أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فايز السايس - أهذه ليبراليتكم ؟














المزيد.....

أهذه ليبراليتكم ؟


فايز السايس

الحوار المتمدن-العدد: 979 - 2004 / 10 / 7 - 08:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هل أنتم ليبراليون حقيقيون , وهل أنتم مدركين لليبراليتكم أم أنها موجة جديدة ركبتموها مثلما ركبتم غيرها من موجات التاريخ , في موجة المدّ الشيوعي , وموجة المدّ القومي , وموجة المدّ الناصري , واليوم موجة المدّ الليبرالي بعد أن استفقتم عليها دون سابق إنذار فيما كنتم بالأمس تتغنون بصوت الاشتراكية وبحلم الوحدة القومية للعرب وأمل حكم البروليتارية , أليس فينا خاصية شبيهة بخاصية الأفعى في تغيير لونها وجلدها ونحن نتنطع طوال عمرنا بالثوابت والقيم السياسية وكأن السياسة لها ثوابت سرمدية لا يقض كاهلها , أما الأغرب في أننا ندرك بأن سياق معالجة النظريات التاريخية ينبع أساساً من جذر النظرية دون الاستعداء وال( تمطط) الى غيرها وغيرها في ظل المكشوف لكل استبيانات الإخفاق الأيديوسياسي وحتى التنظيمي في الممارسة ويمكن حتى بالفكر فهذا أمر شأنه شأن الكثير من موجات الانزلاق الفكري والعقيدي والتي شهدتها المنطقة منذ عهود طويلة .
صراع الحلول لا يقدم وصفات جاهزة على حساب صراع النتائج – قال هنري كيسينجر يوماً – إن على الولايات المتحدة الأمريكية أن تسعف نفسها من خلال تضميد نتائج الحلول لا أن تجعل الحلول تلغي النتائج .
وربما القارئ السياسي في سورية بلغ مبلغاً جيداً في قراءته للنتائج وتضمين الحلول بالتساوق وليس بالتنافر .
على أي حال كما وذكرنا آنفاً بان صراع الحلول هو الجهد الذي يلغي نفسه تبعاً لمؤشر النتيجة التي يرتبط بها والتناقض الحاصل اليوم في المشهد الليبرالي التنظيموي في سورية ما هو إلا تناقض في القراءات وليس في نتائجها أو مصادر حلولها , وفيما سبق وجود مثل هذه التعبيرات الليبرالية في سورية كانت المناخات الفكرية المهيمنة على الخطاب الأيديوسياسي في التنظيمات اليسارية خطابات تشكل حالة تقليدية لم تنبأ عن بروز مثل هذه التيارات الفكرية التي تحولت بفعل الموجة الدولية الحاصلة اليوم الى ليبرالية الفكر والممارسة , ولو أن بعضها كان مرتكزاً على وحدة ترابط المتسلسل التاريخي في القناعات والأهداف وسبل تحقيقها إلا أنه دخل في جملة من المتناقضات( ميّع) من خلالها مفهوم الليبرالية ورؤيتها للهوية الوطنية والقومية والعدالة والاقتصاد ونظام السوق والمنهج التحليلي المقارن لكافة تطورات الحياة السياسية ومفاصلها العامة .
والأمر قد أستعدى جوانب الحل في الطروحات السياسية الليبرالية في متشكل جديد لا ينتمي أساساً الى جوهر النظرية الليبرالية التي أردتم إطلائها على الموقف المتحول والجديد في قراءتكم للواقع بناءاً على ما قدمته المعطيات الايديوسياسية , بفوران نزعتها البراغماتية حيال كل ما هو متحول بوتيرة متسارعة من الزخم الوقائعي للحدث , وتحت تأثير ثنائية العامل( الدراماتيكي – الجيوبولوتيكا لي ) اللذان أنتجا ميزاناً مضافاً الى جملة الموازين الجديدة بصبغاتها اللاتقليدية المؤثرة على أداء السياسات التقليدية في المنطقة عموماً .
ربما أعتبر نفسي أو يعتبرني البعض أنني مسترسل في ضرب فلسفي من ضروب الفلسفة السياسية الهلامية والتي ليس لها سوى معنى واحد هو أنها حصيلة جديدة لنظريات العالم الجديد بطابعها الليبرالي الذي وسّم نزعة بعض دعاة التطوير اليوم ليس في سورية فقط بل في عموم البلدان العربية بثقافة التحرر السلوكي ثقافة اللبرلة الإنتاجية كما عبر عنها الفيلسوف سارتر عندما وصف الليبرالية الجديدة بأنها (( ثقافة السلوك التحرري )) رافضاً أي معنى لليبرالية التقليدية جملةً وتفصيلاً .
إن ما تنتجه الظروف العامة المحيطة بمجتمع ما , ليس من الضرورة أن تؤثر على ثقافة ذلك المجتمع إلا على أساس التبادل المعرفي لنوعية الفكر الإنساني رافضةً أو متقبلةً إياه بالطريقة التي تقوم على أساسها الرؤى الخاصة بالثقافة الجديدة التي لا يمكن أن تلغي بقدر ما تضيف من عناصر معرفية جديدة لذلك المجتمع .
وحسب ما أرى في حراك الليبرالية اليوم والمؤسس على ثقافة إلغاء كل ما سبق لتأسيس الجديد الفكري على أنقاض ثقافية كان الأجدر أن تشذبها ونهذبها لتكون مرجعية في النتائج ومقياساً للحلول دون توسيع دائرة التناقض بين النتائج والحلول , وتعميق هوة العلاقة المتبادلة بين أطراف المعادلة الفكرية والسياسية التقليدية والجديدة .
حسب ما أرى أنها لم تتنبأ الى الإشكالية الجديدة طبعاً بين ما موضوعي ضمن نطاق المتاح ( الزمني ) (واستاتيكي) في المحظور الثقافي في حيز المكان الجغرافي والتاريخي ربما .
وبذلك تكون العملية المؤسسة بهذا الشكل ردة فعل على الطبيعة التقليدية للعمل الثقافي – السياسي , بما ينتج آليات لا تجيّر لمصلحة الطرح الليبرالي الجديد والمقبول بكل المقاييس الأخلاقية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية , عندها تكون الهوة قد أخذت بابتلاع كل من يدب حولها دون حساب النتائج على ضوء المقدمات ودون رصد الحلول بطريقة التحليل الاستنتاجي العلمي .
د. فايز السايس – حزب النهضة الوطني الديمقراطي في سوريا



#فايز_السايس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية بين الضرورة التاريخية والاستجابة الوطنية
- من يصنع خبز سورية
- الانقلاب على الوطن
- نعم كلنا شركاء في الوطن
- ربيع سوريا
- سذاجة في فهم القراءة التاريخية


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فايز السايس - أهذه ليبراليتكم ؟