صباح محمد أمين
الحوار المتمدن-العدد: 3192 - 2010 / 11 / 21 - 02:08
المحور:
المجتمع المدني
ظاهرةالتسول هذه تؤلمني وتصيبني الحرج والتساؤلات عن أسبابهاومعرفة ماهية نفسية المتسول وموقعه من العزة والكرامة ومدى ثقله أو خفته بين البشرية .......كل هذه تزيد جرحي ألما ويؤسفنا لما وصلت اليه شوارع محافظات عراقنا الحبيب وخاصة شوارع بغداد الحبيبة بتفاقم هذه الظاهرة,فعندما أرىأطفال بعمر الورد يتسولون وأمرأة تحمل طفلها المميت بحبة تخدير على كتفيها وتجلس في أماكن لايصلح الا ممر للقطط ولربما حاوية للفضلات وتمد بيدها مستجيرة طفلها ومتمكنة من هز عواطف الناس لجمع المال .......يؤلمني..يؤلمني هناك من يقول من المستغرب على بلد غني كالعراق أن تنتشر فيه ظاهرة التسول !!
وينبغي تدارك أسباب بلوة العراق بذلك فنقول ان ظاهرة التسول ذات أبعاد عديدة ومتنوعة فهي ذات علاقة ارتباطية بالمنظومة الشاملة لأي مجتمع سواء من جوانبها الأقتصادية أو الأجتماعية او السياسية أو القانونية او الأخلاقية ،ولايمكن باي حال من الأحوال عزل هذه الظاهرة عن المنظومة الكاملة كونها تعبير طبيعي ونتاج منطقي للأزمات التي تعاني منها المؤسسة الرسمية من منظومة السيادة ،فالعراق الذي كان متماسكا ومحافظا لبنيته الأجتماعية ومنظومته القانونية أصبح بعد الأحتلال والحصار منهارا في بناءه الاجتماعي وبدأت مظاهر التفكك والتفسخ تظهر والتي أدت بدورها الى انتاج ظاهرة التسول بأشكاله المختلفة وانقلبت المظاهر الأخلاقية والأجتماعية بشكل تسول ..دعارة ......
ولايغيب عن بالنا كم من الفقراء لديهم عزة النفس محتفظين بعفتها وجبروتها ومحتفظين بكرامتهم فلا يلجأالى السؤال والتسول وهم في أمس حاجة
أذن هناك أسباب للتسول يمكن تلخيصها كما يلي:-
1- الفقر والازمة الأقتصادية والجهل وسؤء الوضع المعيشي والبطالة وعدم توفر الرعاية الصحية اللازمة بالاضافة الى عدم توفر السكن الملائم الذي غالبا مايكون روادها من المتسولين هم من المناطق المكتظة بالسكان والتي تفتقد الى أبسط مقومات الخدمة والرعاية الحكومية وبالتالي ي}دي الى هروب الأطفال الى الشوارع الذي يلقفون منها كل السلبيات ونتاجها الأنحرافات السلوكية ومنها التسول
2- الأسرة
------------حيث أن كثير من الأباء يتجاهلون حقوق الطفل ورغباته سالبين منهم الثقة بالنفس دون تربيتهم تربية سليمة يرضاه ويرضى الرب وامجتمع عنها
3-مرض اجتماعي لربما يكون المتسول من الأغنياء الا انهم فقدوا عزة نفسهم بمد يدهم لاخجلة تردهم
4-التكاسل عن العمل والسعي في الارض معتمدا على الأخرين بأعالته
5-انعدام فرص العمل وأنعدام كفاءاتهم التعليمية وعدم وجود المعينين لهم في العمل والرعاية والتوجيه
6-العنف الاسري وأهمال الأم والأب ونشوء الطفل ف] أجواء أسرية منحلة سواء سببها انحراف الأب أو الأموبالتالي يتاثر الطفل مما يدفعه الى التشرد والأنحراف والتسول ظننا منه هو الملاذ الامن
7-خلل اجتماعي المؤثر قطعا على البناء الأجتماعي سلبا من التطورات التي تشهدها المجتمعات وانهيار العديد من جوانب المنظومة الاخلاقية للمجتمع
8-لعب الجانب الانساني والديني لدى الناس بحيث المتسول استغل تلكما وتجاوز القانون بأتباعه الطرق الخبيثة في تسوله حتى باتا يؤثران على شعور المتسول بالأمان وتمادى في تسوله
9- غياب العدالة في توزيع الدخل والثروات بسبب انهيار المنظومة القانونية الاجتماعية ومؤسسات المجتمع
10-شعور المتسول بالحماية القانونيةله بعدم ملاحقته قانونيا مما ادى الى أمتهان المتسول ذلك كمهنة رسمية وخاصة انها تعتبر اسرع وأكثر الوسائل أثراء وتمنح المتسول مالا بلا عمل وبلا مجهود وبلا راسمال...!!
العلاج
-------
فعلاج التسول يجب أن ينبع من ذات الأنسان والفرد ومطلوب من كل واحد منا أن يسلكه بأن يكف عن الصدقة لمن لايستحقها لان ذلك تعدي وسلب حق الأخرين المستحقين
2-رفع الشعار الديني في الأماكن المكتضة والفقيرة وذلك بكتابة الحديث النبوي الشريف في الواجهات
((لأن يحمل احدكم حزمة من حطب ويحتطب خير له من يسال الناس اعطوه او منعوه))
3- قيام المنظمات والمؤسسات الحكومية الكفيلة وذلك بأخذ الأطفال الذين يتسولون أو الأطفال الذي يعملون أعمال لايناسب اعمارهم وتبعدهم عن برائتهم
4-أما العلاج الأكبر والأهم لكل ذلك هو القانون ،فالقانون هو المنظم للحياة الأجتماعية وهو الحضن الامن لأي مجتمع فسيادته ينعم المجتمع بالامان والاستقرار وبغيابه يهدم البناءالاجتماعي والأقتصادي والسياسي
فوجود هؤلاء المتسولين رغم المجهودات التي تقوم بها الجهات الامنية والجهات المختصة يؤدي الى تشويه المنظر العام لمدينة وأسقاط حضارة التي كنا سادتها
فهذه الافة في عراقنا اتخذت اشكال وطرق مبتدعة كزرعهم لعبوات الناسفة هي بسبب غياب القانون وعدم أعتباره واحترامه وعدم ملاحقة هؤلاء والتصدي لهم بحزم سياسيا وأقتصاديا وأجتماعيا..
#صباح_محمد_أمين (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟