أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين التميمي - حق التظاهر في الحمام














المزيد.....

حق التظاهر في الحمام


حسين التميمي

الحوار المتمدن-العدد: 3347 - 2011 / 4 / 26 - 11:01
المحور: كتابات ساخرة
    


حق التظاهر وحق الاعتصام وحق التعبير عن حرية الرأي، من الحقوق المشروعة التي يكفلها الدستور العراقي وكل الدساتير في الدول المتحضرة التي تلتزم بمبادئ الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان.
وعلى الرغم من التحذيرات الحكومية من وجود "تهديدات امنية ومحاولة قوى مغرضة الاندساس بين المتظاهرين وتنفيذ اجندات اخرى" الا ان الالاف من المواطنين اندفعوا الى ساحة التحرير ومنذ شباط الماضي واصل هؤلاء اعتصاماتهم وتظاهراتهم و .. تحدياتهم في كل الجمع التي تلت تلك التظاهرة والى يومنا هذا، ولم يعكر صفو هذه الممارسات الديمقراطية سوى ردود افعال بعض افراد الاجهزة الامنية التي اتخذت اجراءات مبالغ بها.
ويبدو ان الحكومة لم تتفهم حقيقة الموقف الشعبي عندما قررت الجماهير عدم الاصرار على احراج الحكومة ومنحها المزيد من الوقت على الرغم من بدء العد العكسي لمهلة المئة يوم والتي دخلت النصف الثاني من المدة وهاهي تتورط بدخول الربع !!
يبدو ايضا ان هناك جهات حكومية اساءت الحكم على هذا الموقف وخيل لها بأن الموضوع اشبه بزوبعة في فنجان وانها تستطيع ان تصدر المزيد من التصريحات المستفزة لجماهير ساحة التحرير وكل الساحات الاخرى. وهي لم تتوقف عند هذا بل بالغت مؤخرا واستصدرت اوامر لاجبار المتظاهرين على الذهاب الى ملعب الشعب وملاعب اخرى لممارسة حق التظاهر والتخلي عن ساحة التحرير وكل الساحات العامة الاخرى!!
ونحن نعلم وكل شباب ساحة التحرير يعلمون بأن الانظمة الديمقراطية يقع على عاتقها ضمان حق المواطنين في اختيار موعد التظاهر ومكانه لذا نتساءل عن سر اصرار الحكومة على تحديد مثل هذه الاماكن المغلقة وبطريقة يبدو من خلالها وكأنها تتفضل على المتظاهرين بالسماح لهم بممارسة حقوقهم التي يكفلها لهم الدستور؟!
الكثير من المتظاهرين استطاعوا خلال الجمعة الماضية ان يعلونوا عن موقفهم الرافض لمثل هذا التحديد للحريات والتعالي الحكومي على رغبات ومشاعر المواطنين، وقد تمكنوا من الوصول الى ساحة التحرير على الرغم من المضايقات والتهديدات، والغريب في الامر ان هذا المنع اسفر هذه المرة عن وصول عدد من الاطفال الى الساحة وهم ينظرون ويسجلون بذاكرتهم الطفولية كل مايحدث وهذه الذكريات ستتحول بعد بضع سنوات الى مواقف يتبناها شباب سيطلق عليهم اسم ابناء ساحة التحرير.. وهم لاريب سيكونون اكثر وعيا منا وفهما لمعنى الديمقراطية فماذا ستقول لهم حكوماتهم انذاك ؟ وهل ستنطلي عليهم الاكاذيب التي نستمع اليها هذه الايام؟
الحكومة تطالبنا الآن بعدم التظاهر في ساحة التحرير وهي تعطي لنفسها الحق في ان تحدد لنا حق التظاهر داخل الملاعب .. وربما اذا ماوافقناها على مثل هذه الاوامر فربما هي ستطلب منا الجلوس داخل منازلنا وممارسة حق التظاهر العائلي، واذا ماوافقناها على هذا فربما هي ستطالبنا بالاكتفاء بالتظاهر اثناء فترة الاستحمام في حماماتنا الخاصة .
اذن ربما سنحصل اخيرا على حق التظاهر في الحمام وحق شتم الفاسدين والسراق والتعبير بكل حرية عن رفضنا لرداءة الاداء الحكومي في الكثير من المفاصل ورفضنا لتردي الخدمات وسوء ادارة الوزارات، شرط ان لاننفعل كثيرا فيخرج صوتنا خارج جدران تلك الحمامات المنزلية الصغيرة .
فحق التظاهر في الحمام مكفول وفقا لنظام دستوري سيسن لاحقا لمنع أي شغب او تعكير صفو للسراق وملوك الطوائف ممن اتقنوا حق اللعب على احلامنا وتطلعاتنا واستطاعوا ان يقيموا جمهوريات وممالك تخصهم، لجني اكبر نسبة من الارباح والمكتسبات، شرط ان نواصل تمسكنا بالصمت وعدم التعقيب على أي شيء يحدث، وان لانكتفي بهذا بل علينا ان نرفع اكفنا عاليا لكي ندعو الله ان يديم علينا هذه الحكومات التي منحتنا كل هذه الحقوق. كي نكون (ديمقراطيون) بحق ونحن نعلن عن شكرنا واحترامنا لحكومتنا التي وفرت لنا الماء والكهرباء في فترات الاستحمام وتفضلت علينا بمنحنا حق التظاهر في الحمام .



#حسين_التميمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مافيا الايفادات
- شرعنة التزوير .. وفلسفة (خليهه سكتة)
- نهاية العالم
- العرب يقرأون ويكتبون
- سلم الرواتب ولعبة (الحية ودرج)
- القبول في الجامعات والمعايير القديمة
- شباب ساحة التحرير يضعون علامة ×
- اعياد نورورز في ديالى.. سياحة غير مكتملة
- كرسي الاعتراف
- ساسة ومقاولون
- أقنعة البطالة
- فيك الخصام
- ميدان مصر وساحة بغداد
- شباب من تونس ومصر ومحافظات عراقية
- زنكنة .. هل مات آخر الرجال؟
- التحليق الى الهاوية
- العراق اولا
- سوبر نائب
- من الاذكى هذه المرة .. المرشح أم الناخب
- جنة الخلد مثواك ايها المعلم.. فلامكان لك بيننا


المزيد.....




- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - حسين التميمي - حق التظاهر في الحمام