أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سلامة كيلة - بيان لن يصدر حول الدعاية الصهيونية باسم اليسار















المزيد.....

بيان لن يصدر حول الدعاية الصهيونية باسم اليسار


سلامة كيلة

الحوار المتمدن-العدد: 3198 - 2010 / 11 / 27 - 02:47
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


قرأت مقال "البيان الختامي الذي لم يصدر"، وبدت لي الأوهام التي يتضمنها كدعاية صهيونية أكثر من أن تكون رؤية يسارية. فالسيد يعقوب ابراهامي لا يني يكرر الخطاب الأيديولوجي ذاته في كل مرة يكتب وكأنه لا يعرف غيره. وهو يعمل جاهداً على اقناعنا بأن اليسار يعني تبني الصهيونية، والدفاع عن الدولة الصهيونية، والإقرار بحق "اليهود" التاريخي، وبكونهم قد عادوا إلى أرضهم وأسسوا دولتهم. وفقط يجب تغليف كل ذلك بالإشارة إلى "حق" ما لسكان فلسطين الأصليين يفرض تكرار الدعوة إلى حل الدولتين، حتى وهو يبدو وهمياً إلى أقسى مدى، فقط لأن الانطلاق من "الحق التاريخي اليهودي"، الذي ينطلق منه، لا يسمح بتراجع حتى وإنْ جزئي عن "حدود أرض إسرائيل"، وإلا سقط "الحق" ذاته.
وإذا كان يصب جام غضبه على "اليمين المتطرف" الذي يشكل الحكومة الحالية، لأنها لا تحقق حل الدولتين، فهو يجرنا إلى أن نسير خلف هذا اليمين الصهيوني الذي ينطلق من "الحق التاريخي" ذاته، ما دام يدعونا إلى القبول بالكيان الذي قام على أساس هذا "الحق". ففلسطين، وفق هذا المنطق، هي "أرض إسرائيل" منذ أربعة آلاف سنة كما قال ذات مرة وهو يتحدث عن "الشعب اليهودي". هل يشفق علينا بـ 20% من فلسطين؟ أو ربما 6% فقط؟ على أن نندرج في سياق التحالف مع "القوى التقدمية" ضد "القوى الرجعية"، التي هي "القوميين الفاشيين والمسلمين المتطرفين"؟
لكن ابراهامي ينسى الماركسية، أو لا يعرفها أصلاً، حيث ينسي بأن تحديد التناقضات يتخذ طابعاً طبقياً، ولكن أيضاً يتخذ طابعاً قومياً، وإلا لم يُطرح مبدأ حق تقرير المصير للأمم، ولا دافعت الماركسية عن حركات التحرر القومي، ولا كذلك أولت اهتماماً بالمسألة القومية.
يعقوب يشن هجوماً على مبدأ التناقض الرئيسي والتناقض الثانوي، لأنه يربك تصوره، لهذا يندفع إلى القول بوجود تناقض واحد أوحد. إنه ينطلق من أن القول بأن هناك تناقض رئيسي وتناقض ثانوي هو "خدعة ابتكرها محتالون دجالون للتغطية على احتيالهم ودجلهم"، دون أن يلمس بأنه لازال ينطلق من "المنطق الصوري" وليس من الماركسية، هذا المنطق الذي يفرض هذا الحدّ: خير/ شر وليس من شيء آخر، بينما الواقع أكثر تنوع من ذلك، وهو يتضمن تناقضات متعددة، حتى أكثر من تناقض رئيسي وآخر ثانوي، حيث يمكن أن يكون هناك تناقضات ثانوية. وهذه مفاهيم ماركسية، وليست من اختراع دجالين. الواقع متعدد وكذلك تناقضاته. والطبقات متعددة ولهذا هناك أكثر من شكل للصراع. ويصبح الوضع أعقد حينما يكون هناك استعمار واحتلال (وخصوصاً حين يكون هناك احتلال استيطاني عنصري طائفي، فاشي). لكنه يلجأ إلى ذلك من أجل أن يحشرنا في: إما نؤيد الصهيونية (محببته) أو نكون مع الأصولية والفاشية كما يوصف، وهو لا يجد غير هذا المنطق المتخلف لكي "يحشرنا". لكن لاشك في أن الماركسية تخرجنا من هذا "المحشر" ببساطة، لأنها تتجاوز المنطق الصوري، والفهم الشكلي، لمنطق يرى تعقيد الواقع، وتعدده، وكذلك يحدد الأسس التي توضح طبيعة التناقض الرئيسي والتناقضات الثانوية.
بالتالي أيضاً، كيف يمكن أن نقول بأن التناقض هو "بين الرجعية والتقدمية"؟ فهذا تحديد مثالي (وكان في أساس تحديد الأحزاب القومية التي لا يني يشن هجومات عليها، وها هو يكرر ما تقول). فماذا تعني الرجعية؟ وماذا يعني التقدمية؟ هل التنازل عن وطن هو تقدمية ورفض الاحتلال هو رجعية؟ وهل تحويل الصراع إلى قوى لا تحكم هو تقدمية، وتجاهل السيطرة والاحتلال والكومبرادور الحاكم هو تقدمية؟ وهل تجاهل الإمبريالية التي تعيث فساداً ونهباً وقتلاً في كل الوطن العربي هو تقدمية، والدعوة إلى التحرر هو رجعية؟
وما الذي يحدد الرجعية والتقدمية؟ هل الاستنساب الذاتي أو تحليل الواقع، وملاحظة وضع الطبقات، والدول، واشكال النهب والسيطرة والاحتلال؟ ألا تنطلق الماركسية من الاستغلال والاضطهاد والنهب في تحديد طبيعة الصراع؟
الماركسية تنطلق من التكوين الرأسمالي الذي يحكم العالم اليوم، وتؤسس فهمها للتناقضات انطلاقاً منه، ولا تشتّ إلى هوامش لكي تتلهى بصراعات لا تؤدي سوى تكريس السيطرة الإمبريالية. فالخطر الرئيسي هو الإمبريالية، وكل أدواتها التي أوجدتها من أجل فرض سيطرتها. وهذا هو الأمر الذي جعلها تدفع المليارات من أجل مشروع "إنساني"! يتعلق بتهجير اليهود إلى فلسطين، وامدادهم بكل أشكال الأسلحة المتطورة، والسماح بامتلاك القنابل النووية. فهذا الأمر هو الذي يدمر كل محاولة للتطور في الوطن العربي بغض النظر عن طبيعة الفئات التي تحاول ذلك.
الحركة القومية كانت نتاج هذا القمع الإمبريالي، والأصولية نتجت عنه كذلك، فهل نتجاهل السبب ونركز على النتيجة؟ السبب هو الذي يحدد التناقض الرئيسي، والنتيجة تخضع للتناقضات الثانوية كما أظن. ولا شك في أننا نحن الذين اكتوينا بالنظم القومية (دون أن نشيطنها أو نعتبر أنها سواد)، ونحن الذين نواجه الأصولية اليوم. لكن هناك أصولية وأصولية، فليس حزب الله مثل القاعدة، ولا يمكن التعامل مع حماس مثل بقية الإخوان المسلمين. رغم أن العلاقة هي علاقة صراعية، ولكن ليس بمعنى التناقض الرئيسي، لهذا تتخذ شكل صراع نظري وأيديولوجي. بينما صراعنا الأساسي هو مع الرأسمالية والاحتلالات التي تفرضها علينا، والنظم التي تكرسها لخدمة مصالحها.
رأيي واضح في كل القوى الأصولية، لكن هذا لا يقود إلى أن اعتبر أنها هي التناقض الرئيسي. لا، تناقضنا مع الإمبريالية والدولة الصهيونية والنظم التابعة كلها.
لهذا فإن البيان الذي يكتبه يعقوب لا، ولن يصدر من قوى يسار عربي، فهو بيان صهيوني، ينطلق من أرضية المشروع الإمبريالي الصهيوني، ويؤسس على ذلك. ولذلك يعمل على أن يحرفنا عن الصراع الحقيقي كما تفعل الإمبريالية الأميركية في اختراعها المسمى: تنظيم القاعدة.
والمستغرب أن يظل هذا الخطاب الدعاوي الصهيوني ينشر على موقع يعتبر أنه موقع اليسار في الوطن العربي، موقع الحوار المتمدن. المسألة هنا لا تتعلق بالديمقراطية، لأن الديمقراطية لا تستوعب خطاب دعاوي أولاً، ويدافع عن الصهيونية ثانياً. وخصوصاً أن يعقوب مخصص لنشر هذا الخطاب الأيديولوجي على صفحات الحوار المتمدن. ولهذا لم أجد له مقال يحلل طبيعة العنصرية الصهيونية، أو حتى نقد للدعوة إلى "يهودية الدولة"، أو ضد استمرار الاستيطان، أو الحصار الفظيع على قطاع غزة، أو لماذا كل الحكومات الصهيونية لا تريد الموافقة على "دولة فلسطينية"، وعلى الانسحاب إلى حدود سنة 1967. فهمه الأساسي هو "الإقناع" بالخطاب الصهيوني.



#سلامة_كيلة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدفاع عن الصهيونية -ماركسياً-؟
- سلامة كيلة في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: الماركسية ...
- الليبرالية بصفتها يسار ملاحظات حول أطروحات كريم مروة الأخيرة
- عن الأفق الاشتراكي: علينا أن ندفن موتانا
- عن عودة المفاوضات المباشرةالسلطة تكيفت مع المشروع الإمبريالي
- قضية الصحراء المغربية سنوات من حرب لا معنى لها
- العودة إلى مفاوضات فاشلة
- الحياة مفاوضات فاشلة
- هل ستتغيّر السياسة الأميركية؟
- اليسار العربي والصهيونية والدولة الصهيونية (حوار مع يعقوب اب ...
- ماركس وحلم الرأسمالية
- لم يخطئ غطاس
- النضال التحرري حينما يسقط في نظرة ضيقة
- حول مشروع المهمات البرنامجية-2 الذي نشره تجمع اليسار الماركس ...
- حول مشروع المهمات البرنامجية- 1 الذي نشره تجمع اليسار المارك ...
- المقاومة من منظور اليسار مرة مكررة
- أي يسار هذا؟
- عن المقاومة من منظور الماركسية
- حول مرجعية منظمة التحرير الفلسطينية
- أوباما: لون البشرة هل يغير طعم السياسة؟


المزيد.....




- ضغوط أميركية لتغيير نظام جنوب أفريقيا… فما مصير الدعوى في ال ...
- الشرطة الإسرائيلية تفرق متظاهرين عند معبر -إيرز- شمال غزة يط ...
- وزير الخارجية البولندي: كالينينغراد هي -طراد صواريخ روسي غير ...
- “الفراخ والبيض بكام النهاردة؟” .. أسعار بورصة الدواجن اليوم ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- م.م.ن.ص// تصريح بنشوة الفرح
- م.م.ن.ص// طبول الحرب العالمية تتصاعد، امريكا تزيد الزيت في ...
- ضد تصعيد القمع، وتضامناً مع فلسطين، دعونا نقف معاً الآن!
- التضامن مع الشعب الفلسطيني، وضد التطبيع بالمغرب
- شاهد.. مبادرة طبية لمعالجة الفقراء في جنوب غرب إيران


المزيد.....

- مساهمة في تقييم التجربة الاشتراكية السوفياتية (حوصلة كتاب صا ... / جيلاني الهمامي
- كراسات شيوعية:الفاشية منذ النشأة إلى تأسيس النظام (الذراع ال ... / عبدالرؤوف بطيخ
- lمواجهة الشيوعيّين الحقيقيّين عالميّا الإنقلاب التحريفي و إع ... / شادي الشماوي
- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - سلامة كيلة - بيان لن يصدر حول الدعاية الصهيونية باسم اليسار