أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق عطية - من تونس بدأت شرارة الغضب















المزيد.....

من تونس بدأت شرارة الغضب


فاروق عطية

الحوار المتمدن-العدد: 3267 - 2011 / 2 / 4 - 07:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هم دائما كذلك حكامنا يتصورون أن الحال سيظل كما هو الحال, هم لا ولن يستوعبوا دروس التاريخ بعيدا كان أم قريب. أذكر فى فترة التهديد الأمريكى بالحرب على العراق أننى كتبت مقال بعنوان الحرب تدق الأبواب بتاريخ 15 مارس 2003 جاء فيه" خروج العالم العربى من الخليج إلى المحيط على استحياء بتظاهرات مخططة ومدعومة من قياداتها وتحت حراسة مشددة ضد الحرب على العراق كان من منطلق الكراهية للانحياز الأمريكى لإسرائيل ووقوفها ضد شرعية قيام دولة فلسطين. لكن الشعوب العربية يقينا تعلم تمام العلم بما يحدث للشعب العراقى من تنكيل وإبادة ولم تعبّر عن كراهيتها للديكتاتورية لأن التظاهرات كما قلت كانت مخططة ولم تسمح القيادات بأى تجاوز عن الهدف المرسوم لهذه التظاهرات لأن القيادات العربية كلها قيادات ديكتاتورية لا تتخير عن نظام صدام فكلهم فى التجبر سواء, ويعلمون أن سقوط صدام هو بداية النهاية بالنسبة لهم وأنهم سيتساقطون تباعا بعده كما تتساقط قطع الدومينو. لذلك لم نر هتافا أو لافتات تُرفع منددة بالديكتاتورية بجانب تنديدها بالحرب الوشيكة " وفى 9 أبريل من نفس العام بعد وضوح سقوط نظام صدام كتبت مقال بعنوان العد التنازلى للطغيان جاء فى آخره " وجدتنى أجرى كمن مسته جنه بلا رابط ولا أعنه, فى شوارع قاهرة المعز المحروسة ودروبها الضيقة المدروزة, قاصدا قصر الحاكم بأمر الله ولا أحيد إلى منزل سواه, وحين وصلته لاهثا حاول حراسه منعى من الولوج لكن الحاكم بأمر الله الذى كان قريبا أمرهم بالخروج وتركى أمثل بين يديه بلا لجوج. قال: ماذا وراءك وما تريد بهذا الضجيج؟ قلت: الهكسوس يا مولاى يزحفون, المغول يا سيدى قادمون, دعاة الديموقراطية يا ولى النعم يتقاطرون. قال: أيها المهوس أى غول وأى سوس وأى طاقية؟ قلت: عفوك سيدى، تساقط فى العراق الصداميون، والغزاة تدك الحصون, والمغول وهكسوس العصر بالديموقراطية يهددون ويتوعدون. قال: خسئت يا ملعون فما تبشر به شيئ من الجنون. قلت: إنه النذير لكل الطغاة ولا شك سيصل الشعب إلى مبتغاه. قال: دعهم يقبلون ونحن لهم منتظرون, فقد منعنا أكل الملوخية وسنطعمهم فلوذج ومهلبية. قلت: بادر بالخلاص واعط لشعبك ما فى الدستور وحرية التعبير والمرور ولا يتملكك الغرور، الشعب قادر أن يختار وأنت ليس بيدك الخيار، الشعب تواق للديموقراطية وتبادل الحكم فى حرية. نظر إلى بغيظ وقال: خذوا هذا العبيط واقطعوا رأسه وازرعوها فى الحقل بين رؤوس القرنبيط ". ولما وقع الطاغية وتحدث بوش عن الديموقراطية التى سوف ينعم بها العراقيون بعد الخلاص من الصنم, وطالب مماليك الوطن العربى بركوب القطار وحذر من التخلف عن الركب وإلا شعوبهم ستثور كما هو حادث فى العراق. بدلا من أن يعى سلاطين الزمن المر الدرس ويحاولون التدرج فى منح الحرية لشعوبهم المطحونة, أصابهم العناد والمكابرة واتفقوا على إفشال ديموقراطية العراق بالتدخل السافر بحشد أذنابهم وأعوانهم ليندسوا داخل العراق, منهم من تسلل من سوريا وإيران لرفع النعرة الشيعية والنفخ فيها, ومنهم من تسلل من السعودية والأردن ومصر لتقوية السنة ورفع رايتها لتسود وكان التفخيخ والأحزمة الناسفة والقتل على الهوية وتفجير المساجد والحسينيات حتى عمت الفوضى والانقسام وتناثرت أشلاء العراق بين كورد فى الشمال وسنة فى الوسط وشيعة فى الجنوب وعم الفساد وتمركزت قوى الإرهاب ممثلة فى دولة العراق الإسلامية التى روعت أمن الأقليات للتخلص منها تماما دون ذنب جنوه حتى ترحم الناس على أيام صدام.
ومع تكبد الأمريكان ثمنا غاليا لمحاولة فرض الديموقراطية التى فشلت فى العراق ولم تجد لها صدا فى باقى ديكتاتوريات الشرق الأوسط, بشرتنا كوندليزا رايس بالفوضى الخلاقة التى لا بد أن تنمو وتنتشر نتيجة لهذه الديكتاتورية المتفشية العصية عن العلاج فى الشرق الأوسط والبلدان الإسلامية. كالعادة ابتسم الطغاة واستهانوا بالأمر ظانين أن بقاءهم دائم وسلطانهم ممتد ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وظهرت بشائر الفوضى الخلاقة تترى ويشتد عودها, ففى الصومال انتشرت الفوضى حتى أصبح مرتعا للتطرف والقرصنه, وفى اليمن الذى انخرط فى حرب الحيثيين ومناوشات الشمال مع الجنوب واحتشدت قوات القاعدة فى ربوعه آمنة, ثم السودان الذى اجتاحته الثورات من جنوبه إلى غربه وشرقه وبدأ تفتته بانفصال الجنوب والبقية تأتى, ثم لبنان الذى كان واحة للحرية والديموقراطية فى الشرق البائس عمته الفوضى والتشرذم ما بين حزب الله وحركات 14 آزار وغيرها من المسميات وبات على أبواب حرب أهلية قادمة لا محالة. وأيضا لم يرعوى مماليك شرقنا الموبوء ولم يرتدعوا وظل الطغيان كما هو صامدا ورافعا راية العناد.
وأخيرا هبت علينا موجة تسونامى عاتية من تونس أطاهت بعنفوانها طاغية متجبر أمسك فى قبضته مصائر شعبه أكثر من 23 عاما بالحديد والنار. كنا نظن أن هذه الشرارة التونسية كافية للطغاة أن يفيقوا ويعوا الدرس ولكن هيهات. ابتسم سلطان مصر المبارك بالله وقال إن لكل بلد خصوصياتها ومصر دولة مؤسسات لا تخشى الهزات. علقنا على هذه الأخبار بجريدة الأهرام القاهرية مرارا وبالطبع لم ينشروقلنا " أن مصر فى مهب الريح, والريح عاتية لا تبقى ولا تذر وآن الأوان للوقوف مع النفس وتصحيح ما يتطلب التصحيح وأن سلطاننا المبارك بالله الذى تربع على عرش المحروسة أكثر من ثلاثين عاما عليه أن يترك الساحة قبل أن يجرفه التيار." ولكن هيهات أن ينتصح الديكتاتور الذى يظن أنه فى خلود وأنه ممسك كل الأمور بين أصابعه, ليستيقظ يوم 25 يناير ليجد الأمور قد خرّت من بين أصابعه وأن صيحات الشباب فى ثورة الغضب أكبر من أن يستوعبها فتوقف عن التفكير وأصبح فى موقف لا يحسد عليه. فهل يخضع للتيار ويتنازل عن الحكم طواعية ؟ أم يحاول التملص ببعض القرارات كتعيين نائب وتغيير الحكومة وبعض الوعود بالإصلاحات الدستورية والوعود بأنه لن يرشح نفسه لرياسة جديدة, حتى يكتسب بعض الوقت وعندما تتغير الظروف لصالحة يمسك خيوط اللعبة بين أصابعه من جديد ليكون أكثر عنفا وشراسة؟ الأيام حبلى بالأحداث ولكننا فى كل الأحوال ندعو لمصرنا الحبيبة بالنهوض من جديد شامخة عالية بحفظ الله. ترى أين تندلع شرارة الغضب مجددا أفى سوريا الأسد أم فى ليبيا القذافى العتيد أم فى يمن الشويش عبالله الطالح؟؟ وإن غدا لناظره قريب..!!





#فاروق_عطية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيت الذل يا شيخنا
- يا دلع دلع والقلب مولع
- كنيسة العمرانية بين الواقع وسوء النية
- الحضارة الفرعونية المجنى عليها
- الديموقراطية هنا وهناك
- الإرهاب بين عودة الخلافة وانتظار المهدى
- أمراضنا المزمنة آن الأوان للتخلص منها


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاروق عطية - من تونس بدأت شرارة الغضب