أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح مكطوف - برامج وسياسات أحزاب الإسلام السياسي في العراق، من بقايا النظام السابق














المزيد.....

برامج وسياسات أحزاب الإسلام السياسي في العراق، من بقايا النظام السابق


فالح مكطوف

الحوار المتمدن-العدد: 3344 - 2011 / 4 / 22 - 22:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( 1 )
عبارة (بقايا النظام السابق) بالنسبة لساسة العراق الجدد عبارة تتكرر كغيرها من العبارات من قبيل (العملية السياسية ، والمربع الأول ، والضوء في آخر النفق، وبين مطرقة ألكذا وسندان ألكذا ...الخ) والحقيقة أن هذه العبارة ليست عابرة كما يرون، إذ ليس جديدا القول بان تركة النظام السابق ثقيلة ويحتاج محوها من الذاكرة سنوات وسنوات، وقد اعتاد الساسة ووسائل الإعلام المختلفة أن تطلق عبارة بقايا النظام السابق فقط على أعضاء حزب البعث اخذين بنظر الاعتبار ومن وجهة نظرهم أن السياسة في العراق الجديد هي معركة انتزاع الكراسي والخشية عليه من أن ينتزع والمتابع للشأن العراقي يرى انه لم يبقى في الكثير من مناطق العراق بقايا للنظام السابق من البعثيين، حيث تم تصفية من لم يترك محل سكناه ويغادر العراق أو يذهب إلى مدن حاضنة للبعثيين، إذا كانت تصفية بقايا النظام مهمة لحسم السلطة وضمان عدم عودتهم وقد عزز ذلك في الدستور العراقي الذي نص على اجتثاثهم وقد تم تشكيل هيئة لذلك.
حسنا الأمر بالنسبة للساسة العراق الجدد هو القضاء على ساسة العراق القدماء وهذا الأمر يعني طبعا عراق جديد تسوده العدالة والرفاه والمساواة طالما أن السبب في عدم تحقق تلك الأهداف وغيرها هو النظام السابق وهذه على الأقل هي قراءة الساسة للبقايا.
ونحن نرى أن أمر البقايا يتعدى هذا الوصف الفج باختصاره بالبعثيين فقط، فهو يتعدى ذلك كون مؤشره واقعي وعلى الأرض وليس إيديولوجيا يعبر عنه عابر، لذا فمحاكمته يجب أن تكون واقعية كذلك، فهو شكًل منظومة بنى تحتية انعكست بجميع أشكالها الفوقية وتم التعبير عنها بمرحلتين، المرحلة الأولى ابتدأت من عام 1968 إلى عام 1986 وهي المرحلة التي استلم بها البعثيون السلطة في زمن الثنائية القطبية فكان لابد لهم من مسايرة خط اقتصاد الدولة المخطط (رأسمالية الدولة) فهم جاءوا بشعارات تغازل إلى حد بعيد اليسار السائد عالميا ومحليا والذي يمثل امتداد الحقبة الستالينية وكان على المشهد السياسي في العراق آنذاك أن يسير نحو التطبيق (للاشتراكية) إذ أن الحركة الاجتماعية لليسار ضاغطة، وحضي في حينها بمساندة المنظومة الشرقية بل أن الحزب الشيوعي العراقي دخل معهم في جبهة بسبب توحد الرؤى على الصعيد الاقتصادي ولاسيما وان البعثيين أقدموا على التأميم وهذا يصب في طواحين الشيوعيين كما توهموا والحقيقة هنالك مبررات لهذا التوهم فالدولة ذات اقتصاد مخطط تسير على الطريق (الاشتراكي) فالخطة الخمسية والتسعيرة وقلة البطالة والتعيين المركزي والأقسام الداخلية للطلبة والمنحة الشهرية لهم وضمان تعيينهم وإعداد جيش رصين ومقتدر للردع ومحو الأمية وابتداء المشاريع الصناعية الكبرى والتطور على صعيد الزراعة والاحتفال بالمناسبات العالمية كعيد العمال والمرأة والدور النقابي للعمال والتنظيمات الطلابية المستقلة والضمان الاجتماعي بفروعه كافة ولاسيما ضمان التقاعد وضمان للموظفين وكذلك العمال والعلاج المجاني حيث خلا العراق من أي مستشفى خاص وعدم السماح للقطاع الخاص بالعمل بل محاربته واعتباره من امرضا الرأسمالية والبرجوازية التي لا ينبغي لها التسلل إلى العراق وكل ذلك رافق التسلل للمشروع القومي العروبي الذي سيضرب والى الأبد كل هذه المنجزات التي جاءت نتيجة ضغط الحركات الاجتماعية واليسار وكانت البداية غير المعلنة لهذا التحول وهذا التسلل هو الانقضاض أولا على الحلفاء من الشيوعيين دون سابق إنذار واخذ التراجع على كافة الصعد أيضا يتسلل تدريجيا بقدر تسلل البعثيين وكانت البوصلة تشير صوب الغرب وكان ذلك واضحا قبيل مجيء صدام حسين للسلطة.
وكانت الحرب مع إيران قد قضت على جميع المنجزات برفع شعار (كل شيء من اجل النصر) وقد كلفت هذه الحرب العراق مليارات الدولارات واخذ النظام وبالتعاون مع حلفاءه الغربيين والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي يرى أن الاقتصاد المخطط مرحلة لم تعد تلبي حاجته إلى الاستمرار بالحرب والتي رافقها بقبضة بوليسية أودت بالآلاف من المعارضين إلى المشانق فالدولة التي كانت تكفل كل شيء وبأسعار بسيطة انسحبت عن كفالتها لتترك المجال للقطاع الخاص بالعمل على اقل من مهله، وتم بالفعل بداية المرحلة الثانية عام 1986 حيث بدأ الهجوم الكاسح على الشعب الأعزل بصدور سلسله من القوانين والقرارات فتميزت هذه المرحلة ببيع أموال الدول والقطاع الاشتراكي إلى القطاع الخاص وكان الرابح الأكبر هو الأسرة الحاكمة والمقربين وكبار التجار المرتبطين بالنظام السابق وكان لعسكرت العمل وابتداع ما سمي بالتصنيع العسكري دورا كبيرا في اضطهاد العمال سواء بالعمل الليلي أو بطول ساعات العمل أما فيما يتعلق بالموظفين فقد تم طرد الآلاف منهم تحت عنوان الفائضين وطبعا ضاع كل شيء الأقسام الداخلية ومنحة الطلبة والتعيين المركزي وضاعت التسعيرة ودخل السوق ما يعرف بالسلع التجارية المنافسة للسلع المحلية وأخذت الشركات تتأسس وتشترى قطاع الدولة بما يسمى بالخصخصة وأهمل قطاع الصحة لوجود البديل من المستشفيات الأهلية وتم مصادر ضمان العمال وتحويلهم إلى موظفين واخذ الدينار العراقي بالانهيار التدريجي مقابل جميع العملات وأصبح أعداد العاطلين في تزايد عدا ما تأخذه الحرب التي كانت كارثة حقيقية كوقود لها وجاء الحصار بعد الخليج الثانية ليعزز من اتساع الهوة بين الأغنياء من مريدي النظام والفقراء من أغلبية الشعب مسلوب الحقوق واستمر هذا النمط من الاقتصاد لحين سقوط النظام إلا انه لم ينتهي بنهايته فهو من بقايا النظام السابق.
(يتبع الجزء الثاني)



#فالح_مكطوف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول اعادة تنظيم المدنية في المجتمع العراقي
- ضحايا غزة: ضحايا للصراع بين ما يسمى بمحوري(الاعتدال والتطرف)
- عن الرموز (الثيوقراطية) والتاريخية في انتخاب مجالس المحافظات
- مفهوم (العدو والدولة المعادية) في قانون العقوبات العراقي رقم ...
- حول مشروع توحيد الاتحادات العمالية في العراق
- ملاحظات حول ما نصت عليه التشريعات من التمييز ضد المرأة


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح مكطوف - برامج وسياسات أحزاب الإسلام السياسي في العراق، من بقايا النظام السابق