أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الإحصاء السكاني منطلق لحركة الإعمار ومصداقية لها














المزيد.....

الإحصاء السكاني منطلق لحركة الإعمار ومصداقية لها


تيسير عبدالجبار الآلوسي
(Tayseer A. Al Alousi)


الحوار المتمدن-العدد: 3201 - 2010 / 11 / 30 - 17:42
المحور: المجتمع المدني
    


تُطلق كثير من الشعارات والوعود الانتخابية التي لا يمكن التعاطي معها إلا من باب الاستهلاك المحلي، وربما في بعضها حالات من الضحك على ذقون الناس تعكزا على أكتافهم في البقاء في سلطة القرار أو توجيه قضية على وفق رؤية محدودة أو أخرى.. وبخلاف الشعارات فإنّ البرامج الوطنية للإعمار وإصلاح الأوضاع وتلبية حاجات الناس وإطلاق فعل التنمية بعموم مستوياتها ليست كذلك في إطار مسيرة العملية السياسية وتقدمها إلى أمام ولو بتعسّر وصعوبة..

إنّ إثبات النية وصدقيتها في التوجه لعمليات البناء سيتأكد من بوابة قراءة الواقع على أساس التعرف إلى الحجم السكاني الحقيقي وعلى أساس التعرف إلى خريطة دقيقة لتركيبة المجتمع وتفاصيل أوضاعه وحاجاته.. وذلكم لا يأتي إلا من وجود (إحصاء سكاني) قريب ومباشريقرأ الوضع على ما هو عليه وليس بتقديرات ومقاييس افتراضية، على ضرورة تلك الآليات [من التقديرات الافتراضية] في ظرف بعينه..

بمعنى أننا بمواجهة استحقاق وطني بأن يتم الالتزام بإجراء كل أشكال الإحصاء والقياس بشكل ثابت ودوري وألا يتم ربط العملية بأية اعتبارات فئوية حزبية ضيقة تنطلق من تفسيرات وقراءات خاصة وترتبط بمراحل صراع أو جدل بصدد مفردة برامجية أو موقف حزبي أو ما شابه..

إن الالتزام بإجراء الإحصاء السكاني بأسسه العلمية (كاملة تامة بالإشارة إلى بند القومية مثلا) هو إجراء مدني واجب الاعتماد والتثبيت بشكل دوري لا يخضع لأهواء القرارات المرحلية الخاصة بهذا الحزب الذي يقود السلطة أو ذاك. وسيكون من الطبيعي أن يُخرِج أي حزب أو مسؤول مثل هذه المفردات المدنية الواجبة من دائرة النزعات المحكومة باللحظة وشروطها وظروفها..

بالمقابل يجب أن يهيئ المتصدر للسلطة التنفيذية كل الفرص والظروف المؤاتية لإجراء مثل هذه الالتزامات الواجبة في مواعيدها وبالطريقة المثلى.. وألا يعيق الإجراء والتنفيذ سوى الكوارث على المستوى الوطني؛ الطبيعية وغيرها من زلازل وأوبئة وحروب وما شابه وبخلافه فإن التلكؤ عن إجراء فعالية كالإحصاء السكاني هو فشل استراتيجي ذريع للتصدي لمسؤولية قيادة الأوضاع العامة..

من هنا وتأسيسا على هذه الحقائق وجب وقف حالات التأجيل والتسويف في موعد إجراء التعداد من جهة ووقف أية تغييرات سلبية في مفردات الإحصاء التي تُعدّ من المعلومات الطبيعية الثابتة في أية دولة معاصرة تستند إلى قوانين العصر ومنطقه لا إلى أية مفارقات تتعارض وعصرنة الحياة ومنطقها وآليات التقدم بها..

إن المبدأ الرئيس هو إجراء الفعالية (الإحصاء).. أما كيف تقرأ الأطراف الحزبية نتائجها فقضية أخرى مختلفة تماما.. ومن هنا وجب التذكير بأهمية بقاء مفردات الإحصاء ومن أبرزها مفردة الإشارة إلى القومية والديانة وغيرهما.. ولا منطق لإجراء إحصاء منزوع الاكتمال في مفرداته.. إذ في النهاية لابد من إجابة ميدانية على الأرض عن أسئلة تخص تركيبة المجتمع ومكوناته متذكرين هنا محاولات سابقة لطمس وجود قومي أو تشويه بنية منطقة أو أخرى..

إنّ تأجيل الإحصاء أو رفع مفردة منه لن يفضي إلى تأجيل حل مشكلة أو أخرى، بل سيفضي إلى تعقيد القضايا المطروحة على بساط البحث الوطني.. ومن المهم والمفيد أن يتم اتخاذ القرارات الاستراتيجية بالاستناد إلى الواقع الشعبي الحقيقي بغض النظر عما إذا كان هذا يستجيب لرغبة شخصية أو حزبية..

فأساس وجود شخصية سياسية أو حزب في إدارة السلطة هو من باب العمل من أجل تلبية مطالب الناس أنفسهم وليس فرض برامج حزب وفلسفته عليهم، كما كان يحصل طوال عقود الدكتاتورية.. وإلا فما الذي تغير إذا كنا نوقف أنشطة وطنية كبرى واستراتيجية في ضوء رغبات حزبية ومواقف قيادة مرحلية للسلطة الاتحادية!

ما ينتظره العراقي ليس إثبات صدقية وجود قوى بعينها في السلطة فهو (لا) يحتاج إلى هذا الإثبات وإنما يطالب بالتوجه إلى تنفيذ الفروض الوطنية الواجبة في مواعيدها بلا تلكؤ ولا تأجيل وفي ضوء الممارسة تتبين الصدقية والكفاءة وتتبين مهمة الاختيار الانتخابي في دولة مدنية تتجه لممارسة آليات الديموقراطية.. وطبعا فبخلاف الالتزام بإجراء الأمور في مواعيدها فإن ذلك سيعد تعطيلا متعمدا وإخلالا بمصالح الشعب في حاضره ومستقبله..



خلا ذلك، أترك الحديث عن أهمية الإحصاءات السكانية وتفاصيل أنواعها ومفرداتها ووسائل التنفيذ والآليات لقراءات تخصصية ربما يجدها القارئ في مواضعها المنتظرة.

إنما تجدر الإشارة الحاسمة إلى امتداد موضوع الإحصاء إلى مستوى سحب ثقة الشعب ممن يتصدى للمسؤولية في حال التلكؤ أو حصول ثغرات جدية في الأداء.. كما تجدر الإشارة إلى أن صوت الشعب اليوم يعلن بوضوح موقفه بالدعوة لاتخاذ الإجراءات الكفيلة بالإنجاز بلا تأخير.. وسيثبت ذلك أن العراق بلد مؤسساتي وأن المسؤولين يحترمون القانون ومنطق الفعل المؤسساتي القانوني وأننا بالفعل انتقلنا إلى صفحة مختلفة نوعيا عن الأمس وآلامه وثغراته وعدم احتفاله بمطالب الناس وبالدستور ومؤسسات الدولة التي عادة ما كانت تجيَّر للطاغية بعد تفريغها من محتواها..

باتجاه الموعد الجديد للإحصاء، يتطلع الشعب العراقي (بكل مكوناته وأطيافه) نحو كونه الموعد الأخير وأن نتحول باتجاه ثبات ودورية الإحصاءات.. بكامل الشفافية والصدقية والبعد عن إخضاعه لغير منطق العلم ومنهجه وآليات تنفيذه.. وبالتأكيد سيكون إجراء التعداد تعزيزا للثقة بين مكونات شعبنا فيما سيكون الأمر عكس ذلك عندما يجري المماطلة أو الانتقاص من مفرداته..



#تيسير_عبدالجبار_الآلوسي (هاشتاغ)       Tayseer_A._Al_Alousi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإحصاء السكاني في العراق بين منطق الضرورة والتجيير؟
- صلات الأحزاب السياسية وزعامتها بالناس بين الحقيقة والادعاء؟
- الانتخابات البحرينية مؤشر للدولة المدنية ومسيرة التقدم
- الطائفية السياسية في العراق الجديد
- الطائفية بين خطل الأسس الفكرية ومخاطر الممارسات السياسية
- في العام الدراسي الجديد: آلام متكررة على كواهل الطلبة وعوائل ...
- جرائم بحق التنظيم النقابي تمثل علامة فاضحة على استعادة آليات ...
- الاستثمارات العربية تدخل العراق من البوابة الكوردستانية
- محاصرة الأجندة الوطنية بالأجندات الأجنبية اللاعبة بقوة في ال ...
- الخطأ في العلاقات الإنسانية بين صواب المعالجة وبعض الأحكام ا ...
- الخطاب التبريري ومسؤولية الكشف عن الحقائق
- الانقلاب على الدستور تهديد للعملية السياسية
- بعض ممرات العلاقات العربية العراقية فديرالية كوردستان ممرا إ ...
- حقوق العراقيين كافة، حقوق العراقيين في منافي العذاب، حقوق ال ...
- سهام الاتهامات الطائشة الموجهة إلى كوردستان! في ضوء تصريحات ...
- تداعيات تأخير تشكيل الحكومة العراقية والمغامرة الخطرة؟
- حقوق الأكاديمي العراقي في المهجر؟ رسالة مفتوحة إلى من يعنيهم ...
- زيارة رئيس الإقليم والتعبير الواقعي الصريح لعلاقات كوردستاني ...
- آليات العمل الحزبي الحكومي والمعارض في الحياة البرلمانية
- آليات العمل الحزبي في الحياة البرلمانية


المزيد.....




- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...
- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - تيسير عبدالجبار الآلوسي - الإحصاء السكاني منطلق لحركة الإعمار ومصداقية لها