أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بابكر عثمان - زينة الغرباء وروح الجد!!!















المزيد.....

زينة الغرباء وروح الجد!!!


محمد بابكر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 3349 - 2011 / 4 / 28 - 00:53
المحور: الادب والفن
    


وما غربة الأنسان في بعد داره ولكنها في قرب من لايشاكل



,,,أبو الطيب ,,,



شغفي بأبو الطيب المتنبئ مرده قدرته علي مجالدة الحروف حتي تتسع لمعانيه الحربة,وكثيرة هي الأفكار التي جالت بخاطري فوجدتها قد أستحالت عنده شعرا يسر القارئين...وصاحبنا هنا يجأر بالشكوي لأحساسه بغربة مريرة وهو وسط قومه,,والمتنبي كان ذا عقل فطن وقلب عقٍل ,وكذا شأن العالم وسط العامة يشعر بغربة قاتلة,,





من الغرباء وما روح الجد؟؟؟



روح الجد هي خضوع الإنسان للإشياء وتسليمه بالقواعد الموضوعة والقيم السائدة وأعتبارها أنها مطلفة, وفي هذا الأمر ألغاء لحريته ووجوده علي السواء ومن هنا ينشأ الاصطناع عند من لايعون حريتهم ومن هنا تنشأ تلك الروح المبتذلة التي يسميها جون بول سارتر بروح الجد( لأنها تعد القيم معطيات عالية للذاتية مستقلة للذاتية الانسانية) 1

,,وتقول سيمون دي بوفوار عن هذه الروح (يتجلي فيها هروب الأنسان عن حريته في أيداع القيم الحقيقية وهي أنما تسود عند سفلة القوم , أولئك الذين لهم اعين وآذان لكنهم يعمونها ويصمونها) 2

وتواصل سيمون تقريعها لأصحاب هذه الروح المبتذلة فتقول ( هم بلا حب ولارغبة وبهم من الوجود خوف ومن المغامرة هبة وهم يحتمون بالقيم الجاهزة)3

وهاهو هيجل بسخريته المحببة يسخر من أصحاب هذه الروح ويصفهم بالتفاهة لأنهم جعلو الموضوع الخارجي الحقيقية الجوهرية,,4

وتتسائل سيمون عن مصدر هذه الروح وأسباب حدوثها فتقول أن السبب في ذلك هو أن كل أنسان كان في بوم من الأيام طفلا يعيش في عالم الكبار ..عالم الآلهة!!

وهو يعد نفسه ليكون مثلهم آلهاً ,, والطفل يعيش بعيدا عن الشك والقلق وتحمل المسئولية لأن العالم الذي هو فيه هو عالم جاهز كامل مصنوع من قبل لذلك تراه يقبل القيم الجاهزة ويعتبرها موجودة وجود السماء والأنهار والأشجار ,,وقد تبقي هذه الروح روح الطفولة مع بعض الناس مدي الحياة فتراهم يخضعون لعالم الغير بغير أدني شك أو قلق وتري منهم طغاة يمجدون هذا العالم ويعيشون علي حد رأي (أبسن) في بيت الدمي لا يثورون ولا يشكون ولايقلقون5



سرب البطاريق السودانية والروح المبتذلة ,,,



وروح الجد هذي من الآفات التي أستطال شرها في السودان ,بل أني زعيم أنها أس المشكل السوداني لأن هذه الروح تحد من التفكير وترهن المجتمع للخمول وتحد من التفكير والتحديث ,,كما أن أصحاب هذه الروح تكاثفو علينا في السودان وحملو سياطهم يلهبون ظهور كل من واتته وأراد أن يخرج عن سرب البطاريق ,,وقليلون هم من خرجوا وتحملو ضريبة الخروج ,لكنهم نالو حريتهم فالحرية هي أن تملك الحق في أن تغرد خارج السرب , في أن تفكر كما تريد وتقول بما تفكر وتفعل ماتقول..6

هؤلاء الذين تهيبوا الخروج هم ((موتي أحياء)) يموتون كل يوم إثر التناقض وعدم التصالح مع الذات ,,تجد بين الذين يحملون هذه الروح تحالف ضمني يقوم علي قمع وتسفيه كل من أراد التفكير بشكل مستقل,,,

هذه الحالة تحدث عنها عميد الأدب العربي طه حسين ووصف هؤلاء بأنهم (( لايعملون عقولهم ولا يحبون أن يعمل اللأخرين عقولهم )) وطه حسين لله دره كان من الغرباء جالد الظلامات فأرهقها وأرهقته ولم يبالي بنصال الجهلة,,



زينة الغرباء !!



ولقد كان حظي من الغرباء أصحاب أماجد زينتهم كان فتيً يلمعيا ً أسمه (سامي) فطر به قلبي قبل عامين ,,من كثر رثائي له وصفني وديد لي (الماشوزية) ,,

كان سامي واهب فطن أغر ,, أكمل دراسته الثانوية وألتحق بكلية الأقتصاد

بجامعة الجزيرة لكن نفس الفنان المتمردة أبت عليه إلا أن يغادرها متوجها صوب مدينة الضباب لدراسة الفن التشكيلي ,, وفي لندن كان المقام يغترف من فيوض علومها وأدبها ,,ويتجول بين مسارحها ودور الأوبرا يقرأ ديكنز ويدهش الانجليز بطلاقة لسانه وقوة بيانه ,,يحفظ من شعرهم ما أعياهم حفظه ,,

أحب سامي الفن بتجرد فظل علي مبدأه رافضا أن يتبضع بفنه ,, والحق أنه لم يلق بالا لجمع المال في حياته كان يقول دوما (دعهم يجمعون ما قعت عليه أيديهم من المال ودعني أقرأ ما وقعت عليه يدي من الكتب ),,



كان نبيلا ساميا بحق,,أتعبه رفضه الركون وتعطيب العقل فمنذ صباه طفق منقبا في التراث الأسلامي بعقل مفتوح يرفض الخرافة ويعلي من شأن العقل وماوقر في عقله لم يجد حرجا في أن يجاهر به الناس دون تهيب أو تقية وأذا اقتنع بشيئ تمثله في نفسه مصداقا لقوله تعالي ((لم تقولون ما لاتفعلون كبر مقتا عند الله أن تقولو مالاتفعلون)) كان رجل حر يفكر كما يريد ويقول بما يفكر ويفعل مايقول,, جمع بين تمرد الفنانين وهو تمرد مطلوب يري منصور خالد أن الفنان غير المتمرد قل أن ينتج فنا,7 التمرد هو الذي منحنا روائع بيكاسو وخوان ميرو ,يري منصور وهو منصور بحق بفؤاده الذكي ,يري أن تمرد الفنانين هو في حقيقة الأمر أدانة لما في الحياة من خشونة ونبوة,,8

جمع سامي بين تمرد الفنان ومثابرة المفكر المجد المجتهد ,,

هاتفني قبل أسبوعين من رحيله وأنا حديث عهد بغربتي في مدينة الملح (دبي ) شكي لي مرارة الغربة التي أنتابته طوال حياته وأسرني بتوقه للعودة لحيشان السودان الفسيحة ,مذكرا لي بمقولة الطيب الصالح ,,وبعدها بأيام قلائل أتصل بي عبد الله التوم لينعيه لي ,, مضي شأنه شأن المبدعين بذبحة لم تمهله ,,



مات ميتة جاحظية بين كتبه ولوحاته في غرفته الضيقة والباردة ,,

نحن أذ نرثي الغرباء كسامي ندين في حقيقة الأمر هذا المجتمع البطريقي الذي ضاق بأمثال سامي ,,مضي سامي ولم يترك أرثا غير روائع من لوحات الفن التشكيلي السوريالي ومكتبته الخاصة وبعض الملابس الرثة ,, وأني لأرجو من منظمات المجتمع المدني في السودان وأخص تلك التي برأت من العبث الأنقاذي فهؤلاء الناس كمن قال فيهم حجة الأسلام أبو حامد (سقيمي مزاج ليس لهم علاج9 لايعني لهم الفن شيئا,, أرجو منهم أن يتولو أرث سامي بالعناية والرعاية فلعمري لا تهمل مبدعيها ألا الأمم التي أنحطت ,,فهاهي حكومة صاحبة الجلالة تحتفي بالذكري المئوية ل((فرانسيس بيكون )) لمدة عام كامل 2002م ,,10

وهكذا ترعي الأمم المحترمة مبدعيها ,,أما هنا فيموت المبدعين فيها بحسرتهم قبل أن يتهاوش الموت أجسادهم المتداعية ,,

رحل سامي دونما تلويحية رحلت ياصاحبي كسلفنا الصالح كمعاوية محمد نور وكالمجذوب وأدريس جماع والتجاني يوسف بشير وجمال محمد أحمد مت كمدا كما ماتو ,,,,,



فطوبي لكم طوبي لكم ياصاح,,







الهوامش:



1- الوجود والعدم ,,ترجمة عبد الرحمن بدوي ص 987

2- مقابلة صحفية مع سيمون أجرتها معها صحيفة لوموند الفرنسية

3- مصدر سابق

4- فينمولوجيا الروح _هيجل

5- نفس المصدر

6- الأستاذ محمود محمد طه _ الرسالة الثانية من الأسلام

7- منصور خالد , في رحاب الفن الممحون ,,مقال تم نشره بصحيفة أجراس الحرية

8- نفس المصدر

9- أبو حامد الغزالي _ أحياء علوم الدين

10- The garduan news paper خصصت ملحق للتعريف بحياة (فرانسيس بيكون) تضمن تغطية للحدث يمكن الأطلاع علي الموضوع بشكل موسع من موقع الصحيفة علي الأنترنت.

http://www.guardian.bz/



#محمد_بابكر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلي القرضاوي وأخرون مالكم كيف تحكمون!!!
- في الادب والفكر تقريع العوام ولقاح الافهام


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد بابكر عثمان - زينة الغرباء وروح الجد!!!