين .. ونكاد دخل شارع الموسكى حتى وجدته يهمس (متيجى يا نادر نشرب شاى وناكل أى حاجة على القهوة اللى هناك دى) (فقلت .. بس يعنى)
- (لا بس ولا حاجة يا عم أنتى تعالى وعلى حسابى .. أصل أنا جالى مبلغ معتبر النهاردة من البلد....)
- ودخلنا المقهى وأتى الأكل والشاى فأكلت حلو قوى بسبب الجوع اللى مكنتش حاسس بيه.
- وكان شرب الشاى بعد الأكل شئ ممتع ولذيذ لكني لمحت وهو يخرج الفلوس من حافظة النقود .. أن الحافظة مميزة جداً ثم الأهم هو أنى رأيت عملة مالية غريبة لم أرها من قبل أبداً.
- وهو لحظ بطرف عينية .. أنى رأيت تلك الورقة المالية فوجدت يخرجها ويقدمها لى فأخذتها .. ونظرت فيها كثيرا وجه عليه السد وشمعدان والوجة الآخر على صورة رجل أظن أنى رأيت صورته من قبل الكلام الموجود على الورقة . لا هو عربي ولا انجليزى أو فرنساوى بل الحروف غريبة ولا أتذكر أنى رأيتها من ذى قبل
- نادر إيه رأيك فى اللى قاله الدكتور يوسف إدريس (عليَّ)
- بكرة يا عم (نبيه) تكون قد عرفت الشهر وطريقها ويمكن أن تنشر فى أى مكان ويكون شعرك قيمة ووزن وآه .. لو كتبت أغنية وغنتها مطربة مشهورة زى نجاة أو وردة .. وآه .. لو كانت فايزة أحمد .. ألحان محمد سلطان .. يا أبو نبيه تكون البلية لعبت معاك .. والدنيا زهزهت معاك وباقى خذنا تحت جناحك يا سيدى.
- ادعى لنا يا عم نار وأنا مش هبقى انساك.
- روحت نمت وقمت رحت الشغل وشكل العملة اللى مع نبيه سرحان مش مفرقانى – وأنا خايف أصدق هواجس .. التى تؤكد لى .. أن تلك العملة هى عملة إسرائيل يا نهار اسود .. قلتها لنفسى كثيراً.
- وتجرى الأيام بحلوها مرها وأنا أعيش الأمل رغم اليأس الذى يحيطنى من جميع جوانبى واكتشف حقيقة أمره .. ان أى مجتمع .. مثل الآخر .. لا فرق بين هذا وذاك .. فلا فرق بين الفلاحين عن مجتمع الصنيعية .. عن مجتمع المدرسين عن مجتمع خطباء المساجد عن مجتمع الصحفيين عن مجتمع الكتاب عن مجتمع السياسة .. كانت مفاجأة زلزلت كيانى وجعلتنى افقد توازنى وأسير أحدث نفسى زى الأهبل اللى خرج من مجتمع أهبل ليعيش فى مجتمع أهبل منه .. فبرغم الكام مقال اللى ننشرته على بعض قصص .. لكن تلك الحقيقة مازلت تحتل كيانى .. وقلمى وكانت الطامة الكبرى .. عندما جلسنا نتابع زيارة الرئيس السادات أنا ومجموعة كبيرة من الأصدقاء اللذين لا أعرف معظمهم .. غير أنهم مثلى فى دنيا الكتابة والصعلكة.
- أتذكر جيدا يا جماعة أننى كنت جالس انظر الى الشاشة أتابع هبوط طائرة الرئيس السادات فى القدس .. وتصفحة لقادة اسرائيل وفجأة صرخت ووقعت كوبية الشاى الساخن من يدى على فخذى وأنا اصرخ واقفاً - نبيه سرحان طلع يهودى بخير اسود .. ولم اقدر أن أتماسك فقد وقعت على الأرض ولا أدرى بنفسى إلا بعد فترة حيث وجدتنى نائما فى سرير ليس سريري ووجدت عمى وعمكم السعدنى يجلس على حفر السرير ويتصفح جريدة فلما انتبه أننى فقت استدار ناحيتى وسلم عليَّ وقبلنى.
- فقلت له – وأنا غير مصدق ما يحدث
- "أنا أتيت إلى القاهرة تحت تأثير سحر قلمك وأدبك وصعلقتك وأنا أمنى نفسى بأن أسير على دربك وأن لم أكن مثلك فيكفى أنى حاولت لكن بسبب الكلب نبيه سرحان قررت العودة إلى الكفر ولان اتركه مهما حدث لأنى أنا ولست أحد آخر ابحث عنه ولن أجده؟!!"



#حسين_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطل نجيب محفوظ/ صابر الرحيمى يجد أبيه فى ميدان التحرير؟
- المهدى


المزيد.....




- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين عبد العزيز - جناية محمود السعدني على نادر أبو الغيط