أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - حيرتي مع الدكتور البرادعي!














المزيد.....

حيرتي مع الدكتور البرادعي!


محمد عبد المجيد
صحفي/كاتب

(Mohammad Abdelmaguid)


الحوار المتمدن-العدد: 3211 - 2010 / 12 / 10 - 08:49
المحور: حقوق الانسان
    




يظهر ثم يختفي. يتقدم خُطوة ثم يتراجع اثنتين.يقول بأنه لا يطمح للرئاسة، ثم يشترط علىَ الذئب أن يكون لطيفا مع الغنم، ولا يهشّ بعصاه عليها. يُعارض النظامَ الفاشي ولا ينسى أن يقول بأن الطاغية لطيف ومُهذب وليس بينهما أي خلاف!

يطالب بالتغيير على الطريقة الأوبامية، ثم ينسحب من الساحة خشية الصِدْام مع القصر!

يطلب من الشباب ملايين التوقيعات للتغيير ليُقدمها إلى فرعون كعربون منافسة شريفة على الرئاسة في 2011، لكنه لم يَقُلّ للشباب ماذا سيفعل عندما يُلقيها الطاغية في سلة المهملات!

يطالب بمقاطعة الانتخابات البرلمانية، ثم يغادر البلاد حتى ينتهي سرادق عزاء الديمقراطية المزيفة، وبعدها يعود ليطلب من الذين لم ينصتوا إليه أن يقاطعوا انتخابات الرئاسة إذا لم يستجب الديكتاتور لشروطه.

يحتفظ دائما بمساحة واسعة من التراجع عن مواقفه، ويرى أن منصبَ رئاسة الدولة يقبله، مشكورا، من الشباب، وليس انتزاعَ ثائرٍ من حُكم ظالم.

قوتُه في أننا جميعا نحترمه لخـُلُقِه الرفيع، ولتقدير العالـَم لشهاداته، وجوائزه، وأوسمته، ولسانه العفيف، وتسامحه الفكري، وتشريفه لجنسية بلده، لكنه لا يعرف قوتـَه الحقيقية، ويخاف من التحدي، ويخشى المواجهة، وتـُفزعه أجهزة الأمن رغم أنه لو صاح في وجهه ضابطُ أمن لانتشر الخبر فضائيا، وفيسبوكياً، وإعلامياً، وإلكترونيا بأسرع مما لو حمله عفريتٌ من الجن، أو الذي عنده عِلـْمٌ من الكـِتاب!

وضعفُه في أنه اختار المشي بدلا من الجري، والجري بدلا من اللهث، والحكومة بدلا من الرئيس، والنظام بدون الاشارة إلى الطاغية، لكنه لا يقفز فوق الحواجز، ولا يتحدى أحداً، ويطلب من شباب مصر أن يقدموا إليه كرسي العرش وهو جالس على كرسي المشاهدين.

الدكتور البرادعي يستطيع في ساعة أو بعض الساعة أن يستدعي عشرات من الفضائيات وأجهزة البث ووكالات الأنباء ومئات الإعلاميين، ويشرح كارثة مصر مع مبارك، ويضع العالمَ كله أمام أعفن مشهد لواحد من بقايا الطغاة الذين ينبغي أن تطاردهم محكمة المطلوبين جرائميا، وجنائيا لكل ما أرتكبوه ضد شعوبهم، لكنه يرفض، ويتأخر، ويتقدم، ولا يريد أن يُمَّد يدَه لانقاذ شعبِه الغريق.

الدكتور البرادعي يحاول دائما تبرئة مبارك في كل حوار فيتحدث عن الاستبداد منذ قيام ثورة يوليو، وكأنه يريد أن يقول بأن مبارك المسكينَ ورثَ تركةً ثقيلة عن جمال عبد الناصر ، وكلما ارتفع غضب الجماهير جاءت كلماته للتهدئة، ولِكَسْبِ الوقت، والآن يقترب عام الانتخابات الرئاسية، ولو بعث الله نبياً وترشح أمام مبارك فلن يحصل علىَ رًبْعِ الأصوات ولو ساندته الملائكة.

ومع ذلك فحمدين صباحي يخسر في انتخابات مزورة، ثم يقرر الترشح للرئاسة لكي يمنح الطاغية شرعية حُكمه المستبد بنجاحه في المنافسة، ونفس الأمر ينسحب على الدكتور أيمن نور الذي سيرفض القضاءُ ترشحه بحُجة سنوات السجن التي قضاها خلف القضبان.

ما الذي أصاب القوى الوطنية؟

التحالف الجديد للدكتور البرادعي فاشل قبل أن يبدأ، ومصر لا تحتاج لتحالفات ثنائية حتى لو كانت من أكبر قوتين على ساحة المعارضة.

كل الذين ترشحوا في الانتخابات البرلمانية، الذي نجحوا منهم والذين سقطوا و .. الذين انسحبوا، لا يكترث أكثرهم للشعب المصري، وكلهم، تقريبا، يطمعون في الكعكة المصرية التي أكلت الجزءَ الأكبر منها حيتانُ العهد النتن لصانع اللصوص والمستبدين الصغار وأباطرة التعذيب في السجون والمعتقلات وسارقي اللقمة من أفواه المصريين.

حيرتي مع الدكتور البرادعي قد تتحول إلى خوف على مصر منه، وليس خوفا مصريا عليه!

أخشى أن يأتي الوقت الذي نكتشف فيه جميعا أننا كنا مُغرقين في السذاجة، وأن الرجل جاء، عن سوء نية أو حُسنِها، ليمدّ في عمر الطاغية، ويُحَلل الحرام، ويشرعن دستورية الباطل في الانتخابات البرلمانية و .. الرئاسية!

أنْ نَشُكَّ ونرتاب ونضع كل الاحتمالات خيرٌ لنا من لطم وجوهنا بعدما يقع الفأس في الرأس، ويعلن الدكتور البرادعي أنه تعرض لضغوطات شديدة من أمن الدولة للقيام بهذا الدور الذي يمسكه فيه النظام من رقبته، ويمسك هو العصا من الوسط.

في هذه اللحظات التاريخية التي ستحدد سقوط المصريين أو يقظتهم ينبغي للشك أن يصبح سيد الأحكام، ويجب على كل من يحاول انقاذ مصر أن يفترض سوء النية في كل مُعارِض، فَرْدٍ أو حِزب، فاللعب مع الكبار ليس فهلوة أو اختيارَ أحد وجهي العملة: مَلِك أو ..كتابة!

هل الدكتور محمد البرادعي أخطأ الطريق إلى الكوخ فتوجه إلى القصر؟

هل جاء لينقذنا أم ليحميهم؟

لا أريد ممن يقرأ مقالي أن يُصدر حُكما سريعا وانفعاليا وعاطفيا، ولكن أن يفترض .. فقط يفترض سوء النية، ثم يراجع المشهد المصري بأثر رجعي، وبعد ذلك يعود إلى مقالي ليؤكد لي أنني مُخطيء في افتراضاتي، أو مُصيب في شكوكي!

حتى هذه اللحظة، ورغم وضعي علامات استفهام لا نهائية عن دور البطل القادم على الساحة المصرية، فإنني أحترم، وأقدر الدكتور البرادعي كقيمة علمية رفيعة، وقامة وطنية سامقة في كل المحافل الدولية، لكنني كابراهيم، عليه السلام: أو لم تؤمن؟ قال: بلى، ولكن ليطمئن قلبي!

أعينوني على فهم شخصيات الفصل الأخير في المسرح المصري: هل نصفق للبطل القادم الذي جاء ليسدل الستار أم نبكي حسرة على الوهم الذي جاء لتكملة المسرحية؟

إذا استعان عقلي بالموضوعية، والمنطق، وتسلسل الأحداث فسيخرج بنتيجة تتناقض تماما عما وصل إليه قلبي وفؤادي.

الدكتور البرادعي يرسل اشارات متفرقة ومختلفة في شتى الاتجاهات، ويُلَوِّن كل واحدة منها بلون مختلف عن الأخريات، ويقدم نفسَه لنا في أي صورة نبحث عنه فيها، لكنه لا ينظر في وجه الطاغية، ولا يريد أن تلتقي عيناه بعينيه!

هل الدكتور البرادعي منا أم .. منهم؟



#محمد_عبد_المجيد (هاشتاغ)       Mohammad_Abdelmaguid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلقة التي أزعجت عائلة مبارك
- خطاب مبارك في مجلس الشعب
- رد من الرئيس مبارك على دود الأرض
- رسالة من دود الأرض إلى الرئيس مبارك
- مقطع من يوميات شاب سعودي
- مقطع من يوميات مواطن قبطي
- روح العرب تصعد في فرانكفورت
- أنا حمار لأنني أحرّض المصريين!
- برقية عاجلة للدكتور محمد البرادعي
- مواطنون في الغربة و .. مغتربون في الوطن!
- مقطع من يوميات مواطن نوبي
- مناقشة البيان النهائي للاطاحة بعائلة مبارك
- لماذا يهتم المتديّنون بالتفاهات؟
- مقطع من يوميات شاب إنترنيتّي
- رسالة اعتذار من مصري إلى الرئيس مبارك!
- مقطع من يوميات ضابط شرطة مصري
- مقطع من يوميات طفلة عربية
- مقطع من يوميات معمر القذافي
- مقطع من يوميات منقبة
- مقطع من يوميات الرئيس مبارك


المزيد.....




- منظمة العفو الدولية تدعو للإفراج عن معارض مسجون في تونس بدأ ...
- ما حدود تغير موقف الدول المانحة بعد تقرير حول الأونروا ؟
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات بالضفة ويحمي اقتحامات المستوطنين ...
- المفوض الأممي لحقوق الإنسان يعرب عن قلقه إزاء تصاعد العنف فى ...
- الأونروا: وفاة طفلين في غزة بسبب ارتفاع درجات الحرارة مع تفا ...
- ممثلية إيران: القمع لن يُسكت المدافعين عن حقوق الإنسان
- الأمم المتحدة: رفع ملايين الأطنان من أنقاض المباني في غزة قد ...
- الأمم المتحدة تغلق ملف الاتهامات الإسرائيلية لأونروا بسبب غي ...
- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - محمد عبد المجيد - حيرتي مع الدكتور البرادعي!