أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فؤاد ابو لبدة - اوباما واعادة رسم المنطقة العربية















المزيد.....

اوباما واعادة رسم المنطقة العربية


فؤاد ابو لبدة

الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 08:57
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أحداث دراماتيكية سريعة شهدنها الساحة المصرية فاقت جميع التوقعات والتصورات وتجاوزت سرعتها قدرات الساسة والمحللين نظرا لشموليتها وخروجها من الطابع العفوي والتلقائي لتأخذ الشكل النضالي المنظم والمطلبي ليترفع سقف المطالب إلي حد المطالبة بإسقاط رأس النظام والشروع بالانتقال من العصيان المدني المحدود الي حد الثورة الشعبية لتشمل كافة فئات الشعب المصري من عمال وفلاحين وطلبة ومثقفين وأكاديميين وانسلاخ تشكيلات أمنية لترفض الانصياع للأوامر وتلتحم مع جماهير شعبها وتشكيل اللجان الشعبية لحماية الجماهير وتسيير الحياة بشكلها الاعتيادي والحفاظ علي المؤسسات العامة والممتلكات الخاصة من السرقة والنهب وعبث العابثين كبديل عن الأجهزة الشرطية التابعة لوزارة الداخلية والتي ترفض الجماهير التعامل معها , وأبهرت جميع المراقبين وخلطت الأوراق علي طاولات الكثير من الدول سواء كانت علي الصعيد العربي او الدولي بما تشكله مصر من مركز استراتيجي ومحوري وهام بما تشكله من وزن وثقل سياسي ودور هام علي الصعيد الإقليمي بشكل عام وعلي الصعيد الإفريقي بشكل خاص , زمما لا شك فيه إن سرعة تلك الأحداث جعلت الدوائر السياسية لدول الجوار لمصر تعيش حالة من الترقب والإرباك والقلق لما ستؤول إليه الأمور , وبدأت تصبغ السيناريوهات لتلك الأحداث دون أن تستطيع ان تضع نهاية محددة لهذا السيناريو , حتى الاتحاد الأوروبي والإدارة الأمريكية التي بادرت بجولات مكوكية عبر مبعوثها قد اختلطت الأوراق لديها وانتابها حالة من القلق لمصير شريكها الاستراتيجي , وقطعا لتلك الثورة المستمرة حتى تحقيق أهدافها تداعيات علي كافة الصعد سواء كان علي الصعيد المصري الداخلي او علي الصعيد الإقليمي وكذلك الجانب العربي بشقيه الرسمي والشعبي او علي الصعيد الدولي والتي سنناولها بشيء من الإيجاز .
داخليا - رأس نظام يحتضر ويحاول الصراع من اجل البقاء في السلطة ويحاول جاهدا للالتفاف علي المطالب الجماهيرية بتغييرات شكلية بإقالة حكومة سابقة وتعيين حكومة جديدة تشمل خمسة عشر وزيرا من الحكومة السابقة ومجرد تبادل ادوار بين الوزراء ليضمن البقاء بمركزه كرئيس للجمهورية حتى انتهاء ولايته الحالية والتي تنتهي بشهر سبتمبر القادم وذلك للخروج بشكل مشرف ويحفظ ماء الوجه ويضمن لنفسه ولأسرته حياة كريمة ولا يسجل له التاريخ موتا مهينا كما حدث لسلفه السادات او هروبا مذلا تحت جنح الظلام وكأن الطير علي رأسه كما فعل رفيق دربه بن علي .
يقابل هذا الوضع القاتم شرعية شعبية استمدت شرعيتها من دماء اكتر من 300 شهيد وآلاف الجرحى ومن أصوات الجماهير المحتشدة في ميدان التحرير بالقاهرة أو في محطة الرمل بالإسكندرية او في باقي المحافظات صورة ناصعة لغد مشرق , جماهير شعبية تفترش الأرض عشبا وتلتحف الفضاء تسعي لتحقيق الديمقراطية والتغيير لتعيش بكرامة في وطنها ولكنها بحاجة إلي قيادة أكثر انسجاما وتنسيقا في المواقف لمواجهة استحقاق المرحلة المقبلة , فالمرحلة لا تقبل القسمة إما بالسير والمضي قدما بالثورة وإما الدخول لنفق مظلم لا تحدد نهايته وبالتالي نهاية مأساوية لا نتمناها , المرحلة تجاوزت سياسة جس النبض لان النبض الجماهيري هو الاعلي من أي نبض آخر وأنفاسه الثورية اعلي من أي صوت آخر , فلا داعي للترقب لان الأمور لن تعود إلي ما قبل 25 يناير مهما كانت الظروف .
عربيا - الموقف العربي الرسمي هو منهار تماما ويتمني الا ينعكس ما حدث وما يحدث في مصر الآن علي مجتمعاتهم ويعتبرون ما يحدث طوفان وربما يطالهم وعيونهم شاخصة لاعتلاء قمم الجبال هربا من الغرق , لكن الطوفان اعلي من تلك القمم ويبحثون علي أطواق نجاة حتى لو كانت أعواد من القش ليتمسكوا بها خوفا من الغرق وباشرت بعض الأنظمة بمناغمة الجماهير ففي الأردن تم إقالة حكومة سمير الرفاعي بعد سلسلة من التغيرات بتخفيض الأسعار للسلع الأساسية اتخذها الملك قبل أسبوع والرئيس السوري بالأمس وعد بإجراء إصلاحات ونظيره الكويتي بمنحة مالية لجميع المواطنين في الكويت , لكن الوضع بمصر غير الوضع بتونس , فسقوط النظام في الأولي يهدد بسقوط أنظمة عربية أخري ولجتي اللحظة لم يصدر من الموقف العربي الرسمي أي موقف او تصريح صحفي خوفا من ردة فعل جماهيرها وكل ما استطاعت فعله الأنظمة العربية هو الاستنجاد بأمريكا والاتصالات المكثفة باوباما ليجد حلا مناسبا لما يحدث في مصر لان عروشهم باتت مهددة , حتى أكثر الحكومات العربية تأثيرا بالإحداث بمصر حكومتي غزة ورام الله لم يصدر منهم أي ردة فعل او تصريح صحفي رغم ان الحكومة الأولي بغزة تتمني ان يتغير النظام ويأتي الإخوان المسلمين علي سدة الحكم ليقوي ويرسي دعائمها ويفك الحصار عن حكومتها ويخرجها من العزلة السياسية الدولية وتفتح أمامها معبر رفح كبوابة للعالم الخارجي وكذلك حكومة رام الله والتي تسيطر عليها النهج اليميني البرجوازي وتميل إلي بقاء مبارك الذي يدعم مصالحها ويعتبر حليفها الاستراتيجي , فما زالت كلتا الحكومتين تنتظرا إلي أي بر سترسو سفينة التغيير كي تكون أول المصطافين علي الميناء وتكون أول المصفقين والمهللين , أما علي الصعيد الشعبي العربي فهي داعمة للثورة الشعبية في مصر وتتمني لها الاستمرار حتى تحقيق أهدافها المشروعة بالحرية والديمقراطية والاستقلال من شبح الدكتاتورية الذي بات يطارد كل شاب وفتاة في مجتمعنا العربي وتتمني ان تطال رياح التغيير كافة الأنظمة العربية .
دوليا - تباينت المواقف الدولية بشان ما يحدث يمصر من أحداث سريعة فاقت سرعة تحركات المبعوثين والمستشارين السياسيين للإدارات ومنها ما كان غامض وبحاجة الي تفسيرات ومنها ما كان مباشرا , وما يهمنا هنا الموقف الأمريكي الذي افرد لما يدور بمصر اهتماما خاصا يتناسب وطبيعة الثقل السياسي والاقتصادي والاجتماعي والدور المحوري الهام الذي تنفرد به مصر علي الصعيد الإقليمي وكذلك لكونها الحليف الاستراتيجي للولايات المتحدة بالمنطقة العربية , ولا سيما ان اوباما يحاول إعادة رسم المنطقة العربية وفقا للمنظور الأمريكي الجديد بعد ان فشلت النظرية العسكرية بفرض السياسة الأمريكية في المنطقة ومستنقع العراق الذي غرقت فيه الولايات المتحدة لن تعيده مرة آخري , ليسارع اوباما بإرسال فرانك السفير الأمريكي الأسبق مبعوثا أمريكيا لمصر ويعقد اجتماعا طارئا للأمن القومي لبحث أخر التطورات علي الساحة وتهاتف وزيرة الخارجية محمد البرادعي المفوض من المعارضة للحوار باسمها .
بعد ان هربت الكرة من إدارة البيت الأبيض بالملعب اللبناني وسرعة الأحداث في تونس جعلتها تلعب الدور الاحتياطي , تريد الآن ان تلعب دورا أساسيا بصياغة الأمور بمصر نظرا لإستراتيجية الأخيرة من الناحية الإقليمية من جانب ونظرا لكونها تربطها اتفاقيات سياسية واقتصادية بإسرائيل , لذا يسارع اوباما الزمن بعد ان أدرك أن الحالة الجماهيرية والأمور تسير باتجاه تنحي مبارك عن سدة الحكم وفقدان الثقة بشخصيات الحزب الوطني الحاكم , أن يجد شخصية مصرية بديلة تجد قبولا جماهيريا مصريا وتسعي نحو التغيير وإشاعة الديمقراطية وفي نفس الوقت تكون شخصية تتماشي والسياسة الأمريكية في المنطقة وتتعهد بالالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع إسرائيل والاستمرار علي حالة السلام معها والوصول الي حالة من التطبيع الكامل في العلاقات معها , وضمان عدم وصول الإخوان المسلمين للحكم والذين بدورهم سيميلون الي إقامة علاقات مع إيران التي أحكمت نفوذها علي العراق من خلال البوابة الطائفية وتسعي الآن لاستكمال عملية إحكام النفوذ للدول الخليجية عبر البوابة الطائفية ولكن هذه المرة من خلال اليمن , وهذا ما جعل إدارة اوباما بمارثون سريع لإعادة رسم المنطقة وفقا لرؤيتها الجديدة وستعمل بشكل جدي وسريع علي دعم الأحزاب الليبرالية في اليمن وستعمل علي تقوية نفوذ النظام الملكي قدر الإمكان في الأردن وتقديم المساعدات المالية والعمل علي إشاعة الديمقراطيات فيها .
ويتوجب هنا علي الجماهير العربية بشكل عام و المصرية بشكل خاص الانتباه والحذر لما يحيط بها من مخاطر التشدق الأمريكي بمصطلحات التغيير والإصلاح , فهي واحة من الديمقراطية في مستنقع كبير من الديكتاتورية وتلعب بمقدرات الشعوب وتعمل علي خلق كارديكلات اقتصادية كبري لاستعباد الدول الفقيرة واستغلال ثرواتها وجعلها في تبعية دائمة لذا علي الجماهير الالتفاف حول الأحزاب الثورية التي ستبقي دائما المحافظة علي أمانيها وتطلعاتها وأحلامها ولن تساوم علي نضالها وحقوقها



#فؤاد_ابو_لبدة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبارك:تغيرات جديدة بمذاقات امنية وعسكرية
- خطاب مبارك مفرغ من محتواه
- هل سيكون شهر يناير قدر التغيير في مصر ؟؟؟
- افضل طريقة للدفاع عن النفس هي الجوم
- جندي تونسي يستحق ارفع الأوسمة
- رسالة عاجلة الي اليسار الفلسطيني


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - فؤاد ابو لبدة - اوباما واعادة رسم المنطقة العربية