أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض بن يوسف - شريف الشافعي : شاعر الوحدة الفار إلى كوكب افتراضي














المزيد.....

شريف الشافعي : شاعر الوحدة الفار إلى كوكب افتراضي


رياض بن يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 3204 - 2010 / 12 / 3 - 18:05
المحور: الادب والفن
    



يبدو الشاعر الشفاف حد الغموض ، شريف الشافعي استثناء من عدة نواح:
من ناحية معجمه ما بعد الحداثي أو فائق الحداثةPost-moderne ، و من خلال تيمة الوحدة و التفرد التي تعلن انسحابه من العالم الواقعي و انتماءه إلى عالم افتراضي نسجت خيوطه من حقول متباينة يمكن ان نحصرها في الحقل الرومنسي و الحقل الحاسوبي الأنترنيتي ، و الحقل الواقعي المستوحى من لغة الإعلام .
إذا تناولنا المفردة الحاسوبية الأنترنيتية وحدها عند الشاعر أمكننا اعتبارها الإيقونة المثلى لتيمة التوحد و العزلة ، فالشاعر المعتكف والمنعكف على حاسوبه هو الشاعر المنسحب من الواقع ، و لكنه في الآن نفسه المطل عليه من نافذة كونية فسيفسائية ، بحثا عن مثل أعلى أو عن نيرمانا أو نيرفانا التي تختصر كل النساء و كل اللذائذ و كل القيم..لكن ما يعثر الشاعر به في النهاية هو هذه اللغة أو الكائن اللغوي المسمى قصيدة فليست نيرمانا او نيرفانا في النهاية إلا القصيدة.
لكن القصيدة عنده كالحلم ، او كتجسد نيرمانا نفسها التي قد تكون مجعدة الشعر ، او ابتسامة " غير قادرة على الطيران" أو أصفارا تحلق فوق رأس الشاعر ..إنها نيرمانا المؤجلة ، أو القصيدة غير المكتملة دوما..أو هي القصيدة المستحيلة التي تستنفد كل احتمالات الكتابة ، و كل حيل التجريب من نيرمانا Nirmana إلى نيرما Nirma إلى نيرميتا Nirmitta ..و صولا إلى N أو النون ، و ما يسطرون....لكن الاحتمالات ال16 تتوج بأصفار 16 تحلق فوق رأس الشاعر حاملة أجزاء من مخه المستنفد في رحلة البحث المستحيل عن تجسد نيرمانا أو نيرفانا...أو النون.الحل ليس إلا الهروب من لعبة الشكل ، و الهجرة بالتالي إلى كوكب آخر ، إلى كوكب البداية و المعنى العذري حيث يغيب الاصطناع و التجريب و التشذيب ، أو حيث لا أحد يقلم أظافره..
لكن بعض مفاصل التجربة عند الشافعي تضج بدعوى الاكتمال..أو فلنقل تضج بنرجسية الشاعر القابض أو الذي يكاد يقبض ، على رؤياه و لغته بعد طول بحث ، و لكن " نيرمانا" الشافعي تظل ، في ظل نرجسية الامتلاك ، ضوءًا وامضًا و منطفئا ً باستمرار ، أو فلنقل هي حضور غائب ، و غياب حاضر ، أو هي بلغة أقرب إلى لغة الكشف و الإشراق الذات نفسها في انكشافها لذاتها و احتجابها عنها:

رغم عدم حصولي على الرُّخْصَةِ
شَعرْتُ بسعادةٍ لا تُوصَفُ
لأنني تَمَرَّنْتُ على قيادة ذاتي
في المشاوير الاستثنائيّةِ

....
تتسرَّبين أيضًا بسهولةٍ في مسامِّ جِلْدِي المتشقِّقِ
تتشَّرَبُكِ ذرّاتي المترابطةُ
المتعطّشةُ إلى التحلُّلِ
في الجيرِ الحيّ
.........

تَوَقَّعْتُ حُلْمًا بديعًا في تلك الليلةِ
خصوصًا بعد أن قررتُ النوم بدون عشاءٍ
وبدون غطاءٍ

بالفعل
طَلَعَتْ نيرميتا من الشَّرْنقةِ
وراحتْ تُطقْطقُ عُنقَها بدلالٍ عدة مراتٍ
وأنا أُصَفِّقُ لها بحرارةٍ
........

رمالُ نيرمانا وغبارُِها الذّرّيُّ،
فوق جِلْدِي وَجِلْدِ حذائي،
تؤكّدُ أنها اخْتَرَقَتْ حدودي وأسلاكي الشّائكةَ
عابرةً من مكانٍ ما
إلى مكانٍ ما
........

نيرفانا
"صباح الخير" من شَفَتَيْها كافيةٌ جدًّا لأتساءلَ:
"كيف سأتحمَّلُ رائحةَ البشرِ أمثالي
بعد أن غمرني عِطْرُ الملائكةِ؟!"
........
في اعترافاتي أنا،
في منزلي ودون أي ضغوط،
ورد أني أغش الجميع،
حيث أحتضنهم بذراعين مستعارتين
بينما ذراعاي الحقيقيتان تطاردان نونا
أملاً في احتضانها.
....
خلف نيرمانا الممتدة أمامي كستار
أرى الحياة والموتَ بوضوحٍ على المسرح
وهما يتبادلان المقاعد والأدوار
وأرى نفسي مقبلاً نحوي بخطواتٍ متسارعةٍ
هل نيرمانا شفافةٌ إلى هذا الحدِّ،
أم أنها لا وجود لها؟

....
و الشاعر عند الشافعي ، هو المعادل لتيمة الوحدة ، التي أراها التيمة الأبرز في نصوصه.فالشعر هو موقف انعزالي من العالم ، أو فلنقل هو رؤية متعالية على الواقع ، تسعى إلى استنساخه و إلغائه ، و اللبنات التي يبني بها الشاعر عالمه الجديد ليست إلا مفردات اللغة:
أصنعُ من خَجَلي المتورّمِ منطادًا
أصعد به إلى أقدمِ كوكبٍ في المجرَّة
حيث لا أحد يقلّمُ أظافِرَهُ الجميلةَ،
التي يحفرُ بها مسالكَ حياتهِ
ويحفرُ بها قَبْرَهُ
..
هذا المقطع الأخير يلخص كثيرا من الشافعي الشاعر و الإنسان.الشاعر الباحث عن البدايات ، أو عن معنى المعنى ، و الإنسان الباحث عن الجوهري و الخالد بعيدا عن قشرة الزائل و اليومي.

أخيرا ، هذا نص كيبوردي ، مرتجل ، مهدى إلى الشافعي:
نيرمانا
تسبح عارية في محبرتي..
و حين أقلب المحبرة..
على الورقة..
بخبث متلصص ..
يفاجئني صمت الورقة..
إلى أين هربت نيرمانا؟..
أحيانا يفاجئني طيفها في مرآة رقمية..
و أحيانا ..
أسمع أنينها الخافت
في طية حاسوبي المحمول..
و أحيانا يدغدغ أنفي طرف ردائها..
لكنني أبدا،
لم أحدق في عينيها.
قالت لي مرة:
إنك لن تراني
و إذا أردت أن تراني..
فانظر إلى حاسوبك..
فإذا استقرت حروفه
فسوف تراني.
نظرت إلى حاسوبي ..
فكدت أخرٌّ صعقا
حين قرأت الرسالة التالية:
We Cannot find your page


الدكتور رياض بن يوسف - الجزائر



#رياض_بن_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فضة و ذهب - قصة قصيرة
- القاصي: بحر شعري جديد من ابتكار الشاعر الجزائري رياض بن يوسف
- سأعبر هذا المدى - قصة قصيرة
- الموت صمتا - قصة قصيرة


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض بن يوسف - شريف الشافعي : شاعر الوحدة الفار إلى كوكب افتراضي