أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - احمد الحارثي - الربيع العربي















المزيد.....



الربيع العربي


احمد الحارثي

الحوار المتمدن-العدد: 3315 - 2011 / 3 / 24 - 21:23
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


"الربيع العربي"

كلنا تونسيون
كلنا مصريون
كلنا ... ثورة...

أحمد الحارثي


"وها هو اليوم لهيب الثورة يشتعل من جديد، رويدا رويدا؛ قد يولد جانبيا العنف، وقد يحدث التغيير بدون سلاح." (...)
"في ظل المناخ العالمي الجديد، سوف تستعيد السياسة عافيتها والإيديولوجيا مكانتها، وستتراجع مظاهر الدعارة الفكرية والثقافية، والشعبوية، والسطحية، والتسيب. معاداة الفكر النقدي والقيم الكونية هي سمة دائمة للنخب التي ترتعش حين يفوح نسيم الحرية وتنزعج عند ما يتأجج صوت الرفض والاحتجاج."
أحمد الحارثي، نوافذ، عدد 39-40 مارس 2009، صفحة 25 وص. 37.

"ما يبرر الخوض في موضوع الثقافة الاحتجاجية، ليس لمعان تاريخها القريب، بل انبعاثها في واقع اليوم كتعبير جنيني عن ممانعة قيد التجسد في ظل العولمة؛ إذ يتجلى في الأفق قدوم حركات اجتماعية قوية سوف يكون لها لا محالة وقع مدو وشأن خاص في السنوات القليلة المقبلة. أمام أعيننا تتأجج تدريجيا موجات جديدة من الاحتجاج والرفض على الصعيدين العالمي والمحلي، مماثلة لسابقاتها ومتميزة عنها في نفس الآن، قد تحمل معها طوبا جديدة، أو تضطر إلى صب غضبها في نوع من البراغماتية السياسية. لكنها لا تعمل سوى على تجديد أو إعادة صياغة وترتيب القيم الإنسانية الكونية: الحرية، العدالة الاجتماعية، المساواة، الحق في المشاركة وفي تقرير المصير الاقتصادي وفي العيش الكريم... بالأمس فاح نسيم الحرية عبر طوبا ثورة عنيفة فاشلة أو بعيدة الاحتمال، واليوم من غير المستبعد قيام ثورات هادئة، منزوعة السلاح. الأهداف لم تتغير كثيرا: التطلع إلى الحرية والعدالة الاجتماعية والسلم. وليس في مستطاع أي مخلوق إقبار الحلم بعالم أفضل، عالم جديد..."

"كراهية الفكر الحر، حقد روح الاحتجاج والرفض، حجب التاريخ، محو الذاكرة، كلها طبائع تحملها دوما النخب والفئات المحبة للنظام والضوابط، التي ينتابها الذعر كلما أحست بنسيم حرية. وهكذا ذابت حمية الحريات في الفردانية القاتلة، وتم اختزال التطلع إلى الحرية والمساواة في النخبوية. لكن المسألة الاجتماعية ما زالت مطروحة على جدول الأعمال، في ارتباط وثيق هذه المرة بالمسألة الديمقراطية. فالحركات الاجتماعية الجديدة جددت التعبئة، والمواطنة تسترد عافيتها وحقها، ونقد العلاقات السلطوية فتح فضاءات جديدة للتحرر. (...) سيل الحركات الاجتماعية يتجمع تدريجيا كي يصب في نفس الأهداف: مناهضة أوضاع الفقر والمجاعة، التسلط، الظلم (...). والحزب السياسي هو الذي في مستطاعه أن يركب مجموع هذا التدفق الاحتجاجي.
"الواقع الراهن يبين أن دواعي الاحتجاج والرفض والانتفاض هي أكثر حدة وجسامة من السابق: أزمة اقتصادية، نيوليبرالية متوحشة، تسلط سياسي، مظالم اجتماعية، فقر ومجاعة، ...، انهيار القدرة الشرائية للمستضعفين، هجرة سرية، حروب أهلية، فساد مالي وإداري، إفلاس حزبي، فردانية معممة، فراغ ثقافي وفكري، الخ. (...)
"أمام هذه التحديات الكبرى، كل شروط الانفجار متوفرة."

"خلافا إذن لما ظل ينظر له المفكر عبد الله العروي طيلة سنوات، لا يمكن استيعاب الليبرالية دون المرور منها فعليا، لأنها ضرورة تاريخية."
أحمد الحارثي، نوافذ، عدد 37-38، ماي 2008، صفحة 18 وص.ص. 39-40.

"تتيح الشروط التاريخية الراهنة على الصعيد الكوني، بفضل التفاعل المكثف بين الأمم في عصر الثورة المعلوماتية، العديد من الفرص أمام المجتمعات المتأخرة لإرساء دعائم الانتقال السلس والهادئ نحو الحداثة السياسية. لكن التشدد في الاستبداد قد يدفع مجددا نحو اللجوء إلى العنف المنظم، المشروع؛ أو إلى الانتفاضات الحضرية العفوية؛ او إلى الإرهاب الأعمى."
أحمد الحارثي، نوافذ، عدد 45-46، نونبر 2010، صفحة 25.


اشتعلت فجأة نيران ثورة تونس لتعصف بأحد معاقل الرجعية في شمال إفريقيا. واستطاعت الثورة، في رمشة عين، أن تسقط رأس النظام الديكتاتوري الذي ظل جاثما على صدر الشعب التونسي منذ خرف الرئيس بورقيبة وتنحيته سنة 1978؛ وتقذف بالطاغية خارج البلاد. هو ذا مصير كل الطغاة: يخرجون من التاريخ عبر المجاري، بدون كرامة، ويرمى بهم في مزبلته.

انطلقت الشرارة الأولى للثورة في شكل انتفاضة حضرية عفوية من أجل الكرامة وتحسين الظروف المعيشية، ثم تحولت بسرعة فائقة إلى غليان ثوري يتجاوز سقف المطالب الاجتماعية، ويستهدف رحيل الطاغية و"إسقاط النظام". هكذا نقلت الانتفاضة المطالب من الاجتماعي إلى السياسي، من الاحتجاج على "غلاء ثمن السكر" إلى عشق ذوق حلاوة الحرية. وتحولت إلى ثورة.

من هذا البلد الصغير (و"الصغير جميل")، انتقلت العدوى بسرعة إلى مصر، أكبر بلد في المنطقة العربية. كأن الشباب المصري، في صراع مع الزمن، شعر بالمهانة أن يسبقه نظيره التونسي في نيل معركة الحرية، في الانعتاق من الطاغية، في الإطاحة بالنظام الاستبدادي، في تدشين موسم "الربيع العربي" وسط محيط غاطس في الرجعية والتسلطية.

ثم جاء دور اليمن... وتلتها ليبيا... وقطر... والبقية سوف تكشفها الأيام القادمة...

رغم تمايزها، ما يشد الانتباه هو التماثل الكبير بين هذه الموجات القوية من الاحتجاج والرفض، التي توج بعضها إلى حدود الآن بإحداث الثورة. فضلا عن كون الثورة كانت بعيدة الاحتمال في هذا المحيط العربي الراكد، الغارق في الاستبداد وفي سبات تاريخي عميق، تكمن القواسم المشتركة بين مختلف هذه الحركات الاجتماعية الجديدة التي نشاهدها في العناصر التالية.

1. المكان والزمن:

عندما انفجرت الثورة في تونس، كان واضحا للعيان أنها تندرج ضمن السياق التاريخي الذي يحكم مصير القطرية في العالم العربي على وجه الخصوص. جاءت الثورة في مصر لتؤكد هذا المنحى، متبوعة باشتعال فتيل التمرد في أكثر من بلد عربي: اليمن، الأردن، البحرين، الخ، وبشكل يبدو أكثر دموية في ليبيا.

إلى جانب بعدها الكوني المتمثل في القيم التي تحملها: الحرية والعدالة الاجتماعية، تنخرط أيضا هذه الموجة القوية من الاحتجاج والرفض في إطار التحولات الكبرى التي يشهدها العالم. ليس على صعيد العلاقات الاقتصادية الدولية وحسب، بل أيضا وأساسا على المستوى السياسي والثقافي والحضاري. فقد بدأ لهيبها يمتد خارج الرقعة الجغرافية العربية، ومن المحتمل أن يشمل مختلف أنحاء المعمورة. بما في ذلك ربما الغرب ذاته، الذي يتهدده خطر التقوقع والتآكل، جراء ما أضحى يعانيه الآن من أزمة اقتصادية ومالية، وتراجع في المكتسبات الاجتماعية، وتهالك في البنيات السياسية، وجفاف في المنابع الثقافية والروحية.

فكل المؤشرات توحي بأننا بصدد الولوج إلى "عالم جديد": تركيب بين مختلف المقومات الثقافية والحضارية غير الغربية من جانب، والحضارة الغربية التي هي ملك للبشرية جمعاء من جانب آخر. أمام أعيننا يقع مخاض يحبل بانتقال مركز الكون من الغرب إلى الشرق. ما ينقص هذا الشرق هو صياغة نموذج مغاير للنسق السياسي، يرتكز على الشرعية الديمقراطية، دون التفريط في المسألة الاجتماعية... وما يحدث في الصين من مخاض إثر قيام الثورة في العالم العربي يكتسي دلالة خاصة في هدا النحى.

أما ما يميز هذا الفضاء الجغرافي والتاريخي المنطوي تحت لواء العروبة والإسلام -دون إهمال الأبعاد الهوياتية والروافد الحضارية الغيرية، الأصلية والأصيلة، التي تتداخل في ثناياه وتغذي بعض من مقوماته- هو أن مجموع البلدان التي يشملها لم تعرف أبدا ثورات اجتماعية في العصر الحديث، أو ما يقوم مقامها من تحولات تحدث القطيعة مع العهود الغابرة. إنها بالتحديد لم تشهد ثورة داخلية للإطاحة بنظام الإقطاع والاستبداد والحكم المطلق، واقتلاع جذوره؛ بإقامة نظام بديل يرتكز على قيم الحرية والعدالة الاجتماعية، ودولة الحق والقانون، ونسق لإضفاء المشروعية عصري يستند على المنفعة وصوت الشعب ولا يحيل إلى الحق الإلهي وأصنام الماضي. كل ما وقع في هذه البلدان مجتمعة، فضلا عن الاستعمار المباشر وما خلفه: زرع بذور الرأسمالية، هو إما تلك الموجة العارمة من الانقلابات التي قامت بعد طرد المستعمر؛ أو استمرارية الأوضاع على ما كانت عليه في السابق بتواطؤ مكشوف مع هذا الأخير. والنتيجة واحدة: توطيد الاستبداد، شخصنة السلطة، تعميق التأخر التاريخي، وما يستتبع ذلك من فقر وجهل وفوارق اجتماعية صارخة، الخ. بل إن معظم هذه البلدان لم تنجز ثورة تحررية وطنية حقيقية لجلاء الاستعمار المباشر، إذ عمد المستعمر إلى استباق الأحداث بمنح استقلالات شكلية تحافظ على قسط وافر من مصالحه عوض تكبد الخسائر الفادحة الناجمة عن حروب التحرير...

شهد العالم خلال الحقبة التاريخية الممتدة من عقد الستينيات إلى حدود الآن تحولات كبيرة، طال مفعولها العديد من البلدان، النامية منها على وجه الخصوص.

بعد نهاية العهد الكولونيالي التي دشنت في ربيع سنة 1955 (مؤتمر باندونغ)، وفي قمة احتداد الصراع والمواجهة بين الغرب الرأسمالي والشرق الاشتراكي (حرب الفييتنام: 1959-1974)، انفجرت فجأة في منتصف الستينيات موجة عالمية عنيفة من الاحتجاج والرفض، لم يسلم منها العالم العربي. برزت آنئذ حركات سياسية ماركسية المرجعية ("اليسار الجديد") تنشد الثورة بالعنف لإسقاط الأنظمة الرجعية والتبعية، ساهم فيها بعض وجوه الحركة القومية العربية المتأزمة؛ لكنها لم تحقق هدفها بحكم ما كانت تحمله في غز عنفوانها من عناصر الفشل (غربة الماركسية في محيط شديد المحافظة والتقليد، القمع الشرس، الخ). بموازاة ذلك توسع تدريجيا نفوذ حركة الإخوان المسلمين، بدعم مكشوف أحيانا من طرف أنظمة الحكم القائمة لإضعاف تأثير التنظيمات اليسارية...

على غرار باقي المستنقعات الديكتاتورية في أمريكا اللاتينية وأفريقيا وآسيا وأوروبا الشرقية، استفادت الأنظمة العربية كثيرا من أجواء الحرب الباردة ومن الثنائية القطبية، سواء من هذا القطب أو ذاك، لتوطيد التسلط السياسي، المصحوب بالفساد والنهب الاقتصادي والمالي والبؤس الاجتماعي...

إثر سقوط جدار برلين وانهيار أنظمة الاشتراكية الواقعية في الاتحاد السوفياتي وفي أوروبا الشرقية، دخل العالم مرحلة تاريخية متميزة، عنوانها العولمة وفتح الأسواق وعصر الثورة المعلوماتية. وفي الوقت الذي شهد فيه العالم تساقط العديد من الأنظمة الديكتاتورية في أمريكا اللاتينية، وبروز تجارب العدالة الانتقالية والموجة الديمقراطية الثالثة، ظلت المنطقة العربية غارقة في الاستبداد والتأخر.

وخلافا للتوقعات الغربية، لم يختف الصراع الاجتماعي من أجل الحرية والعدالة الاجتماعية. بل بدأت في الظهور مبكرا بوادر موجة جديدة من الاحتجاج والرفض، ولدتها العولمة ذاتها وما فتئت تغذيها. مثلما أضحى يتأكد تدريجيا احتمال انتقال مركز الحداثة الكونية من الغرب إلى الشرق، ذلك الفضاء الساحر، وفي قلبه الصين والهند...

في حين أخذت بلدان أمريكا اللاتينية تخطو خطوات مهمة نحو التألق الاقتصادي والسياسي، وتميل يسارا...، "شرقا" إذن.

كان كل شيء يسير كأن مفاجئة ما تنتظر العالم...

ذهب دون رجعة عصر الثورات التقليدية، المسلحة منها والسلمية، التي لم تعد آلياتها صالحة في عالم اليوم، حيث السرعة في التواصل وحرق المسافات التاريخية. في تطلعه إلى الحرية والعيش الكريم، أضحى شباب اليوم غير قابل للتعبئة والتجنيد لتحقيق الثورة في المدى المتوسط والطويل، ولا يغريه بريق المستقبل البعيد، الملفوف في قوالب نظرية طوباوية. لأنه أصبح أكثر التصاقا بالواقع الحي، الملموس، المباشر. مثله مثل باقي المكونات المجتمعية في عصر التكنولوجيات الجديدة، يجد نفسه يمتثل أكثر لديكتاتورية المدى القصير، ولا يكثرت بالمدى البعيد، بالطوبا المثالية.

2. الخصوصية

1.2. الطليعة الشبابية

نهض الشباب بدور طليعي في اندلاع شرارة الثورة في المنطقة العربية. ليس ذلك الشباب الجامعي الذي كان ينظر له الفيلسوف هربرت ماركوز: الطلبة؛ ولا ذلك الشباب اليساري والفوضوي الذي تصدر المشهد في أحداث ماي 1968. بل شباب الشبكة العنكبوتية و"الشارع"، شباب حداثي في عمقه، متنوع المشارب الفكرية، مولوع بالسرعة وبلذة الآنية.

لكن مجموع الفئات الشعبية انضمت تلقائيا للثورة وانخرطت في غليانها وإشعال لهيبها. بما في ذلك الطبقة العاملة التي ساهمت بشكل ملحوظ في ثورة تونس من خلال نقابة الاتحاد العام للشغالين، وكذا في مصر حيث كادت ربما أن تلعب دورا مضادا للثورة بشنها إضرابات قطاعية في لحظة ساخنة، محفوفة بالمخاطر، وغير مناسبة. فضلا عن الدور الحيوي الذي نهضت به إجمالا الطبقات الوسطى والبورجوازية الصغرى، مدعومة بشرائح واسعة من المجتمع ومن الفئات الشعبية. إجمالا، يمكن القول بأن مجموع هذه الفئات الاجتماعية تنوب هنا والآن، من جهة عن البورجوازية المفقودة الهوية المناط بها إنجاز المهمة الديمقراطية والقطع مع الفكر الإقطاعي، ومن جهة أخرى عن نقيضها المفترض فيه تحقيق مطمح العدالة الاجتماعية.

على هامش الثورة في العالم العربي، كثر الحديث عن دور الشبكة العنكبوتية في تفجير الاحتجاج، ووقع تضخيم مكانة هذه الوسيلة في إحداث التغيير. رغم ما تقوم به وسائل الاتصال الحديثة في تقريب الناس وحرق المسافة الزمنية وتجاوز جدران الحدود العازلة، فإنها لا تلغي حميمية العلاقة الاجتماعية الحية، ولا تنفلت من ضغط العلاقة السياسية المباشرة؛ بل تبقى خاضعة لثقلهما. من غير الصائب في هذا الاتجاه الاعتقاد بأن السيبرنيتيكية، ذلك العالم الافتراضي، أضحت تعوض الواقع الملموس. لأن الشارع، والصدر العاري، والرصاص الحي، والحجارة، والصراخ، واللافتات، والورق البسيط -المكتوب بقلم الرصاص، الخ، كلها أجساد مادية. كل ما في الأمر أن الغرفة الخلفية للثورة لم تعد هي الصالونات ومقاهي الفكر والثقافة (المجتمع المدني، الفضاء العمومي)، كما حدث مثلا مع الثورات البورجوازية في الغرب، بل انتقلت إلى فضاء الانترنيت؛ حيث يتم التواصل بسرعة فائقة، في الزمن العيني تقريبا. هاجرت -إن صح التعبير- المسجد، والخلية الحزبية، والمقر النقابي... ما عدا هذا المعطى المرتبط بالثورة المعلوماتية، فإن كل شيء يحدث مباشرة على أرض الواقع، ويجسد واقعية العلاقة السياسية. أما التنظيم، فقد أضحى يتم أساسا في ساحة المعركة.

2.2. العفوية والاستقلالية

ما يثير الدهشة حقا، هو أن سر اندلاع ونجاح الثورة تجسد في التلقائية، وكذا في الفجأة -على الأقل في البداية. لكن العنصر الجوهري يكمن في الاستقلالية، في غياب التحضير المسبق وفي غياب الأداة التنظيمية -حزبية كانت أو نقابية أو جمعوية أو غيرها.

أكثر من ذلك، إلى حدود اليوم لم تستطع لا القوى الخارجية ولا النعرات القبلية والطائفية الداخلية ولا الرجعية العربية، ولا أية مرجعية مذهبية محددة الركوب على الثورة واحتوائها، أو سجنها في خانة معينة، ما عدا المرجعية الإنسانية، الكونية.

بل إن العدوى امتدت لتطال حالة إيران التي حاول نظامها جاهدا الركوب على الموجة الثورية في مصر والإيحاء بأنها تعيد إنتاج ثورة الموالي سنة 1979. واستعمل لهذا الغرض "حزب الله" في لبنان الذي توهم قائده أن خرجته الخاطفة -الهادفة في الحقيقة إلى "تطويع" طبيعة الثورة في مصر وليس مناصرتها- سوف يكون لها تأثير في النفوس على غرار خرجاته إبان الحرب ضد إسرائيل؛ إلا أنه لم يبال به أحد، بما في ذلك "الإخوان المسلمون"، وارتكن إلى الصمت...

ومفهوم الاستقلالية لا يحيل هنا فقط إلى العلاقة مع البنى السياسية والمدنية المتواجدة في الداخل، بل أيضا اتجاه الخارج، سواء كان الجوار المباشر أم المحيط الجهوي أو الإقليمي أو الدولي.

3.2. الطبيعة السلمية

تحكمت الطبيعة السلمية للثورة بشكل قوي في ضمان تفوقها، وتحصينها، وإضفاء المشروعية عليها. خاصة أنه في عالم اليوم، حيث يتم نقل المعلومة والصورة بشكل فوري، لا يمكن للمجموعة الدولية تحمل رؤية الأجهزة الأمنية، وما بالك بالجيش، توجيه الرصاص الحي صوب الصدور العارية والجمهور الأعزل. لقد ولى دون رجعة ذلك الزمان الذي كانت فيه الدول لا تتردد في استعمال العنف المسلح على نطاق واسع ضد مواطنيها والتنكيل بهم وتقتيلهم دون مهابة العقاب من طرف المجموعة الدولية. ولم يعد في الإمكان استفراد الطاغية والمستبد بالشعب حين يتجاوز هذا الأخير حاجز الخزف وينتفض. لأن العالم أصبح قرية صغيرة، وحدثت ثورة هائلة في وسائل الإعلام والتواصل، وتنوعت أساليب التعبئة والتنديد...

فقد غاب منذ مدة عهد التنظيم الطليعي (الأداة الثورية)، والجريدة الناطقة باسمه (الدعاية)، والنظرية الثورية الجاهزة، والاحتراف الثوري (الطليعة التاكتيكية)، والاضطرار إلى الاشتغال في السرية (المركزية)، واللجوء إلى تسليح الشعب وتجنيده عسكريا (العنف الثوري)، بعد شحنه مذهبيا وإيديولوجيا، إلخ. كما يتراجع اليوم دور الأحزاب التقليدية، السلفية أو القبلية منها والقومية أو "التقدمية" على حد سواء. ويتوالى أنهيار الأحزاب الحاكمة أو المشاركة في الحكم الاستبدادي.

ذلك أن المآل الذي آلت إليه الأدوات التقليدية للتأطير الجماهيري، من تنظيمات حزبية ونقابية وجمعوية، يجعلها غير قادرة على احتواء الطلب الاجتماعي وجلبه، أو تقنية وتوجيه غضب الشارع. لأنها تعاني من التآكل والتقادم والابتعاد عن هموم المجتمع وما يختلج في أعماقه من تطلعات ومخاض، في الوقت الذي نجد فيه أن معظمها استقطبته إغراءات السلطة والمناصب الحكومية في ظل دولة الاستبداد والظلم الاجتماعي والفساد المعمم.

إننا إزاء عصر بزوغ المجتمع المدني الحقيقي الذي سيولد لا محالة تعبيراته السياسية ومجاله السياسي الفعلي، المستقل والدنيوي. وإذا كان من الواضح أنه لا مناص من الحزب لتركيب وحشد الطلب الاجتماعي، فإنه لا مندوحة له عن دمقرطة بنيته التنظيمية واتخاذ القرار بشكل جماعي وتوسيع قاعدته.

وكلما زاغت الثورة عن المسيرة السلمية -أو اضطرت إلى ذلك كما يتبين الآن من خلال ما يحدث في ليبيا-، وعن الاستقلالية، وعن القيم الكونية، وعن الاعتماد على النفس، كلما تعقدت مسيرتها وتشابكت خيوطها وابتعدت عن إنجاز مهامها كاملة في المدى المنظور.

ويتبين أيضا من خلال التجربة، أنه إلى حدود الآن أينما يوجد جيش محترف عصري، منظم في شكل مؤسسة عسكرية -وليس ميليشيات تابعة للحاكم-، تفادت الثورة الاصطدام المسلح، وحققت أهدافها...

4.2. القيم الكونية:

تحددت أهداف الثورة بالتدرج في ميدان المعركة، كي تبلر تطلعات الشباب ومجموع فئات المجتمع في مطلب إنساني شريف: الحق في الديمقراطية وفي العيش الكريم. وضعت الثورة إذن نفسها في سياق التوجه الحضاري الكوني، وحمولتها القيمية في صلب المبادئ والقيم التي تقتسمها وتدافع عنها البشرية جمعاء.

تستند مجموع المطالب والشعارات التي رفعت في ساحات الثورة إلى مرجعية قيمية كونية قوامها الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية. وتم التعبير عنها بشكل حضاري سلمي، في إطار الشرعية الديمقراطية ووفق خيار حداثي بامتياز. دون السقوط في أي انزلاق من شأنه أن يخرج الثورة عن سكة تلك المرجعية أو عن هذا الخيار. ويتم الاحتكام إلى القانون الوضعي في مختلف محطات التغيير...

فلم تسقط الثورة في الشوفينية القاتلة، ولا في مستنقع القبلية والطائفية، ولا في فخ "الإسلام هو الحل"، ولا في هلامية القومية العربية، ولا في ذيول "الاشتراكية الواقعية". لم تحمل شعارات معادية للغرب أو ضد أمريكا؛ ولا حتى شعارات حول القضية الفلسطينية. كانت حداثية المنازع.

كان الجميع يهتف بالوطن المراد بعثه، تأسيسه، الوطن القطري. وذلك في انفصال تام عن الإيديولوجيا الوطنية المتهالكة التي ساهمت في تجثيثه. لأن الدولة الاستبدادية -التي تماهت مع هذه الإيديولوجيا- انبثقت في غياب وتغييب الوطن، وأخفقت في البحث عنه وجعل الكل ينصهر فيه. قبل أن تنهار تحت وطأة الغارة التي يشنها المجتمع المدني بوعي وطني جامح. عند اندلاعها، لم تعد الثورة تكثرت كثيرا بما يحدث في الجوار القريب والبعيد، إلا بالقدر الذي يمليه الضمير الإنساني وحسن هذا الجوار ووحدة اللغة... أكثر مما يمكن أن يترتب عن الشعور بالانتماء إلى الأمة القومية الواحدة ذات المصير المشترك. وباءت بفشل ذريع جميع المحاولات التي استهدفت الركوب على الموجة وتوجيهها، من دعاة الفكر القومي العربي (القومية العربية)، والإسلامي (الأمة الإسلامية)، والاشتراكي، إلخ. في حين تم تهميش كل النزعات والإيديولوجيات الثقافوية والطائفية والقبلية...

بل إن بعض الأخطار التي قد تتهدد الثورة تقع في صلب هذه الفضاءات.

3. في بعض دروس "الربيع العربي"

- أين نحن من تلك الخطابات والخطاطات النظرية التي تحتقر قدرة الشعوب على تجاوز معيقات التحول الديمقراطي واستيعاب الفكر الحداثي الكوني وقيمه ومقوماته الحضارية؟

فما ظل ينادي به المثقف الانهزامي -والانتظاري، الذي ينتظر في الحقيقة فقط خدمة المستبد، ولي الأمر-، ويعد به الجمهور من "مشروع مجتمعي"، كان يلففه في جلابيب الأصالة ويضع شرط (حلم) المعاصرة أمام حواجز تعجيزية تجعله غير قابل للتحقق أو بعيد المنال. حجته في ذلك الخصوصية والإكراه الخارجي: البنيات الفكرية والثقافية والسياسية المتجذرة في المجتمع (التقاليدانية، العرف، السنة، العصبية القبلية)، الأمية والجهل (تدني الوعي)، التخلف الاقتصادي (الفقر، التهميش الاجتماعي)، النظام الدولي (التهديد الأجنبي، الغرب)، إلخ. وبديله الأمثل قوامه التسلح بالصبر والواقعية وضرورة التدرج والمرحلية...، لأن طريق التغيير الديمقراطي طريق شاق وطويل، بل قد يتطلب قرونا كما حدث في المجتمعات الغربية ذاتها التي لم تلج الحداثة السياسية هكذا دفعة واحدة.

أما السياسي، الانهزامي والانتظاري بدوره، فإن همه الوحيد هو موازين القوى السياسية؛ التي لا تسمح في نظره بالمطالبة بأكثر من إصلاحات سطحية طفيفة على النظام الخصوصي القائم، والتأقلم مع مستجداته، دون التسليم بطبيعته اللاديمقراطية. في انتظار توفير الشروط الملائمة لتغيير ميزان القوة.

ونضع بالطبع جانبا النظام السياسي وخطابه الرسمي، حيث يتم ادعاء أن البلد يعيش حياة في غاية الديمقراطية والحداثة السياسية والتقدم.

- ما يجهله الجميع هو أن السرعة الفائقة التي يسير بها عالم اليوم، بفضل الثورة المعلوماتية، تسمح بتجاوز المسافات التاريخية المعهودة، وما كان يتطلب القرون للتحقق أضحى آنيا لا يستدعي سوى بضعة عقود أو سنوات معدودة.

فشباب اليوم، الذي كنا نعتقد بأنه يلهي وقته في المقاهي، كان على امتداد السنوات الأخيرة يلهف كل ما تجود به قريحة الشبكة العنكبوتية من معلومة وثقافة وفكر وقيم، بما فيها عصارة ما هو متضمن في الكتب والمجلات وما هو صادر عن مؤسسات علمية متنوعة، إلخ، فضلا عن الجدالات الواسعة، التي لا حصر لها، والتواصل المباشر والحوار الفوري بين فعاليات مجتمعية عابرة للحدود... ويتم هضم هذه السيولة من المعلومة والفكر بسرعة، وتركيبها، بوعي أو بدون وعي حتى. فمثلما أصبح كل فرد يلج شبكة الأنترنيت للحصول على معلومات مثلا حول مرض يعاني منه وكيفية العلاج، يزاحم الطبيب في معارفه وتخصصه، ويقلص بذلك من السلطة الطبية (سلطة الطبيب على المريض)، ونفس الشيء يمكن معاينته في المدرسة (سلطة المعلم على التلميذ)؛ فإنه أضحى أيضا من المتاح نسبيا تعويض سلطة المفكر والمنظر في العلوم الإنسانية، والزعيم السياسي، والخبير في التاكتيك والاستراتيجية، إلخ.

- فاجأت الثورة العالم، والغرب على وجه الخصوص. كان رد الفعل الفوري للمحيط الأوروبي القريب الذهول والاندهاش -إلى حد البلادة في حالة فرنسا- من كثرة النظرة الاحتقارية إزاء العرب التي ظل يسوقها منذ زمن بعيد. كان رد فعل أوباما أكثر تفهما وتعاطفا، ربما بحكم كثافة مخيال الثورة الأمريكية العظيمة.

وجد الغرب نفسه في الحقيقة في ورطة: من جهة لا يمكن له التنكر لحق الشعوب في الحرية التي ينعم بها ويتبجج بها هو، ومن جهة أخرى تملي عليه مصالحه ليس نصب العداء للثورة ولكن التخفيف من جموحها واتساع مداها. لذلك وجب النظر إلى سلوك الغرب بحذر.

أما الصين، فقد استوعبت جيدا الرسالة. فهي تعارض أي تدخل للقوى الأجنبية، وخاصة الكبرى منها، في شأن الثورة الداخلي؛ وتضع نصب أعينها مصالحها الكبيرة الناشئة في المنطقة وفي إفريقيا، وتهاب تصاعد التضرر الاقتصادي الحاصل لها؛ والأهم من ذلك تجد نفسها معنية مباشرة بتأثير وتصاعد موجة المطالبة بالحرية على أوضاعها الداخلية، وبدأت في التفكير جديا لتفادي العاصفة، خاصة وأنها تمثل القوة العظمى القادمة.

- رغم التمايزات الحاصلة، سواء تعلق الأمر بالأوضاع الداخلية الخصوصية أو بالعوامل الخارجية المحيطة، بحجم الدول المعنية أو بأشكال أنظمتها السياسية، فإن هذه الثورات متشابهة إلى حد بعيد. حتى في حالة اضطرار الشعب حمل السلاح، ونشوب حرب أهلية.

إننا نوجد إذن في كل حالة أمام ثورة شعبية، سلمية وعفوية. يقودها الشعب، يتقدمه الشباب الثائر، في استقلال تام عن أي تأطير حزبي أو نقابي، في منأى عن أي غطاء إيديولوجي، ديني أو مذهبي مباشر. ثورة حداثية بامتياز، تتغذى حصرا من القيم الكونية: الحرية، الكرامة الإنسانية، العدالة الاجتماعية، الديمقراطية الحقة. ثورة تختلف عن الثورات المسلحة والمنزوعة السلاح التي حدثت في العالم سابقا. تقع في قلب محيط عربي إسلامي رجعي، متخلف؛ كل بلد فيه قابل للاشتعال في أية لحظة، بدون أو بسابق إنذار. عالم ظلت مختلف بلدانه ترزح منذ أمد طويل تحت وطئة الاستبداد الإقطاعي، باسم العروبة والإسلام، لم يشهد أي بلد فيه نهضة أو ثورة تنويرية حقيقية، تحرره من قيود الماضي وتمكنه من تجاوز التأخر التاريخي، تجعله يمتطي موجة العصر والحداثة.

لكنها تندرج في إطار سياق تاريخي عالمي متميز، سمته الأساسية التفاعل المكثف بين الأفراد والشعوب والدول، بثقافات تختزل طاقات تعميمية (Potentialités universalisantes) فائقة، لا مثيل لها في السابق، سواء تعلق الأمر بسيولة التواصل وسرعة نقل القيم الكونية وانتشار المعلومة، أو باختصار المسافات المكانية والزمانية الطويلة الأمد. فضلا عن الضغط المباشر والآني للضمير البشري، بفضل التركيز الشديد والتوسع الهائل للتكنولوجيات الحديثة، وتراجع التهور في استعمال القوة العمومية الأمنية والعسكرية على وجه الخصوص سواء في قمع التمرد الداخلي أو في مواجهة الأخطار الخارجية...

- ما لا يجب حجبه في هذا السياق بشأن "الربيع العربي"، هو طبيعة الثورة. إنها بمثابة ثورة تقوم مقام الثورة البورجوازية ضد الإقطاع -ضد الفكر الإقطاعي؛ وفي نفس الآن ثورة من أجل تحقيق العدالة الاجتماعية. فهذه مثل تلك تحبل بعصارة التطلعات البشرية في عالم اليوم، بتركيب غير مسبوق، في أفق الانخراط المنتج في الحضارة الكونية التي هي بدورها قيد التركيب بين مختلف مقوماتها، في الشرق والغرب...
يتبع... (حالة المغرب)





#احمد_الحارثي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - احمد الحارثي - الربيع العربي