أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - انياسيو رامونه - انقاذ الكوكب















المزيد.....

انقاذ الكوكب


انياسيو رامونه

الحوار المتمدن-العدد: 216 - 2002 / 8 / 11 - 01:16
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


 


Ignacio RAMONET

تستقبل مدينة جوهانسبورغ في جنوب افريقيا بين 26 آب/أغسطس و4 ايلول/سبتمبر القمة العالمية حول التنمية المستدامة. انه حدث رئيسي يجمع اكبر عدد من رؤساء الدول والحكومات منذ عشر سنين اضافة الى حوالى 60 الف مشارك قادمين من اكثر من 180 بلدا. وسيحاولون معا الاجابة عن اخطر الاسئلة التي تواجه البشرية جمعاء: كيف المحافظة على البيئة؟ كيف القضاء على الفقر؟ كيف ننقذ كوكبنا؟

ذلك ان الارض ليست على ما يرام، مع ان تشخيص امراضها الرئيسية قد تم قبل عشر سنين خلال قمة الارض الاولى في ريو دي جانيرو (البرازيل) وقد اطلق في حينه جرس الانذار: ان المناخ يتسخن والمياه العذبة تنضب والغابات تزول وعشرات الانواع الحية مهددة بالانقراض والفقر المدقع يفتك بأكثر من مليار انسان...

وقد اقر حكام العالم يومذاك بـ"ان السبب الرئيسي للتراجع البيئي المستمر هو نموذج الاستهلاك والانتاج السائد وغير القابل للحياة وخصوصا في البلدان الصناعية، وهذا ما يثير القلق وخصوصا انه يفاقم من احوال الفقر وانعدام التوازن". وقد أقروا معاهدتين حاسمتين حول التغيرات المناخية والتنوع البيولوجي اضافة الى خطة تعرف بأجندا 21 بغية تعميم التنمية المستدامة.

ترتكز هذه التنمية على فكرة بسيطة: تكون التنمية مستدامة اذا ورثت الاجيال الطالعة بيئة ذات مواصفات مشابهة في اقل تعديل لما ورثته الاجيال السابقة [1] . وتفترض هذه التنمية تطبيق مبادىء ثلاثة: العناية التي تسهل المقاربة الوقائية بدل العلاجية، التضامن بين الاجيال الحاضرة والمقبلة وبين شعوب الارض كافة، ومشاركة مجمل الاطراف الاجتماعيين الفاعلين في آليات القرار [2] .

بعد مرور عشر سنين لم تتحسن الامور في العديد من المجالات. بل على العكس ومع تسارع العولمة الليبيرالية، ترسخ "نموذج الاستهلاك والانتاج غير القابل للحياة". وقد بلغ التفاوت الاجتماعي مستويات لم تعرفها البشرية منذ زمن الفراعنة. فثروة الافراد الثلاثة الاكثر غنى في العالم تتجاوز مجموع ثروة سكان الـ 48 بلدا الاكثر فقرا في العالم... كما تزايد تلويث المحيط الحيوي على يد العالم الغني، ففيما يمثل الثلاثون بلدا الاكثر نموا في العالم 20 في المئة من سكان الارض فهي تنتج وتستهلك 85 في المئة من المواد الكيميائية المركبة و80 في المئة من الطاقة غير القابلة للتجدد و40 في المئة من المياه العذبة.  وما تبثه من غازات يتسبب في تسخين الارض بنسبة عشرة اضعاف ما تبثه بلدان الجنوب بمعدل الفرد الواحد [3] ...

خلال العقد المنصرم ازداد بث ثاني اوكسيد الكاربون بنسبة 9 في المئة وهذا هو السبب الرئيسي في التسخن المناخي... وما تتسبب به الولايات المتحدة، الملوث الاول في الارض، ازداد خلال تلك الفترة بنسبة 18 في المئة! وما زال اكثر من مليار نسمة محرومين من المياه العذبة فيما يستهلك 3 مليارات (نصف سكان الارض) مياهاً ذات مواصفات بائسة. ويتسسب شرب هذه المياه الملوثة بثلاثين الف وفاة يوميا اي عشرة اضعاف (يوميا) ضحايا اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر 2001 الرهيبة...

لا تزال الغابات عرضة للتدمير حيث يختفي سنويا ما مساحته 17 مليون هكتار اي اربع مرات مساحة سويسرا، وبما انه لم يعد هناك من اشجار لامتصاص ثاني اوكسيد الكربون فإن التسخن يزداد. من جهة اخرى يتم القضاء سنويا على حوالى 6 آلاف نوع من الحيوانات ويتهدد الانقراض الواسع 13 في المئة من العصافير و25 في المئة من الثدييات و34 في المئة من الاسماك، وهذا ما لم تشهده الارض منذ اختفاء الديناصورات...

نسوق ذلك للدلالة على الآمال المعقودة على قمة جوهانسبرغ التي يمكن ان تتسبب بالاحباط اذا انتصرت فيها الانانيات الوطنية والمنطق الانتاجي والروح التجارية وقانون الربح، على غرار ما حصل في حزيران/يونيو الماضي في بالي خلال المؤتمر التحضيري الذي اخفق في التوصل الى خطة عمل حول التنمية المستدامة وانتهى الى الفشل.

من اجل انقاذ الكوكـب، من الضروري ان يتبنـى اقوياء هذا العالم في جوهانسبرغ سبع توصيات مصيريـة علـى الاقـل: 1) برنامج دولي من اجل الطاقة القابلة للتجدد يرتكز على وصول بلدان الجنوب الى هذه الطاقة. 2) تعهدات من اجل المياه وتنقيتها وصولا الى خفض عدد المحرومين من هذا المورد الحيوي المشترك للبشرية الى النصف من اليوم الى العام 2015. 3) اجراءات لحماية الغابات كما تنص عليه معاهدة ريو دي جانيرو عام 1992. 4) قرارات لقيام اطار قانوني يؤسس للمسؤولية البيئية للشركات ويعيد تأكيد مبدأ الوقاية كمقدمة لأي نشاط تجاري. 5) مبادرات من اجل اخضاع قواعد عمل منظمة التجارة العالمية لمبادىء الامم المتحدة حول حماية الانظمة البيئية المتكاملة ولمعايير منظمة العمل الدولية. 6) قوانين تفرض على البلدان المتقدمة اللالتزام بتخصيص حد ادنى من ثرواتها يبلغ 0،7 في المئة من اجل المساعدة في التنمية العامة. 7) اخيرا، توصيات من اجل الغاء ديون البلدان الفقيرة.

من خلال تدمير النظام الطبيعي، جعل الانسان الارض اقل قابلية للحياة، وعلى قمة جوهانسبرغ هذه ان تسعى لمعاكسة الاتجاه الذي قد يقود الى كارثة بيئية كاملة لا مفر منها. انه تحد رئيسي في مطلع القرن الحادي والعشرين. وإلا تعرض الجنس البشري نفسه للانطفاء.

 

--------------------------------------------------------------------------------

[1] اقرأ

Edouard Goldsmith, Le Tao de liécologie. Une vision écologique du monde, éditions du Rocher, Monaco, 2002.   

[2] Environnement et développement. Le défi du XXIe siècle î, Alternatives économiques, juillet-août 2002.

  [3] اقرأState of the World 2002, Worldwatch Institute, Washington, 2002.   

يمكن كذلك الدخول الى الموقع الرسمي للامم المتحدة حول قمة جوهانسبرغ www.un.org/french/events/wssd/

جميع الحقوق محفوظة 2001© , العالم الدبلوماسي و مفهوم
 



#انياسيو_رامونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استغلال الاطفال
- جريمة كاملة
- الطاعـون-حول صعود الفاشية الجديدة في اوروبا
- عداء بدائي لنظام كاسترو


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - انياسيو رامونه - انقاذ الكوكب